تحقيق مسبار
انتشر في الآونة الأخيرة ما يسمى بحمية الكيتو، والتي عمد إليها أشخاص كثر ونتج عنها نتائج مرضية عند الكثيرين. وبناءًا على ذلك أصبح يتبادر إلى الأذهان تساؤل كون اللبن مسموحًا في الكيتو أم لا.
هذا المقال يتحدث عن ماهية النظام الكيتوني، ويوضح كيفية عمل حمية الكيتو، ويجيب على سؤال: هل اللبن مسموح في الكيتو؟
النظام الكيتوني
هو نظام غذائي يسمى بمنخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون، كونه يعتمد على تناول أقل قدر ممكن من الكربوهيدرات كتلك الموجودة في الخبز الأبيض والسكر والصودا، وتناول البروتين والدهون من أجل الحصول على السعرات الحرارية اليومية.
كيفية عمل حمية الكيتو
يعتمد مبدأ عمل حمية الكيتو على إجبار الجسم على حرق الدهون وتكسير البروتينات بعدما تنفذ نسبة الكربوهيدرات الموجودة فيه، والتي تعرف بكونها سريعة الهضم.
تحتاج هذه العملية من ثلاثة إلى أربعة أيام للبدء بفعاليتها في جسم الإنسان؛ إذ يفقد الجسم مخازن الجلوكوز المُنتِجة للطاقة والتي يكتسبها في العادة من الكربوهيدرات، فيقوم بحرق الدهون والبروتينات للحصول على الطاقة، وبالتالي يَصدُرعن هذه العملية أحماض تسمى الكيتونات، وأخيرًا ينشأ عن ذلك فقدان في الوزن وتحسين في الأداء الرياضي، وهذا ما يسمى بالطريقة الكيتوزية من أجل فقدان الوزن.
ومن الجدير بالذكر بأن حمية الكيتو نظام غذائي يُركِّز على مدى فعالية الجسم وقدرته على خسارة الوزن أكثر من الحصول على القيمة الغذائية من الطعام المتناول.
فوائد حمية الكيتو
لحمية الكيتو الغذائية فوائد عدة يمكن حصرها في النقاط الآتية:
- إن أهم الأهداف التي تسعى إليها حمية الكيتو هو فقدان الوزن، وبالفعل تعد إحدى الحمى الغذائية الفعَّالة في خسارة الوزن من خلال فقدان الشهية وقلة الشعور بالجوع وفقدان سريع للدهون.
- تساعد حمية الكيتو في تحسين صحة الجلد، فالنظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات يعمل على تحسين توازن البكتيريا الموجودة في الأمعاء، وبالتالي يحدث توازن في مستويات السكر في الجسم، ومن ثم يقلل من ظهور حب الشباب.
- يساعد النظام الكيتوني في محاربة السرطان إلى جانب العلاجات الكيماوية والإشعاعية، من خلال إحداث إجهاد تأكسدي يساعد على موت الخلايا السرطانية.
- يعد النظام الكيتوني مناسِبًا لمرضى الصرع وبدوره يساعد على التقليل من حدوث النوبات وذلك بحسب مؤسسة الصرع.
الآثار الجانبية لحمية الكيتو
على الرغم من فوائد حمية الكيتو الصحية للجسم، إلا أنه لابد من وجود بعض الآثار الجانبية التي من الواجب مراعاتها وذكرها في النقاط التالية:
- قد تتسبب حمية الكيتو في الإصابة بالإمساك بسبب ما تُحدثه من عسر في الهضم. لذلك يجب تناول كميات كافية من الفواكه والخضار خلال الحمية الكيتونية. كما وقد تتسبب في الإصابة بالإسهال خاصة في الأسابيع الأولى من اتباع الحمية، إذ يواجه البعض صعوبة خلال عملية هضم الدهون فيصابون بما يسمى الإسهال الدهني.
- تتسبب حمية الكيتو أحيانًا بحدوث حصوات في الكلى، وذلك لكونه نظامًا غذائيًا منخفض الكربوهيدرات ويعتمد على حرق الدهون، الأمر الذي يؤثر على عمل الكليتين. كما وقد يكون خطيرًا على مرضى الكلى أنفسهم، لذلك يتوجب عليهم اتباع إرشادات الطبيب عند الشروع بتطبيق الحمية.
- من الممكن الإصابة بما يسمى أنفلونزا الكيتو، التي يصاحبها صداع وتعب، ودوخة، وخفقان في القلب، وضعف عام في الجسم.
- أحد الآثار الجانبية التي تتسبب بها حمية الكيتو هو حدوث رائحة كريهة للفم، إذ تفرز العملية الكيتوزية ما يسمى بالأسيتون ويتم التخلص منه عن طريق التنفس من خلال الرئتين.
- من الممكن أن يكون الابتعاد المفاجئ عن حمية الكيتو أمرًا ليس بالهين على بعض الأشخاص ممن يعانون من السمنة أو السكري على سبيل المثال، لذلك يتوجب على من يعاني من الأمراض المزمنة المتابعة عند الطبيب أو اتخاذ النظام التدريجي عند الابتعاد عن حمية الكيتو.
هل اللبن مسموح في الكيتو؟
كما ذُكر سابقًا، فإن نظام الكيتو يعتمد على تناول أطعمة منخفضة الكربوهيدرات، وعلى ذلك، فهناك بعض أنواع الألبان منخفضة الكربوهيدرات والتي يسمح بتناولها خلال نظام الكيتو الغذائي، كما وهناك أنواع أخرى مرتفعة الكربوهيدرات يفضل تجنبها قدر الإمكان خلال نظام الكيتو.
اللبن كامل الدسم هو الخيار الأمثل، ويفضل تجنب الألبان قليلة وخالية الدسم خلال الكيتو وذلك كونها تحتوي على نسب أعلى من الكربوهيدرات.
وفي السياق، فإن اللبن اليوناني كامل الدسم يعد أحد أنواع الألبان المسموح تناولها في نظام الكيتو الغذائي، على الرغم من احتوائه على نسبة من الكربوهيدرات، إذ يحتوي كل نصف كوب من اللبن اليوناني أو كل 105 غرام على أربع غرامات كربوهيدرات، وتسعة غرامات بروتين.
كما وهناك أنواع أخرى من الألبان المسموح بها في الكيتو مصنوعة من منتجات غير حيوانية، وهو لمن لديهم حساسية تجاه منتجات الحليب الحيوانية، أو لمن يفضلون عدم تناول منتجات الحليب بشتى أنواعها، مثل زبادي حليب اللوز الذي يحتوي على نسب قليلة من الكربوهيدرات.
أما عن الألبان المُنكَّهة بالسكر أو بالفواكه مرتفعة الكربوهيدرات فهي تحتوي على نسب أعلى من الكربوهيدرات وهذا ما يجعل من تجنبها أمرًا مُستحسنًا خلال النظام الكيتوني.
لماذا يعتبر اللبن طعامًا مسموحًا به في نظام الكيتو؟
يعد اللبن من ضمن الأطعمة المسموح بها في النظام الكيتوني نظرًا للدور الذي تقوم به البكتيريا أثناء عملية تحويل الحليب إلى لبن من خلال التخلص من اللاكتوز الموجود في الحليب، وبالتالي يصبح هناك تقليل من نسبة السكر الموجودة فيه وبالتالي تقل كمية الكربوهيدرات المتواجدة في المنتج الجديد ألا وهو اللبن.
ولأن اللبن طعام منخفض الكربوهيدرات فهو يدخل ضمن النظام الغذائي الكيتوني.
طرق للاستفادة من اللبن في الكيتو
قد لا يستمتع البعض في تناول اللبن وهذا ما يجعل منه طعامًا مُستبعدًا أحيانًا، فيما يلي مجموعة نصائح تُحفِّز على تناول اللبن خلال النظام الكيتوني:
- يمكن إضافة الفواكه قليلة الكربوهيدرات إلى اللبن، فللفواكه دور في تحسين طعم اللبن وإضفاء نكهة مميزة له.
- قد تكون فكرة إضافة بذور اللوز أو الجوز إلى اللبن قبل تناوله جيدة، فهي تحفز على تناول الطعام، بالإضافة إلى دور هذه البذور في تحسين صحة القلب.
- من أجل إدخال اللبن إلى النظام الغذائي بصورة مقبولة يمكن إضافته إلى العصائر، وتناوله كمشروب كريمي.
اقرأ/ي أيضًا: