تحقيق مسبار
يعاني الكثير من الناس من حصيات الكلى أو ما يسمى رمل الكلى، حيث تختلف أعراضه بحسب حجم الحصيات ونوعها، مما يطرح عدد من الأسئلة يبحث الناس عن اجاباتها وخاصة فيما إذا كانت الحصيات تسبب الألم.
سيتم في هذا المقال البحث التعريف بحصيات الكلى أو رمل الكلى، وأنواعها، وأعراض الإصابة بها، وتشخصيها، وعلاجها، إضافة إلى الإجابة على سؤال هل يسبب الرمل الألم؟
معلومات عن الجهاز البولي لدى الإنسان
يتألف الجهاز البولي لدى الإنسان من الكليتين والحالبين والمثانة والإحليل، ولكل من هذه الأجزاء وظيفتها التي تتكامل مع وظيفة باقي الأقسام، وتعطي مجتمعةً العمل الأساسي والسليم للجهاز البولي ككل.
تسمى الكليتين بفلتر الدم، حيث تقومان بإزالة الفضلات ومواد الإطراح، التي تمرّ عبر الجهاز البولي لتخرج منه مع البول. ويمر البول من الكليتين عبر الحالبين، إلى المثانة، التي تمثل الخزان الذي يبقى فيه البول حتى يصبح الإنسان جاهزًا لعملية التبول.
الرمل أو الحصى في الكليتين
يحتوي البول بشكل طبيعي العديد من المواد الذائبة فيه، لكن في العديد من الحالات المرضية، يزداد تركيز بعض المواد في البول وتشكل بلورات صلبة. هذه البلورات الصلبة يمكن أن تتطور إلى حصيات بولية عندما يستمر تراكم المواد حولها، وتدعى بحصيات الكلى أو رمل الكلى، ويحدث ذلك لعدة أسباب.
بعد تشكل هذه الحصى في الكلية، تنطلق عادة إلى الحالب، ويمكن أن تكون هذه الحصيات كبيرة بما يكفي لانسداد الكلى أو الحالب. ويتم التخلص من الحصى والرمل عن طريق الحالب الذي يبلغ طول مقطعه 3-4 ملم، لذا فإن الكتل من الرمل أو الحصى التي تبلغ 5 ملم أو أقل تكون سهلة الخروج عبر الجهاز البولي، أما تلك التي تكون أكبر من ذلك، فإنها تحتاج طرقًا خاصًة لإزالتها.
يشكل الرمل المرحلة الأولية من تشكل الحصيات، ثم يتحول إلى الحصيات، التي تختلف بأحجامها وأشكالها مسببة الاختلاف في طرق تشخيصها وعلاجها، وتكون الحصى عادة خشنة ذات حواف مسننة، وبعضها أكثر خشونة أو ملساء.
أنواع رمل الكلى (الحصى)
معظم حصوات الكلى تتكون من الكالسيوم، الذي يتجمع معظمه مع الأوكزالات ليشكل أوكزالات الكالسيوم، لكن بشكل عام يوجد عدة أنواع من حصيات الكلى، يتم تسميتها حسب المادة التي تشكلت منها، وهي:
1. حصيات أوكزالات الكالسيوم:
وهي النوع الأكثر شيوعًا، حيث تشكل ما يقارب 70 - 80 % من مجموع الحصيات. وتحدث بسبب تراكم الكالسيوم والأوكزالات أو الفوسفات، حيث تتعدد الأسباب المؤدية لتشكلها، ومن أكثر الأسباب شيوعًا:
- الإفراط في تناول المواد الغذائية أو الدوائية الحاوية على الكالسيوم.
- شرب القليل من السوائل.
- تناول الكثير من فيتامين C.
2. حصيات حمض البول:
يتشكل هذا النوع من الحصى بسبب البول شديد الحموضة، أو لدى الأشخاص المصابين بالنقرس، وتنتج من تراكم حمض البول في الجهاز البولي وعدم إطراحه من الجسم.
3. حصوات السيستين:
هذا النوع من الحصيات نادر جدًا، وعادةً يوجد فقط لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلة وراثية تسمى "بيلة السيستين". في هذه الحالة، يكون الشخص غير قادرٍ على امتصاص مادة تسمى السيستين، مما يؤدي لإفراز كمية غير طبيعية منها، ومن ثم تراكمها وتبلورها لتشكل الحصيات.
أعراض الإصابة برمل الكلى (الحصى)
قد تتواجد الحصيات في الكلية لسنوات دون أن تسبب أعراض، إذ يبدأ ظهور الأعراض مع تحرك الحصيات من مكانها خارج الكلية عبر السبيل البولي.
في حالة الحصيات الصغيرة، قد لا يتم الشعور بأعراض أو آلام، لأن الحصيات تمر بسهولة عبر المجاري البولية.
بشكلِ عام كلما زاد حجم الحصية سببت آلام شديدة في الظهر والبطن، لكن قد لا تظهر حتى تتحرك الحصيات نحو الحالبين. يدعى هذا الألم الشديد بالمغص الكلوي، وربما يحدث الألم بجهة واحدة من الظهر أو البطن، وقد يمتد الألم إلى منطقة الفخذ وكذلك الأعضاء التناسلية. ويكون المغص على شكل نوبات، لكن يمكن أن يكون شديدًا، والأشخاص الذين يعانون من هذا الألم يشعرون عادًة بالقلق بسبب شدته.
الأعراض الأخرى لحصوات الكلى تتضمن:
- ظهور الدم في البول.
- التقيؤ والغثيان.
- بول كريه الرائحة.
- قشعريرة.
- حمى وارتفاع حرارة.
- الحاجة للتبول بشكل متكرر.
- تبول كميات صغيرة من البول.
هل الرمل يسبب ألم في الرجلين؟
صحيح، في حالة الحصوات الكبيرة، التي تسبب عند تحركها نحو الحالبين ألمًا شديدًا في الظهر والبطن يسمى بالمغص الكلوي، ويمكن في بعض الحالات أن يمتد إلى الفخذين.
عوامل الخطورة للإصابة برمل الكلى (الحصى)
تتعدد عوامل الخطر التي تساهم بشكل كبير بتشكل حصوات الكلى، من هذه العوامل:
- عدم شرب الكمية الكافية من الماء.
- اتباع حميات غذائية تؤدي لزيادة إفراز المواد التي تتشكل منها الحصيات مثل الكالسيوم وحمض البول.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالحصيات.
- انسداد المسالك البولية.
- الحالات المرضية، حيث يوجد العديد من الحالات المرضية التي تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى، بسبب وجود نسبة عالية أو منخفضة من المواد اللازمة لتشكل الحصيات، ومن هذه الحالات:
- ارتفاع مستويات الكالسيوم الدموية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض السكري.
- النقرس.
- هشاشة العظام.
- أمراض الغدد جارات الدرق.
- بعض الأدوية والأغذية: والتي يمكن أن تزيد من خطر تشكل حصيات الكلى، ومنها:
- المدرات البولية.
- مضادات الحموضة الحاوية على الكالسيوم.
- السيفترياكسون (صاد حيوي).
- الأطعمة الغنية بالبروتينات الحيوانية (اللحوم).
- الوجبات الغنية بالملح.
- الأطعمة الغنية بالسكريات.
تشخيص رمل الكلى (الحصى)
مثل باقي الأمراض الأخرى فإن تشخيص الحصى في الكلية يحتاج إلى فحص سريري دقيق مع ما يتبعه من الفحوصات المتممة وفق ما يلي:
- الفحص السريري مع أخذ القصة المرضية والعائلية للمريض.
- التصوير والأشعة: وتُستخدم الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية (الإيكو) والتصوير المقطعي المحوسب (الطبقي المحوري)، وتُستعمل هذه الإجراءات غير الباضعة لتحديد مكان تواجد الحصيات وكذلك حجمها لاختيار العلاج المناسب.
- الفحوصات المخبرية لعينة بول: لفحص مستويات الكالسيوم والبولات والسيستين والأوكسالات وغيرها من المواد المشكلة للحصيات البولية.
- الفحوصات المخبرية الدموية: وهي ضرورية للبحث عن أمراض التهابية في المجرى البولي ومدى كفاءة عمل الكليتين في تصفية الدم، وكذلك التغيرات الدموية التي أدت إلى تشكل الحصيات البولية.
علاج رمل الكلى (الحصى)
معظم حصيات الكلى تكون صغيرة ويمكن أن تمر بسهولة مع البول، ومن المحتمل معالجتها في المنزل تحت إشراف الطبيب وتوصياته، حيث تتعدد طرق العلاج، وطرق التخلص من حصوات الكلى، ويختلف ذلك حسب حجمها، فالحصوات الصغيرة يمكن أن تكون مؤلمة في بعض الأحيان، لكن الألم عادًة يدوم حوالي يومين ويختفي.
أولًا: المعالجة لدى الطبيب العام
عندما يكون الألم شديدًا، يعطي الطبيب العديد من التوصيات التي تخفف من الأعراض، ومنها:
- شرب كميات كبيرة من السوائل خلال النهار، ربما تصل إلى 3 لتر باليوم، والتقليل من تناول الملح، وإذا بقي البول غامقًا فإنها علامة منذرة لشرب كميات إضافية من الماء.
- مسكنات الألم ومضادات الغثيان.
- حاصرات ألفا.
- عندما يكون الألم شديد جدًا، يُرسل المريض إلى المستشفى للقيام بالتحاليل والعلاج الكامل.
ثانيًا: المعالجة التخصصية
في حالة الحصوات كبيرة الحجم، يتم اللجوء لطرق أكثر تعقيدًا، وتتضمن الأنواع الأساسية للإجراءات المتبعة في إزالة الحصيات الكبيرة:
- تفتيت الحصى بالموجات الصوتية، وهو إجراء غير مريح ويحتاج أحيانًا لتخدير موضعي.
- تنظير الحالب.
- الاستئصال الجراحي لحصوات الكلى عن طريق الجلد.
- يتم اللجوء في بعض الحالات إلى المعالجة الدوائية من أجل تسكين الآلام الشديدة.