تحقيق مسبار
هل القشطة مسموحة في الكيتو من ضمن أسئلة الأطعمة الكثيرة التي يتساءل عنها متبعو حمية الكيتو، وذلك كون حمية الكيتو تُعتَبر جديدة نسبيًا، لذلك فإن ماهيتها وأسس عملها لا تزال بحاجة إلى التوضيح. ولعل سؤال هل القشطة مسموحة في الكيتو؟ من بين الأسئلة التي يُحاول المُهتمون بنظام الكيتو الحصول على إجابة لها، لما تتميز به القشطة من مذاق مُحبب وقيمة غذائية، كأحد مُنتجات الألبان. فما هو نظام الكيتو؟ وما هي القشطة؟ وهل القشطة مسموحة في الكيتو؟
يُقدم هذا المقال الإجابة على الأسئلة سابقة الذكر، ويُوضح المعلومات اللازمة لمعرفة المعايير التي يُمكن من خلالها تحديد ما هو ممنوع وما هو مسموح في الكيتو.
ما هو الكيتو؟
نظام الكيتو أو ريجيم الكيتو أو الكيتو دايت، جميعها أسماء شائعة للنظام الغذائي الذي يُسمى بالنظام الكيتوجيني (Ketogenic Diet). وهو نظام غذائي يهدف إلى إدخال الجسم في حالة أيضية مُختلفة عن الحالة التي يعيشها جسم الإنسان عادةً، حيث أنّ مُختلف أنواع الخلايا في الجسم، يُمكنها إنتاج الطاقة من الغلوكوز، وهي الصورة النهائية في الجسم لجميع أنواع النشويات والسكريات التي يتناولها الإنسان، كما يُمكن للخلايا أن تُنتج الطاقة اعتمادًا على نوع مُختلف من "الوقود" وهو الكيتونات.
أبسط صيغة لتعريف نظام الكيتو بأنّه نظام غذائي يتم فيه استبعاد الكربوهيدرات والسكريات بشكل كامل أو شبه كامل (عادةً يُسمح بـ 20 إلى 50 غرام من الكربوهيدرات يوميًا) من أجل إنهاء مخزون الجسم من الغلوكوز الفائض، وبالتالي إجبار الجسم على الإنتقال إلى الآلية البديلة لإنتاج الطاقة والتي تُسمى الحالة الكيتوزية، والتي يعتمد فيها الجسم على الكيتونات كوقود. هذه الكيتونات يتم إنتاجها بشكل رئيسي من خلال حرق الدهون المُخزنة في الجسم وكذلك الدهون التي يتم تناولها.
متى تم اكتشاف نظام الكيتو؟
نظام الكيتو في الأساس هو نظام غذائي يستخدمه الأطباء كجزء من خطة علاجية متكاملة لعلاج حالات الصرع، وخاصةً حالات الصرع عند الأطفال، وذلك لأن اتّباع المريض لنظام الكيتو أثبت فاعلية في تقليل عدد مرات الإصابة بنوبات الصرع. كان الكيتو يُستخدم لعلاج الصرع مُنذ حوالي 100 عام، ثم بدأ استخدام هذا النظام بهدف خسارة الوزن في سبعينيات القرن العشرين، وذلك عندما قام الطبيب روبرت أتكينز بوضع نظام غذائي لخسارة الوزن، يتضمن اتباع نظام الكيتو في المرحلة الأولى منه.
القشطة
للإجابة على سؤال هل القشطة مسموحة في الكيتو، لا بد أولًا من التعرف على القشطة كأحد منتجات الحليب ومعرفة طريقة صنعها، ومن ثم إجابة السؤال أعلاه.
تعتبر القشطة أحد المكونات الأساسية في الحليب الحيواني بجميع أنواعه، وهي عبارة عن دهون تطفو على سطح الحليب الخام كونها تختلف عنه من حيث القوام، وبالإمكان فصلها (قشدها) عن الحليب يدويًا عند ترك الحليب بدون تحريك. أما في حال التسخين الطويل للحليب دون غليانه، فعندها تتكون طبقة أسمك من نظيرتها الموجودة على الحليب البارد، كون عملية التسخين تساعد على طفو المزيد من الدهون على السطح. أما صناعيًا فتختلف عملية فصل القشطة عن الحليب، إذ تتم بواسطة أدوات متخصصة. وعلى جميع الأحوال، فإن تركيز الدهون في القشطة يختلف باختلاف طريقة عملها وتوقيت فصلها وبحسب نوعية الحليب الخام الداخل في صناعتها.
أنواع القشطة
يوجد في الأسواق أنواع كثيرة من القشطة، وهذا التنوع ناجم عن التباين في نسب المواد المكونة للقشطة نفسها، إذ يُلاحظ وجود اختلافات في تركيز الدهون ونسب السكر وبروتينات الحليب، كذلك يوجد تباين في نسبة الحليب إلى الدهون في كل واحدة من أنواع القشطة المعروضة. تاليًا بعض أنواع القشطة:
- القشطة السميكة (Thick/clotted Cream): أو ما يعرف بالقيمر أو القشطة البلدية، ويمتاز هذا النوع بنسبة الدهون العالية بالمقارنة إلى نسب المكونات الأخرى، إذ تبلغ نسبة الدهون فيها من 36%-40%، فهي بالفعل سميكة ودسمة في نفس الوقت.
- القشطة المخلوطة (Half and Half Cream): وتسمى بهذا الاسم لأنها تتكون من كمياتٍ شبه متساوية من القشطة والحليب معًا، إذ تبلغ نسبة الدهون فيها 10%-18% فقط.
- القشطة الحامضة (Sour Cream): تشبه القشطة الحامضة القشطة المخلوطة من حيث نسبة الدهون، فتكون نسبة الدهون فيها 10%-18%، لكنها تختلف عنها في طريقة التحضير، إذ تُصنع بإضافة أحماض كالليمون أو الخل وتترك للتخمر، وعن طريق عملية التخمر وظهور البكتيريا تكتسب القشطة القوام السميك الذي يميزها عن القشطة المخلوطة التي تكون أخف قوامًا منها.
هل القشطة مسموحة في الكيتو؟
قبل الإجابة على سؤال هل القشطة مسموحة في الكيتو، لعلّه من المفيد معرفة القاعدة العامة، التي يُمكن من خلالها معرفة إذا كان أي نوع من الطعام، مسموح في الكيتو أم لا.
القاعدة العامة هي: تناول مقدار مُتدني جدًا من الكربوهيدرات في الخطة الغذائية اليومية، عادةً أقل من خمسين غرام من الكربوهيدرات في اليوم. لذا، يُمكن القول أنه لكي يكون أي نوع من الطعام مسموح في الكيتو، يجب أن يحتوي على كمية قليلة جدًا من الكربوهيدرات. فيما يلي القيمة الغذائية للقشطة:
العنصر الغذائي | الكمية لكل 100 غرام من القشطة |
الدهون. | 36 غرام |
البروتينات. | 2.8 غرام |
الكربوهيدرات. | 2.9 غرام |
فيتامين D. | 8% من الاحتياج اليومي |
الحديد. | 1% من الاحتياج اليومي |
الكالسيوم. | 66 ميلغرام |
السعرات الحرارية. | 340 سعر حراري. |
هذا يعني أن الإجابة هي نعم. القشطة مسموحة في الكيتو، وذلك لأنها تحتوي على كمية قليلة من الكربوهيدرات. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي القشطة على أحد أنواع الأحماض الدُهنية، والذي يُسمّى حمض اللينوليك المُقترن (Conjugated Linoleic Acid)، وهو نوع من الأحماض الدهنية الذي يُعتقد أنه قد يُساعد في خسارة الوزن. لذا يُمكن القول أن القشطة مسموحة في الكيتو، بل وتنصح بعض المصادر بتناول القشطة في الكيتو.
ما هي منتجات الألبان المسموحة في الكيتو؟
يُقصد بمنتجات الألبان جميع الأطعمة والمشروبات مثل الكريمة والجبنة والزبدة واللبن التي تُصنع من حليب الأبقار الماعز والخراف، وتحتوي جميع مشتقات الألبان على البروتينات والدهون والكربوهيدرات، ولكن بنسب مختلفة حسب كل منتج، لذلك يُعتبر اختيار منتجات الألبان المسموحة في الكيتو أمرًا مُحيّرًا للبعض. تاليًا بعض أنواع منتجات الألبان المسموحة في الكيتو:
- الزبدة والسمنة الحيوانية: تُعتبر الزبدة والسمنة الحيوانية من الأصناف المسموحة في الكيتو، كونها تحتوي على نسبة عالية من الدهون وكمية ضئيلة من السكر، أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حساسية لبروتينات الحليب، بإمكانهم استخدام الزبدة المصفّاة والتي تُباع تحت مسمى (Ghee).
- الجبنة القابلة للدهن: يوجد بعض الأنواع من الجبنة الكريمية المسموحة في الكيتو، ولعل أبرز تلك الأنواع جبنة الماسكربوني الإيطالية.
- الأجبان المعتقة والأجبان القاسية: يُسمح في الكيتو بتناول بعض أنواع الجبنة المعتقة مثل جبنة الشيدر والبارميزان المعتق.
- الأجبان شبه الطرية: ويُقصد بها الأجبان التي تكون غير قابلة للدهن، ولكنها ليست بالضرورة أجبان صلبة القوام، فيكون قوامها طري ومتماسك في نفس الوقت، ومن أبرز أنواعها جبنة الفيتا وجبنة الموزاريلا الطازجة، ويجدر التنويه أن محتوى الكربوهيدرات في تلك الأجبان عالٍ قياسًا بالأجبان القاسية والمعتقة، فيحتوي كل 100 غم من الأجبان شبه الطرية على ما يقارب 4 غم من الكربوهيدرات، لذلك يجب تناولها باعتدال.
- الأجبان المتخثرة: ويقصد بها نوعية الأجبان الخفيفة التي تصنع بطريقة التخثير، ويتم تحضيرها إما باستخدام مواد حامضية كالليمون والخل أو باستخدام خمائر الأجبان الصناعية. ومن أنواع الأجبان المتخثرة جبنة الريكوتا وجبنة الكوتاج، كذلك العديد من الأجبان المحلية والتي تختلف تسمياتها حسب البلدان لكنها تصنع بطريقة مشابهة.
ما هي الأطعمة التي يُنصح بتناولها في الكيتو؟
قد يبدو التعرف على كل نوع من أنواع الأطعمة وما يحتويه من كربوهيدرات أمرًا مُعقدًا ومُرهقًا، لذا فإن هُناك مجموعة من الأطعمة التي يتم اعتمادها كأطعمة مسموحة في الكيتو. القائمة التالية تُوضح عدد من هذه الأطعمة:
- الأسماك وثمار البحر: تُعد الأسماك عُمومًا، وخاصة الأسماك الغنية بالدهون مثل السلمون، من الأطعمة الصحية الغنية بالأحماض الدُهنية أوميغا-3، لذا يُنصح بتناول السمك على الأقل بمعدل مرتين أسبوعيًا. كما أن الأسماك لا تحتوي على أي كمية تُذكر من الكربوهيدرات مما يجعلها مسموحة في الكيتو. الأمر نفسه ينطبق على ثمار البحر، التي وإن كانت تحتوي على الكربوهيدرات بكمية أكبر من السمك، إلاّ أنها تظل كمية قليلة وبالتالي يُمكن تناول ثمار البحر أيضًا ضمن حمية الكيتو.
- الخضروات قليلة الكربوهيدرات: لا تتميز جميع الخضروات بمُحتوى مُتدني من الكربوهيدرات، لذا من المهم تناول أنواع الخضروات التي تتصف بهذه الصفة، وبالتالي تكون مسموحة في الكيتو، مثل الأفوكادو والبروكلي والملفوف والقرنبيط، وكذلك الكوسة والباذنجان والخس والبازلاّء، بالإضافة إلى الفلفل الأخضر والخيار والطماطم والزيتون.
- الأجبان: يُمكن القول أن الغالبية العُظمى من الأجبان، تتصف بنفس المواصفات التي تجعل القشطة مسموحة في الكيتو، كما أنها تتشابه مع القشطة في القيمة الغذائية. ومن بين أنواع الجبنة التي ينصح بتناولها في الكيتو: الموزاريلاّ والحلوم والقريش والشيدر.
- اللحوم: تُعد اللحوم الحمراء وكذلك لحوم الطيور من أفضل الأطعمة التي يُمكن الاعتماد عليها في الكيتو، وذلك لأنها لا تحتوي على الكربوهيدرات، بالإضافة إلى قيمتها الغذائية، حيث تُعتبر مصدرًا ممتازًا للبروتين عالي الجودة، وكذلك عدد من الفيتامينات والمعادن.
- البيض: البيض أيضًا من الأطعمة الصحية التي تحتوي على كمية جيدة من البروتين والدهون، ولا يحتوي على أي كربوهيدرات تقريبًا. وبالرغم من أن البيض غني بالكوليسترول، إلاّ أن تناول البيض لا يُعتبر مُشكلة بالنسبة لغالبية الناس. جدير بالذكر أنه يُنصح بتناول البيض الكامل وعدم التخلص من الصفار كما قد يفعل البعض لتفادي الدهون، وذلك لأن الصفار هو الجزء الذي يحتوي على نسبة عالية من إجمالي ما يحتويه البيض من مُغذّيات، ومركبات كيميائية هامة مثل مُضادات الأكسدة.
- زيت الزيتون: بالإضافة لكونه مصدر صافي للدهون وبالتالي مسموح في الكيتو، يتميز زيت الزيتون بعدد من المواصفات التي تجعله مصدرًا صحيًا للدهون، وذلك لأنه يحتوي على نوع من الأحماض الدهنية يُسمى حمض الأوليك (Oleic acid)، والذي ثَبُتَ أنه يلعب دورًا في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، كما يحتوي زيت الزيتون البكر على نوع من مُضادات الأكسدة يُسمى الفينولات (Phenols)، والذي يُساهم أيضًا في الوقاية من أمراض القلب.
هل هُناك مخاطر من اتباع نظام الكيتو؟
هذا صحيح، هُناك عدد من المخاطر والمشاكل الصحية المرتبطة باتّباع نظام الكيتو ومن بينها:
- سوء التغذية: الدخول في الحالة الكيتوزية يتطلب استبعاد جميع أنواع الفواكه تقريبًا وعدد من أنواع الخضروات، وهو الأمر الذي يرفع احتمال عدم حصول الجسم على بعض المُغذيات مثل الفيتامينات كفيتامين C والمعادن مثل السيلينيوم والمغنيسيوم.
- صحة الكبد: تناول كميات أكبر من الدهون يضع حِمل إضافي على الكبد، وذلك لأنه يلعب دورًا رئيسيًا في التمثيل الغذائي للدهون، وهو أمر يُشكل خطورة على الكبد إذا كان الشخص يُعاني أصلًا من أي مشاكل في الكبد.
- تشوّش التفكير: وكذلك التقلبات المزاجية أو الشعور بحالة مزاجية سيئة، كلها أمور يُمكن أن تنتج عن اتباع نظام الكيتو، وذلك لأن خلايا الدماغ تُفضل الحصول على الطاقة من الغلوكوز الناتج عن تناول الكربوهيدرات الصحية.
- ارتفاع الكوليسترول: والمقصود هنا الكوليسترول الضار (LDL). هُناك رابط بين اتباع نظام الكيتو وبين ارتفاع الكوليسترول الضار في الدم، وهو أمر مُرتبط بالإصابة بعدد من أمراض القلب.
اقرأ/ي أيضًا:
هل نظام قرطاي فعّال؟
