تحقيق مسبار
في ظل الإقبال المتزايد على اتباع نظام الكيتو مؤخرًا من قبل عدد كبير من المهتمين بنظم التغذية الصحية وممن يبحثون عن طرق لإنقاص الوزن، تكثر الأسئلة حول الأطعمة التي بإمكانها أن تكون ضمن المدخول الكيتوني، ومنها: هل البصل مسموح في الكيتو؟
يوضح المقال التالي ماهية الكيتو وآلية عمله في جسم الإنسان، كما ويجيب على سؤال: هل البصل مسموح في الكيتو؟ بالإضافة للتعرف على البصل وأهم أنواعه وفوائده.
ما هو الكيتو
الكيتو هو نظام غذائي صحي منخفض الكربوهيدرات وعالي البروتين، إذ يعتمد بشكل مباشر على تناول الأطعمة الغنية بالدهون والبروتين ليحصل الجسم على القدر الكافي من السعرات الحرارية المطلوبة والتقليل من تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات سهلة الهضم.
يسعى متبعو نظام الكيتو لإنقاص الوزن، كما ويدخل ضمن الأنظمة الغذائية المناسبة في معالجة عدد من الأمراض.
آلية عمل نظام الكيتو في الجسم
بعد التعرف على الفكرة التي يعتمدها نظام الكيتو الغذائي أجل الحصول على وزن أقل، من المهم معرفة الآلية التي يقوم بالعمل عليها في الجسم، والتي يمكن توضيحها بشكل مبسط فيما يلي:
- في البداية، يحتاج الجسم لتناول البروتين والدهون بشكل أساسي، ومحاولة تجنب تناول الكربوهيدرات كما ذُكر سابقًا.
- سيحرق الجسم الغلوكوز أو سكر الدم المتوفر في الجسم والناتج عن الكربوهيدرات، من أجل الحصول على الطاقة.
- سينفذ الجلوكوز، ويحتاج الجسم لتكسير البروتين والدهون الموجودة في الجسم لتوفير الطاقة اللازمة.
- سيبدأ الجسم بتكسير الدهون والبروتين وتحويلها إلى كيتونات، مع العلم أن الجسم يحتاج ثلاثة أو أربعة أيام للبدء بعملية التكسير الحيوي للدهون والبروتين.
- يدخل الجسم في الحالة الكيتوزية المطلوبة، والتي يبدأ فيها بالتخلص من الوزن، إذ سيكون هذا النظام فعالًا في أول ثلاثة شهور وحتى ستة شهور من البدء باتباعه، وذلك لأن الجسم يحتاج لسعرات حرارية كبيرة من أجل تحويل الدهون إلى طاقة، على عكس الأنظمة الغذائية الأخرى التي تعتمد على تناول الكربوهيدرات، إذ تحتاج الكربوهيدرات إلى سعرات حرارية أقل من أجل تحويلها إلى طاقة.
الآثار الجانبية للكيتو
من المهم معرفة أن جميع الأنظمة الغذائية ينتج عنها آثارًا جانبيةً إلى جانب فعاليتها المطلوبة، وفيما يلي أهم الآثار الجانبية الناتجة عند اتباع الكيتو:
- قد يشعر الفرد بالتعب والإعياء العام بسبب التغير الذي طرأ على مدخوله الغذائي واتباع نظام غذائي جديد، إذ سيحتاج الجسم مدة من الوقت من أجل التأقلم عليه، وقد يصاحب التعب أعراض أخرى كالغثيان والقيء.
- يواجه بعض من متبعي حمية الكيتو مشاكل عند الخلود إلى النوم.
- رائحة الفم الكريهة أحد الآثار الناتجة عن الكيتو.
البصل
يعتبر البصل نباتًا مزهرًا من الفصيلة النرجسية (Allium Family)، وهي الفصيلة ذاتها التي ينتمي لها الثوم. للبصل أنواع وأشكال وأحجام عدة، كما وله ألوان متعددة، فمنه الأبيض والأصفر والأحمر، ويتميز بكونه متنوع النكهات والأطعمة، فهناك البصل الحلو وهناك العادي، كما هناك اللاذع والحار ويعود ذلك بحسب الموسم الذي نما فيه. وتعد الصين الدولة الأكثر انتاجًا للبصل حول العالم.
تتعدد طرق تناول البصل، إذ يؤكل نيئًا أو مطبوخًا ويدخل في صنع عدد من الأطعمة المختلفة من خلال إضافته على السلطات، أو المرق، أو وجبات البيض والعجة وغيرها من الأطباق. والبصل نبات طبي ويستخدم منذ القدم في معالجة عدد من الأمراض كالصداع وتقرحات الفم.
القيمة الغذائية للبصل
يحتوي كل مائة غرام من البصل النيء على أربعين سعرة حرارية، فيها ما يعادل 9.3 غرامًا من الكربوهيدرات، 1.7 غرامًا من الألياف، 89 غرامًا من الماء، 4.2 غرامًا من السكر، و1.1 غرامًا من البروتين.
وبالإضافة لكل ما ذكر، فهي تحتوي على عدد من الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم.
هل البصل مسموح في الكيتو؟
قد تحتاج الإجابة على سؤال هل البصل مسموح في الكيتو لبعض من التوضيح، لأن البصل يحتوي على نسبة من الكربوهيدرات بالفعل، ولكنه من الممكن أن يدخل ضمن نظام الكيتو الغذائي، وكما أن هناك أنواع عدة من البصل، وأنواع معينة منها تعتبر صديقة للكيتو.
يُسمح بتناول البصل خلال نظام الكيتو الغذائي، لكن هناك شرط أساسي لتناول البصل في حمية الكيتو، وهو أن يكون الجسم في الحالة الكيتوزية المثالية والتي يسمح من خلالها تناول الكربوهيدرات ولكن بنسب قليلة لا تتعدى الخمسين غرامًا كتناول نصف بصلة متوسطة الحجم كحد أقصى، ويمكن تناول بصلة كاملة متوسطة الحجم لو كان صاحب الحمية ذا نشاط عالٍ ممن يمارسون الأنشطة الرياضية. وعلى ذلك فالبصل غير مناسب في الأيام الأولى من اتباع الكيتو، كون البصل لا يحتوي على دهون أيضًا، ولأن الأطعمة الدهنية التي يتم تناولها تحتوي على نسبة من الكربوهيدرات بالفعل.
أنواع البصل المسموح بتناولها خلال الكيتو
تتعدد أنواع البصل كما ذكر فيما سبق، وهناك أنواع معينة يمكن أن تكون مناسبة في نظام الكيتو الغذائي ولكن عند تناولها داخل الحد المسموح من صافي الكربوهيدرات.
فيما يلي أنواع البصل المسموح بتناولها خلال الحالة الكيتوزية:
- البصل الأخضر: وهو أكثر الأنواع تناسبًا مع حمية الكيتو، لأن كل 100 غرام من البصل الأخضر تحتوي على 3.7 غرامًا من صافي الكربوهيدرات، إذ تعتبر النسبة الأقل بين أنواع البصل المتعددة. وعلى ذلك يمكن اعتبار البصل الأخضر صديقًا للكيتو.
- البصل الأصفر: وهو البصل الأكثر انتشارًا وشيوعًا حول العالم، يتميز بلونه الأبيض من الداخل وقشرته البنية، وطعمه ورائحته القوية لكثرة ما يحتويه من الكبريت. يوجد في كل 100 غرام من البصل الحلو 6.1 غرامًا من صافي الكربوهيدرات، وهي نسبة عالية وهذا ما يجعله غير صديق للكيتو إلا لو تم تناوله ضمن المعدل المسموح به وخلال الحالة الكيتوزية المثالية.
- البصل الحلو: يتميز هذا النوع من البصل بمذاقه الحلو كونه لا يحتوي على الكبريت، وعلى الرغم من احتوائه على نسبة من السكر إلا أنه لا مشكلة من دخوله في نظام الكيتو الغذائي، كما ويحتوي كل 100 غرام من البصل الحلو على 6.6 غرامًا من صافي الكربوهيدرات.
- البصل الأحمر: يفضل تناوله بعد تكيَّف الجسم مع النظام الكيتوني وتناوله بكميات قليلة كونه يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، إذ يوجد في كل 100 غرام من البصل الأحمر 7 غرامات من صافي الكربوهيدرات.
فوائد البصل
بالإضافة إلى الطعم المميز الذي يضفيه البصل على الأطعمة التي يشارك في صنعها، فهو نتاج صحي يُقدِّم عددًا من الفوائد المهمة، منها:
- يحتوي البصل على مركبات الكرستين (Quercetin)، والفلافونويد (Flavonoid) ، وهي مضادات أكسدة تحمي الجسم من الإصابة بعدد من الأمراض الخطيرة، من خلال دورها في إبطاء عملية تأكسد خلايا وأنسجة الجسم.
- على الرغم من عدد السعرات الحرارية المنخفضة التي يمنحها البصل للجسم، إلا أنه يحتوي على عدد من الفيتامينات المهمة للجسم، كاحتوائه على حمض الفوليك (B9) والبيروديكسين (B6)، وهي فيتامينات تساعد الجسم على إنتاج خلايا الدم الحمراء، وتحسن من عمل الأعصاب.
- يدخل البصل ضمن الأطعمة التي تقي الجسم من خطر الإصابة بأمراض القلب، كونه يقلل من مستويات الكولسترول وضغط الدم، بالإضافة إلى قدرته على التقليل من نسب الدهون الثلاثية في الجسم، واحتوائه على عدد من المركبات التي تحمي الجسم من الالتهابات.
- يعتبر البصل واحدًا من الأطعمة المقاوِمة للسرطانات، كسرطان القولون والمعدة والمستقيم.
- يعدُّ البصل طعامًا جيدًا لمرضى السكر، كونه يساهم في السيطرة على نسب السكر في الدم، لاحتوائه على كل من الكبريت والكرسيتين (Quercetin).
اقرأ/ي أيضًا: