تحقيق مسبار
يكثر البحث عن طرق علاج حساسية الجلد والهرش في المنزل حتى يتمكّن المصابون من التخلّص من جميع الأعراض، التي تنتج عن هذه الأمراض، بتكلفة منخفضة ودون الحاجة إلى مراجعة الطبيب، ويشير هذا المقال إلى أبرز الطرق التي تساعدنا في علاج هذا النوع من الأمراض الجلدية وتخفيف آثارها في المنزل، مع ذكر الكثير من التفاصيل المرتبطة بأسباب الإصابة، والفحوصات الطبيّة التي يُمكن إجراؤها من قبل المصابين عند المراجعة الطبيّة، كما يقدّم المقال بعضًا من النصائح للوقاية من الحساسيّة الجلديّة أيضًا.
هل يمكن علاج حساسية الجلد والهرش في المنزل؟
عادةً ما تختفي أعراض حساسيّة الجلد والهرش من تلقاء نفسها في غضون أسبوع أو اثنين، ويهدف علاج هذه الحالة المرضيّة إلى التقليل من آثار الحكّة، وتوجد العديد من العلاجات المنزليّة الفعّالة للتقليل من آثار الإصابة بحساسيّة الجلد والهرش، ومن أبرز هذه العلاجات ما يأتي:
- البعد عن مثيرات التحسّس: لا بدّ من تجنّب لمس جميع الموادّ التي تؤدّي إلى إثارة التحسّس وزيادة الحكّة؛ كالصوف على سبيل المثال؛ لضمان اختفاء الحساسيّة الجلديّة خلال فترة وجيزة.
- استخدام الكمّادات: يُمكن للمصابين بالحساسيّة الجلديّة الاستفادة من كمّادات الماء البارد؛ لغايات علاج حكة الجسم والحساسيّة الشديدة؛ عن طريق وضعها على الأماكن المتحسسة برفق.
- استخدام المراهم: تحتوي الصيدليّات على كثير من أنواع المراهم، التي تساعد بدورها على التقليل من آثار حساسيّة الجلد والهرش، ويمكن استخدام هذه المراهم في المنزل دون الحاجة إلى زيارة الطبيب.
- ارتداء الملابس الفضفاضة: يؤدّي ارتداء الملابس الضيّقة إلى تهيّج الحساسيّة، وزيادة الهرش عند الحركة بشكل كبير، فيما يساعد ارتداء الملابس القطنيّة الفضفاضة على تقليل آثار هذا المرض بشكل ملحوظ.
- الضمادات الباردة: نستطيع لفّ قطعة قماش قطنيّة حول مكان التحسّس أو الهرش بعد بلّها وعصرها؛ للتخفيف من الأعراض الشديدة، ويمكن للمصابين ارتداء ملابس واسعة فوق هذه الضمادة القطنيّة.
- استخدام دقيق الشوفان: يؤدّي استخدام دقيق الشوفان المطحون مع الماء الفاتر إلى علاج حساسية الجلد والهرش، والتقليل من أعراضها، ويمكن أن يتسبّب هذا الخليط بتهيّج وجفاف البشرة عند استخدامه أثناء الأجواء الحارّة.
- الابتعاد عن المنظّفات المثيرة للحساسيّة: ينبغي على المصابين بأعراض الحساسيّة الجلديّة والهرش استخدام الصابون الخالي من الصبغات، والاعتماد على منظّفات الغسيل غير المعطّرة؛ لضمان اختفاء الحساسيّة في وقت قصير.
- اجتناب الخدوش في مكان الحساسيّة: تؤدّي الخدوش إلى تفاقم الحساسيّة الجلديّة والهرش بشكل كبير، ويمكن أن تنتج هذه الخدوش عن التعامل مع آثار الحساسيّة بعنف، أو بسبب الإصابات التي يتعرّض لها الأشخاص في حياتهم اليوميّة.
ما هي العلاجات الدوائيّة لحساسية الجلد والهرش؟
لا بدّ من مراجعة الطبيب لاتّخاذ الإجراءات الطبيّة المناسبة في حالة استمرار حساسيّة الجلد والهرش وعدم اختفائهما خلال أسبوعين؛ وذلك لضمان علاج هذه الحالة المرضيّة وعدم تفاقمها، ويعتمد اختيار الدواء أو العلاج المناسب على معرفة الأسباب التي تؤدّي إلى الهرش والحساسيّة، ولا بدّ من استشارة الطبيب المختصّ قبل البدء بأيّ من العلاجات الدوائيّة، وأبرزها ما يأتي:
- كريمات الكورتيكوستيرويد: يتمّ وضع هذه الكريمات على المكان المصاب من الجلد مباشرةً؛ للتخفيف من أعراض الحساسيّة الناتجة عن الشرى أو الأكزيما أو التهاب الجلد.
- مثبطات الكالسينيورين: تُستخدم هذه الأدوية لتخفيف الحكّة فحسب؛ وذلك للأشخاص المصابين بالأكزيما أو الشرى أو التهاب الجلد.
- مضادات الهيستامين الفموية: يتمّ تناول مضادّات الهيستامين الفموية بعد مراجعة أخصائيّي الأمراض الجلديّة؛ للتقليل من الحكّة التي يتسبّب بها التهاب الجلد أو الحساسيّة، الناتجة عن الشرى أو الأكزيما، أو تلك التي تتسبّب بها لدغات ولسعات الحشرات.
- تناول دواء تيربينافين: يكثر استخدام هذا الدواء من قبل الأشخاص المصابين بالالتهابات الفطريّة الشديدة، كما يشيع استخدام دواء لاميزيل أيضًا لهذه الحالات.
ما هي أسباب حساسية الجلد والهرش؟
توجد الكثير من الأسباب التي تؤدّي إلى الحساسيّة الجلديّة والهرش، ويُذكر منها ما يأتي:
- لمس المواد الغريبة: تنتج الحساسيّة في كثير من الأحيان بسبب تلامس الجلد مع بعض الموادّ الغريبة، التي تتسبّب بردّة فعل تحسّسيّة؛ ومنها: الصابون، ومنظّفات الغسيل، والموادّ الكيميائيّة المكوّنة للمطّاط، وكذلك لمس النباتات السامّة أيضًا.
- تناول الأدوية: تُعدّ الحساسيّة الجلديّة واحدةً من الأعراض الجانبيّة للعديد من الأدوية، كما يُمكن أن تنتج كردّ فعل للجسم عند تعامله مع الدواء أيضًا.
- الأمراض الجلديّة: تظهر الحساسيّة بسبب العديد من الأمراض الجلديّة التي يُصاب بها الإنسان، وأبرزها: الإكزيما والصدفيّة والجرب، إضافة إلى لدغات الحشرات، ويمكن علاج الإكزيما بالأعشاب وفقًا لتقبّل الجسم.
- الأمراض الباطنيّة: تظهر أعراض الحساسيّة الجلديّة والهرش نتيجة للإصابة بالعديد من الأمراض الباطنيّة أحيانًا؛ ومنها: أمراض الكبد والسكّريّ والأورام اللمفاويّة وفقر الدم وأمراض الكلى.
- اضطرابات الأعصاب: تؤدّي أمراض التصلب المتعدد، والقوباء المنطقية، وانضغاط الأعصاب، إلى ظهور الحساسيّة الجلديّة، وهي من الأمراض التي تصنّف ضمن اضطرابات الأعصاب.
- الأمراض النفسيّة: هناك العديد من الأمراض النفسيّة التي يُمكن أن تتسبّب بالحساسيّة الجلديّة أحيانًا؛ ومنها: الاكتئاب والقلق والوسواس القهريّ.
هل يجب زيارة الطبيب عند ظهور الحساسية الجلدية؟
بالرّغم من اختفاء أعراض الحساسيّة الجلديّة تلقائيًّا بعد فترة تصل إلى أسبوعين؛ إلّا إنّ هناك العديد من المؤشّرات التي تدلّ على وجوب زيارة الطبيب؛ للتحقّق من الحالة المرضيّة ووصف علاج حساسية الجلد والهرش المناسب، وهذه المؤشّرات هي كالآتي:
- استمرار الحساسيّة مدّة تزيد على أسبوعين، مع عدم ظهور أيّ تحسّنات على الرّغم من اتّخاذ تدابير الرعاية المنزليّة.
- تأثير الحساسيّة على كامل أعضاء الجسد، والتعرّض لها فجأة دون وجود تفسير للحالة التحسّسيّة.
- وجود العديد من الأعراض الأخرى مع ظهور الحساسيّة؛ مثل انخفاض الوزن أو الحمّى.
- التعرّض إلى حساسيّة شديدة تؤدّي إلى تشتيت الانتباه، وعدم القدرة على استكمال الأنشطة الروتينيّة اليوميّة.
ما هي أنواع حساسية الجلد والهرش؟
توجد الكثير من الأنواع للحساسيّة الجلديّة والهرش؛ إلّا إنّ هناك ثلاثة أنواع تكثر الإصابة بها مقارنة بالأنواع الأخرى، وفيما يأتي أبرز أنواع الحساسيّة الجلديّة وأكثرها انتشارًا:
- التهاب الجلد التماسي: يُعرف هذا النوع باسم التهاب الجلديّ التماسّيّ؛ لأنّه ناتج عن التماس البشرة مع الموادّ التي تؤدّي إلى التهيّج وظهور الحساسيّة، ومن أبرز أعراضه؛ ظهور الاحمرار والبثور والطفح الجلديّ في مكان التلامس.
- الإكزيما: يُطلق على الإكزيما اسم التهاب الجلد التأتبي أيضًا، وتبدأ هذه الحالة من الحساسيّة الجلديّة في عمر مبكّر عادة، ولا تزال أسبابها مجهولة حتّى يومنا هذا؛ إلّا إنّ هناك عدّة عوامل تؤدّي إلى تحفيزها، ومنها: الوبر وموادّ التنظيف.
- الشرى الجلدية: تظهر حساسيّة الشرى الجلديّة بسبب لدغات الحشرات أو عند تناول بعض أنواع الأدوية أحيانًا، وتختفي تلقائيًّا بعد فترة قصيرة تبلغ عدّة ساعات فحسب، وتمتدّ عدّة أيّام في بعض الحالات.
ما هي طرق الوقاية من حساسية الجلد والهرش؟
هناك العديد من الإرشادات التي يمكن اتّباعها لمساعدتنا في اجتناب أمراض الحساسيّة الجلديّة والهرش خلال حياتنا اليوميّة، وفيما يلي بعضًا منها:
- اجتناب مسبّبات الحساسيّة: يستطيع المصابون بأمراض التهاب الجلد التماسي التعرّف على الموادّ التي تؤدّي إلى تهيّج الجلد وظهور التحسّس، ثمّ اجتنابها وعدم الاقتراب منها قدر الإمكان؛ لضمان الوقاية من الحساسيّة.
- تناول الأدوية حسب تعليمات الشركة المنتجة: يؤدّي تناول العديد من الأدوية بخلاف تعليمات الشركة المنتجة إلى ظهور الحساسيّة كواحد من الأعراض الجانبيّة، ولا بدّ من قراءة تعليمات الاستخدام لاجتناب هذه الأعراض.
- تسجيل المذكّرات اليوميّة: يقوم الكثير من الأشخاص بتسجيل المذكّرات اليوميّة الدقيقة؛ لمعرفة الأفعال والسلوكيّات الفريدة التي أدّت إلى ظهور الحساسيّة الجلديّة واجتنابها في الأوقات اللاحقة؛ بهدف الوقاية من التحسّس؛ فمثلًا قد يظهر مرض حساسية القمح تبعًا لتناول المكملات الغذائية أو الأطعمة التي تحتوي عليه.
كيف يتم تشخيص حساسية الجلد والهرش؟
يقوم الأطبّاء بالعديد من الخطوات؛ لمعرفة سبب هذا النوع من الأمراض الجلديّة، عند وجود أيّ من العلامات التي تشير إلى كونها حالة مرضيّة تستدعي فحصًا؛ لوصف علاج حساسية الجلد والهرش المناسب للحالة المرضيّة للمصاب، وذلك بعد مراجعة التاريخ المرضيّ، وتحتوي القائمة الآتية على أنواع الفحوصات التي يُمكن إجراؤها لمعرفة سبب الحساسيّة عند المرضى:
- فحص الدم: يساعدنا فحص الدم في التحقّق من عدم وجود أيّ أمراض دمويّة تؤدّي إلى الحساسيّة والهرش؛ وأبرزها فقر الدم.
- التصوير بالأشعّة السينيّة: يجري الأطبّاء فحوصات الأشعّة السينيّة لمنطقة الصدر؛ للتأكّد من عدم الإصابة بأمراض تضخّم الغدّة اللمفاويّة، وهو أحد الأمراض التي ينتج عنها تحسّس الجلد أحيانًا.
- اختبارات وظائف الغدّة الدرقيّة: لا بدّ من إجراء اختبارات وظائف الغدّة الدرقيّة للتحقّق من سلامتها، وعدم كونها السبّب الرئيس وراء الحساسيّة الجلديّة؛ حيث يؤدّي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى الحكّة والحساسيّة.
- اختبار الجلد: يُمكن أن يأخذ الطبيب خزعة جلديّة وفحصها والتحقّق من عدم وجود أيّ من الموادّ، التي تتسبّب بالحساسيّة، بالإضافة إلى التأكّد من عدم الإصابة بعدوى الأمراض الجلديّة المختلفة أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا: