تحقيق مسبار
تُعتبر بطولة كأس العالم البطولة الأفضل والأهم على الإطلاق في تاريخ كرة القدم العالمية؛ بالرغم من أهمية البطولات الأخرى؛ مثل: بطولة أندية أوروبا وغيرها من البطولات، لكن السؤال الأهم الذي يتبادر إلى الأذهان هو هل أكبر نتيجة في تاريخ كأس العالم تعود للبرازيل؟؛ نظرًا لكون البرازيل من أهم وأشهر المنتخبات ذات النتائج الكبيرة في تاريخ كأس العالم، وما هي أكبر نتيجة في تاريخ كأس العالم، والعديد من التساؤلات الأخرى التي سنجيب عنها في هذا المقال.
متى بدأت بطولة كأس العالم؟
بدأت الفيفا أو الاتحاد الدولي لكرة القدم؛ برئاسة جولي ريمي، بالتخطيط لتنظيم مسابقات كرة القدم عام 1920 ضمن أولمبياد صيف بلجيكا؛ بهدف تجميع منتخبات العالم في مكان واحد؛ إذ نجحت الفكرة حتى عام 1928 حين بدأ التخطيط لإقامة بطولة خاصة بكرة القدم وبشكلٍ مستقلٍ عن الأولمبياد، وتمّ الإعلان عن أول بطولة تحت اسم كأس العالم عام 1930، وتمّ اختيار الأوروغواي لإقامة البطولة؛ كونها حاصلة على لقب الأولمبياد للأعوام 1924 و1928، إضافةً إلى ابتعادها عن ساحة الصراعات في أوروبا، وقد أقيمت البطولة بمشاركة 13 منتخبًا فقط، وكان الفوز حليف صاحب الأرض، ثم بدأ التخطيط للبطولة الثانية في إيطاليا عام 1934، وشارك منتخبها في التصفيات، وكانت البلد الوحيد المضيف الذي يشارك في التصفيات، لكن الأوروغواي لم تشارك في المسابقة، وكانت أيضًا المنتخب الوحيد الحاصل على اللقب والمتغيّب عن البطولة التالية، بعدها تمّ التعديل على بعض القوانين، وكان أولها دخول المستضيف إلى المنافسة دون تصفيات، ثم بدأ التعديل على عدد المنتخبات المشاركة إلى أن وصل إلى 32 منتخبًا كما هو في وقتنا الحالي.
هل البرازيل أنجح الدول في كأس العالم؟
بالطبع تعتبر البرازيل أنجح الدول في تاريخ كأس العالم؛ حيث حققت 5 انتصارات في الكأس كان آخرها عام 2002، وحصلت على اللقب عام 1958، و1962، و1970، و1994 ، أما ألمانيا التي تليها من حيث عدد مرات الفوز فحققت الفوز 4 مرات في الأعوام: 1954، و1974، إضافة لعام 1990 و2014، لتتساوى مع إيطاليا التي حققت الفوز 4 مرات عام 1934، و1938، و1982، و2006، تتبعها الأرجنتين التي حققت الفوز عامي 1978 و1986 متساويةً مع الأوروغواي، التي حققت الفوز عامي 1930 و1950، تليها فرنسا التي حققت اللقب عامي 1989 و2018، فيما حققت انجلترا اللقب مرة واحدة فقط عام 1966، واسبانيا مرة واحدة فقط عام 2010.
تاريخ البرازيل في كأس العالم
فازت البرازيل لأول مرة في بطولة كأس العالم عام 1958، وكانت الجائزة عبارة عن تمثال صغير على شكل امرأة؛ يبلغ ارتفاعه 30سم، عندما فازت على السويد بنتيجة 5-2، وعاشت حينها عصرًا ذهبيًا في كرة القدم؛ حيث حازت على اللقب ثلاث مرات في الفترة الممتدة من الثلاثينات إلى السبعينات، وكانت صاحبة أول رقم قياسي آنذاك؛ حيث حصدت اللقب للمرة الثانية عام 1962، ثم عادت عام 1970 في المكسيك. هذه النتائج والأرقام القياسية جعلت البرازيل في مقدمة المنتخبات الوطنية لكرة القدم، وعكست صورةً ايجابيةً له بسبب قوته الكروية.
هل أكبر نتيجة في تاريخ كأس العالم تعود للبرازيل؟
إنّ أكبر نتيجة في تاريخ كأس العالم لا تعود للبرازيل؛ بالرغم من النتيجة المدوية التي حققتها ألمانيا على البرازيل في كأس عام 2014، عندما تأهلت ألمانيا إلى النهائي بعد فوزها على البرازيل بنتيجة 7-1؛ إلّا إنّ لعبة كرة القدم حافلة بالنتائج العالية، التي نذكر منها:
- فوز البرتغال بـ 7 أهدافٍ نظيفةٍ على منتخب كوريا الشمالية في كأس العالم عام 2010.
- فوز بولندا بـ 7 أهدافٍ نظيفةٍ على منتخب هايتي في كأس العالم عام 1974.
- فوز تركيا بـ 7 أهدافٍ نظيفةٍ على منتخب كوريا الجنوبية عام 1954.
- فوز الأوروغواي على اسكتلندا بـ 7 أهدافٍ نظيفةٍ في كأس العالم عام 1954.
- فوز ألمانيا على السعودية بـ 8 أهدافٍ نظيفةٍ في كأس العالم عام 2002.
- فوز الأوروغواي على بوليفيا بـ 8 أهدافٍ نظيفةٍ في كأس العالم عام 1950.
- فوز الأوروغواي على كوبا بـ 8 أهدافٍ دون مقابل في كأس العالم عام 1938.
- فوز يوغسلافيا على زائير بـ 9 أهدافٍ نظيفةٍ في كأس العالم عام 1974.
- فوز المجر على كوريا الجنوبية بـ 9 دون مقابل في كأس العالم عام 1954.
- فوز المجر على السلفادور بـ 10 أهدافٍ نظيفةٍ في كأس العالم عام 1982.
كيف غيّرت كرة القدم المقاييس في البرازيل؟
كانت لعبة كرة القدم قديمًا لعبةً نخبوية يمارسها الأغنياء في النوادي الخاصة في دول أوروبا، ثم وصلت إلى البرازيل عام 1894، لكنها أيضًا كانت مقتصرةً على اللاعبين الأوروبيين، ومع مرور الوقت أصبحت اللعبة تمتد إلى الضواحي البرازيلية، وباتت متاحةً للطبقات الدُنيا؛ فقام اللاعبون السود بممارستها على الشواطىء والملاعب المفتوحة، إلى أن سمح نادي فاسكو ديجاما الموجود في ريو دي جانيرو عام 1923 للفقراء السود بالانضمام لصفوف فريقه محرزين بطولات عدة في المدينة خلال العام نفسه.
سمحت مباريات كأس العالم للبرازيل بفرض سيطرتها على الملاعب؛ عن طريق مجموعة من الحركات الارتجالية الايقاعية، وأصبحت تعتبر نفسها في مقدمة الدول المشاركة، استضافت البرازيل بطولة كأس العالم لأول مرة عام 1950، لكن تجربتها الأفضل كانت عام 1958؛ حيث قدم المنتخب طريقةً جديدةً في اللعب، وحقّق اللقب وأصبح يصدّر اللاعبين لمختلف الدول؛ ما ساهم في رفع مستوى الدولة من الناحية الاقتصادية والسياسية.
ما هي الأرقام القياسية التي تم تحقيقها في كأس العالم؟
هل أكبر نتيجة في تاريخ كأس العالم تعود للبرازيل؟؛ الحقيقة أن البرازيل حققت عدة نتائج يمكن اعتبارها الأكبر والأهم، لكن كأس العالم غنيّ بالأرقام القياسية التي تم تحقيقها منذ انطلاقته إلى يومنا هذا. نستعرض هنا مجموعة من أهم الأرقام والحقائق عن كأس العالم:
- البرازيل المنتخب الوحيد الذي شارك في جميع بطولات كأس العالم الـ 21.
- البرازيل وإيطاليا الدولتان الحاصلتين على اللقب لمرتين على التوالي، فيما لم تحصل أي من الدول على اللقب 3 مرات متتالية.
- البرازيل هي صاحبة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بواقع 5 مرات.
- أكبر نتيجة في تاريخ كأس العالم تعود للعام 1954 عندما هزمت النمسا منتخب سويسرا بواقع 7-5 أهداف.
- صاحب أكبر عدد من الأهداف الفردية في مباراة واحدة؛ هو اللاعب الروسي أوليج سالينكو؛ حيث سجّل 5 أهدافٍ في مرمى منتخب الكاميرون عام 1994.
- عدد المباريات في أول بطولة لكأس العالم كان 18 مباراة.
- أول هدف تم تسجيله في تاريخ كأس العالم كان للاعب الفرنسي لوسيان لوران عام 1930.
- هدّاف كأس العالم وصاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف؛ برصيد 16 هدفًا، هو اللاعب الألماني ميروسلاف كلوزه.
- اللاعب صاحب الرقم القياسي بعدد مرات الفوز بكأس العالم، هو اللاعب البرازيلي بيليه؛ حيث فاز بـ 3 بطولات، كما حقّق لقب أصغر هدّاف، وأصغر لاعب يشارك في المباراة النهائية عن عمر 17 عامًا فقط.
لماذا أكبر نتيجة في تاريخ كأس العالم تعود للبرازيل؟
بالرغم من أن البرازيل تعتبر صاحبة أكثر عددٍ من الانتصارات في نهائيات كأس العالم؛ إلّا إنها صاحبة أكبر هزيمة لحقت بها على يد الأوروغواي عام 1950، التي لا يزال شبحها يطارد البرازيليين إلى اليوم، فبعد أن كانت نتائج المنافسة محسومة لصالح البرازيل قلبت الأوروغواي الطاولة عليهم وألحقت بهم هزيمةً فادحةً على أرضهم وبين جمهورهم، كانت هذه البطولة هي الرابعة بعد إيقافها لعدة أعوام بسبب الحرب العالمية الثانية، وفازت البرازيل بسهولة باستضافة المنافسة على أرضها، وبدأت بالتحضير للمنافسة الأكبر والأهم على مستوى العالم مع وجود تقارير تفيد بعدم اكتمال أعمال البناء في الملعب وقت المنافسة؛ إلّا إنّ المنافسة بدأت في وقتها وبدأت التحليلات ترجّح لفوز البرازيل. شارك بالبطولة وقتها 13 منتخبًا من أصل 16منتخبٍ مؤهلٍ للمسابقة بسبب ظروف متعددة.
بدأت المفاجآت في تلك النسخة من كأس العالم بفوز المنتخب الأمريكي على المنتخب الإنجليزي، الذي كان يُلقّب بملوك كرة القدم، لكن المفاجآت لم تتوقف هنا، بل إنّ بوصول الأوروغواي للنهائي بالرغم من أنها تعتبر من الدول المستضعفة في كرة القدم كا مفاجئًا، وأصبحت في مواجهة مع أفضل المنتخبات المشاركة، صاحب الأرض والجمهور المنتخب البرازيلي، الذي كان فوزه في المباراة أمرًا محتمًا، وبدأت الاحتفالات قبل بدء المباراة، لكن النتائج كانت مخيبة للآمال، وأقيمت المباراة في ملعب ماراكانا بحضور أكثر من 200.000 مشاهد، واستمر المنتخب البرازيلي بالاستعراض والهجوم إلى أن وجهت الأوروغواي صفعتها المدوية للبرازيل بإحراز التعادل، ثم الفوز بنتيجة 2-1 في آخر 10 دقائق من المباراة، وحصلت على اللقب وسط ذهول البرازيليين الذين لم يستطيعوا تخطي الصدمة لفترة طويلة.
اقرأ/ي أيضًا:
"فيفا" ينفي التقارير المتداولة عن تغييرات قوانين كرة القدم
فلورنتينو بيريز لم يُصرّح أنّه سيؤسس بطولة كأس عالم خاصة
إحصائية مفبركة للفائزين بدوري الأبطال في حال طُبّق الفار منذ 1955
