تحقيق مسبار
يحرص هذا المقال على تقديم الإجابات الموثوقة على تساؤلات عدّة؛ أهمّها: هل عاش الانسان في عصر الديناصورات، أم أنّ الديناصورات انقرضت قبل ظهور الإنسان على وجه الأرض، بالإضافة إلى ذكر العصور التي عاشت خلالها الديناصورات مع الإشارة إلى أسباب انقراضها والنّظريّات التي وضعها العلماء حول ذلك، كما يعتمد المقال على العديد من المصادر العلمية الموثوقة لمعرفة أبرز أنواع الديناصورات وأكبرها حجمًا أيضًا.
هل عاش الإنسان في عصر الديناصورات؟
انقرضت الديناصورات قبل وجود البشر على سطح الأرض بما يقارب ستًّا وستّين مليون سنة حسب تقديرات العلماء المختصّين، ولم يعش الإنسان في عصر الديناصورات على الحقيقة؛ وإنّما عاشت العديد من الكائنات الحيّة الأخرى في العصور التي سكنت خلالها الديناصورات كوكب الأرض؛ إلّا إنّ هناك العديد من الأسباب التي أدّت إلى انقراض الديناصورات مع انقراض 80% من الكائنات الحيّة على وجه الأرض في نهايات العصر الطباشيري.
ما هي العصور التي عاشت فيها الديناصورات؟
لم تعش جميع أنواع الديناصورات مع بعضها البعض في آنٍ واحدٍ؛ وإنّما تعاقبت وانتشرت خلال العديد من العصور التي شهدتها الحياة على كوكب الأرض، كما أنّ بعضها انقرض قبل البعض الآخر أيضًا؛ حيث تشير التقديرات إلى انقراض الديناصور ستيغوصور قبل ظهور الديناصور تيرانوصور بثمانين مليون سنةٍ تقريبًا، وما عاش الإنسان في عصر الديناصورات أو أيّ من الحقب التي عاشت خلالها، وفيما يأتي قائمة بالعصور التي عاشت خلالها الديناصورات على كوكب الأرض قبل انقراضها:
- عصر الدّهر الوسيط: امتدّ عصر الدّهر الوسيط منذ 245,000,000 سنة وحتّى 68,000,000 سنة ماضية، وتمّ تقسيم هذا العصر إلى ثلاث حقب زمنيّة عاشت خلالها الديناصورات، وهي:
- العصر التّرياسيّ: بدأ هذا العصر منذ 248,000,000 سنة واستمرّ حتّى 206,000,000 سنة، وظهر فيها السيلوفايسس والإكثيوصورات وغيرها، وانتهت بكارثةٍ طبيعيّةٍ قضت على 90% من الأحياء على الأرض.
- العصر الجوراسي: بالرّغم من الكارثة الطبيعيّة التي حدثت مع نهاية العصر التّياسيّ؛ إلّا إنّ الديناصورات استمرّت في الحياة على الأرض خلال العصر الجوراسيّ، الذي استمرّ حتّى 146,000,000 سنةٍ ماضية.
- العصر الطباشيريّ: استمرّ هذا العصر حتّى 65,000,000 مليون سنة ماضية، وكانت اليابسة قد انفصلت خلاله على الشكل الحاليّ تقريبًا، وانتهى بكارثة أدّت إلى انقراض الديناصورات نهائيًّا.
كيف كان انقراض الديناصورات؟
وضع العلماء المختصّون العديد من النظريّات حول الطريقة التي انقرضت الديناصورات بسببها عن وجه الأرض؛ حيث انتهى العصر الطباشيريّ بانقراض جميع الديناصورات الأرضيّة والبحريّة، بالإضافة إلى موت معظم أنواع الحياة على سطح الأرض مع بقاء بعض الكائنات الأرضيّة والبحريّة الصغيرة على قيد الحياة، وتشير واحدة من أبرز هذه النظريّات إلى وجود نيزك ضخم ارتطم بكوكب الأرض قبل ستٍّ وستّين مليون سنة مضت، وتسبّب بملء الغلاف الجويّ بالغازات والغبّار، التي أدّت إلى تغيّر المناخ بشكلٍ جذريٍّ في هذا الكوكب؛ ممّا أدّى إلى انقراض الديناصورات.
يرى العديد من الباحثين بأنّ سبب انقراض الديناصورات يعود إلى انتشار البراكين وفورانها خلال نهايات العصر الطباشيريّ، وأدّت هذه البراكين إلى انتشار الغازات؛ بما فيها ثاني أكسيد الكربون، داخل الغلاف الجويّ لكوكب الأرض، ونتج عن ذلك تغيّر مناخ الأرض وموت معظم الكائنات الحيّة ومنها الديناصورات؛ وبالرّغم من الأدلّة التي تدعم كلّ واحدة من هذه النظريّات؛ إلّا إنّ السبب الحقيقيّ لانقراض الديناصورات لا يزال قيد البحث والدراسة من قبل العلماء حتّى يومنا هذا.
ما هي أنواع الديناصورات؟
استطاع العلماء والباحثون اكتشاف عددٍ كبيرٍ من أنواع الديناصورات، وتصنيفها خلال العقود السابقة، وفيما يأتي قائمة بأبرز هذه الأنواع:
- البلاتيوصور: عاش هذا النّوع من الديناصورات في العصر الجوراسيّ، وهو ديناصور يصل طوله إلى 25 قدمًا تقريبًا، وهو ما يعادل 7.62 متر.
- الألوصور: عاش الألوصور في نهاية العصر الجوراسيّ، ويُصنّف على أنّه واحد من الديناصورات المفترسة آكلة اللحوم.
- الباروصور: تميّزت الباروصورات بأعناقها الطويلة جدًّا، وهي من الديناصورات التي تتغذّى على النّباتات، وكانت تمتلك أربعة أرجل قويّة يُمكنها الوقوف عليها عند الحاجة.
- المامنتشيصور: تنتمي هذه الفئة من الديناصورات إلى الصربوديات ذات الحجم المتوسّط، ويصل طولها إلى 60 قدمًا، وهو ما يعادل 18.28 مترًا، في حين يبلغ طولها إلى الكتف 3.35 مترًا فحسب.
- الستيغوصور: يتميّز الستيغوصور بالألواح العظميّة المرتّبة بشكلٍ بديعٍ على طول عاموده الفقريّ، وهو أحد أنواع الديناصورات التي عاشت في العصر الجوراسيّ.
- الألبرتوصور: يتمتّع الألبرتوصور بحجمه العملاق، وهو أحد الديناصورات المخيفة آكلة اللحوم، و يقترب حجمه من حجم الترايناصور الضّخم.
- الأنكيلوصور: يشبه الأنكيلوصور الحيوان المعروف باسم المدرّع في أيّامنا هذه، وهي من أنواع الديناصورات التي تنتمي إلى الزواحف المدرّعة، وعاشت في العصر الطباشيريّ.
- الأرجنتينوصور: يُعدّ هذا الديناصور من أكبر الحيوانات التي عاشت على سطح الأرض حتّى يومنا هذا؛ حيث وصل طوله إلى 131 قدمًا، وهو ما يعادل 40 مترًا تقريبًا.
- السنتروصور: ينتمي سنتروصور إلى فئة الديناصورات ذات القرون، ويصل طوله إلى 20 قدمًا، وهو يما يعادل 6.09 مترًا، وعاش هذا الديناصور كذلك في العصر الطباشيريّ.
- الكازموصور: يصل طول الكازموصورات إلى 5.18 مترًا تقريبًا، وهي أصغر الديناصورات المتقدّمة ذات القرون على الإطلاق في فئتها المعروفة باسم الكازموصورات.
- الباكيسيفالوصور: يشتهر هذا الديناصور بقبّة العظام التي تغطّي جمجمته، بالإضافة إلى المقابض العظميّة الصغيرة، والقرون العظميّة التي تقع على أنفه.
- البروساورولوفوس: ينتمي البروساورولوفوس إلى فئة بطيّات المنقار، ويتمتّع هذا الديناصور بهيكله العظميّ المتين، وجمجمته التي يحيط بها درع عظميّ.
- التريسيراتوبس: يتمتّع التريسيراتوبس بهيكل عظميّ قويّ مع جمجمته التي تحتوي على ثلاثة قرون في مقدّمتها، ويصل طول هذا النّوع من الديناصورات إلى 7.62 مترًا.
- التَيْرَانُوْصُور: يُعدّ التَيْرَانُوْصُور واحدًا من أشهر الديناصورات المُنقرضة على الإطلاق، ويتمتّع بهيكل عظميّ خفيف مجوّف يصل طوله إلى 12.19 مترًا.
هل كانت جميع الديناصورات عملاقة؟
بالرّغم من وجود عددٍ كبيرٍ من الديناصورات ذات الحجم الكبير؛ إلّا إنّ هناك الكثير من الديناصورات التي تتمتّع بحجمٍ صغيرٍ ولا يعدو طول بعضها المتر الواحد، وفيما يأتي بعضًا من أنواع الديناصورات التي تتميّز بأحجامها الصغيرة:
- الميكرووفيناتور: بلغ طول الميكرووفيناتور 1.21 مترًا فحسب؛ أي أنّه بحجم الديك الروميّ، وكان يتميّز بأقدامه الطويلة والنّحيلة، بالإضافة إلى جسمه النحيف.
- الأورنيثوليستيس: عاش هذا النّوع من الديناصورات في العصر الجوراسيّ المتأخّر، ويتمتّع بحجمٍ صغيرٍ جدًّا؛ بالرّغم من اشتهار هذه الفترة بالديناصورات العملاقة.
- الدينونيكوس: بالرّغم من كون الدينونيكوس أحد الديناصورات المفترسة الآكلة للّحوم؛ إلّا إنّه يتمتّع بحجم صغير مقارنة بالديناصورات الأخرى؛ حيث يصل طوله إلى 2.13 مترًا، وينتمي إلى فئة الديناصورات ذات الأقدام.
- الأوفيرابتور: يصل طول هذا النّوع من الديناصورات إلى 6 أقدام فحسب، وهو ما يعادل 1.82 مترًا، وهو واحد من الديناصورات التي عاشت في العصر الطباشيريّ.
- السيتاكوصور: يبلغ طول هذا الديناصور 0.91 مترًا فحسب، وهذا يعني أنّه من أصغر الديناصورات حجمًا، وينتمي السيتاكوصور إلى فئة مثيلات قرنيّات الوجه.
ما هو أكبر الديناصورات المُكتشفة؟
تمّ اكتشاف الأرجنتينوصور في الأرجنتين عام 1987م، وتمّ تصنيفه عام 1993م، وهو أكبر الديناصورات على الإطلاق، كما أنّه أكبر الحيوانات البرّيّة المعروفة إلى يومنا هذا، ويصل طول هذا الديناصور إلى 40 مترًا، ويصل وزنه إلى 110,000كغم كما تشير التوقّعات، وعلى الرّغم من الوزن الكبير لهذا الديناصور؛ إلّا أنّه لا يُعدّ الحيوان الأكبر وزنًا على وجه الأرض؛ حيث يصل وزن الحوت الأزرق إلى 150,000كغم، وهذا يعني أنّه يزيد على وزن الأرجنتينوصور بمقدار 40,000كغم.
ما هي أشهر الحيوانات المُنقرضة؟
ما عاش الإنسان في عصر الديناصورات التي انقرضت قبل 65,000,000 سنة تقريبًا، كما أنّ هناك العديد من الحيوانات التي انقرضت قبل ظهور الإنسان على وجه الأرض، بالإضافة إلى الحيوانات المُنقرضة منذ فترة وجيزة؛ مثل وحيد القرن الأسود الغربي، المُنقرض رسميًّا بداية من عام 2011م، وفيما يأتي قائمة بأشهر الحيوانات المنقرضة العالم:
- السّنّور سيفيّ الأنياب: انقرض هذا السّنّور منذ 11,700 سنة تقريبًا، وتميّز بأنيابه الطويلة التي يصل طولها إلى 50سم في بعض الأنواع، كما تستطيع هذه الحيوانات فتح فمها بزاوية تصل إلى 120 درجة.
- الماموث الصّوفيّ: ينتمي الماموث إلى الثدييّات، ويتمتّع بحجمٍ كبيرٍ مع أنيابه الطويلة وجسمه المُغطّى بالصّوف، وانقرض الماموث الصّوفيّ منذ 10,000 سنة تقريبًا.
- الأوك العظيم: يُعدّ الأوك العظيم واحدًا من الطيور التي لا قدرة لها على الطيران، ويصل طول هذا الطّائر إلى 85سم تقريبًا، وعاش الأوك في شمال المحيط الأطلسي وأقصى الجنوب حتى شمال إسبانيا؛ إلّا إنّه انقرض عام 1844م.
اقرأ/ي أيضًا: