تحقيق مسبار
مادة الميلانين هي الصبغة التي تُعطي اللون للبشرة والشعر؛ إذ يتم إنشاؤها عن طريق الخلايا الصباغية، لكن هل يمكن تقليل مادة الميلانين في الجسم لتفتيح البشرة أحيانًا، وهل يمكن زيادة مادة الميلانين للشعر، أم أنها ثابتة في الجسم ولا يُمكن تغييرها؟... هذه الأسئلة وغيرها سنحاول الإجابة عنها في هذا المقال.
هل يمكن تقليل مادة الميلانين للجسم؟
جميع الناس تقريبًا لديهم نفس العدد من الخلايا الصبغية؛ إلّا إنّ بعض الخلايا تنتج كميات أكبر من الميلانين أو أنواع مختلفة مسببةً تغيراتٍ في لون البشرة؛ فمثلًا النمش من علامات الجمال إلّا إنه ناتج عن خلل في مادة الميلانين، كما يُمكن أن يُسبب تراكم الميلانين في مناطق معينة تغيّر لونها عن بقية الجسم، وهذا ما يُسمى بفرط التصبغ، وينتج عنه مناطق أغمق لونًا من الأخرى، والحقيقة هذا ما يجعل العديد من الأشخاص يبحثون عن طريق بتقليل هذه المادة في الجسم أو لإزالة رواسب الميلانين في البشرة.
إزالة رواسب الميلانين في الجسم
الحقيقة يوجد عدة طرق لإزالة رواسب الميلانين في الجسم وتفتيح البشرة، ومن هذه الطرق:
- العلاج بالليزر: يُمكن إزالة رواسب الميلانين في الجسم عن طريق نبضات الليزر، التي تستخدم لإزالة الطبقات العليا من الجلد وتقليل مادة الميلانين في الجسم وفي بعض المناطق المحددة؛ إذ يُمكن استخدام عدة أنواع من علاجات الليزر، لكن هذه العلاجات غير متاحة للجميع، ومن الممكن أن تُسبب بعض الآثار الجانبية؛ مثل: العدوى والتندب وتغيّر اللون، كما قد تُسبّب علاجات الليزر بعض الأمراض الجلدية، لذلك يجب استشارة الطبيب المختص لتحديد طريقة العلاج المناسبة، وهي إحدى الطرق التالية:
- الليزر الاستئصالي: تستخدم هذه الطرق لتغيير اللون الشديد عن طريق إزالة طبقات الجلد الخارجية.
- الليزر غير الاستئصالي: في هذه الطريقة يتم تعزيز نموّ الكولاجين؛ لتكوين جلد جديد دون إزالة الجلد القديم.
- ضوء النبض المكثف: يُستخدم هذا النوع من العلاجات نبضات الطاقة الضوئية التي تستهدف البقع الداكنة؛ فتسخن وتدمر الميلانين؛ مما يزيل تصبغات الجلد.
- ليزر الياقوت: في هذا النوع يتم استخدام نبضات الضوء لتذويب الجلد وتسخينه.
- الكريمات والمراهم الموضعية: من أهم الطرق لتفتيح البشرة وإزالة التصبغات عن طريق تقليل مادة الميلانين في الجسم استخدام الكريمات والمراهم الموضعية، التي تُقلّل من الميلانين الموجود في البشرة؛ إذ تحتوي هذه الكريمات على مجموعة مكوّنات؛ منها: الهيدروكينون، وفيتامين سي، وحمض الجليكوليك، وحمض الكوجيك والريتينويد، وهذه المواد بشكلٍ عامٍ تثبّط أنزيم التيروزيناز المسؤول عن إنتاج الميلانين؛ ممّا يُساعد على تفتيح البشرة، لكن هذه الكريمات قد تُسبّب بعض الآثار الجانبية؛ مثل جفاف البشرة والإحمرار والتهيج والحكة؛ لذلك يُفضل استشارة الطبيب قبل استخدامها.
هل يمكن إبطاء إنتاج الميلانين في الجلد؟
يمكن تقليل مادة الميلانين في الجسم عن طريق فهم سبب إنتاجها بشكلٍ أساسيٍّ، ثم ممارسة بعض السلوكيات التي تُبطئ من إنتاجها، ومن هذه السلوكيات يُذكر ما يلي:
استخدام واقي الشمس
يُفرِز الجسم الميلانين عادةً لحمايته من الشمس مسببًاً إسمرارًا في البشرة وتغييرًا في لونها؛ لذلك يُمكن استخدام واقي الشمس لتقليل التعرض للأشعة فوق البنفسجية، بالتالي إبطاء إنتاج الميلانين؛ إذ يجب الإنتباه عند اختيار الواقي أن يوفر حمايةً بمقدار SPF 30 بحسب توصيات الأكاديمية الأمريكية لأمراض الجلد، لكن هذه الكريمات لا تحمي من الشمس بشكلٍ كاملٍ؛ لذلك يجب الحد من التعرّض لأشعة الشمس، خصوصاً في فترة الظهيرة التي تكون في الشمس في أشد حالاتها، كما يُفضّل ارتداء ما يقي من حدّتها؛ مثل: الملابس ذات الأكمام الطويلة والقبعات والنظارات الشمسية.
استخدام العلاجات الطبيعية لتقليل إنتاج الميلانين
بعض المنتجات الطبيعية قد تساعد على تقليل إنتاج الميلانين بحسب بعض الدراسات والأبحاث، لكن هذه العلاجات تحتاج لفترةٍ طويلةٍ أكثر من الكريمات المصنّعة؛ للحصول على النتائج المطلوبة، كما يُفضّل استخدامها بشكلٍ متكررِ للحصول على أفضل النتائج، ومن هذه العلاجات:
- الكركم: بحسب دراسة أجريت عام 2012 فإن المركبات النشطة في الكركم، المُسماة بـ الكركمين، قد تُساعد في تقليل إنتاج الميلانين؛ بسبب تثبيط إنزيم التيروزيناز، وهو الأنزيم المسؤول عن إنتاج الميلانين في الخلايا الصبغية.
- جل الصبار: يحتوي الصبار على مادة الألوسين، الذي يُعتقد أنها تُقلّل من إنتاج الميلانين؛ بسبب تثبيط أنزيم التيروزيناز بحسب دراسة أجريت عام 2002، إلّا إنّ بعض الأبحاث الجديدة أنكرت هذه الفائدة بالرغم من استخدامه بشكلٍ كبيرٍ للآن بعد التعرّض للشمس؛ من أجل علاج الحروق وتفتيح البشرة.
- عصير الليمون: العديد من الأشخاص يستخدمون عصير الليمون لتقليل تصبغات الجلد وعلاج الحروق بسبب محتواه العالي من فيتامين سي الذي يعتقد أنه يقلل نشاط انزيم التيروزيناز بحسب بعض الدراسات وهذا يقلل إنتاج الميلانين لكن يجب الحذر عند استخدام عصير الليمون على البشرة وتخفيفه بالماء لمنع تهيجها.
- الشاي الأخضر: أثبتت دراسة أجريت عام 2015، أن استخدام الشاي الأخضر قد يُقلّل من إنتاج الميلانين؛ بسبب تثبيط الأنزيمات المنتجة له؛ بفضل احتوائه على مركب يُسمّى epigallocatechin gallate.
ما هي فائدة مادة الميلانين للشعر؟
يتم تحديد لون الشعر عادةً بناءً على كمية الميلانين في الشعر، ويمكن تقسيمه إلى نوعين؛ الأول يسمّى اليوميلانين وهو يعطي الشعر ألوانًا داكنةً، أمّا النوع الثاني يسمى الفيوميلانين وهو يعطي الشعر ألوانًا فاتحةً، وتُعتبر وظيفة الميلانين الأساسية حماية الشعر من أشعة الشمس؛ لذلك فالشعر الداكن أكثر مقاومةً لأشعة الشمس من الشعر الفاتح، كما يؤثّر بشكلٍ مباشرٍ على حيوية الشعر ومنع جفافه وبهتانه، لهذا يبحث العديد من الأشخاص عن طرق لزيادة نسبة الميلانين في الشعر، والتخلص من الشعر الأبيض بطرقٍ طبيعيةٍ دون اللجوء إلى التلوين والمواد الكيماوية، لكن الحقيقة أنّه لا يمكن إثبات فعالية المكملات الغذائية أو الفيتامينات في زيادة نسبة الميلانين في الجسم وإعادة الشعر إلى لونه الطبيعي، كما أن معظم هذه المنتجات غير مصرّحة من قبل إدارة الغذاء والدواء بشكلٍ مؤكّد.
تنتج الخلايا الصباغية داخل بصيلات الشعر حسب العوامل الوراثية لون الشعر المتنوع؛ فتنتج اللون الأسود أو البني، لكن مع تقدّم العمر تصبح الخلايا الصباغية أقل نشاطًا وتتوقّف عن إنتاج اللون مسببةً ظهور الشعر الأبيض أو الرمادي، وهو لوّن الكيراتين أو البروتين المكوّن للشعر، ويعتبر هذا التحوّل من أهم علامات الشيخوخة، أما عند النساء فتبدأ في عمر الـ 35 تقريباً، وفي حالات الشيب المبكر قد تكون هناك عوامل وراثية أخرى أو مشاكل مناعية تسبّب توقف إنتاج الميلانين في سنٍّ مبكّر؛ ومن هذه الأسباب:
- اضطرابات الغدة الدرقية ونقص فيتامين ب12 يسبب ظهور الشعر الأبيض في مرحلة مبكرة.
- مرض البهاق، وهو عبارة عن حالة مرضية تُسبّب فقدان الخلايا الصباغية في الجلد والشعر.
- جراحات البطن والأمعاء قد تُسبّب ظهور الشيب المبكر.
- انقطاع الطمث المبكر وتغيّر الهرمونات قد يُسبّب الشيب المبكر.
- التدخين قد يكون أحد أسباب ظهور الشيب المبكر.
هل يمكن زيادة مادة الميلانين في الغذاء؟
يتم إنتاج الميلانين طبيعيًا في الجسم، لكن عند تقليل إنتاجه والرغبة في زيادته عن طريق الغذاء يمكن تناول بعض الأغذية، التي تعزز إنتاجه في الجسم أو تقلّل تدهوره على أقلّ تقدير، بالتالي تؤخّر ظهور الشيب، ومن هذه الأغذية:
- مضادات الأكسدة: يساعد تناول الأغذية المحتوية على مضادات الأكسدة على إبطاء ومنع تلف الخلايا، كما أنها تُعتبر ضروريةً للوقاية من السرطانات المتنوعة، فضلًا عن أنّها تقلّل من أضرار الأشعة فوق البنفسجية على الجلد، كما أن المعاهد الوطنية للصحة تشير أن الأغذية الغنيّة بمضادات الأكسدة تقلّل مخاطر الإصابة ببعض الأمراض؛ ومن هذه الأغذية الخضار والفواكه والشوكولاته الداكنة والمكسرات والشاي الأخضر والتوابل، لكن هذه المضادات بالرغم من فوائدها إلّا إنّه يُفضّل تناولها طبيعيًا وعدم الاعتماد على المكملات التي تحتوي على تراكيزٍ عاليةٍ منها، التي قد تُسبّب الإصابة ببعض أنواع السرطان بحسب مصادر موثوقة.
- الفلافونويد: وهي مركبات موجودة في الفواكه والخضراوات تُقلّل من الإصابة بمرض السرطان، خاصةً الورم الميلانيني، وهو أحد أنواع سرطانات الجلد، لكنّها قد لا تؤثر على زيادة الميلانين؛ إلّا إنّها تُقلّل من تلف الجلد وتلف الخلايا الصباغية.
- الحديد: قد تُساعد الأغذية الغنية بالحديد على زيادة الميلانين في الشعر؛ ومن هذه الأغذية الخضراوات الورقية والكينوا والصويا والعدس والمكسرات المتنوعة.
- النحاس: يُقلّل النحاس من تدهور الميلانين في الجسم، ويُساعد في الحفاظ على لون الشعر، ويُمكن الحصول عليه من الحبوب واللحوم العضوية والمأكولات البحرية، كما يُمكن الحصول عليه من المكسرات والشوكولاته الداكنة والخشخاش والمحار والبيض وبذور عباد الشمس.
- كاتالاز: وهو إنزيم يعمل على تحييد بيروكسيد الهيدروجين، الذي يتحوّل إلى الهيدروكسيل والهيدروجين مسببًا مهاجمة الخلايا الصباغية السليمة وتقليل إنتاج الميلانين بالصورة الطبيعية؛ لذلك يُعتبر من أهم العوامل المسرعة للشيب، ويتوفر هذا الإنزيم في الأطعمة النباتية المتنوعة؛ مثل: البطاطا الحلوة والخيار والكرفس والمشمش والخوخ والبطيخ والسبانخ.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد أسباب لرائحة العرق الكريهة عند النساء؟
هل يوجد أطعمة غنية بالكولاجين؟