تحقيق مسبار
تهتم النساء بمظهرنّ العام فيبدأ القلق حول خط الحمل في البطن متى يظهر، وعن أسباب ظهوره وموعد اختفائه ودلالاته، والعديد من الأسئلة الأخرى المتعلقة به؛ إذ تُعتبر مرحلة الحمل من المراحل المميزة والاستثنائية بكل التغيّرات التي تحدث خلالها وتشمل معظم أنحاء الجسم؛ بسبب زيادة إفراز الهرمونات الانثوية المختلفة، وهذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل في مقالنا من ناحية علمية وعن وقت اختفائها بالتحديد.
خط الحمل في البطن متى يظهر؟
تتساءل الحوامل هل يظهر خط الحمل في الأسبوع الأول، أم هنالك وقت مُحدد لظهوره؟... وتعتبر هذه من الأسئلة الشائعة؛ إذ تعتقد بعض النساء أن خط الحمل يظهر في الثلث الأول من الحمل، لكن الحقيقة أنه خط الحمل يظهر في منتصف الحمل، تحديدًا في الثلث الثاني، وهو عبارة عن خط غامق يمتد عموديًا من السرة إلى منطقة العانة، ولا يُعتبر وجود هذا الخط خطيرًا أو استثنائيًا، بل يحدث لمعظم النساء، خصوصًا ذوات البشرة الداكنة، لكن ما هي أسباب ظهوره وما هي دلالاته، هذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل من ناحية علمية.
سبب خط الحمل في البطن
تتأثر البشرة كغيرها من أعضاء الجسم في فترة الحمل نتيجة زيادة إفراز الهرمونات الأنثوية؛ مثل الأستروجين والبروجسترون، إذ يبدأ البطن والأثداء بالتمدد مع حصول بعض التغيّرات على لونها، كما تظهر البقع الداكنة أحيانًا والتي تُسمى قناع الحمل، كما تزداد الندوب والوحمات وضوحًا؛ بسبب تحفيز هرمونات الأنوثة للخلايا الصباغية في البشرة، التي تُُسبب زيادةً في إنتاج مادة الميلانين، وتظهر هذه الأعراض بشكل أوضح لدى ذوات البشرة الداكنة؛ وهذا لا يعني عدم ظهورها عند النساء صاحبات البشرة الفاتحة، لكنها تكون أقل وضوحًا، وفيما يخص الخط البني فهو موجود بالفعل قبل الحمل لكنه يزداد وضوحًا خلاله، ويُطلق عليه عادةً خط لينيا نيجرا، لكن هل يحتاج هذا الخط لعلاج، وهل يؤثر على المرأة أو الطفل؟ الحقيقة لا؛ فهو غير ضار ولا يحتاج إلى العلاج.
هل الخط البني تحت السرة من علامات الحمل بولد؟
بمجرد الإعلان عن الحمل تبدأ التكهنات حول جنس المولود، ومنها الحديث عن الخط البني أو الأسود وطريقة امتداده، لكن جميع هذه التكهنات لا تعتمد على أساس علمي، ولا يمكن من خلالها التكهن بجنس المولود؛ إذ لا توجد نظريات علمية تثبتها، أما عن تحديد خط الحمل في البطن متى يظهر؛ فهو واحد من مجموعة الأسئلة التي تطرحها الحوامل عادةً؛ ومنها أيضًا موعد اختفائه بالتحديد؛ إذ يختفي هذا الخط أو يتلاشى تدريجيًا بعد الولادة مباشرة، وعند الحمل مرة أخرى سيبدأ بالظهور من جديد؛ وذلك لأنه خط موجود بشكل طبيعي في الرجال والنساء على حد سواء؛ إلّا إنّه يظهر بشكل أكثر وضوحًا لدى النساء خلال الحمل.
هل ظهور خطين غامقين في اختبار الحمل دليل على الحمل؟
إنّ تأخر الحيض يعتبر العلامة الأولى من علامات الحمل، عندها تلجأ النساء إلى إجراء اختبار الحمل المنزلي، خصوصًا عند ظهور بقع دم ناتجة عن الانغراس مع غياب الحيض، وتكون النتائج على شكل:
- خطين غامقين دلالة أكيدة على الحمل.
- أحيانًا يظهر خط داكن وخط فاتح، وهذا يفتح باب الاحتمالات؛ فقد يكون السبب وجود حمل مبكر ما يعني قلّة زيادة الهرمونات في الجسم، كما قد يُسبب التوتر والقلق خطًا واضحًا وآخر باهتًا بالرغم من وجود الحمل، والاحتمال الثالث هو حالة إجهاض مبكر، والخط الناتج يكون بسبب بقاء بعض هرمونات الحمل في الجسم.
كيف تعمل اختبارات الحمل المنزلية؟
يحدث الحمل عندما تنغرس البويضة المخصبة في بطانة الرحم؛ فيبدأ الجسم بإنتاج هرمون يُطلق عليه موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية، التي تزداد مستوياته في الجسم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لكنها تنخفض في نهاية الثلث الأول، وقد صًممت اختبارات كشف الحمل المنزلية؛ للكشف عن هذا الهرمون في الجسم خلال الأشهر الثلاثة الأولى؛ إذ تعمل بعض الاختبارات على كشف الحمل قبل 5 أيام من غياب الحيض، لكن النتائج تعتمد على تركيز الهرمون في الجسم؛ لذلك يُفضّل عادةً الانتظار لمدة كافية؛ لأن معظم الاختبارات لا تكشف عن هرمون hCG إلّا عندما يبلغ مستواه في الجسم قرابة 25 mIU/mI أو أعلى، وهذا يحدث عادةً بعد 11 يوم من تأخر الحيض، كما تزداد مستوياته في اليوم 14 لتصل إلى 137-45 ميكرومتر/مل، كما تقرأ هذه الأجهزة نتائج مغالطة أحيانًا بسبب تناول أدوية الخصوبة.
ما هي التغيرات الجلدية التي تحدث أثناء الحمل؟
يعتبر الحمل الفترة التي تلاحظ فيها 90% من النساء تغيرات كبيرة ومعقدة في الجلد، تمتد على المدى البعيد أو تختفي بعد الولادة مباشرةً، وتُعزى هذه التغييرات بشكل أساسي إلى التغييرات في الغدد الصماء وعمليات التمثيل الغذائي، كما تلاحظ بعض النساء تغييرًا في مسار الأمراض الجلدية الموجودة لديهن، التي قد تزداد سوءًا أو تتحسن بسبب الحمل، كما أن البعض يعانين من أمراض جلدية خاصة بفترة الحمل تختفي مباشرةً بعد الولادة، ويمكن إجمال هذه التغييرات بما يلي:
- التغيرات المناعية أثناء الحمل: تتغير الاستجابة المناعية للأم الحامل؛ فيتم زيادة إفراز السيتوكينات، التي تُساعد على بقاء الجنين حيًّا، ويستمر ارتفاعها بعد الولادة؛ لأن إفرازها يعتمد على البروجسترون.
- التغيرات الفسيولوجية أثناء الحمل: تُعاني بعض النساء من التغييرات الفسيولوجية المسببة لإنتاج مجموعة من البروتينات والهرمونات الستيرويدية، بالإضافة إلى زيادة نشاط الغدة النخامية والغدة الدرقية والغدد الكظرية.
- التغيرات الصبغية: تُعاني بعض النساء من فرط التصبغ، وتغيير لون الجلد الناتج عن زيادة إفراز هرمونيّ الأستروجين والبروجسترون؛ إذ يحفز الأستروجين إنتاج الميلانين في الخلايا الصباغية، كما يزداد هذا الهرمون بازدياد البروجسترون، وتبدأ هذه التغيرات من الأشهر الأولى للحمل؛ إذ يتغير لون الحلمات والأعضاء التناسلية وتصبح أغمق وأكثر وضوحًا، كما تُصبح الوحمات و النمش والندوب داكنةً أكثر، لكن خط الحمل في البطن متى يظهر بالتحديد؟ الحقيقة أنه يبدأ بالظهور بشكل واضح خلال الثلث الثاني من الحمل، وقد يمتد من السرّة إلى العانة، فيما قد يمتد إلى الصدر والأضلاع أحيانًا، لكنه يتلاشى مباشرةً بعد الولادة، وقد يصاحبه تشريد السرة إلى اليمين، كما تظهر علامات التمدد على البطن والافخاذ والثديين، وقد تلاحظ بعض النساء ظهور الزوائد الجلدية على الوجه والعنق، التي تختفي في أواخر الحمل أو بعد الولادة مباشرةً.
- تغيرات الشعر: بعض النساء تُعاني من مشكلة كثرة الشعر على الجسم أثناء الحمل؛ بسبب تحفيز الأستروجين والأندروجين خلال النصف الثاني من الحمل، لكن هذه المشكلة تختفي بعد الولادة مباشرةً، لكن قد يتبعها تساقط في شعر الرأس، وهذه حالة يلزمها علاج لمنع الصلع.
- تغيرات الأظافر: الأظافر أيضًا ليست بمعزل عن التغيرات أثناء فترة الحمل؛ فقد تصبح هشّة وسهلة التكسر مع الإصابة بالفطريات القاصية عند البعض، لكن هذه أيضًا من التغيرات التي تختفي بعد الولادة.
- تغيرات الأوعية الدموية: تحدث للمرأة أثناء الحمل بعض التغيرات؛ مثل زيادة نمو الأوعية بسبب زيادة إفراز هرمون الغدة النخامية والمشيمة والغدد الكظرية؛ لأنها تُعتبر المصدر الأساسي لنمو الخلايا الليفية، بالتالي نموّها بشكل مُضطرب مُسببةً احمراراُ في الجلد في منطقة الوجه والرقبة، وتُفَسّر هذه الحالة عادةً بأنها ورم وعائي، ويُعتقد أن هذه الأعراض تظهر بشكل أكبر لدى النساء ذوات البشرة البيضاء، أيضًا تُصاب بعض النساء بورم حبيبي قيحي في تجويف الفم أو تضخمًا في اللثة، لكن هذه الأعراض تقل تدريجيًا بعد الولادة.
- تغيرات في الغدد: قد تحدث للنساء تغيرات في وظائف الغدد مسببةً زيادةً في التعرق وأكزيما، وانخفاض في وظائف الغدد الصماء مُسببًا التهاب الغدد العرقية القيحي وبعض الأمراض؛ مثل الثعلبة، كما أن زيادة إفراز الهرمونات قد يُسبب ظهور حب الشباب خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل.
تأثير الحمل على الأمراض الجلدية السابقة
- بعض الأمراض الجلدية السابقة قد تتحسن أثناء فترة الحمل: مثل التهاب الجلد التماسي التحسسي والتهاب الغدد العرقية القيحي ومرض الثعلب فورديس؛ بسبب انخفاض وظيفة الغدد الصماء، كما أن بعض الحالات بنسبة 40-63% تلاحظ تحسّنًا في مرض الصدفية، لكن 14% من الحالات تُعاني تفاقمًا في الأعراض، وقد يكون السبب في هذا الزيادة المفرطة إنتاج بعض الهرمونات؛ مثل هرمون interleukin- 10.
- أمراض تتفاقم أثناء الحمل: بعض الأمراض تتفاقم خلال فترة الحمل بسبب بعض التغيّرات؛ إذ تكون المرأة أكثر عُرضةً للإصابة بالأمراض وأكثر حساسية، ومن هذه الأمراض:
- العدوى: تكون المرأة الحامل أكثر عُرضةً للإصابة بالعدوات المختلفة أثناء فترة الحمل؛ ومنها عدوى التهاب المهبل، الذي قد يُسبب انتقال العدوى للأطفال بعد الولادة على شكل طفح حفاضات، أيضًا قد تُصاب النساء بفيروس الورم الحليمي البشري وعدوى مرض الهربس، وبعض هذه الأمراض قد تُؤثر لاحقًا على الطفل في مرحلة الرضاعة الطبيعية، خصوصًا في الأشهر الستة من عمره.
- الأمراض المناعية: بعض النساء المصابة بأمراض مناعية؛ مثل مرض الذئبة الحمراء، مُعرّضات لزيادة الأعراض أثناء فترة الحمل، وقد تصل إلى مرحلة الوفاة، أو الإصابة بتلف كلوي دائم، كما أن النساء المُصابات بالتهاب الجلد والعضلات قد يُعانين من التدهور وزيادة الأعراض خلال الحمل.
- الأمراض الأيضية: قد تزداد بعض التهابات الجلد المعوية أثناء الحمل؛ بسبب انخفاض مستويات الزنك في الدم.
- اضطرابات في النزيف الضام: قد تُعاني بعض النساء من نزيف مفرط أو تمزق في الرحم أو التمزق المعوي للمصابات بـ متلازمة اهلرز دانلوس من النوع 1 و 4.
هل يمكن تقليل خط الحمل؟
بعد تأكيد ومعرفة خط الحمل في البطن متى يظهر يبدأ البحث عن طرق لتقليل ظهور هذا الخط أو تخفيفه؛ إذ لا يُمكن منع ظهوره مُطلقًا، لكن اتباع بعض الإرشادات يمكن أن يُقلّل من وضوحه، ومن أهم هذه الإرشادات:
- تغطية البطن: والتقليل من التعرّض للشمس عن طريق ارتداء الملابس الطويلة، أو عن طريق استخدام الواقي الشمسي؛ لأن التعرض المباشر لأشعة الشمس قد يزيد من وضوح الخط ودكانة لونه.
- تناول الأغذية الصحية: يعتقد العديد من الأطباء أن تناول الأطعمة الصحية الغنية بحمض الفوليك يُقلل من تصبغات الجلد؛ ومن هذه الأطعمة الخضار الورقية والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى تناول بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية.
- استخدام بعض العلاجات: الحقيقة أن خط الحمل يختفي أو يتلاشى تدريجيًا بعد الولادة، لكنه يتجدّد خلال الحمل اللاحق، وفي حال عدم اختفائه يُمكن استخدام بعض كريمات التبييض، التي تُقلّل من التصبغات بعد استشارة الطبيب؛ إذ يُحظر استخدامها أثناء الحمل أو أثناء الرضاعة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل الخيار يساعد على تثبيت الحمل علميًا؟
هل هناك علاقة بين خط الحمل في البطن وجنس الجنين؟