تحقيق مسبار
يتم حساب كتلة الدهون في الجسم للتأكّد من عدم وجود أي زيادة في الوزن، واتخاذ جميع الإجراءات المُناسبة عند انخفاض الوزن بشكل كبير أو زيادة وزنه عن الحدود الطبيعية، ويعتني هذا المقال ببيان بعض الطُرق المُتبعة في حساب كتلة الدهون في جسم الإنسان، ويتطرق كذلك إلى طريقة التخلّص من الدهون الزائدة وكيفية تحليل نتيجة اختبارات مؤشر كتلة الجسم أيضًا.
هل من السهل حساب كتلة الدهون في الجسم؟
تختلف طُرق حساب كُتلة الدهون في جسم الإنسان صعوبةً وسهولةً نتيجة لاختلاف خُطواتها واختلاف الأدوات التي تعتمد عليها؛ حيث يعتمد البعض على شريط القياس لتحديد كُتلة الدهون، بينما يحتاج بعضها الآخر إلى عمليات حسابية؛ مثل طريقة الوزن الهيدروستاتيكي، كما أن هُناك بعض الطرق التي تعتمد على أجهزة القياس الحديثة الإلكترونية بعد إدخال البيانات التي تتعلق بطول المُستخدم وعُمره وجنسه.
كيف يتم حساب كتلة الجسم عند الرجال والنساء؟
فيما يأتي بعضًا من أبرز الطرق لتحديد كُتلة الدهون في الجسم:
- استخدام شريط القياس: يُمكن استخدام شريط قياس لتحديد كُتلة الدهون في الجسم بالاعتماد على الجدول المُخصص لذلك بعد حساب المُحيط، ويمكن حساب المُحيط عن الخُطوات الآتية:
- مُحيط الجسم للنساء: يُحسب مُحيط الجسم للنساء عن طريق طرح مُحيط الرقبة من مُحيط الوركين والخصر.
- مُحيط الجسم للرجال: يتم حساب مُحيط جسم الرجال من خلال طرح مُحيط الرقبة من مُحيط الخصر وحده فحسب.
- استخدام مقياس الدهون: لا بُدّ من إدخال الطول والعُمر والوزن والجنس؛ ليتمكّن مقياس الدهون من حساب نسبة دهون الجسم عند الوقوف عليه؛ حيث يقوم هذا المقياس بتمرير تيار كهربائي يُمكنه من تحديد نسبة الدهون.
- طريقة الوزن الهيدروستاتيكي: تُعد هذه الطريقة من أكثر طُرق حساب الدهون دقة، ويتم إجراؤها من خلال حساب وزن الجسم تحت الماء، ثم حساب الكتلة خارج الماء واستخراج نسبة الدهون بناءً على بعض العمليات الحسابية.
- الاعتماد على الصور الطبية: تعتمد بعض طُرق حساب كتلة الدهون على التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وهي أدق طُرق الحساب لدهون الجسم حتى الآن؛ إلّا إنّها باهظة الثمن.
كيف يمكن التخلص من الدهون الزائدة في الجسم؟
لا بُدّ من اتباع الإرشادات المُناسبة عند مُلاحظة زيادة في الوزن بعد حساب كتلة الدهون في الجسم، ويُمكن للأشخاص المُصابين بالسُمنة أو فرط الوزن اتباع الإرشادات الآتية للتخلص من الدهون بشكل فعّال:
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف: تنخفض نسبة زيادة الدهون في منطقة البطن بمقدار 3.7% عند تناول 10 غرامات من الألياف القابلة للذوبان في الماء حسب واحدة من الدراسات، التي اُجريت على أكثر من ألف شخص بالغ.
- تجنّب الدهون غير المُشبعة: يحتوي زيت فول الصويا والعديد من الأطعمة الأخرى على الدهون غير المُشبعة، ويُمكن لهذه الأطعمة زيادة نسبة دهون الجسم بنسبة تصل إلى 33% حسب دراسة استمرت مُدّة ست سنوات.
- الحرص على الأطعمة الغنية بالبروتين: يُمكن الحصول على البروتين من اللحوم والأسماك والألبان والبيض، وتشير الدراسات إلى انخفاض نسبة الدهون في الجسم عند تناول الأطعمة الغنية بالبروتين، كما أن للبروتينات عدّة فوائد أخرى.
- التقليل من درجات الإجهاد: تزداد مُستويات إنتاج الكورتيزول في الجسم عند التعرض إلى الإجهاد، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع الشهية وزيادة قدرة الجسم على تخزين الدهون حسب الدراسات المُتخصصة.
- التقليل من تناول الأطعمة السكرية: تحتوي الأطعمة السكرية على الفركتوز الذي يؤدي إلى زيادة نسبة الدهون في بطن الإنسان، كما يؤدي الإفراط في تناول السكريات إلى عِدّة أمراض مُزمنة؛ مثل أمراض القلب والسكري.
- مُمارسة تمارين الكارديو: تُظهر الدراسات نتيجة فعالة لـ تمارين الكارديو في التقليل من نسبة الدهون، وينبغي التنبيه إلى ضرورة تكرار التمارين والاستمرار في ذلك للحصول على أفضل نتائج مُمكنة.
- التقليل من الكربوهيدرات: يجب تقليل نسبة الدهون التي تدخل جسم الإنسان عن 50 غرامًا يوميًا؛ لضمان انخفاض نسبة الدهون عند الأشخاص المُصابين بالسمنة أو الفرط في الوزن والمُعرضين للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- أخذ قسط كافٍ من النوم: أظهرت الدراسات زيادة نسبة الأمراض المرتبطة بالسمنة عند الأشخاص الذين يُواجهون مشاكل في النوم؛ بما في ذلك زيادة نسبة الدهون، وينبغي الحرص على النوم بشكل كافٍ للتخلص من هذه المشاكل.
- تناول الأسماك الدهنية: تُعد الأسماك الدهنية من الأطعمة الغنية بالبروتينات عالية الجودة ودهون أوميغا 3، التي تُقلّل من الدهون، كما يُمكن تناول مُكملات السمك للتخلّص من الدهون الزائدة في الجسم أيضًا.
ما مخاطر ارتفاع مؤشر حساب كتلة الجسم للنساء والرجال؟
تحتوي القائمة التالية على بعض من المَخاطر المُحتملة عند ارتفاع مُؤشر حساب كتلة الدهون في الجسم للنساء أو الرجال:
- مشاكل ضغط الدم: أظهرت الدراسات بأن الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم مُرتفعة يتعرضون إلى مشكلة ارتفاع ضغط الدم بنسبة كبيرة مُقارنةً بالأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة طبيعي.
- أمراض القلب: تزداد خطورة الإصابة بأمراض القلب عندما ترتفع نسبة الدهون في جسم الإنسان، كما أن أعداد الوفيات بسبب هذه الأمراض تزداد عند ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، وذلك بناءً على دراسة أُجريت عام 2013م.
- مرض السكري: تُمكن الإصابة بداء السكري من النوع الثاني عند ارتفاع مؤشر كتلة الجسم بنسبة أكبر؛ حيث تزداد خطورة الإصابة بهذا الداء بنسبة تصل إلى 50% عند الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة مرتفع.
- الأمراض النفسية: تُشير إحدى الدراسات إلى زيادة خطورة الإصابة بالأمراض النفسية؛ مثل الاكتئاب، بنسبة تصل إلى 32% عندما يرتفع مؤشر كتلة الجسم مقارنةً بالأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.
كيف يمكن تحليل نتيجة حساب مؤشر كتلة الجسم؟
يتم تحليل نتيجة حساب مؤشر كتلة الجسم BMI على النحو الآتي:
- الجسم النحيف: يكون الجسم نحيفًا إذا انخفضت نتيجة مؤشر الكتلة عن 18.5 ولا بُدّ من اتباع حمية غذائية للوصول إلى الوزن الطبيعي في هذه الحالة.
- الوزن الطبيعي: تبدأ حدود الوزن الطبيعي من 18.5 وتستمر حتى 24.9 بالاعتماد على مؤشر كتلة الجسم، وينبغي على مُختلف الأشخاص المُحافظة على الوزن ضمن هذه الحدود لتجنّب الكثير من المشاكل الصحية.
- الوزن المفرط: تزداد خطورة الإصابة ببعض الأمراض عند الانتقال من حدود الوزن الطبيعي إلى حدود الوزن المُفرط، التي تبدأ من 25.0 وتستمر حتى 29.9 بناءً على مؤشر كتلة الجسم.
- الجسم السمين: تبدأ مرحلة السُمنة عندما يتجاوز مؤشر كتلة الجسم 30، وهذا يعني زيادة نسبة الدهون بشكل كبير يُمكن أن يتسبّب ببعض المشاكل التي تؤثر على صحة الإنسان.
هل هناك علاقة بين حساب كتلة الجسم والوزن المثالي؟
توجد علاقة وطيدة بين حساب كُتلة الجسم وحدود الوزن المثالي عادةً؛ حيث تنخفض مؤشرات كُتلة الجسم عندما يكون الجسم نحيفًا وتزداد تدريجيًا مع زيادة الوزن وصولًا إلى مراحل السُمنة المُختلفة؛ إلّا إنّ بعض هذه المؤشرات ليست دقيقة؛ حيث يكون المؤشر مُرتفعًا أحيانًا دون الإصابة بالسمنة عند الأشخاص الذين يُمارسون أنواعًا مُحددة من الرياضة؛ مثل رفع الأثقال أو المُلاكمة.
ما هي مشكلة حساب الدهون عن طريق مؤشر كتلة الجسم؟
يعتمد الكثير من الأشخاص على مؤشر حساب كتلة الدهون في الجسم؛ لتحديد مدى حاجتهم إلى اتباع نظام غذائي يهدف إلى تخفيف الدهون والمُحافظة على نمط الحياة الصحي، لكن هذا المؤشر يُغْفِلُ بعضَ التفاصيل المؤثّرة في حساب نسبة الدهون؛ ممّا يؤثر على دقّة النتيجة، ومن التفاصيل التي لا يأخذها مؤشر كُتلة الجسم بالحُسبان ما يأتي:
- العُمر: يعتمد مؤشر كتلة الجسم على الطول والوزن فحسب لجميع البالغين الذين تزيد أعمارهم عن عشرين عامًا دون النظر إلى عُمر الإنسان؛ بالرغم من زيادة نسبة الدهون عند كبار السن مُقارنةً بالصغار الذين لديهم نفس مؤشر الكتلة.
- الجنس: يحتوي الجسم المرأة على نسبة دهون أكبر من نسبة الدهون في جسم الرجل عندما يتساوى مؤشر الكتلة؛ إلّا إنّ المؤشر المذكور لا يعتمد على الجنس لتحديد مدى كون الوزن صحيًا أم لا.
- مكان الدهون في الجسم: تزداد خطورة الإصابة بالأمراض عندما تتراكم الدهون في الخصر والبطن مُقارنةً بخطورة الإصابة بالأمراض عند تراكم الدهون في أماكن أخرى، لكن مؤشر الكتلة لا يُفيد في معرفة مكان الدهون أو كميّتها.
- الدهون الصحية: يكون لدى البعض مؤشر كتلة مرتفع؛ إلّا إنّ أجسامهم تحتوي على دهون صحية بدلًا من الدهون الضارّة؛ بسبب مُمارسة بعض أنواع الرياضة، ولا يُمكن لمؤشر الكتلة تحديد ما إذا كانت الدهون صحيّة أم لا.
- مراحل النمو: لا يُمكن لمؤشر كتلة الجسم تحديد الحالة الصحية للإنسان في مراحل النمو المُختلفة بدايةً من الحمل والرضاعة وحتى الوصول إلى مراحل الشيخوخة أو الكِبر في السن.
هل توجد إرشادات لحساب مؤشر كتلة الجسم؟
تُساعدنا الإرشادات الآتية في حساب مؤشر كتلة الجسم على نحو صحيح:
- التحقّق من تثبيت الميزان في مكان صلب مُستوٍ لقياس كتلة الجسم.
- مُحاولة استخدام الميزان نفسه في كل مرة لضمان عدم وجود أي تفاوت في دقة النتائج.
- نزع جميع الملابس الثقيلة قبل إجراء عملية التوزين للحصول على نتيجة صحيحة.
- الوقوف في مُنتصف الميزان وتوزيع القدمين على الجانبين عند توزين الجسم.
- نزع زخارف الشعر والقُبعات عند قياس الطول باستخدام شريط القياس.
- تسجيل الارتفاع من الأرض إلى أعلى الرأس باستخدام مسطرة مُستقيمة ومُوازية للجسم.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد علاج لدهون الكبد وتضخم الطحال؟
