تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان مدى قدرة المريض على مُلاحظة أعراض زيادة الحديد في الجسم، بالإضافة إلى تزويد القارئ بأبرز الأعراض التي تظهر على الجسم وتدل على الإصابة بهذا المرض الخطير، كما يتطرق المقال إلى الكثير من المعلومات المُهمة حول مرض زيادة الحديد في الدم أيضًا؛ ومنها: ذكر طريقة العلاج، والإرشادات المنزلية المُناسبة للسيطرة على المرض، وكذلك ذكر طريقة تشخيص زيادة الحديد وأبرز المُضاعفات التي يتسبب بها.
هل يمكن ملاحظة أعراض زيادة الحديد في الجسم؟
توجد العديد من الأعراض التي تُشير إلى زيادة نسبة الحديد في جسم الإنسان، ويمكن مُلاحظة هذه الأعراض من قبل المريض ومُقدمي الرعاية الصحية بسهولة؛ ومنها: التعرض إلى ألم في المفاصل وضعف عام في الجسم، وعلى الرغم من الفائدة الكبيرة للحديد في الجسم؛ إلّا إنّه يُصبح ضارًّا عند زيادة كمياته عن المُستوى الطبيعي، كما أن نقص الحديد يُعد أكثر أنواع نقص المعادن في الجسم شيوعًا حول العالم، وهو أحد الأمراض الضارة أيضًا.
ما هي أعراض زيادة الحديد عند الإنسان؟
فيما يأتي بعضًا من أبرز أعراض زيادة الحديد في الجسم:
- الشعور بالتعب الشديد والضعف العام في الجسم.
- زيادة حِدّة خفقان القلب أو عدم انتظام ضربات القلب.
- الألم في المفاصل؛ بما فيها مفاصل أصابع اليد.
- التعرض إلى آلام في المعدة والبطن.
- فقدان الوزن بشكل غير مُبرر.
- فقدان الدافع الجنسي أو الشعور بالضعف الجنسي.
- تحوّل لون البشرة إلى البرونزي أو الضبابي.
- حدوث تغيّرات في الذاكرة وظهور أعراض الذاكرة الضبابية.
- ارتفاع مُستويات السكر في الدم عند المريض.
- انخفاض حجم الخصيتين عند الذكور ونقصان الحيض عند الإناث.
ما هي أسباب وعوامل خطورة الإصابة بزيادة الحديد؟
هُناك العديد من الأسباب وعوامل الخطورة المعروفة التي تؤدي إلى ظهور أعراض زيادة الحديد في الجسم، ومنها ما يأتي:
- أسباب الإصابة بزيادة الحديد:
- الطفرات الجينية: تُعد الطفرات الجينية أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بمرض زيادة الحديد في الدم، ولا بُدّ من حمل الإنسان جينين من جينات المرض حتى يكون مُصابًا، ولا تظهر الأعراض إذا حمل الفرد جينًا واحدًا للمرض.
- نقل الدم أو أخذ الحديد: يُمكن أن يؤدي نقل الدم من الآخرين إلى زيادة نسبة الحديد في جسم الإنسان أحيانًا، كما أن نسبة الحديد تزداد بسبب تناول حبوب أو أخذ حُقن الحديد.
- أمراض الكبد: تنتج زيادة نسبة الحديد في جسم الإنسان عن بعض الأمراض التي تُصيب الكبد في بعض الحالات؛ ومنها التهاب الكبد الوبائي من النوع سي، وكذلك مرض الكبد الدهني.
- غسيل الكلى: يحتاج البعض إلى غسيل الكلى في حالة فشل الكليتين بأداء وظيفتهما، ويؤدي ذلك إلى الإصابة بمرض زيادة نسبة الحديد في الجسم بعد فترة طويلة من الزمن.
- فقر الدم: تؤدي الإصابة بمرض فقر الدم إلى انخفاض أعداد كريات الدم الحمراء في جسم الإنسان، وهو أحد الأمراض التي تتسبب بزيادة نسبة الحديد في الجسم بعضًا من الأحيان.
- عوامل خطورة الإصابة بزيادة الحديد:
- العرق: عادةً ما يُصاب ذوو الأصول الأوروبية الشمالية بأعراض زيادة الحديد بنسبة أكبر من إصابة الأشخاص الآخرين بهذا المرض، وهو من الأمراض الأقل شيوعًا عند ذوي البشرة السوداء، وكذلك ذوي الأصول الآسيوية والإسبانية.
- تاريخ العائلة مع زيادة الحديد: تزداد فرصة الإصابة بمرض زيادة الحديد عند وجود حالات إصابة عند أفراد العائلة الآخرين؛ وذلك لأن الجينات الوراثية أبرز الأسباب للإصابة بهذا المرض كما سبق.
- الجنس: يتعرض الذكور إلى زيادة الحديد بمستويات أكبر من النساء؛ وذلك لأن النساء يفقدن الدم والحديد خلال فترة الحيض، وتزداد نسبة إصابة النساء بزيادة الحديد بعد فترة انقطاع الدورة الشهرية.
كيف يتم تشخيص زيادة الحديد في الجسم؟
يعتمد تشخيص أعراض زيادة الحديد في الجسم على العديد من الاختبارات والفحوصات التي يُجريها مُقدموا الرعاية الصحية؛ ومنها ما يأتي:
- الاختبارات الجينية: يقوم الطبيب بإجراء الاختبارات الوراثية؛ للتحقّق من وجود الجينات التي تؤدي إلى الإصابة بمرض زيادة الحديد في الجسم، فإنه أحد الأمراض التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء عبر الجينات.
- خزعة الكبد: تؤخذ خزعة الكبد بشكل مُستقل أحيانًا، في حين يتم أخذها مع اختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي في أحيانٍ أُخرى، وتُعطي اختبارات خزعة الكبد نتائجًا دقيقةً حول مستويات الحديد في دم المريض.
- قياس تشبع الترانسفيرين: يُمكن لاختبار قياس تشبع الترانسفيرين تزويد الطبيب بمعلومات دقيقة حول كميات الحديد التي ترتبط مع البروتين الذي يحمل الحديد في الجسم، وتُعد نسبة الترانسفيرين مرتفعة جدًا عند زيادتها عن 45% عند المريض.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يُمكن إجراء اختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي للتحقّق من تراكم كميات كبيرة من الحديد في الكبد والقلب؛ إلّا إنّه ليس اختبارًا فعّالًا دائمًا؛ إذ يتراكم الحديد في أجزاء أخرى من الجسم أحيانًا مثل البنكرياس.
ما هو علاج زيادة الحديد في الدم؟
عادةً ما يتم علاج زيادة الحديد في الدم بإحدى الطُرق الآتية:
- الفصد العلاجي: ينبغي على المرضى إجراء الفصد العلاجي بشكل مُنتظم؛ للتخلص من أعراض زيادة الحديد في الجسم، وهو علاج يهدف إلى إزالة بعض الدم من الجسم للتقليل من كميات الحديد.
- أدوية استخلاب الحديد: تتوفر أدوية استخلاب الحديد من خلال حُقنة في مجرى الدم، أو عن طريق حبوب يتم تناولها عبر الفم، وهي أدوية تُسهم في إزالة الحديد الزائد من جسم المريض.
- تغيير النمط الغذائي: على المريض اتباع جميع إرشادات مُقدم الرعاية الصحية التي تتعلق بنمط الغذاء؛ فإن الطبيب يُرشد المرضى إلى اجتناب الأدوية التي تحتوي على كميات كبيرة من الحديد عادةً، مع التنبيه إلى الحدّ من الأغذية التي تحتوي على فيتامين سي.
هل توجد علاجات منزلية إذا كنت أعاني من زيادة الحديد؟
توجد الكثير من العلاجات والإرشادات المنزلية التي ينبغي على المريض اتباعها حتى يتخلص من أعراض زيادة مُستويات الحديد، وأبرزها ما يأتي:
- تقليل نسبة الحديد في الغذاء: يتم تقليل نسبة الحديد في الغذاء بالعديد من الطرق؛ وأبرزها الامتناع عن تناول الأطعمة المُدعمة للحديد؛ مثل بعض أنواع حبوب الإفطار.
- تجنّب مُكملات الحديد وفيتامين سي: يجب على المرضى تجنّب مُكملات الحديد ومُكملات فيتامين سي؛ لأن لها آثارًا سلبيةً ضارّةً على المُصابين بمرض زيادة نسبة الحديد في الدم.
- انتقاء أنواع اللحوم: على المرضى انتقاء أنواع اللحوم التي يتناولونها عند الإصابة بزيادة الحديد، ويجب عليهم اجتناب اللحوم الحمراء، وكذلك ينبغي اجتناب المأكولات البحرية النيئة، حتى لا يظهر أيّ من أعراض زيادة الحديد في الجسم.
- الابتعاد عن تناول المحار النيء: يؤدي تناول المحار النيء إلى العديد من الأعراض السلبية الضارّة عند المُصابين بزيادة نسبة الحديد؛ وذلك لأنه يحتوي على بعض أنواع البكتيريا التي تتسبب بالتهابات خطيرة في حالة زيادة الحديد.
هل هناك مُضاعفات لمرض زيادة مخزون الحديد؟
لا بُدّ من السعي إلى علاج أعراض زيادة الحديد في الجسم بعد الانتهاء من تشخيصها؛ وذلك لتجنب المُضاعفات الخطيرة التي يُمكن أن يتسبب بها هذا النوع من الأمراض؛ ومنها المُضاعفات الآتية:
- فشل القلب: لزيادة مُستويات الحديد تأثير سلبي على تنظيم نبضات القلب، كما أنه يؤدي إلى فشل القلب في بعض الأحيان، ويُشير مصطلح فشل القلب إلى عدم قدرة قلب الإنسان على ضخ الدم إلى الجسم بالكميات المُناسبة.
- أمراض الكبد: تتسبب زيادة مُستويات الحديد في الجسم بالعديد من الأمراض التي تُصيب الكبد؛ وأبرزها: مرض تلف الكبد ومرض تليف الكبد، بالإضافة إلى سرطان الكبد.
- مشاكل في الجهاز التناسلي: ينتج انقطاع الطمث المُبكر عند بعض النساء بسبب زيادة مستويات الحديد، كما يؤدي هذا المرض أحيانًا إلى ضعف الانتصاب عند الرجال.
- الوفاة: على الرغم من السيطرة على حالة زيادة نسبة الحديد في الدم عند اكتشافها وعلاجها في الوقت المُناسب؛ إلّا إنّ عدم العلاج يؤدي إلى وفاة المُصاب.
- تلف البنكرياس: يُعد تلف البنكرياس واحدًا من المُضاعفات التي تنتج عن زيادة الحديد في الدم، ويؤدي تلف البنكرياس إلى الإصابة بأمراض السكري عند المرضى.
- تغيّر لون الجلد: يؤدي مرض زيادة الحديد في الجسم إلى تغيّر لون الجلد حتى يصبح برونزيًا أو رماديًا؛ وذلك نتيجة لترسب الحديد الزائد في خلايا البشرة من الجلد.
- التهاب المفاصل: يُصاب الإنسان بـ التهاب المفاصل للعديد من الأسباب المُختلفة؛ وأبرزها هشاشة العظام، كما أن هذا المرض يُعد واحدًا من مُضاعفات زيادة مستويات الحديد في الدم في بعض الحالات أيضًا.
كيفية زيادة مخزون الحديد في الجسم
يزداد مخزون الحديد لدى الإنسان عندما يقوم الجسم بامتصاص كميات كبيرة من عنصر الحديد عند تناول الطعام؛ فإن هُناك كثيرًا من الأطعمة التي تحتوي على الحديد؛ مثل اللحوم الحمراء، ويقوم الجسم بعد ذلك بتخزين الحديد في الكبد والبنكرياس والقلب بشكل أساسي مع عدم القدرة على التخلص من الحديد الزائد بشكل طبيعي؛ بسبب الجينات الوراثية، التي تتسبب بترسب الأصبغة الدموية أو لغيرها من الأسباب؛ ممّا يؤدي إلى تراكم الحديد وزيادة مُستوياته بشكل كبير.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن تمييز أعراض نقص الزنك؟
هل أعراض نقص المغنيسيوم خطيرة؟