تحقيق مسبار
يكثُر البحث في فصل الصيف عن علاج لدغات الناموس المُزعجة التي تؤرّق الأجواء الصيفية الدافئة، ويُمكن تعريف اللدغات بنتوءات بارزة على الجلد تثير الحكّة في الكثير من الأحيان وتُسبّب مجموعةً أُخرى من الأعراض، وتظهر هذه اللدغات بشكل واضحٍ في المناطق المكشوفة؛ مثل الذراعين والقدمين، وأيًّا كانت المُضاعفات فالبعض يبحث عن طُرق العلاج المُتوفرة في المنزل لتقليل تهيّج الجلد والاحمرار وغيرها من المُضاعفات المُتمثلة في صعوبة التنفس أو تورّم الحلق. هُنا سنتحدث عن أهم طُرق العلاج بحسب دراسات علمية وأبحاث مُؤكّدة.
هل يُمكن علاج لدغات الناموس في المنزل؟
نعم يُمكن علاج لدغات الناموس في المنزل عن طريق الخلطات الموجودة في المنزل مع إمكانية العلاج باستخدام الكريمات والمراهم المتنوعة المُحتوية على مضادات الحساسية؛ إذ تختفي مُعظم اللدغات في غضون أيامٍ بسيطة، لكن بعضها يُسبّب مجموعةً من الأعراض الناتجة عن اختلاط لُعاب البعوض في الدم مُسببةً عدوى معيّنة تتطلّب علاجًا فوريًا، خصوصًا عند ظهور مجموعة من الأعراض؛ منها تسرّب القيح من اللدغة أو الحُمّى أو القشعريرة أو تورّم الغُدد الليمفاوية وغيرها من الأعراض التي تدلّ على وجود تسمّم في الدم.
تعريف لدغات الناموس وعلاجها
تحدث لدغات الناموس من قبل الإناث التي تحتاج إلى البروتين الموجود في الدم لتكوين البويضات، أمّا ذكورها فتأكل رحيق الأزهار فقط، وتحدث اللدغة بسبب غرس الناموسة للخرطوم أو الجزء المُمتد من فمها في الجلد وامتصاص الدم ثم إفراز لعابها فيه، وهذا يترك خلفها آثارًا على شكل نتوءات بارزة تسبب الحكّة والتهيّج؛ إذ يُمكن علاج اللدغات بطرق طبيعية وخلطات متوفرة في المنزل مع إمكانية العلاج باستخدام المراهم والكريمات، لكن في البداية يجب غسل مكان اللدغة بالماء البارد لتقليل التهيّج والاحمرار.
الوقاية من لدغات الناموس
قبل التفكير في علاج لدغات الناموس يجب البحث في طرق الوقاية وتجنّب هذه اللدغات عن طريق اتباع مجموعة من الإرشادات المُفيدة للأطفال والبالغين على حدٍّ سواء؛ ومنها:
- ارتداء الملابس الطويلة: يجب ارتداء الملابس ذات الأكمام والأرجل الطويلة لمنع الناموس من الوصول إلى الجسم.
- استخدام طارد الحشرات: يُمكن الاختيار بين الأنواع المتعددة المتوفرة في الأسواق؛ ومنها مُبيدات الرشّ أو الأقراص.
- استخدام الناموسيّة: وهي عبارة عن قطع من القماش الخفيف تُستخدم لمنع الناموس من الوصول إلى الطفل أو البالغ.
- إغلاق النوافذ: يجب إغلاق النوافذ في المساء أو استخدام المُلحقات المُخصّصة لمنع البعوض من الدخول للمنزل.
ما هي طرق علاج لدغات الناموس؟
لا تحتاج معظم لدغات الناموس إلى علاج إلّا في حالات التهيّج الشديد عندها يُمكن استخدام مراهم لعلاج التهيّج، وهي مراهم تُصرف دون وصفة طبية، كما يُمكن استخدام مراهم مصنوعة من صودا الخبز والماء وتطبيقها لعِدّة مرّات على الجلد لحين اختفاء اثار اللدغات والأعراض، وفي بعض الحالات يُمكن استخدام مُضادات الهيستامين عن طريق الفم لتقليل الأعراض.
مرهم لعلاج لدغات الناموس
يمكن علاج لدغات الناموس عن طريق استخدام مجموعة من المراهم المتوفرة في الأسواق؛ ومنها:
- مراهم الهيدروكورتيزون: وهي كريمات موضعيّة لعلاج تهيّج الجلد الناتج عن لدغات الناموس أو الأمراض الجلدية الأخرى؛ مثل الإكزيما؛ ومنها كريمات مُحتوية على الكورتيكوستيرويد، التي تُقلّل من الالتهاب وتُخفّف الحكّة، أيضًا يُمكن استخدام مرهم كورتيزون 10 الذي يحتوي في تركيبته على 1% هيدروكورتيزون وصبّار؛ لذلك يُعتبر من المراهم سريعة المفعول.
- كريم افينو هيدروكورتيزون: يحتوي على 1٪ هيدروكورتيزون، بالإضافة إلى مجموعة من المركبات التي تُقلّل الحكّة والالتهاب؛ منها الألوفيرا وفيتامين هـ والشوفان، وهذه المراهم تُقلّل التهيّج الناتج عن البعوض، كما تُستخدم للأمراض الجلدية الأُخرى؛ مثل الإكزيما والصدفية.
كيفية التخلّص من لدغات الناموس
تتعدّد طرق علاج لدغات الناموس الطبيعية؛ ومن أهم هذه الوصفات والعلاجات ما يلي:
- العسل: يُعتبر العسل من أهم العلاجات المنزلية المُستخدمة في علاج مشاكل الجلد؛ بسبب خواصه المُضادّة للبكتيريا والالتهاب، كما يُستخدم بشكل كبير في علاج التهابات الحلق والكدمات.
- دقيق الشوفان: يحتوي دقيق الشوفان على مواد لها خصائص مُضادّة للتهيّج؛ لذلك يُمكن اعتباره أحد العلاجات المنزلية الفعّالة في التخلّص من لدغات الناموس؛ لأنّه يُخفّف من التورّم والحكّة، ويتم استخدامها على شكل عجينة مُكوّنة من كميات متساوية من الماء والشوفان تُوضع على قطعة قماش ثمّ على مكان اللدغة لمدة 10 دقائق، وفي حال وجود عدد كبير من اللدغات يُمكن استخدام حمام الشوفان عن طريق وضع كمية منه في حوض الاستحمام مع الماء والجلوس فيه لمدة 20 دقيقة مع فرك اللدغات قليلًا لتقليل التهيّج.
- الثلج المجروش: تُساعد درجات الحرارة المُنخفضة في تقليل التهيّج والالتهاب؛ لذلك يُمكن وضع الماء البارد أو الثلج المجروش في كيس أو وعاء وتطبيقه فوق اللدغات، لكن يجب تجنّب وضع الثلج على الجلد مباشرةً لأكثر من 5 دقائق؛ لأن البرودة تُسبب تلف الجلد.
- الصبّار: يحتوي جلّ الصبّار على مواد مُضادّة للالتهاب؛ لذلك يتم استخدامه لالتئام الجروح وغيرها من المشاكل؛ ومنها لدغات البعوض والحشرات المتنوعة؛ إذ يُمكن قطع جزء من الصبّار للحصول على الجلّ الشفاف الذي يتم وضعه على الجلد مُباشرةً وتركه حتى يجفّ.
- صودا الخبز: تُسمى أيضًا ببيكربونات الصوديوم، وتُستخدم بشكل شائع في المطبخ وفي العلاجات والوصفات المنزلية، ويُمكن استخدامها لتخفيف أعراض حكّة الناموس عن طريق خلط ملعقة من الصودا مع ملعقة ماء لتكوين عجينة سميكة تُطبّق على اللدغة وتُترك لمدّة 10 دقائق، ثمّ يُغسل الجلد جيدًا بالماء.
طرق أُخرى لعلاج لدغات الناموس
- الخلّ: يُعتبر خلّ التفاح من المواد المُستخدمة في علاج العديد من الحالات الطبية ومنها تهيّج الجلد؛ إذ يُمكن وضع قطرات الخلّ على مكان اللدغة لتقليل الاحساس بالحكّة، كما يُمكن استخدامه كمُطهّر، أيضًا يُمكن مزج الخلّ مع الماء البارد ونقع قطعة قماش بها ثم تطبيقها على الجلد مباشرةً، وفي حال وجود لدغات كثيرة يمكن وضع كوبين من الخلّ في حوض استحمام مليء بالماء الفاتر والجلوس لمدة 20 دقيقة.
- الريحان: يتميّز الريحان بنكهته القوية ورائحته العطريّة التي تجعله مُلائمًا للعديد من الوصفات الغذائية المُتعددة، كما يعمل بشكل فعّال على علاج لدغات البعوض بفضل مُركّبات الأوجينول التي تخفّف من الحكّة وفق نتائج دراسة مُؤكّدة، ولاستخدام الريحان يُمكن إضافة ملعقة من الريحان المجفف إلى كوبين من الماء المغلي ونقعه لفترة من الزمن حتى يبرد ثم وضعه على اللدغات بواسطة قطعة قماش مع الفرك البسيط، أيضًا يمكن سحق أوراق الريحان الطازجة وفرك اللدغات بها.
- البصل: يُعتبر البصل مُطهّرًا عامًّا بفضل احتوائه على مُضادات الفطريّات التي تُقلّل من التهيّج ومن خطر الإصابة بالعدوى؛ إذ يُمكن استخدام شرائح البصل الطازجة ووضعها على مكان اللدغة لعِدّة دقائق ثم غسل الجلد جيدًا بالماء.
- الزعتر: يحتوي الزعتر على مواد مُضادّة للبكتيريا والفطريات تُساعد في تقليل تهيّج الجلد والحكّة الناتجة عن لدغة الناموس ومن خطر الإصابة بالعدوى. ويمكن سحق أوراق الزعتر ووضعها على مكان اللدغة لمدة 10 دقائق، كما يُمكن نقع أوراق الزعتر بالماء المغليّ لعِدّة دقائق حتى يبرد الماء ثم تطبيقه على البشرة بواسطة قطعة قماش وتركها لبضع دقائق.
- بلسم الليمون: وهو نبات يُستخدم منذ القدم في العلاجات الطبيعيّة المتنوعة لعلاج اضطرابات المعدة، كما يُقلّل من تهيّج الجلد الناتج عن لدغات الناموس؛ إذ يُمكن تطبيق الأوراق مباشرةً على الجلد أو استخدام زيت بلسم الليمون العطريّ.
- المليسة: تحتوي أوراق المليسة على مادة تُسمى التانين ومُركّبات البوليفينول، التي تعمل على تخفيف الالتهاب وتقليل الإصابة بالعدوى.
- بندق الساحرة: تحتوي على مادة التانينات التي تُقلّل تهيّج الجلد والالتهاب؛ إذ يُمكن وضعها على الجلد مباشرةً لتخفيف آثار اللدغات والتهيّج، كما يُمكن وضع كمية صغيرة منها على قطعة قماش أو كرة قطنيّة ووضعها على مكان اللدغة لبضع دقائق.
- شاي البابونج: يُقلّل شاي البابونج من تهيّج الجلد ويُسرّع الشفاء من اللدغات بحسب كتاب (Biomolecular and Clinical Aspects. 2nd edition) الذي اعتمده المركز القومي لمعلومات التكنولوجيا الحيوية في الولايات المتحدة، كما يمكن استخدام أكياس الشاي الباردة ووضعها على الجلد لمدة 30 دقيقة مع عصر الكيس لإخراج الماء الزائد ووضعه على مكان اللدغة لمدة 10 دقائق ثم مسح المنطقة بالماء، يُمكن وضع أكياس البابونج في الثلاجة للاستخدام وقت الحاجة.
- الثوم: يُعرف الثوم بخواصه المُضادّة للالتهاب؛ لذلك يُمكن وضع الثوم المهروس على مكان اللدغة لتقليل التهيّج ومنع انتشار العدوى والالتهاب، لكن يجب الحذر من تغيّر لون الجلد إذا تُرِكَ الثوم لفترة طويلة؛ لأنه يُسبّب احتراق الجلد أحيانًا، ولتجنّب ذلك يُمكن خلط الثوم المفروم مع غسول جلدي غير مُعطّر أو مع زيت جوز الهند وفرك الخليط على مكان اللدغة لتقليل الأعراض دون التأثير على الجلد.
هل يمكن علاج لدغات الناموس للأطفال؟
الأطفال مُعرّضون كغيرهم للدغات الناموس، لكن طريقة تعبيرهم عن الانزعاج تبدو مختلفةً؛ إذ يبدأ الطفل بالحكّ المزعج مُسببًا خدش الجلد، أمّا الأطفال الأصغر سنًّا يعبّرون عن انزعاجهم بالبكاء المتواصل، عندها ستظهر آثار اللدغات على شكل نقاط حمراء صغيرة متهيّجة، ولعلاج اللدغات يمكن اتباع الخطوات التالية:
- تنظيف المنطقة المُصابة بالماء الدافئ والصابون.
- وضع كمادات الماء الباردة على جلد الطفل.
- وضع أحد المراهم المُحتوية على الهيدروكورتيزون التي تُقلّل الحكة والتهيج، إذ يُمكن تكرار وضعها 3 مرات يوميًا لحين اختفاء الأعراض.
- تطبيق عجينة مُكوّنة من صودا الخبز والماء على اللدغات 3 مرات أو أكثر يوميًا.
- إعطاء الطفل مُضادّات الهستامين الفموية لتقليل الحكّة والتهيّج، لكن هذه المضادات ممنوعة على الأطفال دون سن الثانية بحسب توصيات إدارة الغذاء والدواء.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد سبب لوخز الجسم مع وجود حكة؟