تحقيق مسبار
صناعة الصابون الطبيعي في المنزل من الصناعات الحديثة التي بدأت تشغل بال العديد من الناس؛ نظرًا لأن الصابون من أهم وسائل النظافة اليومية وجزءٌ مُهمٌّ من الروتين اليومي المُستخدم في تنظيف الجسم والتخلص من الروائح المختلفة. ولأنّه مادّة تُلامس الجسم والبشرة باستمرار، فقد أصبح البعض يتوجهون لصناعته منزليًا؛ ليتمكّنوا من استخدام مواد مُعيّنة والتحكّم في رائحته والتقليل من استخدام المواد الكيماوية، لكن هل فعلًا يُمكن صناعته منزليًا، وهل يضاهي المنزلي الصوابين الموجودة في المتاجر، هذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل في مقالنا الحالي من وجهة نظر علميّة وتبعًا لنتائج دراسات وأبحاث مُؤكّدة.
ما هو الصابون؟
الصابون عبارة عن دهون أو زيوت نباتية أو حيوانية ممزوجة بمادة قَلويّة تُسمّى الغسول، وهي عبارة عن مادة كيميائيّة تكون إمّا هيدروكسيد الصوديوم في الصابون العادي أو هيدروكسيد البوتاسيوم في الصابون السائل؛ إذ يتم جمع المواد المطلوبة وتسخينها في عملية تُسمى التصبّن، لكن يجب الانتباه إلى أن عملية التصبّن لا يُمكن حدوثها دون هذه المادّة الكيميائيّة أو الغسول، التي تُعتبر مادة مُهيّجة للعينين والجلد إذا تمّ استخدامها بشكل خاطئ، لكن عندما يتم تصبينها بالكامل؛ فهي مادة غير ضارّة مُطلقًا.
هل يمكن صناعة الصابون الطبيعي في المنزل؟
الحقيقة نعم يُمكن ذلك من خلال اتباع بعض الإرشادات والتعليمات الأساسية؛ إذ إنّ بعض الأشخاص الذين تستهويهم الحِرف والصناعات اليدوية يُفضّلون تجربة صنع الصابون في المنزل، وهي عملية تتطلّب معدّات خاصة وأدوات يمكن الحصول عليها عبر الإنترنت أو عبر أيّ متجر مُتخصّص، كما تحتاج دقّةً في العمل واتباع الخطوات والإرشادات؛ لأنها تتم باستخدام مواد كيماوية وزيوت طبيعية، كما يُفضّل البعض إضافة الجلسرين لهذه الصوابين لزيادة خواصها، أو لاعتقادهم أن هذه المواد لا تُسبّب الحساسيّة والتهيّج؛ إلّا إنّ الحقيقة أن الجلسرين يعتبر آمنًا وصديقًا للبيئة، لكن هذا لا يعني أنه لا يُسبّب الحساسيّة؛ لذلك يجب إجراء اختبار للبشرة قبل استخدامها بشكل فعّال. هنا سنتحدث عن كيفية صناعة الصابون في المنزل.
المواد المُستخدمة في صناعة الصابون
يتكوّن الصابون عادةً من مجموعة من المواد؛ هي:
- الدهون والزيوت: قديمًا كان الصابون يُصنع فقط من الزيوت الحيوانيّة، لكن اليوم يُمكن استخدام الزيوت النباتية، أمّا اختيار النوع فيعتمد على رغبة الشخص، لكن من المعروف أن صلابته ومقدار رغوته سيختلف باختلاف نوع الزيت؛ ومن أهم هذه الزيوت:
- شحم الخروف أو الخنزير.
- زيت الزيتون.
- زيت الأفوكادو.
- زيت الجوجوبا.
- زيت اللوز.
- زبدة المانجو.
- زيت القنب.
- زبدة الكاكاو.
- زبدة الشيا.
- الماء: وهو عنصرٌ أساسيٌّ في عملية التصبّن، يتم خلطه مع الغسول، لكنه يتبخّر تلقائيًا أثناء تصلّب الصابون. عادةً يُنصح صانعي الصابون باستخدام الماء المُقطّر؛ إلّا إنّ البعض يُفضّل استخدام سوائل أُخرى بعد إتقان صناعة الصابون الطبيعي؛ ومنها الشاي أو القهوة أو الجلسرين أو الحليب بأشكاله المتنوعة.
- الروائح: تُعتبر الروائح إضافات خاصة تعتمد على رغبة الشخص؛ إلّا إنّها لا تؤثر على فعاليّة الصابون في التنظيف؛ إذ يتم عادةً استخدام الزيوت العطريّة النباتيّة أو الاصطناعيّة، لكن يجب اختيار أنواع آمنة على البشرة، كما يُفضّل اختيار أنواع لها خواص إضافيّة؛ مثل اللافندر المعروف بتهدئته للأعصاب.
- المعدّات الأساسية: ستحتاج إلى مجموعة من المواد الأساسية؛ وهي:
- غاز.
- وعاء زجاجي أو بلاستيكي لقياس كمية الغسول.
- وعاء زجاجي أو بلاستيكي أو مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ لعملية الخلط.
- ميزان رقمي.
- ميزان حرارة.
- ملاعق سيليكون.
- قوالب لصبّ الصابون.
- خلّاط كهربائي مزوّد بعامود مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ.
- معدّات للحماية: تحتاج عملية صناعته إلى استخدام مواد كيميائية ضارّة بالبشرة، كما ينبعث عنها مجموعة من الغازات؛ لذلك يُفضّل العمل في مكان جيّد التهوية وتوفير معدّات الحماية التالية:
- نظارات أمان.
- قفازات مصنوعة من المطاط أو اللاتكس.
- قفازات للحرارة.
- ملابس بأكمام طويلة.
- مريول المطبخ.
ما هي طُرق صناعة الصابون؟
يمكن صناعة الصابون في المنزل بعِدّة طُرق؛ هي:
- الطريقة الساخنة: وهي التصبُّن بفعل الحرارة الخارجية؛ إذ يُمكن استخدام الصابون في اليوم التالي؛ إلّا إنّ الأفضل الانتظار لمدّة أسبوع على الأقل حتى تزداد القطعة صلابةً.
- الطريقة الباردة: في هذه الطريقة يتم الاعتماد على الحرارة الداخلية الناتجة أثناء عملية التصبُّن، لكنها تحتاج مدّة أطول تتراوح بين 4-6 أسابيع.
- طُرق أُخرى: يوجد طريقتين إضافيتين لصناعة الصابون في المنزل، لكن الحقيقة أنهما لا تعنِيان صناعة الصابون من الصفر؛ وهذه الطرق هي:
- الذوبان والصبّ: هذه الطريقة تختلف تمامًا عن التصبُّن ولا تحتاج للتعامل مع المواد الكيماوية، فقط تستدعي إذابة قواعد الصابون الموجودة ثم إعادة تشكيلها.
- إعادة التكسية: وهي طريقة إعادة تصنيع الصوابين محليّة الصُنع السيّئة وتنتج صابون أقل جماليّة.
نصائح لإعداد الصابون
صناعة الصابون في المنزل بأمان والحصول على أفضل النتائج تتطلّب اتباع النصائح التالية:
- العمل في منطقة مفتوحة جيّدة التهوية.
- عند عمل محلول الغسول يجب تجنّب لمس المحلول أو استنشاق الأبخرة.
- استخدام قوالب فردية لتجنّب عملية التقطيع.
- استخدام الزيوت العطريّة بعناية بمقدار معين يعتمد على نوع الزيت؛ إذ يُفضّل البدء أولًا بـ 20 نقطة، ثم زيادتها إلى 30 في حال الرغبة برائحة أقوى.
- اتباع الوصفات القياسيّة لتجنّب صنع صابون ضارّ أو مُهيّج للبشرة؛ إذ يُعتبر تفتّت الصابون دلالة على زيادة نسبة الغسول.
خصائص الصابون المنزلي
- الصابون المنزلي له شكل خاص يختلف قليلًا عن الصابون التجاري.
- رائحة الصابون المنزلي أخفّ من الصابون التجاري؛ إذ يمكن زيادة الزيوت العطريّة للحصول على رائحة أقوى، لكن هذا مُكلف نسبيًا.
- إمكانية صناعة أشكال وألوان مُختلفة من الصابون المنزلي وخلطات متنوّعة خاصّة بكل بشرة، كما يمكن خلط مجموعة مُختلفة من الزيوت والزبدة.
ما هي طريقة صناعة الصابون في المنزل؟
المقادير
ستحتاج لصناعة الصابون لمجموعة من المواد؛ هي:
- 160 مل من زيت جوز الهند.
- 160 مل من زيت الزيتون.
- 180 مل من الماء المُقطّر، يمكن استبداله بأيّ سائل آخر أو خلط مجموعة من السوائل معًا.
- 160 مل من زيت الجلسرين.
- 60 مل من الغسول النقي أو هيدروكسيد الصوديوم.
- 20-40 قطرة من الزيوت الأساسيّة.
- بعض المكوّنات الاختيارية؛ مثل:
الطريقة
- ارتداء معدّات الحماية كاملة.
- وضع قدر على الغاز على نار مُنخفضة.
- إضافة زيت جوز الهند إلى القدر ببطء.
- إضافة الغسول إلى الماء؛ لصُنع محلول الغسول وتجنّب إضافة الماء إلى الغسول؛ لأن هذا خطر، مع التحريك بملعقة سيليكون وهذا سُيطلق بعض الحرارة والأبخرة.
- ترك المحلول يبرد لمدّة 15-20 دقيقة.
- إضافة زيت الزيتون إلى زيت جوز الهند والتحريك جيدًا والاستمرار في التحريك؛ لحين وصول درجة حرارتها إلى 49-54 درجة مئوية.
- صبّ محلول الغسول على الزيوت ببطء مع التقليب المستمر لمدّة تتراوح بين 10-15 دقيقة بواسطة الخلّاط الكهربائي، مع تجنّب السُرَع العالية وتناثر الخليط.
- تغطية القدر وتركه على نار هادئة لمدّة 50 دقيقة مع التحريك كلّ فترة لخلط المكوّنات.
- ترك الخليط ليبرد وتنخفض درجة حرارته إلى أقل من 82 درجة؛ عندها يمكن إضافة الملوّنات والزيوت الأساسيّة المطلوبة.
- وضع الصابون الجاهز في قوالب الصابون الخاصة والضغط عليها للتخلص من الفقاعات، ثم ترك الصابون في القوالب لمدّة يوم كامل، بعدها يُمكن إخراجه من القوالب بعناية وتركه يجفّ أكبر مدُة مُمكنة ثم استخدامه بأمان.
- تغليف الصابون بواسطة قطع النايلون أو العُلب الخاصة.
هل يمكن تصنيع الصابون السائل؟
العديد من الأشخاص يُفضّلون استخدام الصابون السائل؛ نظرًا لسهولة استخدامه من ناحية، ولأنه لا يترك أثرًا أثناء الاستخدام، لكن هل يمكن صناعته في المنزل كما يتم صناعة الصابون الصابون الطبيعي الجاف؟ الحقيقة نعم يمكن ذلك بعِدّة طرق وهذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل.
صناعة الصابون السائل من بقايا الصابون
تتم عن طريق تجميع قطع الصابون القديمة فى المنزل؛ لإنتاج صابون بنفس المواصفات مثل بقايا صابون البشرة الحسّاسة تُنتِج صابونًا سائلًا خاصًا بالبشرة الحسّاسة وهكذا، ويمكن اتباع الخطوات التالية:
- برش بقايا الصابون باستخدام المِبشرة اليدوية أو الكهربائية؛ لتجميع 229 جرام من رقائق الصابون.
- مزج بقايا الصابون مع 235 مل من الماء المغلي بواسطة الخلّاط الكهربائي؛ للحصول على قوام يشبه المعجون، يمكن أيضًا تسخين الصابون في المايكروويف أو على الغاز والتحريك المُستمر للحصول على خليط كريمي.
- مزج ملعقة صغيرة من الجلسرين إلى الصابون السائل؛ لزيادة ترطيب البشرة وتحسين مواصفات الصابون.
- إضافة بعض المواد التجميلية الخاصة؛ مثل العسل أو الزيت العطري مع التقليب المُستمر، كما يُمكن إضافة قطرات من شجرة الشاي.
- وضع الصابون في العُلب الخاصة بعد أن يبرد تمامًا.
صنع الصابون السائل من الصفر
تتشابه هذه الطريقة مع طريقة صناعة الصابون الطبيعي الصلب من حيث استخدام مواد كيماوية؛ إلّا إنّها تعتمد على مادّة تُسمّى هيدروكسيد البوتاسيوم وتُعرف أيضًا باسم الغسول، يمكن صناعة 6 لتر من الصابون السائل عن طريق اتباع الخطوات التالية:
- ارتداء وسائل الحماية من نظارات وملابس واقية وغيرها.
- تحضير المكوّنات الأساسية؛ وهي:
- 311.84 جرام من رقائق هيدروكسيد البوتاسيوم.
- 975.93 مللتر من الماء المُقطّر.
- 709.76 مللتر من زيت جوز الهند.
- 295.74 مللتر من زيت الخروع.
- 295.74 مللتر من زيت الزيتون.
- 88.7206 مللتر من زيت الجوجوبا.
- تسخين الزيوت في قِدر من الفخار على نار خفيفة والتأكّد من الكميّات.
- إضافة الغسول إلى الماء وليس العكس مع التحريك المُستمر.
- إضافة محلول الغسول إلى الزيوت ثم خلط المكوّنات باستخدام الخلّاط الكهربائي العمودي؛ حتى يبدأ الخليط بالتكاثف.
- وضع الخليط المعجوني على نار هادئة وطهيه لمدّة تصل إلى ست ساعات تقريبًا وتقليبه كلّ نصف ساعة.
- بعد الانتهاء من الطهي يتم إضافة الماء المُقطّر إلى المعجون لتخفيفه والتحريك المستمر وتركه لمدّة كافية؛ حتى يذوب المعجون في الماء وهذا قد يستغرق ساعات.
- إضافة المُعطّرات والألوان المُفضّلة.
- سكب الصابون في عُلب خاصة لحين استخدامه.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن تدوير المخلفات الإلكترونية؟
هل يوجد فوائد لإعادة تدوير البلاستيك؟