تحقيق مسبار
يهدف هذا المقال إلى بيان مدى فائدة الشوربات في رمضان على مائدة الإفطار؛ فإنها من العناصر الرئيسية على المائدة لدى كثيرٍ من الصائمين. ويتطرق المقال كذلك إلى العديد من أنواع الشوربات ذات القيمة الغذائية العالية والفوائد الكبيرة، إلى جانب ذكر أصناف الشوربات المناسبة للرجيم وكذلك الشوربات التي يُمكن لمرضى السُكّري تناولها.
هل تناول الشوربات في رمضان مفيد؟
إن لتناول الشوربات في شهر رمضان المبارك العَديد من الفوائد المختلفة، وينبغي أن تكون الشوربة واحدة من مُكوّنات مائدة الإفطار طِيلة أيام الشهر الفضيل؛ فإن الشوربة توفّر كثيرًا من العناصر الغذائية المُهمّة للجهاز الهضمي، كما أنها تُحافظ على ترطيب الجسم أيضًا وتعويض السوائل التي يفقدها المرء نهارًا بسبب الامتناع عن المشروبات والأطعمة.
ما هي أبرز فوائد تناول الشوربة في رمضان؟
فيما يأتي بعضًا من أبرز الفوائد التي يحصل عليها الجسم عند احتساء الشوربات في شهر رمضان المبارك:
- الحدّ من زيادة السعرات الحرارية: تُعد الشوربات من أنواع الأطعمة قليلة السعرات الحرارية، كما أنها تستطيع مَلء المَعدة عند الصائمين، هذا يعني أنها تحِدُّ من تناول الأطعمة كثيرة السُعرات الحرارية أيضًا.
- رفع مستوى الجلوكوز: يمكن للصائم تناول شوربة الخُضار عند بدء الإفطار؛ لرفع مستويات الجلوكوز في الجسم إلى النسبة الطبيعية، ويكفي لهذه الغاية كوبٌ واحدٌ من شوربة الخضار.
- تعزيز الشعور بالشبع: تساعد الشوربة على تعزيز شعور الشبع والتقليل من حِدّة الجوع، ويرجع السبب في ذلك إلى عِدّة عوامل؛ منها زيادة حجم المَعدة عند امتصاص الماء، إضافةً إلى نسبة الألياف الكبيرة في بعضها.
- تزويد الجسم بالألياف: تتميّز بعض أنواع الشوربة بقيمة الألياف المرتفعة، وهو ما يُساعد في تحسين صحة الجهاز الهضمي والحدّ من الإمساك في شهر رمضان.
- الحدّ من الجفاف: تُساعد الشوربة في المُحافظة على مُستويات الرطوبة المناسبة التي يحتاجها الجسم، هذا يعني أنها تُسهم في الحدّ من الجفاف.
كيف يمكن تحضير شوربة صحية في رمضان؟
من المُهم تحضير الشوربات الصحيّة في شهر رمضان والابتعاد عن أنواع الشوربة الأُخرى، التي يُمكن أن تؤثر على الصائم بشكل سلبي، وتحتوي القائمة الآتية على بعضٍ من نصائح تحضير الشوربات في رمضان:
- تحديد المَرَقْ المناسب: يبدأ تحضير الشوربة باختيار نوع المَرَقْ المناسب حسب الشوربة المطلوبة؛ ومنها مرق اللحم ومرق الدجاج ومرق الخضار، كما يجب قراءة المُلصقات بشكلٍ جيد عند شراء المَرَقْ وتجنّب الأنواع التي تحتوي على نسبة كبيرة من الصوديوم.
- اختيار مكونات صحية: لإنتاج حساء ذي قيمة غذائية كبيرة ومتوازنة؛ فلا بُدّ من إضافة الخضروات الملوّنة وأحد مصادر البروتين الخالي من الدهون مثل الدجاج والديك الرومي والبقوليات، ويُمكن إضافة واحدٍ من مصادر النشويات؛ كالبطاطس أو الأرز البني.
- تحضير مصدر البروتينات: يتم توفير البروتينات في الشوربة من اللحوم أو البُقوليات، ويتم تحضير كل منهما كما يأتي:
- البروتينات من اللحوم: إذا كان مصدر البروتينات من اللحوم؛ فلا بُدّ من تقطيعه بحجمٍ صغيرٍ يُناسب الملعقة، وينبغي تحمير اللحوم قبل إضافتها إلى الحساء، ومن الضروري عدم زيادة اللحم بشكلٍ كبيرٍ حتى يتوفر مكان للخضروات.
- البروتينات من البقوليات: يتم طهي البقوليات قبل إضافتها إلى الحَساء، ويُمكن شراء البقوليات الجاهزة للحساء حتى تكون جاهزة دون الحاجة إلى الطهي؛ إلّا إنّه يجب غسلها في هذه الحالة جيدًا قبل إضافتها.
- إضافة الخضروات: هُناك عددٌ كبيرٌ من الخضروات التي يتم استخدامها في الشوربة؛ منها الكرنب والبروكلي، ويتم تقطيع هذه الخضروات قبل إضافتها إلى الحَساء، ومن الجيّد طهي الخضروات الصلبة وتقليب الخضروات العُطرية؛ مثل البصل والثوم، في زيت الزيتون قبل إضافتها.
- اختيار النشويات المناسبة: إذا رغب المرء في إضافة البطاطس لتوفير النشويات؛ فينبغي تحضيرها كما يتم تحضير الخضروات، ومن الأفضل اختيار البطاطس الحمراء، ويمكن توفير النشويات من المعكرونة أو الأرز، ويكفي لهذه الغاية كوبٌ من النشا الجاف.
- إضافة التوابل عند النضج: من الأفضل ترك الحساء حتى ينضج ثم إضافة التوابل المُفضلة، ويمكن استخدام الزعتر أو البقدونس أو ورق الغار لتوفير النكهة المناسبة، ولا بُدّ من الحِرص على إضافة الملح باعتدال إلى الشوربة الرمضانية.
ما هي أنواع الشوربات الرمضانية الصحية؟
تتوفر الكثير من أنواع الشوربات الرمضانية الصحيّة التي يستطيع الصائم تناولها عند الإفطار؛ منها شوربة الطماطم وشوربة مرق العظام وشوربة الدجاج بالشعيرية وشوربة الفاصولياء والشعيرية النباتية، وتوفر كثيرٌ من هذه الشوربات قيمةً غذائيةً كبيرةً، بالإضافة إلى فوائدها الكثيرة؛ مثل مقاومة الإجهاد التأكسدي وتوفير مستويات البروتين التي يحتاجها الجسم.
فوائد شوربة الطماطم
تتميّز شوربة الطماطم بسهولة تحضيرها، وتحتوي هذه الشوربة على مُكعبات الطماطم والبصل المفروم ومرق الدجاج أو مرق الخضروات، بالإضافة إلى الثوم المفروم وزيت الزيتون وعِدّة مُكوّنات أُخرى، ومن فوائدها ما يأتي:
- مُقاومة الإجهاد التأكسدي: إن هذه الشوربة غنيّة بمُضادات الأكسدة المُفيدة للإنسان؛ منها مُركّب الليكوبين ومُركّب الفلافونويد وفيتامين سي وفيتامين إي، ويُمكن أن تساعد هذه المضادات في الحدّ من خطورة الإصابة بالسرطان.
- تعزيز صحة الجلد: تُساعد شوربة الطماطم في تعزيز صحة الجلد؛ لأنها تحتوي على مُركّبات البيتا كاروتين ومُركّبات الليكوبين، التي تمتص الأشعة فوق البنفسجية من الشمس وتَقيهِ من الأضرار.
- المحافظة على صحة العين: تحتوي هذه الشوربة على الكاروتينات وفيتامين ألف، هذا يعني أنها مُفيدة لصحة العين، ويُمكن لهذه المُركّبات وقاية المرء من مرض التنكّس البُقعي أو العَمى الذي يرتبط مع تقدُّم العمر.
- تحسين المناعة: في بعض المناطق ينتشر استخدام شوربة الطماطم لعلاج نزلات البرد، ويُمكن لهذا الحساء تحفيز جهاز المناعة وتحسين أدائه بسبب محتواه من الكاروتينات وفيتامين سي، وهو ما يجعلها إحدى أبرز الشوربات في رمضان من الناحية الصحية.
فوائد شوربة الدجاج بالشعيرية
أظهرت إحدى الدراسات فعاليّة شوربة الدجاج في التعامل مع انسداد الأنف، كما أنها تستطيع توفير كميّاتٍ جيّدةٍ من البروتين الذي يُسهم في تحسين الشهية وتقليل الدهون وتعزيز عملية التمثيل الغذائي، وهي واحدةٌ من الشوربات الصحية التي يُمكن تناولها في رمضان؛ إلّا إنّه ينبغي التنبيه إلى مستويات الصوديوم المُرتفعة في الإصدارات المُعلّبة من هذه الشوربة؛ لذلك فإنه ينبغي تجنّبها من قِبل الأشخاص الذين لديهم حساسيّة تِجاه الملح.
فوائد شوربة مرق العظام
يتم الاعتماد على عِظام الدجاج أو البقر أو الأسماك لصُنع هذا النوع من الشوربات عادةً؛ ذلك عن طريق غَلي العظم مع الماء وإضافة المُكوّنات الثانوية الأُخرى، ويمكن للجسم الحصول على الفوائد الآتية من شوربات مرق العظام:
- حماية المفاصل: يحتوي مرق العظام على الجيلاتين الذي يتفتت في الجسم ويتحوّل إلى الكولاجين، ويُمكن للكولاجين حماية المفاصل من الضغط الإضافي غير الضروري حسب إحدى الدراسات.
- مُقاومة هشاشة العظام: توفر شوربة مرق العظام العديد من العناصر الغذائية إلى جانب الكولاجين المُفيد؛ للحدّ من آثار هشاشة العظام؛ ومنها الآلام والتصلُّب في مِفصل الرُكبة.
- التعامل مع حالات الأمعاء: تستطيع بعض الأحماض الأمينية الموجودة في مرق العظام المُساعدة في تحسين عملية الهضم، بالإضافة إلى تعزيز التئام الحاجز المعوي والتخفيف من أعراض التهاب الأمعاء.
هل يوجد شوربات للرجيم في رمضان؟
هُناك عِدّة أنواع من الشوربات المناسبة للرجيم وتقليل الوزن في شهر رمضان المبارك، ومنها ما يأتي:
- شوربة الجزر والقرنبيط الكريمية: تُساعد هذه الشوربة الجسم في الحصول على كميّاتٍ جيدة من فيتامين سي، الذي يقي من الجذور الحُرّة، وهي واحدةٌ من الشوربات المناسبة للرجيم، ويُمكن إضافة الزبادي اليوناني وبذور اليقطين إلى هذه الشوربة لتوفير البروتينات.
- شوربة الجزر الأبيض والكُمّثرى: تتميّز هذه الشوربة بطعمِها الحلو، وهي شوربةٌ مليئةٌ بالعناصر الغذائية، كما أنها تحتوي على الألياف التي تُعزّز صحة الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى البوتاسيوم الذي يُحسّن من صحة القلب والعضلات.
- شوربة الخضروات المشوية: يُمكن إنتاج هذه الشوربة من البطاطس الحلوة والعديد من الخضروات الأُخرى، مع الحرص على إضافة البازلاء لتوفير البروتين ثم تقديمها كواحدةٍ من الشوربات في رمضان.
- شوربة الجزر والزنجبيل: تستطيع هذه الشوربة دعم وظيفة جهاز المناعة، كما أنها تتمتع بالعديد من الخصائص المُضادة للالتهابات بفضل الزنجبيل، وهي كذلك مُناسبة للنظام الغذائي الذي يهدف إلى إنقاص الوزن.
ما هي الشوربات المناسبة لمرضى السُكّري في رمضان؟
يستطيع مرضى السُكّري تناول إحدى شوربات الخضار التالية خلال شهر رمضان:
- شوربة العدس المغربية: تتميّز هذه الشوربة بنسبة مُنخفضة من الكربوهيدرات مع المُستويات المرتفعة من البروتينات والألياف، كما أنها من المصادر الجيّدة لحصول مرضى السُكّري على الفوسفور والحديد والبوتاسيوم، بالإضافة إلى حمض الفوليك.
- شوربة البروكلي والسبانخ والكينوا: يُمكن للكينوا الموجودة في هذه الشوربة مُساعدة مرضى السُكّري من النوع الثاني على إدارة المرض، كما أنها شوربةٌ غنيّة بالألياف والبروتينات، وتُعزّز الشعور بالشَبع فترة طويلة.
- شوربة القرع بالكاري: تعد هذه الشوربة من الشوربات التي تحتوي على مستويات كبيرة من البروتينات والكربوهيدرات، كما أنها تحتوي على العديد من المُكوّنات؛ منها الطماطم والفاصولياء والفلفل الأخضر بالإضافة إلى القرع الأصفر.
كيف يمكن تقليل الكوليسترول عند تحضير الشوربات في رمضان؟
توجد عِدّة نصائح للتقليل من نسبة الكوليسترول عند تحضير الشوربات في رمضان؛ للحدّ من الآثار الصحية السلبية التي تنتج عن ارتفاع الكوليسترول، ومن هذه النصائح إضافة الكثير من الخضروات إلى الشوربة، كذلك يجب اختيار المَرَق الجيّد والحدّ من كميّات اللحوم المُضافة إلى الشوربة، إضافةً إلى الاعتماد على مصادر البروتين مُنخفضة الكوليسترول؛ مثل الدواجن والأسماك وبدائل اللحوم.
اقرأ/ي أيضًا: