تحقيق مسبار
كثيرًا ما تستخدم النساء حبوب منع الحمل في رمضان لمنع الدورة الشهرية من النزول أو للمحافظة على انتظام الدورة، ويعتني هذا المقال ببيان أضرار هذا النوع من الحبوب على المرأة، بالإضافة إلى توضيح بعض الفوائد المرجوّة من استخدامها، كما يتطرق المقال إلى حبوب منع الحمل المُناسبة للمُرضِع في رمضان.
هل هنالك أضرار لاستخدام حبوب منع الحمل في رمضان؟
يؤدي استخدام حبوب منع الحمل في رمضان إلى العديد من الأضرار والأعراض التي تشعر بها المرأة؛ مثل الغثيان والصداع وانخفاض الدافع الجنسي، كما يُمكن أن تتسبب هذه الحبوب ببعض المُضاعفات الأكثر خطورة أحيانًا؛ إلّا إنّ كثيرًا من أنواع حبوب منع الحَمل تتمتع بمستويات أمان كبيرة ولا تؤثر على الإنجاب في المستقبل؛ منها حبوب البروجسترون.
ما هي أضرار استخدام حبوب منع الحمل في رمضان؟
تضم القائمة الآتية العديد من أضرار استخدام حبوب منع الحَمل في شهر رمضان، مع التنبيه على تفاوتها واختلافها بناءً على نوع الحبوب التي تتناولها المرأة:
- التغيّرات في الرغبة الجنسية: تؤثر حبوب منع الحمل أحيانًا على الرغبة الجنسية عند المرأة، وتؤدي إلى انخفاض الدافع الجنسي في بعض الأحيان بينما تتسبب بزيادة الدافع في أحيانٍ أُخرى.
- الإصابة بالسرطان: يُمكن لحبوب منع الحمل أن تزيد من خطورة الإصابة بسرطان الثدي وسرطان عُنق الرحم عند النساء، وتعود مستويات خطورة الإصابة بهذه السرطان إلى طبيعتها بعد التوقّف عن هذه الحبوب بقُرابة 10 سنوات.
- الغثيان: عادةً ما تشعر النساء بالغثيان خلال الفترة الأولى من استخدام هذه الحبوب؛ إلّا إنّ هذا الشعور ينحسر تدريجيًا مع مرور الوقت، وإذا كان الغثيان شديدًا؛ فينبغي التحدّث إلى مُقدّم الرعاية الصحية.
- النزيف الاختراقي: تقوم حبوب منع الحمل بإيقاف الدورة الشهرية عادةً؛ إلّا إنّ المرأة تُلاحظ ما يُعرف باسم النزيف الاختراقي خلال الأشهر الأولى من استخدام هذه الحبوب.
- تجلطات الدم: تحتوي بعض أنواع حبوب منع الحمل على هرمون الإستروجين، الذي يُسهم في تجلط الدم بسرعة أكبر، وعلى الرغم من تدنّي نسبة الإصابة بالجلطة بسبب هذه الحبوب؛ إلّا إنّ ذلك مُحتمل.
- التغيرات في منطقة الثدي: إذا استخدمت المرأة حبوب منع الحَمل؛ فمن المُحتمل أن تشعر برقّة أو ألم أو انتفاخ في الثدي.
- مشاكل القلب والأوعية الدموية: تزيد حبوب منع الحمل من خطورة الإصابة بالعديد من مشاكل القلب والأوعية الدموية إلى جانب التجلطات؛ ومنها النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- التغيّر في المزاج: إن للهرمونات دورًا بارزًا في التحكّم بعواطف الشخص ومزاجه، هذا يعني أن التغيّرات الهرمونية التي تنتج عن تناول حبوب منع الحَمل يُمكن أن تتسبب بتغيّرات في المزاج أيضًا.
- الصداع: تؤدي الهرمونات الموجودة في حبوب منع الحمل إلى الصداع في بعض الأحيان، وتختلف شِدّة هذا الصداع بين نوعٍ وآخرٍ من أنواع حبوب منع الحمل.
- أورام الكبد الحميدة: إذا شعرت المرأة بآلام في الجزء العلوي من البطن عند تناول حبوب منع الحمل؛ فرُبما يُشير ذلك إلى ظهور ورمٍ حميدٍ في الكبد، وينبغي مُراجعة الطبيب المُختص للتحقّق من سبب الألم واتخاذ الإجراء الطبي المُناسب.
- زيادة الوزن: تُعد زيادة الوزن من الأعراض الجانبية المُحتملة لتناول حبوب منع الحمل في شهر رمضان؛ ذلك لأنها تؤدي إلى احتباس السوائل مع زيادة الدهون أو الكُتلة العضلية؛ إلّا إنّ زيادة الوزن بسبب هذه الحبوب بحاجة إلى مزيدٍ من البحث.
- الإفرازات المهبلية: يُمكن أن تتسبب هذه الحبوب بنقصٍ في رطوبة المهبل أو تغيّر في طبيعة الإفرازات المهبلية لدى المرأة، ولا تكون هذه التغييرات خطيرة عادةً؛ إلّا إنّ التغيّر في اللون أو الرائحة يُمكن أن يشير إلى الإصابة بالعدوى.
- التغيّر في قرنيّة العين: في بعض الأحيان ترتبط التغيّرات الهرمونية التي تنتج عن حبوب منع الحمل مع التغيّر في سماكة القرنيّة، ولا يؤثر ذلك على مستويات الرؤية؛ إلّا إنّه يستدعي تغيير العدسات اللاصقة من قِبل النساء اللاتي يستخدمنها.
هل يمكن الجمع بين حبوب منع الحمل والصيام؟
لا شك بأن المرأة تستطيع التوفيق بين الصيام في شهر رمضان وتناول حبوب منع الحمل؛ ذلك لأن كثيرًا من الأنواع تستدعي أخذ حبة واحدة أو تناول جرعة مُحدّدة يُمكن للمرأة الحصول عليها خلال فترة الإفطار التي تمتد طيلة الليل، ويجدر الذكر بأن الأطباء لا يوصون النساء بتناول هذه الحبوب خلال رمضان للصيام؛ إلّا في حالات الضرورة.
ما هي فوائد تناول حبوب منع الحمل لتأخير الدورة في رمضان؟
يُمكن للنساء الحصول على الفوائد الآتية عند تناول حبوب منع الحمل لتأخير الدورة في رمضان:
- تنظيم الدورة الشهرية: تعتمد المرأة على حبوب منع الحَمل في بعض الأحيان لتنظيم الدورة وتحديد موعدها، وذلك عندما تُعاني من اضطرابات تؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو تأخّر موعدها.
- التخفيف من آلام متلازمة ما قبل الحيض: تُصاب بعض النساء بمُتلازمة ما قبل الحيض وتظهر عليهن العديد من الأعراض كالآلام وغيرها، وإذا استخدمت المرأة هذه الحبوب؛ فيُمكنها التقليل من أعراض المُتلازمة المذكورة.
- الحدّ من النزيف الغزير: في بعض الأحيان تنزل دماء الدورة الشهرية بغزارة، وتساعد حبوب منع الحمل في التقليل من حِدّة النزيف وغزارة الدماء، وهو ما يُقلّل من خطورة الإصابة بفقر الدم.
هل يمكن مواصلة حبوب منع الحمل في رمضان بكفاءة؟
هُناك الكثير من الإرشادات التي ينبغي على النساء التزامها لمواصلة حبوب منع الحمل في رمضان حتى يُحافظن على صحتهنّ، مع ضمان الحدّ من المُضاعفات والأعراض الأكثر خطورة أو إزعاجًا والحصول على الفائدة المطلوبة من الحبوب المذكورة، وفيما يأتي بعضًا من هذه الإرشادات:
- اختيار الوقت المُناسب: على المرأة اختيار الموعد المُناسب الذي يُمكن تذكره لتناول حبوب منع الحمل؛ فإن نسيان الموعد يُمكن أن يتسبب بفشل الحبوب وعدم الحصول على الفائدة المرجوّة منها.
- تناول جميع الحبوب بانتظام: لا بُدّ من تناول جميع الحبوب حتى الانتهاء منها بالكامل، مع الحرص على أخذها في الوقت نفسه من كلّ يومٍ خلال شهر رمضان، حتى تضمن النساء منع الدورة الشهرية والحمل.
- الاستخدام وفق التعليمات: عادةً ما يتم إرفاق تعليمات الاستخدام مع علبة حبوب منع الحمل، وتجب قراءة هذه التعليمات بعناية والتزامها دون تفريط؛ بما في ذلك إرشادات الحصول على حبّة الدواء الفائتة.
- إخبار الطبيب عن الحساسية أو الأدوية الأُخرى: يجب على المرأة إخبار الطبيب عن تحسسها تجاه أيّة مواد؛ مثل النوريثيندرون، كما يجب الإخبار عن أيّة أدوية أو مُكملات عُشبية أُخرى، بالإضافة إلى الإخبار عن الحمل أو المشاكل الصحية؛ مثل السُكّري .
- التوقّف عن التدخين: تزداد فرصة الإصابة بالنزيف عند تناول حبوب منع الحمل من قِبل النساء المدخنات، ولذلك فإنه من الضروري مُحاولة الإقلاع عن التدخين وإخبار الطبيب بذلك عند الرغبة بتناول هذه الحبوب في رمضان.
أيُّ أنواع حبوب منع الحمل مُناسبة في رمضان؟
تُعد حبوب البروجسترون من أبرز الحبوب المُناسبة لمنع الحَمل في شهر رمضان، كما يُمكن للمرأة استخدام الحبوب المُركّبة التي تحتوي على الإستروجين والبروجستين، وفيما يأتي بعضًا من الفروقات بين هذه الحبوب حتى تختار المرأة النوع الأنسب منها:
- الحبوب لمدة 21 يومًا: تأخذ المرأة حبة واحدة من هذا النوع كل يوم، ثم تبدأ الحزمة الجديدة من الجرعات بعد 7 أيام من التوقّف، ويتم نزول الدورة الشهرية في هذه الأيام السبعة عند استخدام هذا النوع.
- الحبوب لمدة 28 يومًا: عند اختيار هذا النوع تقوم المرأة بتناول الحبوب لمدة 28 يومًا، وتكون فترة الحيض بين آخر 4-7 أيام من تناول الحبوب؛ فإن الحبوب الأخيرة حبوب وهميّة أو غير نشطة.
- الحبوب لمدة 91 يومًا: تستطيع النساء الاعتماد على هذا النوع من حبوب منع الحمل حتى تمنع الدورة الشهرية بشكل كامل مُدة 84 يومًا، ثم تليها 7 أيام للحيض.
- الحبوب لمدة 365 يومًا: لا تحتاج النساء إلى هذا النوع من الحبوب خلال رمضان في العادة؛ ذلك لأنها تُوقف الدورة الدموية طيلة السنة بتمامها.
هل تناسب حبوب منع الحمل المرأة المُرضع في رمضان؟
يُوصي بعض الأطباء باستخدام حبوب البروجسترون للمرأة الحامل بدلًا من النوع المركب الذي يحتوي على الإستروجين والبروجستين؛ وذلك لأن الإستروجين يؤثر على إمدادات الحليب، بينما لا تتأثر كميات الحليب عند الاعتماد على البروجسترون عادةً، وهو ما يجعلها مُلائمة للحامل خلال رمضان، ومن الضروري استشارة الطبيب قبل البدء باستخدام حبوب منع الحمل في هذه الحالة، وفيما يأتي بعضًا من إرشادات استخدام حبوب منع الحمل في رمضان للمُرضع:
- التحقّق من إمدادات الحليب: على المرأة التحقّق من إمدادات الحليب بشكل مستمر عند تناول حبوب منع الحمل أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، وذلك مع ضرورة إخبار الطبيب إذا انخفضت كميات الحليب.
- تجنّب الحبوب في الفترة التالية للولادة: في جميع الأحوال ينبغي على المرأة تجنّب تناول حبوب منع الحمل حتى مرور 4-6 أسابيع من الولادة، والتأكّد من سير الرضاعة الطبيعية على نحوٍ جيد، ومن الأفضل تأخير الحبوب إلى 6 أشهر أو حتى الفطام.
- التأكّد من حصول الطفل على الحليب: من الضروري قيام الأم بمُراقبة جميع العلامات والأعراض التي تُشير إلى حصول الطفل على كميات الحليب التي يحتاجها، كذلك إخبار الطبيب على الفور إذا ظهرت علامات نقص الغذاء وعدم النمو بشكل صحي.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد أضرار لحبوب تنزيل الدورة الشهرية؟
نزول خيوط دم في موعد الدورة، هل هو علامة حمل؟
