تحقيق مسبار
لا تقتصر فوائد التمر في رمضان على جانبٍ واحدٍ من الجوانب الصحية؛ إنّما تشمل الجهاز العصبي والقلب والعينين والعظام والدم وغيرها، ويُبيّن هذا المقال كثيرًا من الفوائد التي يجنيها الصائم عند تناول التمر على وجبة الإفطار، بالإضافة إلى توضيح العديد من الطُرق التي يُمكن الاعتماد عليها لإضافة التمر إلى النظام الغذائي في هذا الشهر أيضًا.
هل توجد فوائد لتناول التمر في رمضان؟
إن للتمر الكثير من الفوائد في شهر رمضان، ويُوصى بتناوله قبل البدء بالمأكولات الأُخرى على مائدة الإفطار، كما أنه من الجيّد تناول حبة أو حبتين من التمر على وجبة السحور لمدّ الجسم بالسُكّريات. ويتميّز التمر بسهولة حفظه لمُدّةٍ طويلةٍ؛ إذ يُمكن تخزين التمر في جوٍّ باردٍ وبعيدٍ عن الرطوبة مُدةً تصل إلى عامٍ كاملٍ مع احتفاظه بجميع الفوائد.
ما هي فوائد التمر للصائم في رمضان؟
فيما يأتي بعضًا من فوائد تناول التمر من قبل الصائمين في رمضان:
- تهيئة المَعدة: يُهيء التمر المَعدة لاستقبال الأطعمة الأُخرى بعد انقطاع عن تناول الطعام طيلة فترة النهار، ولذلك يُفضّل للصائم أن يبدأ إفطاره بتناول حبّاتٍ من التمر.
- تعويض النقص في السُكّر: يفقد الجسم كميةً كبيرةً من السكر أثناء الصيام في فترة النهار، ويُمكن للصائمين تناول التمر لتعويض النقص في كميات السكر خلال فترة قصيرة.
- مدّ الجسم بالعناصر الغذائية: يحتوي التمر على كثيرٍ من المعادن والفيتامينات التي يحتاجها الإنسان؛ ومنها الفوسفور والحديد والكالسيوم وفيتامين إيه بالإضافة إلى فيتامين بي، وهي واحدةٌ من أبرز فوائد التمر في رمضان.
- تزويد الجسم بالطاقة: يستطيع التمر مدّ الجسم بالطاقة خلال وقتٍ قصيرٍ؛ ذلك لأنه يحتوي على سُكّر الجلوكوز الذي يحتاجه جسم الإنسان لتوفير احتياجاته من الطاقة.
- الحدّ من الإمساك: يُعد الإمساك في رمضان واحدًا من الاضطرابات الهضمية التي يُعاني منها بعض الصائمين، ويُوصى بتناول التمر إلى جانب أنواع الفواكه المُجفّفة الأُخرى؛ مثل التين والمشمش والخوخ للحدّ من الإمساك.
- تحسين إفراز الأنسولين: يُمكن أن يُحسّن التمر من وظائف البنكرياس في إفراز هرمون الأنسولين، الذي يُسهم في المُحافظة على المستويات الطبيعية من سُكّر الدم.
- تعزيز نمو البكتيريا النافعة: يحتوي التمر على عِدّة من العناصر الغذائية الأساسية؛ مثل الألياف والأحماض الأمينية والنيكوتين، وتساعد هذه العناصر في القضاء على البكتيريا الضارّة وتُعزّز البكتيريا النافعة عند الإنسان.
- تقليل كوليسترول الدم: يحتوي التمر على عِدّة أنواع من الألياف؛ منها ألياف البكتين التي تُساعد في تقليل نسبة كوليسترول الدم، هذا يعني أن التمر مُفيد للمُصابين بارتفاع الكوليسترول أيضًا.
- الحدّ من تراكم اللويّحات في الدماغ: يمكن أن يُقلّل التمر من نشاط بروتينات بيتا اميلويد، التي تؤدي إلى تراكم اللويّحات في الدماغ، وهذا يعني أنه يُقلّل من تراكمها، وينتج عن ذلك وقاية خلايا الدماغ من الموت والحدّ من الإصابة بمرض الزهايمر.
- المحافظة على صحة الفم: يُسهم التمر في تعزيز قوة مينا الأسنان بالإضافة إلى المُحافظة عليها، كما أنه يحتوي على الفلورايد الذي يُقلّل من خطورة الإصابة بتسوس الأسنان أيضًا.
- تنظيم الضغط: يُساعد البوتاسيوم الموجود في التمر على إخراج الصوديوم من الجسم، وهو ما يؤدي إلى تنظيم ضربات القلب، كما أن البوتاسيوم يُسهم في المُحافظة على سلامة النبض عند الإنسان أيضًا.
- الحدّ من هشاشة العظام: بما أن التمر من الأطعمة الغنيّة بالبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور؛ يُمكن أن يكون مُفيدًا في المُحافظة على صحة العظام والتقليل من خطورة الإصابة بالهشاشة.
- مقاومة الإجهاد التأكسدي: يرى المُختصّون وجود ارتباطٍ بين الإجهاد التأكسدي والعديد من الأمراض المُزمنة، ويُمكن للتمر مقاومة هذا الإجهاد، وهو ما يُسهم في الحد من خطورة بعض الأمراض والوقاية منها؛ أبرزها مرض السرطان.
- الحد من فقر الدم: يُعد التمر من الأطعمة الغنيّة بالحديد، وهو المعدن الذي يحتاجه الجسم لإنتاج خلايا الدم الحمراء، والحدّ من الإصابة بفقر الدم وما يتبعه من أعراض؛ مثل التعب أو الضعف.
ما الآثار السلبية لتناول التمر في رمضان؟
من المُحتمل أن يتسبب التمر بالآثار السلبية الآتية عند البعض:
- زيادة الوزن: لا يؤثر تناول التمر على الوزن إذا تناوله الصائم باعتدال، ولكن أكله بكثرة يؤدي إلى زيادة الوزن؛ إذ إن عدد السعرات الحرارية في التمر مرتفعة.
- مضاعفة أعراض الربو: يُمكن أن تحتوي ثمار التمر على الكبريتيت، وهي مركبات كيميائية تؤدي إلى تفاقم بعض أعراض مرض الربو.
- الإضرار بالكلى: ينبغي على المُصابين بأمراض الكلى عدم الزيادة على حبّة واحدة أو حبتين من التمر يوميًا، كذلك اتباع تعليمات الطبيب بهذا الخصوص حتى يتجنّبوا الآثار السلبية للتمر على الكلى، وذلك لأنه يحتوي على البوتاسيوم.
- الحساسية: يحتوي التمر على عِدّة مواد غذائية يُمكن أن تتسبب بظهور أعراض الحساسية عند البعض، ومن هذه الأعراض الانتفاخ والإسهال والطفح الجلدي، بالإضافة إلى الشعور بآلام في المَعدة.
هل يوجد تعارض بين تناول التمر والسكري في رمضان؟
يستطيع المصابون بداء السُكّري تناول ثمار التمر في شهر رمضان دون مواجهة أيّة مشكلةٍ صحية شريطة الاعتدال في تناولها؛ فإن الإفراط في أكل التمر يزيد نسبة السكر في الدم ممّا يؤثر على الحالة الصحية للصائم بشكلٍ سلبي. ومن الجيد أن يكون التمر واحدًا من الأطعمة في النظام الغذائي الصحي للمُصابين بالسُكّري في حالة تناولها بشكلٍ مُعتدلٍ؛ ذلك حتى يتمكّنوا من الحصول على فوائد التمر في رمضان.
متى يجب على الصائم تجنّب تناول التمر؟
بالرغم من كون التمر من الأطعمة الآمنة عادةً؛ إلّا إنّ هُناك العديد من الحالات التي تستدعي تجنّب تناول التمر للمحافظة على سلامة المرء، أو الحد من المُضاعفات والأعراض المُزعجة لبعض الأمراض والاضطرابات. وينبغي على المرء أيضًا الابتعاد عن التمر إذا كان مُصابًا بمتلازمة القولون العصبي، أو كان لديه تحسّسًا تجاه أيٍّ من مُكوّنات التمر، كذلك من الضروري تجنّب التمر عند التعرض إلى الإسهال أو في حالة نزول البراز بقوامٍ رخوٍ أو عند تناول وجبة كبيرة.
كيف يمكن إضافة التمر إلى المأكولات الرمضانية؟
توجد عِدّة طرق للحصول على فوائد التمر في رمضان من خلال إضافتها إلى أنواع الأطعمة والمشروبات المُختلفة، وأبرزها الطُرق الآتية:
- الإضافة إلى السلطات: يستطيع الصائم إضافة التمر إلى مُختلف أنواع السلطات، وذلك سواء تمّ استخدام التمر المُقطّع، أو التمر المفروم، أو الثمار الكاملة من التمر بعد الانتهاء من نزع نواتها.
- التمر المحشو: يُمكن تناول التمر المحشو كوجبة خفيفة في شهر رمضان، ويوجد العديد من أنواع المُكسرات التي يتم استخدامها لحشو التمر؛ منها اللوز والفستق وجوز البقان.
- المزج مع العصائر: في بعض الأحيان تتم إضافة التمر إلى الموز وخلطهما معًا لإنتاج عصير الموز، وذلك لتوفير مذاقٍ أكثر حلاوةً دون استخدام المُحليات الصناعية، بالإضافة إلى تعزيز القيمة الغذائية للعصير.
- إنتاج كرات الطاقة: عادةً ما تحتوي كرات الطاقة على العديد من أنواع الأطعمة المخلوطة معًا، ويُمكن إنتاجها من التمر بالإضافة إلى المكسرات والتوت البري والشوفان وغيرها من المكوّنات.
- تحضير السندويشات: من الجيد إضافة التمر إلى السندويشات التي تحتوي على التونا أو قطع الدجاج، وينبغي استخدام خبز التورتيلا الذي تمّ إنتاجه من القمح الكامل للحصول على الفائدة الأكبر.
- بديل السكر: يتم الاعتماد على السُكّر لإضافة المذاق الحلو إلى العديد من أصناف الطعام، ويُمكن هرس التمر ثم إضافته إلى هذه الأطعمة؛ لتوفير المذاق المطلوب بطريقة طبيعية.
كيف يمكن حفظ التمور لأطول فترة في رمضان؟
هُناك العَديد من الطُرق التي يتم الاعتماد عليها في حفظ التمور حتى يستطيع المرء تناولها ويضمن عدم تلفها حتى مرور أطول فترة مُمكنة؛ إذ إنّ بعض طُرق الحفظ تضمن سلامة التمور سنةً كاملةً، وفيما يأتي بعضًا من طُرق حفظ التمور في رمضان:
- التجميد: إن التجميد أفضل الطُرق لحفظ التمور على الإطلاق، وذلك لأنه يُسهم في قتل الأحياء الدقيقة الموجودة في التمر أو يُقلّل منها، كما أنه يحدّ من الأكسدة والعمليات الحيوية الأُخرى مع استمرار النشاط الإنزيمي، ومن الجيد حفظ التمر بأبرد درجة حرارة مُمكنة عند التجميد.
- التبريد: يُساعد التبريد في الثلاجة على حفظ التمور حتى مرور عِدّة أسابيع عادةً، مع وجود بعض الأنواع التي يُمكن حفظها بهذه الطريقة عِدّة أشهر، ويجب الاعتماد على عبوات تضمن عدم وصول الرطوبة إلى التمر وتمنع خروج البخار عند الاعتماد على هذه الطريقة.
- التجفيف: يُمكن تجفيف التمر ثم حفظه بدرجة حرارة تبلغ 25 درجة مئوية للمُحافظة عليه مُدةً تصل إلى سنة، ويهدف التجفيف إلى التقليل من نسبة الرطوبة، التي تتسبب بنمو الكائنات الحيّة الدقيقة في ثمار التمر إلى 20% فحسب.
ما هي أبرز العناصر الغذائية الموجودة في التمر؟
تحتوي ثمرة التمر على الكثير من العناصر الغذائية التي تُسهم في توفير فوائد التمر في رمضان، وأبرزها ما يأتي:
- الفيتامينات: تُوفر ثمرة التمر 6 أنواع من فيتامينات بي الأساسي؛ منها حمض الفوليك وحمض البانتوثنيك، كما أنه من مصادر فيتامين إيه الذي يُسهم في المُحافظة على سلامة العين.
- المعادن: إذا تناول المرء 100 جرام من التمر يُساعده على توفير قُرابة 15% من معادن الحديد والمغنيسيوم والبوتاسيوم والنحاس التي يحتاجها الجسم يوميًا.
- مُركّبات البوليفينول: يحتوي التمر على كمياتٍ كبيرةٍ من مُركّبات البوليفينول، وهي واحدةٌ من مضادات الأكسدة، وتكمن أهميتها في الوقاية من تلف الخلايا.
اقرأ/ي أيضًا:
