تحقيق مسبار
تتخوّف الكثير من الأمهات من الصيام بسبب الرضاعة الطبيعية في رمضان؛ لأنها تتوقّف عن الطعام والشراب فترةً طويلةً من اليوم، ويُبيّن هذا المقال مدى تأثير الصيام على الرضاعة الطبيعية في شهر رمضان، بالإضافة إلى تزويد القارئ بكثيرٍ من الإرشادات والنصائح حول التغذية المناسبة والأطعمة الجيدة للأمهات المُرضعات في هذا الشهر.
هل يؤثر الصوم على الرضاعة الطبيعية في رمضان؟
يؤثر الصيام على الرضاعة الطبيعية في شهر رمضان إذا لم تحصل الأم المُرضعة على العناصر الغذائية الكافية عند تناول الطعام، ويُمكن أن يؤدي الصيام إلى انخفاض نسبة الدهون في حليب الأم ممّا يتسبب بزيادة إقبال الطفل على الرضاعة حتى يشبع. وينبغي على المرأة استشارة الطبيب للتحقّق من أمان الصيام لها ولطفلها في هذه المرحلة، كما يجب عليها معرفة العلامات التي تُشير إلى سوء التغذية أو عدم حصول الطفل على الغذاء الكافي؛ مثل تغيّر لون البول وانخفاض الوزن.
هل يؤثر الصيام على الرضاعة إذا كان الطفل يتناول الطعام؟
في حالة كان الطفل كبيرًا بما فيه الكفاية لتناول الطعام إلى جانب الرضاعة الطبيعية في رمضان؛ فإن الصيام لا يؤثر عليه، ويُمكنه الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها من الأطعمة المناسبة، ويُمكن للأم الصيام دون مواجهة أيّة مشاكلٍ صحيةٍ أو مخاوفٍ حول صحة طفلها، وينبغي الحرص على تغذية الطفل حتى ينمو جسمه بشكل جيد ويتجنّب أيّة مخاطر تتعلّق بسوء التغذية.
ما هي نصائح الجمع بين الرضاعة والصيام في رمضان؟
فيما يأتي بعضًا من النصائح للتوفيق بين الرضاعة والصيام في رمضان:
- مراجعة الطبيب: من الضروري استشارة الطبيب بشأن الصيام في شهر رمضان والاستمرار بالرضاعة الطبيعية للطفل، وكذلك يجب على الأم التواصل مع الطبيب؛ إذا لاحظت نقص السوائل ولم تتحّسن حالتها بعد الراحة وتناول السوائل المُناسبة.
- الانتباه إلى حالة الطفل: هُناك العديد من العلامات التي تُشير إلى عدم حصول الطفل على الكميات المُناسبة من الغذاء، وينبغي على الأم الإفطار والتواصل مع مُقدّم الرعاية الصحية عند ملاحظتها؛ منها البكاء الشديد وخروج البول باللون الأصفر والتبول بتواتر أقل.
- تجنّب بذل الجهد أثناء النهار: من الجيد أن تتجنّب الأم المُرضع أيّة أعمال منزلية تحتاج إلى بذل الجهد خلال فترة الصيام نهارًا.
- مُراعاة صحة الأم: على الأم أن تُراقب صحتها بشكلٍ مستمرٍ طيلة فترة الصيام في رمضان؛ للتأكّد من وجود السوائل الكافية في جسمها، وينبغي عليها الإفطار إذا لاحظت أيًّا من مؤشرات نقص السوائل؛ مثل العطش الشديد والدوار وتغيّر لون البول ورائحته.
- تأخير السحور: ينبغي على الأمهات المُرضعات تأخير السحور إلى آخر وقتٍ قبل الإمساك، وذلك حتى تضمن حصولها على العناصر الغذائية والطاقة لأطول فترةٍ مُمكنةٍ أثناء النهار.
- الاستعانة بمذكرات الطعام: تساعد مذكرة الطعام في معرفة كميات الأطعمة التي تناولتها الأم؛ للتحقّق من حصولها على الغذاء المناسب، ويُمكن الاعتماد على بعض التطبيقات لهذه الغاية بدلًا من المذكّرات الورقية.
- قطع الصيام بدلًا من الرضاعة الصناعية: إذا لم يشبع الطفل من الحليب الطبيعي للأم بسبب صيامها في رمضان؛ فيُفضّل لها أن تقطع صيامها بدلًا من اللجوء إلى الرضاعة الصناعية، وخصوصًا في أول 6 أشهر من الولادة.
- تجنّب أشعة الشمس: من الضروري أن تتجنّب الأم أشعة الشمس أثناء الصيام في شهر رمضان قدر الإمكان وتحرص على البقاء في الظل، وذلك حتى لا تتأثر الرضاعة الطبيعية في رمضان بشكل سلبي.
- عدم تغطية الطفل عند ارتفاع حرارته: إذا قامت الأم بتغطية الطفل مع ارتفاع درجة حرارته؛ فإن ذلك يؤدي إلى زيادة حاجات الطفل من الرضاعة والحليب خلال النهار.
- تجنّب الإجهاد النفسي: يُمكن أن يؤدي الإجهاد النفسي إلى التقليل من كميات الحليب التي تستطيع الأم إنتاجها في شهر رمضان؛ لذلك يجب على الأمهات المُرضعات تجنّب التوتر، وكذلك يجب عليهن أخذ القسط الكافي من النوم يوميًا.
هل يوجد إرشادات غذائية لسلامة الرضاعة في رمضان؟
هُناك العديد من الإرشادات الغذائية التي تضمن سلامة الطفل والأم عند الاعتماد على الرضاعة الطبيعية في شهر رمضان، ومنها ما يأتي:
- شرب السوائل بكمية كافية: ينبغي على الأم أن تشرب ما لا يقل عن 10 أكواب من المياه أو الحليب، أو السوائل المُفيدة الأُخرى خلال فترة الليل، وذلك حتى تستوفي حاجة جسمها الطبيعية، بالإضافة إلى الكميات المطلوبة للرضاعة الطبيعية.
- تناول الأطعمة الطبيعية المُدّرة للحليب: هُناك العديد من أنواع الأطعمة والمأكولات الطبيعية التي تزيد من قدرة الجسم على إدرار الحليب، ومن الجيد تفضيل هذه الأطعمة على غيرها في رمضان؛ منها التمر واللوز والشمر والحلبة.
- الحرص على الوجبة الثالثة: من الضروري أن لا تكتفي الأم المُرضع بوجبة الإفطار أو وجبتي الإفطار والسحور فحسب، وإنما ينبغي عليها تناول وجبة ثالثة بين وجبتي السحور والإفطار؛ لتوفير السعرات الحرارية التي تحتاجها.
- التقليل من الأطعمة الغنيّة بالتوابل والملح: عادةً ما تؤدي الأطعمة الغنيّة بالتوابل أو الملح إلى زيادة الشعور بالعطش خلال فترة النهار؛ لذلك فإنه من الأفضل تجنّبها إذا كانت المرأة مُرضعة.
- الحصول على السعرات الحرارية الكافية: ينبغي على المرأة توفير 2,300-2,500 سعرة حرارية خلال اليوم الواحد؛ لتلبية حاجتها الأساسية إلى جانب مُتطلبات الرضاعة الطبيعية من السعرات الحرارية.
- تناول المُكملات عند الحاجة: يُوصي الطبيب بتناول بعض المُكملات الغذائية أحيانًا لسد حاجات الأم المُرضع؛ ومنها مُكملات أحماض أوميغا 3 ومُكملات فيتامين بي 12 ومُكملات فيتامين سي.
- تناول التمر قبل الإمساك: تُنصح الأم المُرضع بتناول التمر قبل الإمساك مُباشرة؛ ذلك لأن التمر يوفر قدرًا جيدًا من السعرات الحرارية للأم أثناء فترة النهار، وكذلك العسل أيضًا، وذلك عند الاعتماد على الرضاعة الطبيعية في رمضان.
- إعداد مائدة صحية: لا بُدّ من توفير مائدة صحية غنيّة بالعناصر الغذائية التي تحتاجها الأم على وجبة الإفطار والوجبات الأُخرى، ومنها الحديد الموجود في العدس والخضروات ذات الأوراق الخضراء، والبروتين الموجود في الحبوب الكاملة، والكالسيوم وغيرها.
متى يجب استشارة الطبيب بسبب تأثير الصيام على الرضاعة الطبيعية؟
في بعض الحالات يجب على الأم المُرضعة التحدّث مع مُقدّم الرعاية الصحية نتيجةً للعلامات التحذيرية التي تظهر على طفلها الرضيع أثناء الصيام، ومنها ما يأتي:
- قِلّة عدد الحفاضات المُتسخة: إذا لاحظت الأم انخفاض عدد الحفاضات التي تتسخ بسبب البراز أو التبول من قِبل طفلها؛ فإن ذلك يستدعي التحدّث مع الطبيب، وينبغي أن لا تقل عدد الحفاضات المُتسخة في اليوم عن 6 حفاضات لدى الأطفال حديثي الولادة بعد اليوم الخامس.
- الحاجة المُتكررة إلى الرضاعة: تظهر علامات عدم الرضا عن الرضاعة على الطفل أحيانًا، وتُشير إلى ضرورة التحدّث مع الطبيب المُختص، وكذلك إذا تكرّر البكاء من أجل الرضاعة بعد فترة وجيزة من حصوله على الوجبة السابقة.
- التغيّرات في الوزن: إذا لم يحصل الطفل الرضيع على الكميات المُناسبة من الغذاء الذي يحتاجه؛ فيُمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الوزن، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى ثبات الوزن وعدم زيادته على النحو الطبيعي.
- الخمول والنعاس: إذا لم يحصل الطفل على كميات الحليب التي يحتاجها من الأم؛ فإن مُستويات الطاقة لديه تكون مُتدنية، الأمر الذي يؤدي إلى الخمول أو النعاس الشديد.
- الاختلاف في مُدّة الرضاعة: إذا لاحظت الأم تغيّرًا مفاجئًا على المدة التي يستغرقها الطفل أثناء الرضاعة؛ فيُمكن أن يُشير ذلك إلى مشكلة في التغذية، سواءً أصبحت المُدة أقصر من المُعتاد أو أطول.
ما هي الأطعمة المُوصى بها للأم المُرضع في رمضان؟
تضم القائمة الآتية بعضًا من الأطعمة الجيدة للأمهات المُرضعات في شهر رمضان:
- سمك السلمون: يحتوي سمك السلمون على حمض الدوكوساهكساينويك الدهني المُفيد في نمو الجهاز العصبي عند الأطفال الرضع، وهو أحد الأحماض الموجودة في حليب الأم، ويُوصى بتناول 336 جرام من السلمون في الأسبوع فحسب لضمان عدم زيادة الزئبق.
- منتجات الألبان قليلة الدسم: تعد منتجات الألبان من أهم مصادر الكالسيوم، كما أنها توفر فيتامين بي، بالإضافة إلى فيتامين دي المُهم لنمو العظام عند الأطفال، لذلك تعد من الأطعمة المناسبة للأم المرضع.
- البقوليات: يُمكن للبقوليات توفير كمياتٍ جيدةٍ من الحديد، وتزداد الفائدة عندما تختار الأم المُرضع البقوليات ذات اللون الأخضر، كما أنها من المصادر النباتية التي تحتوي على البروتين أيضًا.
- التوت الأزرق: يستطيع التوت الأزرق إمداد جسم الأمهات المُرضعات بنسبة جيدة من البروتينات والمعادن في شهر رمضان، ذلك إلى جانب الكربوهيدرات التي تُساعد في المُحافظة على مستويات الطاقة عند الأم.
- البرتقال: إلى جانب الطاقة التي يحصل عليها الجسم عند تناول فاكهة البرتقال؛ فإنها توفر نسبة جيدة من فيتامين سي الذي تحتاجه الأم المُرضع، كذلك الحال بالنسبة لأنواع الحمضيات الأُخرى، ويُمكن للمرأة شرب عصير البرتقال للحصول على الفيتامين المذكور أيضًا.
هل الرضاعة في رمضان تنحف؟
بشكل عام تؤدي الرضاعة الطبيعية إلى النحافة وخسارة الوزن، وذلك لعدة أسباب؛ فإن الأم المُرضع تحرق مزيدًا من السعرات الحرارية في كل يوم، كما أنها تكون أكثر عناية في اختيار الأطعمة والمشروبات التي تتناولها وتشربها للمحافظة على صحة طفلها، وهُما عاملان مُهمّان في خسارة الوزن. وبالرغم من ذلك، إلّا إنّ النقص بمقدار 0.5-1.0 كيلوجرام أسبوعيًا لا يؤثر على مخزون الحليب عند الأم ولا على الرضاعة الطبيعية في رمضان، وينبغي التحدّث مع الطبيب إذا كان النقص في الوزن أكثر من ذلك.
اقرأ/ي أيضًا: