تحقيق مسبار
يفرض نظام التزوير العديد من العقوبات على الأشخاص الذين يقومون بتزوير الوثائق والمستندات والأوراق المختلفة؛ بما فيها الشيكات التي تصدرها البنوك أو المراسيم الرسمية التي تصدر عن الدولة وغيرها. يتطرق هذا المقال إلى بعضٍ من المعلومات حول عقوبات التزوير، بالإضافة إلى تزويد القارئ بأنواع التزوير البارزة للمستندات، وينتهي ببعض الإرشادات للوقاية من التزوير.
هل أحكام نظام مكافحة التزوير واحدة في جميع الدول؟
ليست أحكام نظام مُكافحة التزوير واحدة لجميع الدول حول العالم، وإنما تتفاوت بين نظام وآخر، كما أن عقوبتها تختلف بناءً على العديد من العوامل؛ كنوع التزوير ودرجة خطورته، ومن ذلك ما نصّ عليه قانون مكافحة التزوير السعودي من السجن مدةً تتراوح 5-10 سنوات مع عقوبة مالية تتراوح بين 5-10 آلاف ريال لمن يزوّر الأختام والتواقيع الملكية، ونصّت قوانين ولاية مينيسوتا للجرائم على عقوبة بالسجن مُدةً لا تزيد عن 3 سنوات وغرامة 5 آلاف دولار أو كليهما لمن غيّر بطاقة عضوية تدّعي بأنها تخص جميعة تجارية.
ما مدى أهمية النظام الجزائي لجرائم التزوير؟
تتمثّل أهمية النظام الجزائي لجرائم التزوير في مكافحة هذا النوع من الجرائم التي لا يقتصر ضررُها على مجال مُعيّن؛ إنّما يُمكن ظهورها في العديد من المجالات المُختلفة، ويمكن أن تتعلق بهذه الجريمة غرامةٌ ماليةٌ كبيرةٌ إلى جانب السجن؛ حيث تصل عقوبات بعض عمليات التزوير إلى 10 آلاف دولار حسب قوانين ولاية مين الأمريكية، وتصل إلى 10 ريال حسب قانون العقوبات القطري، وربما تتفاوت العقوبات وتختلف في الدول الأُخرى بشكلٍ كبيرٍ حسب نظام التزوير الساري.
هل تختلف عقوبة التزوير باختلاف نوعها؟
إن عقوبات النظام الجزائي لجرائم التزوير تختلف نظرًا لاختلاف نوع التزوير عادةً، وذلك جليّ في نظام مكافحة التزوير الساري داخل الأراضي السعودية، وكذلك نظام العقوبات القطري وأنظمة العقوبات السارية في ولاية مينيسوتا الأمريكية، فضلًا عن الأنظمة السارية في ولاية مين أيضًا، وربما يُعفى المجرم من العقوبة إذا أقرّ بجريمة ولم يستخدم الوثائق المزوّرة كما في بعض القوانين المذكورة.
هل التزوير في المحررات الرسمية جريمة قانونية؟
يُمكن تعريف التزوير في المُحرّرات الرسمية بأنه تغيير الحقيقة في المحرر بشكل من شأنه أن يتسبب بالضرر مع نيّة استخدام المُحرر المزوّر على أنه صحيح؛ كما نصّ على ذلك قانون العقوبات القطري، وإذا أقدم المرء على تزوير المُحرّرات أو الوثائق أو الأوراق الرسمية؛ فإنه يُعرّض نفسه إلى العقوبات لردعه عن هذه الجريمة ومنع غيره من القيام بها أيضًا حسب نظام التزوير المحلي، ويمكن أن يُعرّض المجرم نفسه إلى الاعتقال مع السجن والأشغال الشاقة عند ممارسة هذا التزوير في بعض الدول كما في قانون العقوبات الأردني.
ما هو تعريف التزوير؟
يُعرف التزوير بأنه تحريفٌ مفتعلٌ للصكوك أو المستندات بقصد الاحتيال أو غيرها من المواد المكتوبة، ويشمل ذلك كثيرًا من أنواع المستندات؛ منها الأوراق البنكية، وكذلك الأختام والتوقيعات التي تصدر عن الجهات الرسمية. وربما يكون التزوير بكتابة مستند جديد في بعض الأحيان؛ إلّا إنّه يكون بالكتابة على الأماكن الفارغة من المستند الأصلي، أو غير ذلك من طريق التغيير والتزوير على المستندات المكتوبة بالفعل في أحيانٍ أُخرى.
هل يُمكن أن يكون الضرر في جريمة التزوير كبيرًا؟
في بعض الأحيان يكون الضرر في جريمة التزوير كبيرًا؛ لذلك يفرض عليه نظام التزوير عقوبات شديدة؛ فإن المزوّر يُمكن أن يعبث بالأختام أو التوقيعات والمستندات الصادرة عن رئيس الدولة في بعض الأحيان، كما يُمكن أن يتم تزوير بعض المستندات والتقارير الطبية؛ ممّا يعود على المرضى بضررٍ كبير، وينتج عن التزوير عمليات احتيالية واختلاس للأموال أحيانًا.
لماذا يتم تزوير الوثائق؟
هُناك العديد من الأسباب التي تدعو إلى تزوير الوثائق من قِبل المُحتالين أو المجرمين على الرغم من فرض العقوبات على هذه الأفعال في نظام التزوير أو القوانين المحلية، ومنها ما يأتي:
- القيام بالأعمال التخريبية: كثيرًا ما يتم الاعتماد على الوثائق المزوّرة للقيام بالأعمال التخريبية؛ ومن ذلك تزوير وثائق السفر لدخول الدول، والاعتماد على بعض المستندات المزوّرة للحصول على الأموال المطلوبة.
- الهجرة: يُمكن تزوير الوثائق والمستندات أحيانًا للقيام بعمليات الهجرة غير القانونية والذهاب للعيش في بلد آخر، ولهذه الغاية يتم تزوير بطاقات الهوية الوطنية وجوازات السفر ورُخص القيادة وتصاريح الإقامة وغيرها من الوثائق.
- الاتجار بالبشر: تقوم بعض الجماعات بتزوير الوثائق الرسمية للاتجار بالبشر؛ ذلك لغايات الاستغلال الجنسي عادةً؛ إذ إن هذه الجماعات تقوم بإغراء النساء المُستضعفات من خلال الوعود الكاذبة بالوظائف الجيدة، ثم يتم استغلالهن عند الوصول.
ما هي أنواع المستندات المزورة؟
يُمكن تقسيم المستندات المزورة إلى عدة أنواع مختلفة، وهي الأنواع الآتية:
- المستندات الفارغة: يتضمن هذا النوع جميع المستندات الأصلية الفارغة الموقعة أو المختومة، ويتم استخدامها لإدخال بيانات مزوّرة بواسطة المجرم حتى يدعم الأنشطة الاحتيالية؛ من ذلك جوازات السفر أو بطاقة الهوية المزورة.
- المستندات المُعدّلة: تتعلق هذه المستندات بأشخاص آخرين، وهي مستندات رسمية، لكن المحتالين يقومون بتزويرها؛ ذلك من خلال تغيير الصورة الشخصية لصاحبها الأصلي أو غيرها من طريق التزوير، وعادةً ما تتم سرقتها من أصحابها أو شراؤها.
- المستندات المصنوعة منزليًا: لا تُعد هذه المستندات رسمية؛ إلّا إنّه يتم إنتاجها في المنزل بطريقة مُشابهة للمستندات الرسمية، ويكاد الكشف عن هذه المستندات يكون مُستحيلًا؛ بسبب الجودة العالية التي تتمتع بها.
- المستندات المُستعارة: في بعض الأحيان تتم استعارة المستندات من أصحابها الأصليين للتزوير، وذلك كما يفعل بعض الآسيويين عند الهجرة غير الشرعية لصعوبة تمييزهم عن بعضهم البعض، وهي كذلك مستندات رسمية.
- المستندات المزيفة: تقوم العديد من الشركات ببيع المستندات المزيفة لدولٍ لم يعد لها وجودٌ فعليّ؛ إلّا إنّ أسماءها تكون مألوفة؛ مثل يوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وبورما، هذا يعني أنها مستندات غير رسمية.
ما طريقة الوقاية من التزوير عبر الإنترنت؟
فيما يأتي بعضًا من الخطوات المُفيدة في الوقاية من التزوير عن طريق شبكة الإنترنت:
- المُحافظة على الخصوصية: لا بُد من المُحافظة على الخصوصية، بالإضافة إلى الحرص على سريّة المعلومات أثناء استخدام شبكة الإنترنت؛ ذلك حتى لا تتعرض هذه المعلومات إلى السرقة ويتم استغلالها في التزوير.
- عدم مشاركة المعلومات: ينبغي على الشخص تجنّب مشاركة معلومات حساباته الشخصية، كذلك يجب عليه الابتعاد عن مشاركة الرموز الشخصية، أو الاحتفاظ بها داخل الحقيبة أو المحفظة المحمولة.
- التأكّد من التحديثات: من الضروري التحقّق من تثبيت آخر التحديثات على جهاز الكمبيوتر فيما يتعلق ببرامج الحماية من التجسس والحماية من الفيروسات، بالإضافة إلى تحديثات الجدار الناري للحدّ من عمليات الاختراق.
- تقييد الوصول إلى الحاسوب: حتى يزيد المرء من مستويات الأمان والحماية ينبغي عليه منع الآخرين من الوصول إلى جهاز الحاسوب الخاص به عن بُعد.
هل يوجد إرشادات للوقاية من التزوير والاحتيال في قطاع الأعمال؟
على الرغم من العقوبات التي ينصُّ عليها نظام التزوير أو قوانين العقوبات المحلية؛ إلّا إنّ الشركات تتعرض إلى عمليات الاحتيال والتزوير أحيانًا، وتضم القائمة الآتية عدة إرشادات تساعد على وقاية قطاع الأعمال من التزوير:
- طلب بطاقة الهوية: لضمان عدم وقوع الشركة أو المؤسسة ضحية عمليات الاحتيال أو التزوير يمكن للشخص المَعني طلب صورة عن بطاقة الهوية، بالإضافة إلى صورة عن بطاقة ضمان الشيك عند الحاجة.
- التدقيق في الصورة والتوقيع: لا بُد من التدقيق على الصور والتوقيعات عند إجراء المعاملات المختلفة للمؤسسة حتى يتم التحقق من كونها أصلية وليست مزورة؛ فإنه ينبغي تطابق الصور والتوقيعات دائمًا.
- تحسس الصورة: في كثيرٍ من الأحيان يُمكن للمرء استخدام السبّابة والإبهام للإحساس بالمكان الذي تبدأ عنده الصورة المُضمَّنة في المستند أو الوثيقة، ويمكن الاعتماد على هذه الطريقة للتحقّق وتجنّب التزوير أحيانًا.
- الوثوق بالغرائز: في بعض الأحيان يراود المرء شعورًا بالريبة تجاه الطرف الآخر من المعاملة، وفي هذه الحالة ينبغي الوثوق بالشعور الغريزي وإجراء المزيد من التحقّق وعدم متابعة المعاملة حتى التأكد من عدم وجود التزوير.
- ملاحظات حركات الطرف الآخر: من الجيد مراقبة الطرف الآخر المشتبه به في عملية التزوير؛ إذ إن هناك بعض الحركات التي تظهر على المحتالين عادةً؛ منها النظر إلى الأسفل، أو النظر إلى ساحة السيارات، أو ارتداء غطاء على العين.
- الاحتفاظ بالمستند المزور: إذا تمكّن الشخص من اكتشاف عملية تزوير؛ فعليه الاحتفاظ بالشيك المزور أو المستند المزور وبطاقة الهوية وعدم إخبار الطرف الآخر باكتشاف التزوير؛ لأنه سوف يهرب حينها، وذلك مع ضرورة عدم المخاطرة إذا طلبها المُزوِّر.
هل يوجد إرشادات لحماية الشيكات من التزوير؟
في كثير من الأحيان ينصُّ نظام التزوير أو نظام العقوبات على عقوبة تزوير الشيكات؛ فإن البعض يقومون بتزويرها للحصول على الأموال بغير حق، وفيما يأتي بعض الإرشادات لحماية الشيك من التزوير:
- استخدام قلم الحبر الجاف: عند كتابة الشيك يجب استخدام قلم حبر جاف دائمًا وتجنّب استخدام أقلام الرصاص، ومن المُفضّل أن يكون القلم أسود أو أزرق.
- ملء المساحات الفارغة بسطر: عند كتابة الاسم الأول والأخير أو الاسم الكامل على الشيك من الضروري وضع سطر بعد الاسم حتى لا يتمكّن الآخرون من التعديل على الشيك، وكذلك الحال عند كتابة مبلغ الشيك بالحروف أيضًا.
- كتابة رمز العملة: يمكن للمرء كتابة رمز العملة بجانب قيمتها حتى لا يتمكّن الآخرون من إضافة الأرقام، وكذلك عليه استخدام الفاصلة العشرية على الجهة الأُخرى لضمان عدم التزوير وزيادة المبلغ بأي شكل.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد فرق بين بريطانيا وإنجلترا؟
هل روسيا عضو في جميع منظمات الأمم المتحدة؟