تحقيق مسبار
إن بدء أي مشروع ريادي يحتاج إلى الصبر مع مراعاة العديد من الإرشادات التي تُمكّن المرء من تحويل الأفكار إلى حقيقة واقعية بعد فترة من العمل بجد. يتطرق هذا المقال إلى عوامل نجاح المشاريع الريادية، بالإضافة إلى بعضٍ من التعليمات والإرشادات المُهمة لتحويل الأفكار والأحلام إلى مشروع واقعي أيضًا.
هل هنالك عوامل معينة لنجاح أي مشروع ريادي؟
هُناك العديد من العوامل التي تُسهم في نجاح أي مشروع رياديٍّ مُبتكر بالفعل، ولا بُد لرائد الأعمال مُراعاة هذه العوامل حتى يضمن الوصول إلى غاياته المنشودة من المشروع، وتحقيق الأرباح التي يطمح إليها، كما أن عليه امتلاك المهارات اللازمة ليستطيع إدارة المشروع على نحوٍ صحيحٍ مع تجنّب مُختلف الأسباب التي تؤدي إلى الفشل.
ما هي العوامل التي تسهم في نجاح أي مشروع ريادي مبتكر؟
فيما يأتي قائمة بأبرز العوامل التي من شأنها الإسهام في نجاح المشروع الريادي حسب جامعة بوردو الأمريكية:
- البحث عن سوق كبير: من الضروري البحث عن سوق كبير للمنتجات أو الخدمات التي يتم تقديمها من خلال المشروع المبتكر؛ ذلك لأن فرصة المُناورة تزداد في الأسواق الكبيرة، وكذلك الحال بالنسبة إلى فرصة النمو وجني الأرباح.
- التركيز على السوق: تفشل الكثير من المشاريع الريادية كل عام بسبب عدم التركيز على السوق؛ لذلك فإنه ينبغي التركيز وتحديد الأجزاء التي تُميّز منتجات المشروع الريادي أو خدماته، ثم استهداف هذه الأجزاء في البداية وجعلها جسرًا للأهداف الأُخرى.
- وضوح موضع المشروع: ينبغي أن يكون موضع المشروع واضحًا دائمًا لجميع الأفراد العاملين فيه، ولا بُد من تفكيك المفاهيم المُعقّدة حتى تصبح واضحة، وذلك لتحقيق السيطرة والتميّز في السوق المُختار، بالإضافة إلى القدرة على التنفيذ.
- التنفيذ الفعّال: حتى إذا تمكّن الريادي من وضع الاستراتيجيات الأفضل في العالم لمشروعه يتعرض المشروع إلى الفشل في حالة لم يتمكّن من تنفيذ هذه الاستراتيجيات؛ لذلك فإنه ينبغي وضع نظام لوضع الأهداف ومراقبة تنفيذها.
- وضع نموذج حقيقي للربح: إن الفرص الناجحة في الأعمال الريادية لا تستند إلى التخمين والآمال، وإنما تعتمد على الإيرادات مع طرح النفقات منها، وينبغي على روّاد المشاريع العثور على نموذج حقيقي يمكنه توليد الربح.
- اختيار الأشخاص المناسبين: إن الشركة التي تضم فريق عمل من الأشخاص المناسبة تنجح، ويُعد اختيار الأشخاص المناسبين من ذوي الخبرات أبرز العوامل التي تُسهم في نجاح أي مشروع ريادي، وكذلك العمل بروح الفريق.
ما هو المشروع الريادي؟
يُمكن تعريف المشروع الريادي بأنه مشروعٌ يُقدم منتجات جديدة أو تطبيقات جديدة أو غيرها من الأفكار المُبتكرة، ويتسم هذا النوع من المشاريع بالمخاطرة لعدم إمكانية معرفة النتيجة المتوقعة من أي مشروع ريادي، وهو ما يدفع كثيرًا من رواد الأعمال إلى اتخاذ الخطوات بالاعتماد على ثقتهم في الابتكار مع الثقة بفهمهم لبيئة العمل التي يعملون ضمنها.
كيف يمكن تحويل الأفكار إلى مشاريع ريادية واقعية؟
بعد التفكير في نموذج مشروع ريادي مناسب، يُمكن تحويل هذه الأفكار إلى مشاريع واقعية وحقيقية بالاعتماد على الإرشادات الآتية حسب موقع فوربس:
- الثقة: ينبغي على المرء الوثوق بنفسه إلى درجة يُمكنه معها التعامل مع عواقب القرارات التي يتخذها؛ ليتمكّن من تحويل أفكاره إلى حقيقة، وإذا فقد الشخص هذه الثقة؛ فإن الفكرة تفشل أثناء تحويلها إلى حقيقة.
- العثور على المستشارين: ينبغي على الشخص التعلّم من أصحاب الخبرات والتجارب السابقة بالرغم من اختلاف المشروع الريادي عن المشاريع السابقة؛ فإن الاستشارة تساعد في الحصول على كثيرٍ من الفوائد.
- التحلّي بالصبر: عند الرغبة في تحويل الأفكار إلى مشروع ريادي يجب على الشخص التحلّي بالصبر الشديد، مع أخذ الوقت الكافي لفهم آلية عمل الأشياء وتقدير رحلة النجاح والاستعداد لأيّة نتائج غير متوقعة.
- تعلّم طريقة بيع الأفكار: ينبغي تسهيل فهم الأشخاص الآخرين للفكرة التي تتضمن المشروع الريادي، وذلك حتى تزداد احتمالية قبول هذه الفكرة، وهي مهارةٌ مُهمةٌ عند الرغبة ببيع الفكرة الريادية إلى المستثمرين المحليين.
- توصيل النقاط طيلة الطريق: ينبغي على الشخص معرفة الطريقة التي تُمكّنه من ربط الأفكار الجديدة التي تتعلق بفكرته الريادية مع المشروع أثناء طريقه في الوصول إلى الهدف؛ ذلك لأن الفكرة الأساسية يُمكن أن تنضج بهذه الطريقة.
- الشغف: لا بُد من إطلاق العنان لشغف الريادي عند رغبته في التميّز وبدء مشروعه الريادي الخاص مع تحويله إلى حقيقة، وإذا وضع المرء الشغف في كل ما يفعله؛ فإن ذلك يمنحه القوة ليصبح رائد مشاريع قويًا.
- وجود الهدف: حتى يستطيع الشخص تحويل الأفكار إلى مشروع ريادي لا بُد أن يكون لهذه الأفكار معنىً وهدف، وإذا لم توجد الأهداف؛ فربما يؤدي ذلك إلى التوقّف قبل استكمال المشروع.
- التركيز على بناء القوة الدافعة: حتى تتحوّل الفكرة إلى مشروع ينبغي على المرء بناء القوة التي تدفعه نحو تحقيق الهدف من تكوين العلاقات، وتحديد الموارد ومشاركتها وإدارتها وتوزيعها، بالإضافة إلى الالتزام بالخطة وإدارة الوقت بكفاءة.
- تطوير الفكرة دائمًا: لا ينبغي على المرء التوقّف عند حدٍّ معين؛ إنّما يجب عليه تطوير الفكرة باستمرار وتوسيعها وتحسينها، وعلى الشخص تحدي نفسه ومستشاريه لجعل الأفكار أفضل عندما تبدأ طريقة اتصال النقاط مع بعضها بالظهور.
- التوازن بين العمل والحياة: يجب أن يكون التوازن بين العَمل والحياة من الأولويات حتى لا يتعرض المرء إلى الإرهاق، الذي يُعطله عن تحقيق الحُلم من المشروع الريادي وتحويله إلى حقيقة.
ما هي أنواع المشاريع الريادية؟
يُمكن تقسيم المشاريع الريادية إلى 4 أنواع كما يأتي:
- المشاريع الريادية الصغيرة: في العادة تعتمد هذه المشاريع على الأموال الخاصة لرواد الأعمال، ولا يتمكّن الشخص من اكتساب الأموال إلّا في حالة نجاح المشروع، وهي مشاريعٌ لا تطمح إلى أن تتطوّر حتى تصبح سلسلة أو تكتلًا.
- المشاريع الريادية الناشئة القابلة للتطوير: تميل هذه المشاريع إلى جذب كثيرٍ من وسائل الأعمال؛ إلّا إنّها أقل شيوعًا من المشاريع الصغيرة، ويبدأ هذا النوع بفكرة ثم تتطوّر بعد معرفة كيف يمكن تحويل الأفكار إلى مشاريع ريادية حتى تصبح كبيرة.
- المشاريع الريادية الكبيرة: أحيانًا يتم تطوير المشاريع الريادية في شركة راسخة كبيرة؛ ذلك من خلال الذهاب إلى الرئيس في العمل ثم طرح الفكرة عليه لتمويل المشروع وبدء اكتساب الأموال.
- المشاريع الريادية الاجتماعية: تُعنى المشاريع الريادية الاجتماعية بإحداث التغييرات الإيجابية داخل المجتمعات ولا تهدف إلى الربح بشكل أساسي.
ما هي خصائص الشخص الريادي؟
يتمتع الشخص الريادي بالكثير من الخصائص المُختلفة التي تساعده على بدء مشروع ريادي جديد خاص به، وفيما يأتي بعضًا من أبرز هذه الخصائص:
- المرونة: يتمتع الشخص الريادي بمرونة كبيرة تُمكّنه من تعديل التصميم، أو تغيير المنتجات أو غيرها من أنواع التغييرات التي يحتاج إليها العَمل مع مرور الوقت، وذلك لأن التجربة والخطأ تُظهر العديد من التفاصيل المُهمة الجديدة.
- التركيز على الهدف: يتميز رواد الأعمال الناجحون بالتركيز على الأهداف دائمًا والسعي إلى تحقيقها من خلال البقاء على المسار الصحيح الذي يضمن لهم ذلك، ويتسم الشخص الريادي كذلك بإزالة الشكوك التي تأتي مع إدارة الأعمال التجارية.
- التواصل الناجح: إن التواصل الناجح من المهارات المُهمة في مُختلف جوانب الحياة، وهي كذلك من خصائص الرواد الناجحين؛ فإنها تُمكّن من نقل الأفكار إلى الآخرين من المستثمرين والموظفين والموردين لضمان نجاح المشروع الريادي.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن تداول العملات الرقمية من الصفر؟
هل هناك مشاريع مربحة يمكن عملها من المنزل؟