تقلّص عدد الفهود في الوقت الحالي إلى 91% وليس إلى 80% (Getty)
صحيح
تحقيق مسبار
أصبح عدد الفهود في العالم منخفضًا جدًا في الوقت الراهن نتيجةً للكثير من العوامل المختلفة؛ بما في ذلك الصيد غير المشروع، ويسلط هذا المقال الضوء على الكثير من الخصائص التي تتمتع بها الفهود، بالإضافة إلى بيان بعض الحقائق حولها، وينتهي بذكر الأنواع المُصنّفة من الفهود.
هل تقلص عدد الفهود في العالم 80% في الوقت الحالي؟
تقلّص عدد الفهود في الوقت الحالي إلى 91% وليس إلى 80%، كما أن 79% من مجموعات الفهود التي تعيش حول العالم في الوقت الراهن تضم أقل من 100 فرد، ولم يتبقَ سوى 7,100 من الفهود في العالم حسب التقديرات المتوفرة، وهذا يعني أنها من الحيوانات المُهددة بالانقراض.
هل توجد جهود مبذولة للحفاظ على عدد الفهود في العالم؟
هُناك الكثير من الجهود المبذولة حول العالم للمحافظة على الفهود من الانقراض وضمان استقرار أعدادها، ومنها الجهود الآتية:
- حظر المتاجرة بالفهد البري: صرّح المُلحق الأول من اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية، التي أُبرمت عام 1975، على حماية الفهود البرية وحظر المتاجرة بها.
- برنامج الحفظ على نطاق واسع: تشارك الكثير من الدول في إفريقيا بأنشطة برنامج الحفظ على نطاق واسع للفهد والكلاب البرية الأفريقية؛ للمساعدة في المحافظة على أعداد الفهود.
- حماية الفهد الآسيوي في إيران: تقوم الجمهورية الإيرانية بحماية الفهود الآسيوية على أراضيها بشكل كامل، وذلك في العديد من المحميات؛ أبرزها منتزه كافير الوطني ومحمية نايباندان للحياة البرية ومحمية دار أنجير للحياة البرية.
ما الخصائص التي يتمتع بها الفهد؟
يتمتع الفهد بالكثير من الخصائص المميزة، وفيما يأتي بعضًا من هذه الخصائص:
- الوزن: يتراوح وزن الفهد بين 20-72 كيلوجرامًا، وهذا يعني أنه من الحيوانات خفيفة الوزن مقارنةً ببعض الثدييات التي يزيد وزنها عن ألف كيلوجرام؛ مثل الفيل ووحيد القرن.
- الطول والارتفاع: يبلغ ارتفاع الفهد إلى الكتف 0.76 متر فحسب، وأما الطول الكُلّي لجسم هذا الحيوان الرشيق؛ فيتراوح بين 1.0-1.5 متر، ويصل طول الذيل إلى 0.82 متر، وهو ذيلٌ طويلٌ يساعد الفهد على التوازن عند الجري بسرعة.
- العُمر: يختلف الحد الأقصى لأعمار ذكور الفهد عن الإناث؛ فإن الأنثى تعيش حتى 14 سنة بالإضافة إلى 5 أشهر في البرية، وأما الذكور يعيشون 10 سنوات تقريبًا، ويصل عُمرها إلى 20 سنة في المحميات.
- الموائل: يعيش الفهد في مجموعة واسعة من الموائل داخل الأراضي الإفريقية والآسيوية، ويشمل ذلك الصحارى والغابات الجافة، وكذلك الأراضي ذات القشرة العشبية السميكة.
- الافتراس: تفترس الفهود العديد من أنواع الحيوانات؛ مثل الأرانب والغزلان والطيور لأكل اللحوم؛ فإنها تتغذى على اللحوم، وتتعرض الفهود إلى الافتراس من الأسود والبشر والضباع والعُقبان؛ ممّا يؤدي إلى انخفاض عدد الفهود في العالم.
- الحمل: يستمر حمل إناث الفهود مدة 3 أشهر تقريبًا، وهي فترةٌ قصيرةٌ جدًا بالنسبة إلى المدة التي يستمر خلالها الحمل عند البشر؛ فإنها تبلغ 3 أضعاف تقريبًا.
- اللون: يتميّز الفهد بمعطفه العلوي ذي اللون الأصفر الشاحب مع وجود نقط سوداء على الأجزاء العلوية، بينما يتمتع الجزء السفلي من المعطف باللون الأبيض، ويتميز وجه هذا الحيوان بالخطوط السوداء التي تنحدر من العينين إلى الفم.
- التسارع: يستطيع الفهد التسارع إلى أكثر من 100 كيلومتر في الساعة خلال 3 ثوانٍ فحسب، وهذا يعني أنه يفوق السيارات الرياضية في تسارعها، ويساعده العمود الفقري الممدود، بالإضافة إلى شكل الأرجل على تحقيق التسارع المذكور.
- شكل الأرجل: يساعد الشكل المميز لأرجل الفهد في تمكينه من الوصول إلى سرعة كبيرة خلال وقت قصير؛ فإنها أرجل تتميز بطولها، كما أنها تحتوي على مخالب تُسهم في تمكين الفهود من الإمساك بالأرض جيدًا.
ما هي أبرز الحقائق حول الفهد؟
إلى جانب انخفاض عدد الفهود في العالم بشكلٍ كبيرٍ، توجد الكثير من الحقائق الأُخرى حول هذا النوع من الحيوانات، مع وجود الكثير من الإشاعات الكاذبة التي تنتشر حولها؛ من ذلك ما انتشر حول حارس الحظيرة الذي ينام مع الفهود ليلًا وانتهى تحقيق مسبار إلى أنها أخبار مُضللة؛ فإن الفهد من الحيوانات المفترسة التي يتم التعامل معها بحذر، وتحتوي القائمة الآتية على العديد من الحقائق البارزة حول الفهود:
- مكان تواجد الفهود: يُمكن العثور على العدد الأكبر من الفهود الموجودة حول العالم جنوب الصحراء العربية في قارة إفريقيا، ويعيش عددٌ قليلٌ من الفهود البرية في الجزء الشمالي الشرقي من إيران خلال الوقت الراهن.
- وقت الصيد المُفضَّل: عادةً ما تقوم الفهود بصيد فرائسها خلال وقت النهار؛ ذلك حتى تتجنّب المنافسة مع الحيوانات المفترسة القوية؛ مثل الضباع والأسود والنمور.
- طريقة الصيد: في البداية يعتمد الفهد على بصره لإجراء مسح يشمل المنطقة المحيطة قبل بدء اصطياد الفريسة، وبعد ذلك تركض الفهود لتخرج من مخبئها، ثم تصطاد فريستها وتطرحها أرضًا في الوقت المناسب لتقتلها ثم تأكلها.
- المطاردة لوقت قصير: تستدعي المطاردة بسرعة عالية بذل جهد هائل من قِبل الفهد؛ لذلك فإن المطاردة تقتصر على مسافة تتراوح بين 200-300 متر، ولا تزيد مُدتها على دقيقة واحدة فحسب.
- الأكل بسرعة: من المعروف عن الفهود أنها تأكل طعامها بسرعة بعد انتهاء عملية الصيد، وتقوم الفهود بالتخلي عن صيدها في حال رصدت الحيوانات المفترسة الأُخرى، وخصوصًا في المناطق التي تضم كثيرًا من الحيوانات المفترسة الكبيرة؛ كالأسود.
- التواجد في مجموعات: خلافًا لبعض الحيوانات الأُخرى، عادةً ما توجد الفهود ضمن مجموعات تتكون من الأم وصغارها والأشقاء، الذين يبقون مع الأم مدة 6 أشهر، أو تتكون المجموعات من تحالف ذكور بالغين يعيشون ويصطادون معًا.
- ميل الإناث إلى العزلة: بالرغم من وجود الفهود في مجموعات عادةً؛ إلا إن الإناث عادةً ما تميل إلى العُزلة والعيش بمفردها وعدم الالتقاء بالذكور إلا من أجل التزاوج.
- الحمل في البطن الواحد: تستطيع إناث الفهود حمل 2-8 أشبال في البطن الواحد، ثم تقوم بإرضاع الصغار بعد الولادة في مخبأ بين النباتات الطويلة، وتستمر فترة العناية بين 16-24 شهرًا ليصبح الصغار قادرين على العناية بأنفسهم.
- التشابه مع النمور: يخلط البعض بين النمور والفهود لتشابههما في الشكل، إلا أن هُناك عدة فروق مميزة؛ أبرزها الخطّان الأسودان في وجه الفهود دون النمور، وكذلك شكل النقاط الذي يُشبه الوردة على فرو النمور خلافًا للنقاط على فرو الفهود.
كيف تتواصل الفهود مع بعضها البعض؟
لا تزأر الفهود للتواصل مع بعضها البعض وإنما تصدر أصواتًا أُخرى، وفيما يأتي قائمة بأبرز هذه الأصوات:
- الزقزقة: تكون الزقزقة عند الفهد على غرار زقزقة الطيور أو صياح الكلاب، وتصدر الإناث هذا الصوت لجذب الذكور، وكذلك يمكن التغريد من قِبل الجنسين عند الشعور بالضيق لأيّة أسباب أُخرى؛ مثل الانفصال عن المجموعة دون لم الشمل من جديد.
- التأتأة: تصدر الفهود صوت أنين متقطع يبدو وكأنه هديل الحمام عند الاستماع إليه، وهو صوت ذو ترددات قصيرة وغير متصلة.
- الهرير: الهرير أو الخرخرة من الأصوات التي يصدرها الفهد للإيحاء بالرضا، ويمكن سماع مثل هذا الصوت بين الأم وأشبالها من الفهود.
- الصِياح: في بعض الأحيان تُصدر الفهود صوتًا مرتفعًا يُعرف باسم الصِياح أو النُباح، وهي دعوةٌ متسمةٌ باليأس من الفهود لتحديد موقع فهد آخر.
ما التحديات التي تهدد المحافظة على الفهود في العالم؟
في الوقت الراهن توجد الكثير من التحديات التي تواجه المحافظة على عدد الفهود في العالم وحمايتها من الانقراض، وفيما يأتي 3 من أبرز هذه التحديات حسب مؤسسة الحياة البرية الأفريقية:
- القتل من قِبل المزارعين: عندما تواجه الفهود مشكلةً في العثور على فرائسها الطبيعية، تقوم بمواجهة الماشية وقتلها للحصول على الطعام أحيانًا، وهو ما يتسبب بقتل الفهود من قِبل المزارعين انتقامًا.
- فقدان الموائل: مع النمو السكاني الحالي يتم تدمير الكثير من الموائل التي تعيش فيها الفهود نتيجةً لإنشاء الطرق والمستوطنات، بالإضافة إلى إقامة الأنشطة الزراعية، وهو ما يؤثر على عدد الفهود في العالم بشكل كبير.
- التجارة غير المشروعة: تتعرض الفهود إلى الصيد والمتاجرة غير المشروعة في تجارة الحيوانات الأليفة الغريبة، أو من أجل الحصول على جلودها، وهي واحدةٌ من التحديات التي تواجه المحافظة على أعداد الفهود حول العالم.
ما هي أنواع الفهود في العالم؟
هُناك 5 أنواع من الفهود المُعترف بها في الوقت الراهن حسب الصندوق العالمي للطبيعة، وهي الأنواع الآتية:
- فهد شرق أفريقيا: يُعرف هذا النوع باسم فهد تنزانيا أيضًا، ويُعد هذا النوع ثاني أكبر الأنواع من الفهود في العالم من حيث العدد، وهو أكبر الأنواع من حيث الحجم، ويعيش في كلٍّ من تنزانيا وأوغندا والصومال وكينيا.
- فهد شمال شرق أفريقيا: يُطلق على هذا النوع من الفهود اسم فهود السودان أو فهود الصومال، وتعيش في وسط وشمال شرق إفريقيا، ويشبه هذا النوع فهد شرق أفريقيا بشكل كبير في المظهر الخارجي.
- فهد جنوب أفريقيا: يُسمى هذا النوع بالفهد الناميبياني، ويُمكن العثور عليه في العديد من الدول داخل إفريقيا؛ مثل الأراضي العشبية في مقاطعة ترانسفال، والمناطق القاحلة في صحراء كالاهاري، والأراضي الزراعية في ناميبيا.
- فهد شمال غرب أفريقيا: يُطلِق البعض على هذا النوع اسم الفهد الصحراوي أو الفهد السنغالي، وهو واحدٌ من أكثر أنواع الفهود تهديدًا بالانقراض؛ فإن عدد الفهود في العالم من هذا النوع تبلغ 250 فهدًا في البرية تقريبًا.
- الفهد الآسيوي: لا يوجد هذا النوع من الفهود إلا في إيران، وهو أندر أنواع الفهود في العالم على الإطلاق، ويُطلق عليه اسم الفهد الإيراني، ولا يعيش إلا في المناطق المحمية خلال الوقت الراهن.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن حماية الحياة في البرية من الانقراض؟
هل عاش الإنسان في عصر الديناصورات بالفعل؟
