تحقيق مسبار
ماء الرديتر من المواد التي لا تقل أهمية عن الزيت والوقود للسيارة، ولا تعمل السيارة بشكلٍ سليم من دون إضافته إلى المحرك، وهذا السائل يحتاج لتغيير بشكلٍ دوري. فما هو ماء الرديتر وما هي أنواعه، وهل يمكن تغيير ماء الرديتر في المنزل؟ وما هي أضرار زيادة ماء الرديتر؟
ماء الرديتر
ماء الرديتر (Radiator fluid) عبارة عن سائلٍ مصنوع من مواد خاصة مثل "جلايكول الإيثيلين"، ويعمل كمعادلٍ للحرارة في جهاز الرديتر المسؤول عن تبريد حرارة المحرك داخل السيارة، حيث يقللُ من درجة تجمد الماء ويرفع درجة غليانه، فيساعد في منعِ السائل من التجمد أو الغليان والتبخر، ممَّا يحافظ على عمل المحرك بفعاليةٍ وحمايته من التعرض للتلف نتيجةً لارتفاع درجة حرارته. وتكمن أهمية ماء الرديتر في إبقاءِ المحرك ضمن نطاق حرارة معينة، بالشكل الذي يمنع تعرض الأجزاء الداخلية للتلف، ويحدث ذلك على النحو التالي:
- تقوم المضخة بضخ ماء الرديتر إلى جميعِ أجزاء نظام التبريد بشكلٍ دوري، حيث تقومُ بإبعاد الحرارة عن المحرك عبر خراطيم تربط أجزاء النظام ببعضها البعض.
- تسحب المروحة المثبتة في مقدمةِ السيارة الهواء عبر الرديتر، وعندما لا تتحرك السيارة بسرعةٍ كافية لتحرك المروحة، يتحكم منظم الحرارة في درجة حرارة المبرد.
- يبدأ ماء الرديتر بالدوران عبر أجزاءِ نظام التبريد بالتزامن مع عمل محرك السيارة، وهذا يساعدُ على تنظيمِ حرارته أثناء العمل بشكلٍ مستمر.
وعلى الرغمِ من احتوائه على العديدِ من المركبات مثل جلايكول الإيثيلين وغيرها، إلاَّ أنه يحتوي على الماء النقي أيضًا، فقد ثبت أن الماء النقي لديه قدرة على امتصاصِ الحرارة أكثر من السوائلِ الأخرى، ولهذا السبب سُمي ماء الرديتر بهذا الاسم. وهناك العديد من أنواعِ ماء الرديتر التي تُصنع من مواد مختلفة، إلاَّ أن جميعها تعمل لنفس الغرض وهو تنظيم درجة حرارة المحرك.
أنواع ماء الرديتر
تختلف أنواع ماء الرديتر باختلافِ نوع المحرك المستخدم في السيارة، حيث تقومُ شركات تصنيع السيارات بتحديدِ النوع المناسب للمحرك، وذلك من أجلِ ضمان أداء مرتفع دون أن يتعرض للتلف، وأنواع ماء الرديتر ثلاثة وهي:
- الماء الأخضر: هو أكثر أنواع ماء الرديتر شيوعًا، خصوصًا في السيارات التي أُنتجت قبل العام 2000، فقد استخدم جميع صانعي السيارات هذا النوع، وهو سائلٌ غير عضوي يتكون من قاعدةِ جلايكول الإيثيلين بالإضافةِ إلى السيليكات والفوسفات. وبينما تحمي السيليكات الأسطح على رأس أسطوانة الألمنيوم من التلف، يحمي الفوسفات المعدن في محركِ السيارة من الصدأ.
- الماء العادي: هو في الحقيقة ليس ماءً عاديًا، ولكن سُمي كذلك لكونه سائلًا عضويًا، حيث يحتوي على مثبطاتٍ عضوية. وصُنع هذا النوع كبديلٍ عن الماء الأخضر، وفي حين أنَّه ظهر كبديل دائم، إلاَّ أنه ينصح بتغييره حسب الجدول الموُصى به من قبل الشركة المصنعة للسيارة. ويتواجدُ هذا النوع في الأسواق بألوانٍ مختلفة منها الأصفر والبرتقالي والأزرق.
- الماء الأحمر: من أحدث أنواع ماء الرديتر وأكثرها استخدامًا في السيارات الحديثة، وهو سائلٌ هجين بين مواد عضوية وغير عضوية، ويمتاز بصلاحيةٍ أطول من أنواع ماء الرديتر الأخرى. ورغم تسميته بالماء الأحمر، إلاَّ أنَّه قد يأتي بألوانٍ مختلفة مثل الأزرق والوردي والبرتقالي.
وعلى الرغم من أنَّ جميع أنواع ماء الرديتر تقوم بنفس المهمة تقريبًا، إلا أنه لا يجب أبدًا الخلط بينها، ولا يمكن أيضًا استخدام نوع غير موصى به للسيارة، فهذه الأنواعُ تتكون من عناصر ومركبات تتلاءم مع بيئةِ عمل المحرك وعناصره، واستخدام نوع غير مناسب قد يُلحق الضرر بجهاز الرديتر و المحرك أيضًا.
متى يجب تغيير ماء الرديتر؟
يجب تغيير ماء الرديتر دوريًا حسب توصيات الشركة المصنعة للسيارة أو للسائل، فماءُ الرديتر مثل أي منتجٍ آخر له صلاحية معينة، ويجب تغييره عند انتهاءِ هذه الصلاحية، وقد ترتبط صلاحيته بمدةِ استخدامه أو بالمسافة التي تقطعها السيارة، أو بحسب نوع المحرك والشركة المصنعة له والعديد من العواملِ الأخرى. لكن في ظلِّ وجود العديد من هذه العوامل، متى يجب تغيير ماء الرديتر؟
- يأتي ماء الرديتر بألوانِ مختلفة، وهذه الألوان لم يتم اختيارها عبثًا، وإنَّما لتساعد على تحديدِ النوع المناسب للسيارة.
- في ظلِّ أهمية اللون، يجب تغيير ماء الرديتر إذا لاحظ السائق أن لونه قد اختلف، فهذا يعني أنَّ صلاحية السائل قد انتهت ويجب تغييره.
- يجب تغيير ماء الرديتر إذا لاحظ السائق وجود أي أوساخٍ أو شظايا أو شوائب في ماء الرديتر، كما يُنصح بفحص السيارة للتأكد من عدم وجود أي مشاكل.
- تلعب المسافة التي تقطعها السيارة دورًا هامًا، ففي حين أنَّ ماء الرديتر قد يدوم لسنوات دون الحاجة لتغييره، فإنَّه يجب تغييره إذا قطعت السيارة مسافة 60 ألف ميل، ومن ثم تغييره دوريًا بعد كل 30 ألف ميل.
- يوجد مؤشر في السيارة لقياسِ منسوب ماء الرديتر، ويجب أن يظلَّ هذا المؤشر بين أقلَّ قيمة وأقصى قيمة له، وإن انخفض عن الحد الأدنى، ففي هذه الحالة يجب تغييره.
يجب تغيير ماء الرديتر بالطريقةِ الصحيحة تجنبًا لحدوث أي عطلٍ في المحرك أو جهاز التبريد، فيجب عدم تغييره إلاَّ بعد إطفاء المحرك وانخفاض درجة حرارته، بالإضافةِ إلى ضرورة اختيار النوع المناسب للسيارة، ويُنصح دائمًا بتغييره حسب التوصيات لضمانِ عمل المحرك بأفضل أداء.
هل يمكن تغيير ماء الرديتر في المنزل؟
نعم، يمكن تغيير ماء الرديتر في المنزل، فبالرغمِ من أنَّه ينصح بتغيير من قِبل تقني مختص، إلاَّ أن عملية تغييره في المنزل آمنة وغير مصحوبة بمخاطر على المحرك أو السيارة مادامت تحدثُ بالخطوات الصحيحة، فهناك العديد من النصائحِ والإرشادات الواجب اتباعها عند تغيير ماء الرديتر في المنزل:
- التأكد من أنَّ السيارة متوقفة تمامًا، ومن أنَّ درجة حرارة المحرك منخفضة قبل القيام بتغيير ماء الرديتر.
- تثبيت السيارة باستخدام الرافعة(الجَك)، وذلك للتأكدِ من أنَّ عجلات السيارة ثابتة.
- وضع حاويةٍ أو خزان صغير أسفل جهاز الرديتر أو المبرد قبل فتح خزان التصريف.
- بعد تفريغ الماء القديم، يجب تنظيف الخزان لضمانِ عدم وجود أي شوائب قبل إضافة ماء الرديتر الجديد.
- تعبئة الخزان بماء الرديتر الجديد، والتأكد من أنَّ التعبئة وصلت لأقصى حدٍ مسموح به، ومن ثم إعادة إغلاقه بإحكام.
عند تغيير ماء الرديتر في المنزل، يُنصح باتباع الإرشادات الموجودة في كتيب الإرشادات الخاص بالسيارة، فبالرغمِ من أنَّ الخطوات والإرشادات سابقة الذكر تنطبق على أغلبِ أنواع السيارات، إلاَّ أن بعض الشركات تقوم بتحديدِ خطوات مختلفة لتغيير ماء الرديتر في المنزل، كما يجب الانتباه جيدًا لنوع السائل المستخدم والتأكد من أنَّه مناسب للسيارة.
أضرار زيادة ماء الرديتر
قد لا تقل أضرار زيادة ماء الرديتر خطورةً عن الأضرار التي قد تنجم عند انخفاض مستواه، فماء الرديتر من العناصرِ الهامة للمحرك كي يعمل بشكلٍ سليم، وبقاء السائل عند المستويات المسموح بها يضمن عمل المحرك، لذا يجب الانتباه دائمًا لمستوياته في الخزان، وذلك لتجنب أضرار زيادة ماء الرديتر، والتي قد تختلفُ من سيارة لأخرى. ويمكن إيضاح أضرار زيادة ماء الرديتر بالشكل التالي:
- يتم تصميم نظام التبريد في السيارة ليستوعب كميةٍ صغيرة من ماء الرديتر، وإن زادت هذه الكمية عن حدها، يقوم الخزان تلقائيًا بتصريف الماء الزائد.
- قد تحدث أضرار ماء الرديتر عند تصريفِ الماء الزائد، فبينما يتم تصريفه إلى خارجِ السيارة في كثيرٍ من الأحيان، من الممكن أن تسبب عملية التصريف تماسًا كهربائيًا وتلفًا في كهرباء السيارة.
- يتم في كثيرٍ من الأحيان إضافة خزان إضافي لاستيعاب ماء الرديتر الزائد، وهذا الإجراء شائعٌ في السيارات القديمة أكثر من الحديثة.
- من أضرارِ زيادة ماء الرديتر التي قد تحدث في بعضِ الأحيان هو انفجار خزان الماء، فعندما يسخن ويتمدد الماء، يتشكل ضغطًا على الخزان، ممَّا يؤدي إلى انفجاره وتلفه.
- الطريقة الأمثل لتجنب أضرار زيادة ماء الرديتر هي الحفاظ على السائلِ عند الحد المسموح به، حيث لا يوجد إجراءات أمان كفيلة بمنع حدوثِ هذه الأضرار بشكلٍ كامل.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن تعلم القيادة على الإنترنت؟
