تحقيق مسبار
بالرغم من تأخّر صدور أول جريدة عربية، إلا إنها أدّت إلى نقلة في طرق انتشار الأخبار في الوطن العربي، وانتشرت الصحف بعدها حتى أصبح عددها كبيرًا خلال الوقت الراهن. يُبيّن هذا المقال اسم أول جريدة باللغة العربية، مع تزويد القارئ بأقدم الصحف التي صدرت داخل أراضي الوطن العربي، ويوضّح بعض وظائف الصحافة والمشاكل التي تعاني منها أيضًا.
هل صدرت أول جريدة عربية في مصر؟
صدرت أول جريدة باللغة العربية في مصر بالفعل حسب كتاب تاريخ آداب اللغة العربية، وكان ذلك في العقد الثالث من القرن التاسع عشر، وبعد إصدار أول جريدة مصرية انتشرت الصحف في مختلف أنحاء الوطن العربي مع فارق زمني بينها؛ فإن الجريدة الثانية صدرت في الجزائر بعد مرور قُرابة 20 سنة على إصدار الجريدة العربية الأولى، وبعدها بمدة 11 سنة صدرت الجريدة الثالثة في العاصمة اللبنانية بيروت.
ما هي أقدم الصحف التي صدرت في الوطن العربي؟
كانت جريدة التنبيه أول جريدة عربية على الإطلاق، ويُطلق على هذه الجريدة اسم الحوادث اليومية، ويتضمن الجدول الآتي قائمة بأقدم الصحف التي تم إصدارها في الوطن العربي:
- صحيفة الوقائع المصرية: تم إصدار جريدة الوقائع المصرية عام 1828 من قِبل الوالي محمد علي باشا، وكان إصدارها في القاهرة، وهي الصحيفة التي حلّت مكان جريدة التنبيه؛ إذ إن اسم جريدة التنبيه تغيّر إلى الوقائع المصرية بعد عامٍ واحدٍ.
- المُبشّر الجزائرية: أقدمت السلطات الفرنسية على إطلاق ثاني أقدم الصحف في الوطن العربي، وهي جريدة المُبشّر الجزائرية التي ظهرت في العاصمة الجزائرية عام 1847، وهذا يعني أن هُناك فاصلًا زمنيًا طويلًا بين أول صحيفتين.
- حديقة الأخبار: بعد مرور قُرابة 11 سنة على تقديم صحيفة المبشر الجزائرية، قام اللبناني خليل الخوري بإنشاء صحيفة جديدة، أُطلق عليها اسم حديقة الأخبار عام 1858، وكان إصدار هذه الصحيفة الجديدة في بيروت.
- صحيفة النفير سوريا: تم إصدار صحيفة النفير سوريا عام 1860 في العاصمة السورية دمشق من قِبل بطرس البستاني، وهي رابع صحيفة في الوطن العربي، ولم يكن بينها وبين صحيفة حديقة الأخبار سوى سنتين تقريبًا.
- صحيفة الرائد التونسية: احتضنت تونس خامس أقدم صحيفة في الوطن العربي، وهي صحيفة الرائد التونسية التي صدرت عام 1861 في مدينة العاصمة، وكان باي محمد صادق مؤسس هذه الصحيفة.
- صحيفة طرابلس الغرب: حملت هذه الصحيفة اسم إحدى المناطق التي كانت خاضعة للنفوذ العثماني، وهي سادس أقدم صحيفة في الوطن العربي؛ إذ إن إطلاقها كان عام 1866، وهي صحيفة من تأسيس الوالي عبد العزيز.
- صحيفة الزوراء: استطاع الوالي مدحت باشا تأسيس صحيفة الزوراء في بغداد عام 1869، وعلى الرغم من المدة الطويلة بين إصدار صحيفة الوقائع المصرية وصحيفة الزوراء؛ إلا أن الزوراء تُعد سابع أقدم الصحف العربية.
- صحيفة صنعاء: تم إصدار هذه الصحيفة عام 1870 من قِبل الوالي العثماني؛ مما يعني أنها أول جريدة صادرة باللغة العربية في اليمن والجزيرة العربية، كما أنها ثامن أقدم صحيفة في الوطن العربي.
- صحيفة المغرب: صدرت صحيفة المغرب في مراكش عام 1889، وهي أول جريدة عربية داخل الأراضي المغربية، وتحتل المرتبة التاسعة بين أقدم الصحف العربية، وأما عن مؤسسها فهو عيسى فرج.
- صحيفة الغازية السودانية: في العاصمة السودانية الخرطوم صدرت الصحيفة العربية العاشرة، وهي صحيفة الغازية السودانية التي تم تقديمها عام 1889.
هل كان تاريخ أول جريدة صدرت باللغة العربية متأخرًا؟
لا شك بأن إصدار أول جريدة باللغة العربية كان متأخرًا جدًا مقارنةً بتاريخ صدور الصُحف داخل الأراضي الأوروبية؛ فإن أول صحيفة رسمية صدرت في فرنسا عام 1605، بينما تأخّرت أول جريدة مصرية باللغة العربية حتى عام 1827 كما سبق ذكره، وهذا يعني أن الفارق بينهما يزيد على 200 عام، ويُشير إلى مدى تأخر أول جريدة عربية عن تاريخ إصدار الجرائد في العالم.
هل توجد الكثير من الصحف في الوطن العربي؟
منذ إصدار أول جريدة عربية وحتى الوقت الراهن، أصبح هُنالك الكثير من الصحف في الوطن العربي بالفعل؛ منها جريدة الشروق اليومي وجريدة المساء في الجزائر، وكذلك جريدة الأهرام التي تُنشر في مصر مُنذ عام 1973 باستمرار، وجريدة النهار التي تصدر في بيروت، وجريدة الدستور في الأردن، وجريدة هسبريس في المغرب، وجريدة المشرق في العراق، وجريدة الأيام في البحرين، وجريدة الراية في قطر، وجريدة الشروق في تونس.
ما هي مبادئ الصحافة الدولية؟
هُناك العديد من المبادئ التي تقوم عليها الصحافة الدولية لتحقيق الغايات المرجوّة منها، وتضم القائمة الآتية بعضًا من أبرز هذه المبادئ حسب كتاب الصحافة العربية والدولية:
- المسؤولية: تحمل الصحافة مسؤولية تزويد الأفراد بالأخبار والمعلومات المهمة حول الوقائع المختلفة؛ ليستطيع الواحد منهم إطلاق الأحكام بنفسه، ويقع على عاتقها كذلك حماية الأمن القومي للدولة والحذر من نشر المعلومات التي تضر بالأمن.
- الحرية: تُعد الحرية واحدةً من الحقوق التي يجب أن يحصل عليها جميع العاملين في ميدان الصحافة؛ لأنها إحدى حقوق الإنسان، وينبغي على الدولة منح هذا الحق وعدم التضييق على الصحفيين عند قيامهم بوظيفتهم.
- الاستقلالية: يجب على الصحفيين عدم القبول بأي شيء يُمكنه التأثير على أمانتهم واستقلاليتهم، وذلك حتى لا يظهر لديهم أي انحياز إلى طرف على حساب طرف آخر، عند تقديم الأخبار ونشر المعلومات المختلفة.
- الصدقية: يقع على عاتق الصحافة الدولية نشر الأخبار والمعلومات التي تتسم بالمصداقية والدقة، ويجب عليها كذلك تغطية القصص المختلفة من جميع الجوانب ونشرها بعدالة مع تحرّي الدقة في ذلك.
ما هي المشاكل التي تعاني منها الصحافة الدولية؟
تطوّرت الصحافة بشكلٍ كبيرٍ منذ إصدار الصحيفة الأولى في العالم ومرورًا بأول جريدة عربية وحتى الوصول إلى الصحف المعاصرة؛ إلا إن هُناك العديد من المشاكل التي تُعاني منها الصحافة الدولية حتى الآن، ومنها ما يأتي:
- اللغة: تظل اللغة مشكلة أساسية من مشاكل الصحافة الدولية؛ لأنها تمثل حاجزًا يقف بين قُدرة الصحيفة على تقديم المعلومات والتفاصيل وقدرة الأفراد على قراءتها، وتحرص الصحافة الدولية على الإنجليزية حاليًا لكونها لغة عالميّة.
- التمويل: يعاني انتشار الصحف على الصعيد العالمي والدولي من مشكلة تتعلق بالحصول على التمويل الكافي، وإذا حصلت الصحف على التمويل من بعض الجهات؛ فإن ذلك يُمكن أن يؤدي إلى الانحياز والحيد عن بعض المبادئ.
- الأزمات الاقتصادية والسياسية: أدّت الأزمة الاقتصادية في عام 2008 إلى تسريح 15 ألف صحفي في الولايات المتحدة، وكذلك تؤثر الأزمات السياسية والاقتصادية على عمل الصحافة الدولية وتُعيق هذا العمل بشكل كبير.
- طبيعة الأنظمة السياسية: لا تستطيع الصحافة الدولية العمل بكفاءة؛ ما لم تحترم الأنظمة السياسية الحُريات والمبادئ التي يستحق الإنسان الحصول عليها؛ مثل العدالة والحرية، وتعتمد بعض الأنظمة على القوانين للسيطرة على وسائل الإعلام.
- المصداقية: تقوم بعض الأجهزة بتوظيف الصحفيين من أجل العمل لصالحها والحصول على المعلومات، كما أنها تقوم بتعيين بعض العُملاء على أنهم مراسلون أحيانًا، وهو ما يؤثر على مصداقية الصحافة الدولية بشكل كبير.
- منظومة العادات والتقاليد: تجد الصحافة الدولية صعوبةً في الحديث عن بعض الأمور نتيجةً لطبيعة العادات والتقاليد السائدة في المجتمع، ومن ذلك الحديث عن الجنس في دول الوطن العربي.
هل الصحافة المطبوعة مهمة؟
إن الصحافة المطبوعة مُهمةٌ بالفعل، ويشمل ذلك أول جريدة عربية وما تبعها من الصحف والجرائد في الوطن العربي، بالإضافة إلى الصحف في مختلف أنحاء العالم؛ فإن الصحافة المطبوعة تُسهم في انتشار المعلومات وتناقلها بين الناس بسهولة وسرعة كبيرتين؛ إلا إن الصحف الإلكترونية الموجودة في الوقت الراهن أكثر سرعة وكفاءة من الصحف المطبوعة.
ما هي أنواع الصحف؟
يتم تصنيف الصحف ضمن 3 أنواع مختلفة بناءً على طبيعتها، وهي الأنواع الآتي ذكرها:
- الصُحف المحافظة: تُعرف الصُحف المُحافظة بأنها الصحف التي تحافظ على الجديّة والموضوعية والاتزان في جميع ما تنشره من الأخبار أو المواضيع.
- الصُحف الشعبية: تميل هذه الصُحف إلى الأخذ بالطابع الشعبي عند كتابة المواضيع والأخبار، وتقوم بالنزول إلى مستوى القارئ بما في ذلك القارئ العادي، ويكون ذلك عن طريق اتباع أساليب الكتابة الجذابة.
- الصُحف المعتدلة: إن الصُحف المعتدلة وسط بين المحافظة والشعبية، وهذا يعني أنها تقف في الوسط وتأخذ بالأسلوبين معًا دون اقتصارها على الأسلوب الجديّ أو الأسلوب الشعبي.
هل توجد وظائف تسعى الصحافة إلى تحقيقها؟
منذ إصدار أول جريدة عربية وحتى الآن تسعى الصحافة إلى تحقيق العديد من الأهداف والوظائف، ومنها ما يأتي:
- الإعلام: تسعى الصحافة بشكل دائم إلى إعلام الأفراد وإخبارهم عمّا يدور حولهم من الوقائع الجارية، سواءً كانت تتعلق بالشؤون الداخلية أو الشؤون الخارجية دون استثناء.
- التأريخ: تقوم الصحافة بمتابعة الوقائع والأحداث التاريخية، بالإضافة إلى وقائع الحياة الاجتماعية مع تسجيلها ومتابعتها وتوثيقها.
- التفسير: تعتني وسائل الصحافة بالتحليل والتفسير والشرح لمختلف القضايا والموضوعات والأحداث التي تتم إثارتها داخل المجتمع، وهو ما يُسهم في زيادة مستويات استيعابها من قبل الأفراد.
- النقد والتوجيه: لا تقتصر مهمة الصحافة على نشر الأخبار والمعلومات المتعلقة بالوقائع والموضوعات والأحداث؛ وإنما تتجاوز ذلك حتى الوصول إلى النقد والمناقشة والتوجيه.
- نقل التراث: يُعد هذا الدور واحدًا من الأدوار الاجتماعية للصحافة؛ إذ إنها تسعى إلى تعريف أفراد المجتمع بالقيم والأعراف الاجتماعية حتى تتم تنشئة الأجيال الجديدة عليها.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يطل الوطن العربي على محيطين؟
هل عدد أقطار الوطن العربي 22 قُطرًا؟
