تحقيق مسبار
تتحقق هذه المقالة فيما لو كان جسر البسفور أطول جسر في العالم أو لا، كما تتحدث أين يقع جسر البسفور، وطوله وارتفاعه، بالإضافة للحديث عن جسر البسفور ليلًا، وأخيرًا تتطرق لأهم المعلومات عن جسر البسفور.
جسر البوسفور
جسر البوسفور والذي يُعرف أيضًا باسم الجسر الأول، كونه أول جسر تم تشييده فوق مضيق البوسفور، وهو جسر معلق يربط كل من قارتي آسيا وأوروبا في طريق يأتي بين أورطة كوي وبيليربي، ويعتبر رابطًا حقيقيًا بين هاتين القارتين، وإن وجوده أعطى أهمية اقتصادية كبيرة لتركيا.
قبل عبور جسر البوسفور يتوجب معرفة الآتي:
- يمنع عبور جسر البوسفور سيرًا على الأقدام.
- لا يتم الدفع نقدًا أو بالبطاقة داخل الجسر، ولكن من خلال جهاز إرسال واستقبال.
- تمر في اليوم الواحد أكثر من 180000 مركبة من سيارات وشاحنات وغيرها.
أين يقع جسر البوسفور؟
يقع جسر البوسفور بين أورطة كوي (Ortaköy) وبيليربي (Beylerbeyi). إلى جانب ثلاثة ممرات متجهة من آسيا وحتى أوروبا، وثلاثة ممرات من أوروبا وحتى آسيا للسيارات، بالإضافة إلى طريقين في كل اتجاه للمشاة.
في بداية شهر مايو من عام 1974، أصبح من الممكن المشي في جسر البوسفور بمقابل ليرة واحدة، ولكن تم إلغاء الفكرة عام 1978 بسبب انتشار حالات الانتحار في المكان. أما عن المركَبات فهي تمر من خلال دفع رسوم، وهذا ما جعل جسر البوسفور نافذة اقتصادية جيدة.
ولأن جسر البوسفور يقع في مدينة اسطنبول، هناك مجموعة من الأماكن الهامة الموجودة حوله، والتي من الممكن زيارتها خاصة للزائرين الجدد أو السائحين.
فيما يلي أهم المناطق المحيطة بموقع جسر البوسفور:
- المسجد الأزرق: من الممكن رؤية مآذن المسجد الأزرق من جسر البوسفور. ويسمى أيضًا مسجد السلطان أحمد، ويتوجب ارتداء الملابس المناسبة بالمسجد قبل دخوله مع ضرورة تغطية الرأس قبل الدخول.
- متحف آيا صوفيا: والذي هو بالأصل كنيسة وقد تحولت إلى مسجد خلال الإمبراطورية العثمانية.
- مسجد أورطة كوي: والذي كان مسجدًا امبراطوريًا للسلطان العثماني.
طول جسر البوسفور
يبلغ طول جسر البوسفور الإجمالي 1560 مترًا، أما عن الطول الموجود بين دعامات الجسر فهو 1073 مترًا.
ارتفاع جسر البوسفور
يبلغ ارتفاع جسر البوسفور 64 مترًا عن سطح البحر، إذ كان من الضروري رفعه بنسبة عالية نظرًا لظروف الملاحة، أما عن ارتفاع دعامات الجسر عن الشاطئ يُقدر بـ 165 مترًا.
جسر البوسفور ليلًا
يظهر جسر البوسفور ليلًا بمظهر جميل وساحِر، ويفضله الكثيرون بمشهده الهيكلي ثلاثي الأبعاد، المتمثل بتناثر خيوط الضوء الرفيعة مُظلِّلة على المياه. أما عن جسر البوسفور وقت غروب الشمس، فيتم في ذلك الوقت تشغيل إضاءة خلفية صُنعت كإجراء للسلامة وإضفاء الجمال، تزيد هذه الإضاءة من مدى جمالية جسر البسفور ليلًا.
هل جسر البسفور أطول جسر في العالم؟
غير صحيح، جسر البسفور ليس أطول جسر في العالم، إذ يُعد جسر كونشان الكبير الموجود في الصين هو الجسر الأطول، والذي يعتبر جزءًا من السكك الحديدية فائقة السرعة والموجودة بين كل من بكين وشنغهاي.
وتم افتتاح أطول جسر في العالم (كونشان الكبير) في يونيو من عام 2011، ويمتد مسافة 102.4 ميل أي 165 كيلومترًا. وفيما يلي توضيح لأهم المعلومات الواردة عنه:
- عمدت الصين على تشييد أطول جسر في العالم (كونشان الكبير) على مدار 4 سنوات، واحتاج بناؤه 10000 عاملًا، بتكلفة قدرها 8.5 مليون دولارًا.
- يعتبر جسر كونشان الكبير جزءًا من دلتا نهر اليانغستي، والذي يعبر حقول الأرز، ويبلغ متوسط ارتفاعه 100 قدم، أي 31 مترًا عن سطح الأرض.
وفي سياق الحديث عن جسر البوسفور الموجود في تركيا، وعن أطول جسر في العالم، يجدر القول أن تركيا تحتفي بوجود أطول جسر مُعلَّق في العالم، وهو جسر كاناكالي، الذي سُمّي بهذا الاسم تيمنًا بمعركة كانكالي البحرية، التي كانت نقطة تحوُّل حقيقية نحو تأسيس الجمهورية التركية.
ويُعد كانكالي الذي تم افتتاحه في 18 مارس من عام 2022، الجسر الرابع الذي يربط كل من قارتي أوروبا وآسيا، ولكنه الوحيد الذي يمتد عبر مضيق الدردنيل. وتم وصف هذا الجسر بالمهيب لما يتمتع به من هندسة عريقة.
معلومات عن جسر البوسفور
إن أهم المعلومات عن جسر البوسفور تتمثل في تاريخ بناء أو تشييد هذا الجسر، إذ أن فكرة وجود جسر فوق مضيق البوسفور قديمة جدًا، وكانت أسطورة رواها مجموعة من المؤرخين القدماء، ومثالًا على ذلك ما تناقله أبو التاريخ (هيرودوت)، وبحسب ما قال فقد مرَّ الإمبراطور الفارسي داريوس الأول وجيشه فوق مضيق البوسفور متجهًا نحو تراقيا في الربع الأول من القرن السادس قبل الميلاد، وكان المرور آنذاك من خلال جسر عائم قد صنعه ماندروكليس الساموسي آنذاك، من خلال ربط القوارب الكبيرة ببعضها البعض وجنبًا إلى جنب، وتبطينها للهجوم ضد السكيثيين.
استمرت أفكار طرح بناء جسر فوق مضيق البوسفور والقرن الذهبي، حتى اقترح الفنان الإيطالي مايكل أنجلو فكرة بناء جسر فوق القرن الذهبي، كما أرسل الفنان ليوناردو دافنشي رسالة للملك بايزيد الثاني يقترح فيها بناء جسر فوق مضيق البوسفور أو القرن الذهبي عام 1502.
وتشير المعلومات عن جسر البوسفور أنه في نهاية القرن التاسع عشر عام 1891، صمَّم مهندس السكك الحديدية الفرنسي بريولت نفقًا فولاذيًا مغمورًا، ولكن تم التخلي عن الفكرة نظرًا لحاجتها إلى كثير من التكنولوجيا والتمويل. ولكن بعد وقت قصير، اقترحت الشركة الدولية للسكك الحديدية في البوسفور، بناء جسرين يربطان كل من آسيا وأوروبا عام 1900.
وفي ثلاثينيات القرن السابق، بادر بشكل مبدئي رجل الأعمال نوري دميراغ نحو تنفيذ فكرة بناء جسر فوق مضيق البوسفور، واستمرت محاولاته لتطبيق الفكرة حتى خمسينيات القرن الماضي، ولكن دون تحقيق هدفه.
بعد ذلك، بدأت مدينة اسطنبول تتوهج أكثر، وتتطور يومًا بعد يوم، إلى جانب ازدياد عدد السكان، حتى كلّفت شركة Krupp مهندسًا معماريًا لدراسة الجسر عام 1951، وأنشأت الشركة مشروعًا بالدراسة التي أنجزها المهندس، إلا أن العملية لم تتم.
فيما بعد تم الاتفاق بين وزارة النقل وبلدية اسطنبول والمديرية العامة للطرق السريعة، ومديرية بناء السكك الحديدية والمحطات ومديرية البناء، وجامعة اسطنبول التقنية، أن هذا المشروع لا يمكن أن تديره سوى شركة مؤهلة. بعد ذلك تم التعاقد مع شركة أمريكية في الثامن من شهر يوليو لعام 1955، مع العلم أنه تم نشر التقرير عام 1956، مُحدَّدًا فيه الموقع الذي سيتم بناء الجسر عليه.
وأخيرًا تم وضع أسس جسر البوسفور في 20 فبراير من عام 1970، وتم افتتاحه بشكل رسمي على يد الرئيس فهري كوروتورك في 29 أكتوبر 1973.