تحقيق مسبار
تحتاج صناعة العطور في المنزل إلى مهارة ومعرفة بالقواعد الأساسية لإنتاج العطور، ويعتني هذا المقال ببيان طريقة إنتاج العطور والزيوت العطرية في المنزل مع تسليط الضوء على العديد من المعلومات المُهمة حول صناعة العطور، ويشمل ذلك توضيح طريقة تصنيف العطور حسب مصادرها، وتصنيفها حسب نسبة الزيت العطري فيها.
هل يمكن صناعة العطور في المنزل؟
يُمكن للمرء صناعة العطور في المنزل بالفعل بعد توفير جميع الأدوات واللوازم الأخرى؛ ذلك حتى يستطيع الحصول على الروائح الخاصة التي لا تتوفر في المتاجر المحلية واستخدامها أو إهداؤها إلى الآخرين، ولا بُد من تعلم أساسيات صناعة العطور قبل ذلك حتى لا يُواجه المرء أيّة مشاكل أو صعوبات في استخراج الرائحة المناسبة.
كيفية صناعة العطور الزيتية
يتم استخدام الزيوت العطرية للتعطر بها بدلًا من رذاذ العطور إلى جانب استخدامها ضمن مكونات العطور المختلفة، وفيما يأتي كيفية صناعة العطور الزيتية:
- التعرف على علم العطور: في البداية ينبغي على الشخص معرفة مبادئ علم العطور، ويشمل ذلك معرفة الطبقات الثلاثة ونسبة الكحول والزيوت العطرية التي تتكون منها الأنواع المختلفة من العطور وغيرها من الأساسيات الأخرى.
- توفير وعاء زجاجي: عند الرغبة في إنتاج العطور لا بُد من توفير وعاء زجاجي نظيف، ويفضل أن يكون داكنًا، وينبغي تجنب استخدام الأنواع الأخرى من الأوعية غير الزجاجية، ومن الأفضل تجنب البرطمانات التي كانت تحتوي على مواد غذائية.
- إحضار زيت عديم الراحة: هُناك العديد من أنواع الزيوت عديمة الرائحة التي يشيع استخدامها في صناعة العطور؛ أبرزها زيت الجوجوبا وزيت بذور العنب وزيت الجوز.
- جمع الزهور والأعشاب ذات الرائحة الجميلة: على المرء جمع الزهور والأعشاب الذي تتمتع برائحة جميلة تُعجبه، وينبغي الحرص على جمعها عندما تكون الرائحة قوية والأوراق جافة للحصول على نتيجة أفضل.
- إزالة الأجزاء النباتية الزائدة: عند جمع الزهور؛ ينبغي استخدام البتلات وإزالة الأجزاء الأخرى، وفي حالة جمع الأوراق؛ يجب إزالة الأغصان أو أيّة أجزاء أخرى يُمكن أن تتداخل مع الرائحة المطلوبة.
- الضغط على زهور والأعشاب: بعد الانتهاء من إزالة الأجزاء الزائدة؛ يستطيع المرء الضغط برفق على الزهور والأعشاب بملعقة خشبية، وهي خطوة اختيارية لزيادة فوحان الرائحة.
- صب الزيت في الوعاء الزجاجي: يتم استخدام الوعاء الزجاجي لصب الزيت عندما تصبح الزهور والأعشاب جاهزة، وينبغي الحرص على تجنب زيادة مستوى الزيت عن المستوى المطلوب لتغطية الزهور والأعشاب فحسب.
- إضافة الزهور والأعشاب: ينبغي إضافة الزهور والأعشاب إلى الوعاء المليء بالزيت، وبعد ذلك يتم إغلاق الوعاء بإحكام مع تركه في مكان مُظلم وبارد مُدة تتراوح بين 1-2 أسبوع.
- فتح الوعاء وتصفية الزيت: عند مرور الفترة المناسبة؛ يقوم الشخص بفتح الوعاء الزجاجي وتصفية الزيت من بقايا الزهور والأعشاب، وإذا لم تكن الريحة قوية بما فيه الكفاية يمكن إضافة أعشاب وزهور جديدة مرة أخرى وتركها لفترة مماثلة.
- الاحتفاظ بالزيت العطري: بعد الوصول إلى الرائحة المناسبة؛ يُمكن للمرء إضافة قطرة أو اثنتين من إحدى المواد الحافظة الطبيعية لإطالة عُمر الزيت العطري، ومنها فيتامين إي أو مستخلص بذور الجريب فوت.
ما هي طريقة صناعة العطور في المنزل؟
يفضل كثير من الأشخاص تصنيع العطور والبرفانات الخاصة بهم في المنزل بدلًا من شرائها، ولا بُد من معرفة أساسيات صناعة العطور في البداية قبل الإقدام على إنتاجها في المنزل للوصول إلى الروائح المناسبة، وفيما يأتي طريقة صناعة العطور بالخطوات:
- توفير المواد المطلوبة: لا بُد من توفير جميع المكونات التي تدخل في إنتاج العطور قبل أية خطوة أخرى، وتشمل هذه المواد ما يأتي:
- ملعقتين كبيرتين من أحد الزيوت الناقلة؛ مثل زيت اللوز أو زيت بذور العنب.
- الكحول المقاوم بدرجة مناسبة على أن يتم توفير 6 ملاعق كبيرة.
- الماء المعبّأ بمقدار 2.5 ملعقة كبيرة، ولا يجوز استخدام مياه الصنبور.
- الزيوت الأساسية بمقدار 30 قطرة، ويتضمن ذلك زيوت الطبقة العلوية والقاعدة والطبقة الوسطى.
- مرشح القهوة والمحقان وعبوتين زجاجيتين نظيفتين.
- صب الزيت الناقل: بعد الانتهاء من توفير جميع المواد والمستلزمات يتم صب الزيت الناقل في إحدى العبوات الزجاجية النظيفة بكامل الكمية، التي تبلغ 2 ملعقة كبيرة.
- إضافة الزيوت الأساسية: في المجموع تتم إضافة 30 نقطة من الزيوت الأساسية، ولا بُد من زيت القاعدة ثم زيت الطبقة الوسطى ثم زيت الطبقة العلوية، ويُمكن إضافتها بالنسبة الآتية:
- تبلغ النسبة المثالية لزيت القاعدة 20% من مجموع القطرات.
- تبلغ النسبة المثالية لزيت الطبقة الوسطى 50% من مجموع القطرات.
- تبلغ النسبة المثالية لزيت الطبقة العلوية 30% من مجموع القطرات.
- صب الكحول: لا بُد من إضافة أنواع الكحول ذات الجودة المرتفعة عند صناعة العطور في المنزل، وذلك من خلال صب 6 ملاعق كبيرة في العبوة الزجاجية بعد الانتهاء من إضافة الزيوت الأساسية.
- تغطية العبوة الزجاجية وتركها: في هذه الخطوة تتم تغطية العبوة الزجاجية بإحكام، ويتم تركها مُدة تبلغ 48 ساعة على الأقل مع مراقبة الرائحة بانتظام، ومن الأفضل تركها حتى مرور 6 أسابيع لتوفير أفضل درجة من الرائحة.
- إضافة الماء: من خلال مراقبة الرائحة بانتظام في العبوة الزجاجية المغلقة يستطيع المرء معرفة الوقت المناسب لإضافة 2.5 ملعقة كبيرة من الماء؛ فإن إضافة الماء تتم عندما تكون الرائحة مُرضية، وبعدها يتم رج العبوة بقوة مدة دقيقتين.
- نقل المزيج إلى عبوة أخرى: في النهاية يتم استخدام المحقان ومصفاة القهوة لنقل المزيج من العطر إلى عبوة زجاجية نظيفة داكنة أخرى، ويُمكن للمرء إضافة التاريخ والاسم لكل زجاجة حتى يتتبع مدة استمرار رائحتها.
هل عُرفت كيفية صناعة العطور في الحضارات القديمة؟
لا شك بأن كيفية صناعة العطور عُرفت في العصور والحضارات القديمة بالفعل؛ فإن مصانع العطور كانت تتواجد بالقرب من المعابد في كلّ من مصر القديمة وفلسطين والإمبراطورية الرومانية، وتم اكتشاف إحدى ورشات العطور التي يعود تاريخها إلى 1850 قبل الميلاد، وهذا يعني أن صناعة العطور من الصناعات القديمة جدًا.
كيف يتم تصنيف العطور المختلفة وفق مصدرها؟
يتم تصنيف العطور وفق مصدرها إلى 4 أنواع مختلفة كما يأتي:
- العطور الحيوانية: يتم الاعتماد على الحيوانات للحصول على هذا النوع من العطور، وتشمل العطور الحيوانية كلًا من المسك الذي يُستخرج من الغزال، وكذلك العنبر الذي يُستخرج من أحد أنواع الحيتان.
- العطور النباتية: تُستخرج العطور النباتية من النباتات بشكل مباشر أو عن طريق الزيوت النباتية، وهناك الكثير من الأمثلة عليها؛ منها عطور الورود.
- العطور الاصطناعية: لا تعتمد هذه العطور على المصادر الحيوانية أو النباتية بشكل أساسي، وإنما يقوم الكيميائي بتحضيرها في المختبر بالاعتماد على بعض التركيبات الكيميائية.
- العطور المركبة: تنتج العطور المركبة عن مزج العديد من المواد العطرية ذات المصادر المختلفة أو خلطها مع بعضها البعض؛ حتى يتم توفير عطور جديدة حسب موسوعة العطور والعناية بالجمال.
ما هي أبرز أنواع العطور وفق نسبة الزيت العطري؟
تنقسم العطور إلى عدة أنواع وفق نسبة الزيت العطري الذي تتضمنه، وأبرزها الأنواع الآتية:
- بارفيوم: تتراوح نسبة الزيوت العطرية في البارفيوم بين 15%-30% من مجموع المكونات، وأما النسبة المتبقية؛ فيُشكّل الماء ما نسبته 5%-10% منها، ويُشكّل الكحول ما نسبته 90%-95% منها.
- أو دي بارفيوم: تُشكّل الزيوت العطرية ما نسبته 8%-15% من مكونات الأو دي بارفيوم، ويُشكّل الماء 10%-20% من النسبة المتبقية، في حين يُشكّل الكحول 80%-90% من النسبة المتبقية.
- أو دي تواليت: تبلغ نسبة الزيوت العطرية في الأو دي تواليت 4%-8% فحسب، وتنقسم الكمية المتبقية إلى ماء بنسبة 10%-20% وكحول بنسبة 80%-90%.
هل عرف العرب طريقة صناعة العطور قديمًا؟
عرف العرب كثيرًا من أنواع العطور قديمًا، وهي عطور ذات أصل حيواني أو نباتي، ومنها: المسك الذي يستخرج من أصل حيواني، وعطور الذريرة التي تستخرج من قصب ينبت في الهند، وكذلك الريحان والعنبر والكافور والحنوط، وعرف العرب العود والعديد من أنواع العطر الأخرى حسب كتاب العطر عند العرب.
ما هو تصنيف مكونات تصنيع العطور والبرفانات؟
قبل بدء صناعة العطور في المنزل لا بُد من معرفة طريقة تصنيف مكونات العطور؛ إذ إنه يتم تصنيفها وفق الفئات الآتية:
- المكونات الأساسية: في هذا القسم تندرج المواد التي يتكون منها العطر بنسبة أعلى، وهي المواد التي تُسهم في تشكيل التركيبة الأساسية للرائحة، ومنها طبقة القاعدة التي تُعد أهم مكون من مكونات العطر.
- المثبتات: تهدف إضافة المثبتات إلى إطالة تأثير الرائحة وتأخير معدل تبخر المواد المتطايرة الموجودة في العطور، وعادةً ما تميل المُذيبات إلى أن تكون عديمة الرائحة، وقابلة للامتزاج مع المكونات القطبية وغير القطبية.
- المذيبات: تذوب جميع مكونات العطر الأخرى في المذيبات، وتستخدم هذه المواد للعديد من الغايات، وأبرزها تقليل شدة رائحة المحلول، وكذلك تُسهم في تقليل سعر العطر لكل واحد من الملليلترات.
هل أنواع الزيوت العطرية المستخدمة في صناعة العطور كثيرة؟
هُناك الكثير من الزيوت العطرية المستخدمة في صناعة العطور بالفعل، ويتم الاعتماد عليها عند صناعة العطور في المنزل أو في الشركات المتخصصة، ومنها: الزيوت العطرية المستخرجة من الحمضيات أو الخزاما أو شجرة الشاي أو أشجار الأوكالبتوس وغيرها من زيوت الأزهار الأخرى أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن صناعة الذهب كيميائيًا؟
