تحقيق مسبار
توجد الكثير من نصوص الكتابة الهيروغليفية في الآثار المصرية القديمة، وهي واحدة من أساليب الكتابة القديمة. يسلط هذا المقال الضوء على كثير من المعلومات حول هذه الكتابة؛ بما في ذلك الأدوات التي استخدمت لكتابتها والفترة الزمنية التي شهدت تراجعها، وكذلك أولى المحاولات الناجحة في فك معانيها.
هل استُخدمت الكتابة الهيروغليفية في مصر القديمة؟
تم استخدام الكتابة الهروغليفية في مصر القديمة بالفعل، وهي واحدة من أساليب الكتابة القديمة التي تعتمد على الأشكال والصور بدلًا من الحروف للتعبير عن الأصوات. يشير المعنى الدقيق للكتابة الهيروغليفية إلى الكتابة التي وُجدت على الآثار المصرية فحسب، ولكنه تم تطبيقها على كتابات الشعوب الأخرى بالقدر الذي تتضمنه من صور منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي حسب موسوعة بريتانيكا.
في أي حضارة عرفت الكتابة الهيروغليفية؟
عرفت الكتابة الهيروغليفية في حضارة مصر القديمة، وتم العثور على أقدم الألواح المعروفة التي تتضمن كتابة هيروغليفية في مدينة الخاوي المصرية. يعود تاريخ هذا اللوح إلى قرابة 5,200 عام، كما أن هناك بعض الألواح والنقوشات الهيروغليفية الأخرى التي يعود تاريخها إلى آلاف السنوات في مصر القديمة.
هل اشتق اسم الكتابة الهيروغليفية من كلمات يونانية؟
تم اشتقاق اسم الكتابة الهيروغليفية من كلمة هيروس وكلمة جليفوس اليونانيتين بالفعل، وتعني هاتان الكلمات معًا الكتابة المقدسة أو النقش المقدس، وذلك لأن الهيروغليفية كانت تستخدم للكتابة على جدران الأماكن المقدسة في مصر القديمة؛ بما فيها المعابد والمقابر، لأنها تُعنى بالأشياء التي يُراد منها البقاء إلى الأبد.
ما هي أنظمة الكتابة التي استخدمها المصريون القدماء؟
بعد معرفة في أي حضاره عرفت الكتابة الهيروغليفية من الجدير بالذكر وجود عدة أنظمة كتابة اعتمد عليها المصريون القدماء، وهي أنظمة الكتابة الآتية:
- الكتابة الهيروغليفية: كانت الكتابة الهيروغليفية أقدم أشكال الكتابة المعروفة في مصر القديمة على الإطلاق، وعادة ما يتمكن المنقبون عن الآثار العثور عليها في النقوشات التي تتضمنها النُّصُب والسياقات الجنائزية.
- الكتابة الهيراطيقية: كتب المصريون القدماء الهيراطيقية للوثائق الدينية والتجارية وغيرها، وتم إيجاد معظم النصوص المكتوبة بالصور والرموز الهيراطيقية على الشظايا الفخارية وورق البردي، ومن مميزات هذه الكتابة ما يأتي:
- نمط الكتابة: خلافًا للهيروغليفية التي عُرفت سابقًا لدى المصريين القدماء وتمت كتابتها أفقيًا أو عاموديًا كانت الكتابة الهيراطيقية تُكتب من اليمين إلى اليسار فحسب.
- الترابط: وجد الترابط بين رموز الكتابة الهيراطيقية خلافًا للهيروغليفية، ولذلك يمكن العثور على رمزين أو أكثر مع بعضها البعض في الكتابة الهيراطيقية.
- التهجئة الأكثر اكتمالًا: تميل النصوص الهيراطيقية إلى أن تكون تهجئتها أكثر اكتمالًا وصرامة من الكتابة الهيروغليفية، ولا تتوافق تهجئة الهيروغليفية مع الهيراطيقية بشكل تامّ.
- الكتابة الديموطيقية: استخدم المصريون القدماء ما يعرف باسم الديموطيقية، وهو نص أكثر اختصارًا، ولا يشتمل على رموز تصويرية، وتم استخدامه في القرن السابع قبل الميلاد تقريبًا.
متى تراجع استخدام حروف الكتابة الهيروغليفية في مصر القديمة؟
ازداد تأثير الثقافة اليونانية والرومانية خلال العصرين البطلني والروماني اللذَين يبدآن قرابة عام 30 قبل الميلاد، وبحلول القرن الثاني الميلادي بدأت إزاحة بعض الطوائف المصرية التقليدية، وتم تطوير الأبجدية القبطية التي حلت تدريجيًا مكان حروف الكتابة الهيروغليفية، ونُسيت الهيروغليفية بعدها تدريجيًا مع مرور الزمن حتى اكتشفت من جديد بعد حوالي ألفي عام.
ما هي المبادئ الأساسية للكتابة الهروغليفية في مصر القديمة؟
توجد 4 مبادئ أساسية للكتابة الهيروغليفية في مصر القديمة، وهي المبادئ الآتية:
- الكتابة التصويرية البحتة: اعتمدت الهيروغليفية على رموز تصويرية بحتة تقريبًا في التعبير عن الكلمات وطريقة النطق بها، ومن ذلك الاعتماد على صورة الرجل الذي يشير بيده إلى فمه للدلالة على الجوع.
- استخدام الرمز لعدة دلالات: يمكن أن تمثل الرموز الهيروغليفية عدة دلالات مختلفة، ومن الأمثلة على ذلك استخدام علامة الشمس للدلالة على اليوم، أو استخدام هذه العلامة للإشارة إلى رع إله الشمس عند الفراعنة.
- تمثيل الكلمات التي تتضمن نفس الترتيب من الحروف الساكنة: تم استخدام العلامات في الكتابة الهيروغليفية لتمثيل الكلمات التي تتشارك الحروف الساكنة بالترتيب نفسه، ومن ذلك كلمة "رجل" وكلمة "كن مشرقًا" حسب الهيروغليفية.
- الإشارة إلى الحروف الساكنة: إن الحروف الهيروغليفية التي استخدمها المصريون القدماء كانت ترمز إلى واحد أو مجموعة من الحروف الساكنة معًا.
ما هي الأدوات التي استُخدمت في الكتابة الهيروغليفية؟
هُناك العديد من الأدوات التي اعتمد عليها المصريون القدماء في الكتابة الهيروغليفية، وأبرزها: الأزاميل والمطارق للنقش على الأحجار، كما تم استخدام الألوان للكتابة على الخشب أو الكتابة على الأسطح الملساء المختلفة، ومع تطور الكتابة عند المصريين القدماء وظهور الهيراطيقية والديموطيقية تم تطوير بعض الأدوات أيضًا لكتابتها.
هل توجد قواميس لترجمة الكتابة الهيروغليفية؟
اعتنت العديد من القواميس بتفاصيل الكتابة الهيروغليفية وترجمتها للعربية أو الإنجليزية، وذلك حتى يتمكن المختصون والهواة من التعرف على الرموز المذكورة ومعرفة معانيها، ومنها: كتابة المعجم الوجيز لترجمة الكتابة الهيروغليفية إلى العربية، كما أن هُناك الكثير من الكتب التي تعتني بالترجمة من الهيروغليفية إلى الإنجليزية وتبين طريقة نطق الرموز الهيروغليفية بشكل صحيح كما نطق بها المصريون القدماء.
متى تم فك رموز الكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة؟
شهد العالم أول نجاح لمحاولات فك الرموز الهيروغليفية عام 1820 عندما استطاع السويدي تماس اكربال من التعرف على بعض الأسماء من خلال المقارنة بين النصوص الديموطيقية ومايقابلها من النصوص الإغريقية، وبحلول عام 1822 استطاع الفرنسي جان فرنسوا شامبليون فك رموز الكتابة الهيروغليفية المنقوشة على أحد الأحجار.
تمكّن جان شامبليون من الوصول إلى إنجازه المفاجئ في حل الرموز الهيروغليفية؛ بسبب معرفته باللغة القبطية ومقارنة الرموز الهيروغليفية مع ما يقابلها من النصوص الإغريقية أيضًا، ولكنه وجد صعوبة في فك الرموز لأنها كُتبت بدون فواصل، وبعدها توالت الاكتشفات في الكتابة الهيروغليفية وترجمتها للعربية والإنجليزية واللغات الأخرى.
ما هي أبرز المعلومات عن الكتابة الهيروغليفية في مصر القديمة؟
اعتمد المصريون القدماء على رموز الكتابة الهيروغليفية المنقوشة على الأحجار أو المرسومة على الأسطح الأخرى، وفيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات حول هذا النمط من الكتابة القديمة:
- الهيروغليفية تمثل الأصوات: تعتمد الهيروغليفية على الرموز والأشكال والصور للإشارة إلى بعض الأصوات في اللغة المصرية القديمة، وتشير هذه الصور إلى ما هو مرسوم عادة، ولكن المقصود منها تمثيل الأصوات أساسًا.
- الارتباط المبكر بمقابر النخبة: تم العثور على الكتابة الهيروغليفية المبكرة على الأدوات والأشياء التي وُجدت في مقابر النخبة بشكل شائع، وذلك على الرغم من استخدامها في سياقات أخرى لاحقًا.
- عدم وجود فواصل أو إشارات: لم تتضمن الكتابة الهيروغليفية في مصر القديمة على أية إشارات أو فواصل تدل على نهاية الكلمة وبدء كلمة جديدة، ولذلك كان من الضروري معرفة قواعد اللغة بالإضافة إلى شيء من سياق الرسالة لقراءتها جيدًا.
- عدم الالتزام باتجاه كتابة واحد: لا تقرأ الكتابة الهيروغليفية دائمًا من اليمين إلى اليسار أو بالعكس، وإنما تمت كتابتها من اليمين إلى اليسار أحيانًا ومن اليسار إلى اليمين في أحيان أخرى، كما أنها كُتبت بشكل عمودي في بعض الأحيان.
- لم يستطع جميع المصريين قراءة الهيروغليفية في الفترات المتأخرة: في الفترات المتأخرة من مصر القديمة لم يكن جميع المصريين على دراية بقراءة الهيروغليفية، ولكن الكهنة وحدهم كانوا قادرين على ذلك عمومًا.
- أهمية حجر رشيد: تم العثور على حجر رشيد عام 1799 مع النصوص التي يتضمنها من الكتابة الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية القديمة، ومن خلال مطابقة هذه النصوص مع بعضها تمكن المختصون من ترجمة الهيروغليفية.
- آخر نحت هيروغليفي: يرجع تاريخ آخر كتابة هيروغليفية تم العثور عليها إلى عام 394 في معبد فيلة، وذلك بعد مرور قرون من الزمن على بدء تلاشي الكتابة الهيروغليفية وتقلص استخدامها.
- بدء محاولة اكتشاف معاني الهيروغليفية: بدأت محاولات فك رموز الكتابة الهيروغليفية القديمة منذ زمن الإغريق؛ لظنهم بأنها رموز صورية من الكتابات الإغريقية، وكانت هُناك كثير من المحاولات لفك هذه الرموز بعد ذلك.
ما هي الأطوار الرئيسية التي مر بها تطوير الكتابة عند الإنسان؟
مرت الكتابة عند الإنسان بأطوار رئيسية خمسة، وهي الأطوار الآتية:
- الطور الصوري: في البداية تم استخدام الصور للتعبير عن الكلمات أو المعاني التي يرغب الإنسان بإيصالها إلى غيره، ومن ذلك رسم صورة رجل يحمل قصبة على رأسها رجل يتجه إلى بحيرة الأسماك للتعبير عن نشاط الصيد.
- الطور الرمزي: في هذا الطور استطاع الإنسان استنباط الصور والرموز للدلالة الرمزية على الأشياء المختلفة، ومن الأمثلة على ذلك: استخدام الشمس للتعبير عن النور والضوء.
- الطور المقطعي: في هذا الطور استخدم الإنسان الرموز للدلالة على مقطع صوتي، ومن ذلك رسم اليد لا للدلالة على اليد ذاتها وإنما للدلالة على كلمة تشكل كلمة يد إحدى مقاطعها ولا يراد بذلك الكف نفسها.
- الطور الصوتي: عند الوصول إلى هذا الطور استخدم الإنسان الصورة ويريد بها الحرف الأول منها، ومن الأمثلة على ذلك استخدام صورة الغزال وإرادة صوت حرف الغين أو الكلب للدلالة على صوت حرف الكاف في تشكيل الكلمة.
- الطور الهجائي: إن الطور الهجائي أكثر أطوار الكتابة تطورًا، وكان ذلك من خلال ابتكار العلامات للدلالة على الأصوات، وبدأ هذا الطور قبل أكثر من 5 آلاف عام، وهي الفترة التي نشأت فيها الكتابة الهيروغليفية والمسمارية.
إقرأ/ي أيضًا:
هل حدائق بابل المعلقة موجودة الآن؟
هل الملك توت عنخ أمون أصغر فرعون مصري؟