تحقيق مسبار
تؤدي زيادة النيكوتين في الدم إلى الكثير من المشاكل الصحية التي تصيب مختلف أعضاء الجسم، وينتج عنها العديد من الأمراض المزمنة الخطيرة أحيانًا. يبين هذا المقال مدة بقاء النيكوتين في الجسم، بالإضافة إلى توضيح أبرز أعراض انسحاب النيكوتين من الدم وطريقة إدارتها، وذلك مع توضيح أبرز الأضرار التي تنتج عن زيادة النيكوتين في الدم والجسم.
هل تظهر نسبة النيكوتين في الدم في تحاليل الدم؟
يمكن التعرف على نسبة النيكوتين في الدم من خلال تحاليل الدم بالفعل، وينبغي على المرء مراعاة عدم الزيادة عن نسبة النيكوتين الطبيعية في الدم حتى لا يتعرض إلى أية أضرار صحية خطيرة، وذلك لأنه من المواد الضارة بصحة الإنسان، وتوجد عدة طرق لمعرفة نسبة النيكوتين في الجسم أيضًا سوى تحاليل الدم، ومنها: تحاليل البول.
ما هي مدة بقاء النيكوتين في الدم؟
يمكن أن يبقى النيكوتين في الدم حتى مرور 48 ساعة، ولكن النيكوتين الذي يُعد أحد مستقلبات النيكوتين يبقى في الدم حتى مدة تصل إلى 3 أسابيع، وتستغرق نتيجة تحاليل الدم مدة تبلغ 10 أيام تقريبًا للتحقق من مستويات النيكوتين. كذلك يبقى النيكوتين في عدة أجزاء أخرى من الجسم لأوقات مختلفة كما يأتي:
- النيكوتين في البول: يمكن أن يبقى النيكوتين في البول مدة تبلغ 3 أيام، وإذا كان الشخص من المدخنين الذين لديهم مستويات مرتفعة من النيكوتين؛ فربما يستمر وجود هذه المادة في البول حتى مرور 20 يومًا، وهي مدة طويلة.
- النيكوتين في اللعاب: يستمر وجود النيكوتين في اللعاب حتى مرور 24 ساعة تقريبًا، ويمكن التعرف عليه من خلال اختبارات وتحاليل اللعاب، وأما النيكوتين؛ فيُمكن اكتشافه في اللعاب حتى مرور 7 أيام، وتزداد إلى 14 يومًا عند المدخنين بانتظام.
- النيكوتين في الشعر: يمكن اكتشاف النيكوتين في بصيلات الشعر حتى مدة تصل إلى 90 يومًا، ولكن اختبارات هذه بصيلات تتطلب إزالة كمية صغيرة من شعر المدخن، وتميل إلى أن تكون أقل شيوعًأ من اختبارات النيكوتين الأخرى.
ما هي أعراض زيادة النيكوتين في الدم والإصابة بتسمم النيكوتين؟
إذا ارتفعت مستويات النيكوتين بفارق كبير عن نسبة النيكوتين الطبيعية في الدم؛ فربما يؤدي ذلك إلى الإصابة بمشكلة صحية يطلق عليها اسم تسمم النيكوتين. هُناك العديد من أعراض زيادة النيكوتين في الدم بشكل كبير، ويمكن تقسيم هذه الأعراض كما يأتي حسب كليفلاند كلينك:
- الأعراض المبكّرة: تتضمن الأعراض المبكرة لتسمم النيكوتين كلًا من الاستفراغ والغثيان وأوجاع البطن وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب الإصابة بالصداع والتعرض إلى النوبات وفقدان السيطرة على حركة الجسم وزيادة معدل نبضات القلب وغيرها.
- الأعراض المتأخرة: في المراحل المتأخرة من تسمم النيكوتين يمكن أن يصاب المرء بالإسهال وانخفاض ضغط الدم وعدم انتظام النبض، وكذلك الضعف في العضلات وصعوبات التنفس والتعرض إلى الغيبوبة.
ما هي أبرز أعراض انسحاب النيكوتين من الدم؟
هُناك العديد من الأعراض التي تصاحب انسحاب النيكوتين من الدم عند التوقف عن التدخين أو لأية أسباب أخرى، وفيما يأتي قائمة تتضمن أبرز هذه الأعراض:
- الرغبة الشديدة في التدخين: يجد جميع المدخنين بانتظام تقريبًا رغبة شديدة في تدخين السجائر عند محاولة الإقلاع عن هذه العادة، وهي من الأعراض الانسحابية؛ إلا إنها تكون خفيفة في بعض الأحيان بينما تكون شديدة جدًا في أحيان أخرى.
- الشعور بالانزعاج: في كثير من الأحيان يراود المرء شعورًا بالضيق أو الانزعاج أو عدم الارتياح عند محاولة الإقلاع عن التدخين وبدء انسحاب النيكوتين من الجسم، وهو من الأعراض الانساحبية الشائعة.
- التوتّر أو القلق: يمكن أن يشعر المرء بالارتباك أو القلق أو التوتر خلال الأيام أو الأسابيع الأولى من الإقلاع عن مصادر النيكوتين، ويعد هذا القلق أو التوتر أحد أعراض انسحاب النيكوتين من الدم.
- مشاكل التركيز: عند محاولة الإقلاع عن التدخين من الشائع أن يجد المرء صعوبة في التركيز مقارنة بمستويات التركيز الطبيعية التي يتمتع بها نتيجة لبدء انسحاب النيكوتين من الدم.
- صعوبات النوم: عند محاولة الإقلاع عن التدخين من الشائع مواجهة صعوبة في النوم، ولكن هذا الشعور يتحسن مع مرور الوقت، ويمكن التحدث مع مقدم الرعاية الصحية إذا كان هذا العَرَض مزعجًا ويؤدي إلى الإرهاق.
- التغيرات في عادات الأكل: عادة ما تزداد شهية المرء عندما يبدأ النيكوتين في الدم بالانسحاب من الجسم، وربما لا يستطيع الجسم التعامل مع السعرات الحرارية بسرعة كبيرة، وهو ما يؤدي إلى كثرة الأكل وزيادة الوزن.
- التعرض إلى السعال: يحاول الجسم تنظيف الجهاز التنفسي عندما يبدأ النيكوتين في الانسحاب، وربما يتعرض المرء إلى السعال حتى عدة أسابيع خلال هذه الفترة ثم يتحسن مرة أخرى.
- الإصابة بالإمساك: يواجه البعض مشكلة في حركات الأمعاء عند الإقلاع عن التدخين وبدء انسحاب النيكوتين في الدم من الجسم، ويمكن أن يستمر هذا العَرَض الانسحابي خلال الشهر الأول.
- الصداع والدوخة: ربما يصاب المرء بالصداع أو يشعر بالدوخة عند محاولة الامتناع عن مصادر النيكوتين، وعادة ما يكون الصداع والدوخة أول الأعراض الانسحابية ظهورًا واختفاءً، وغالبًا ما يكون الصداع معتدلًا وكذلك الدوخة.
- الإعياء: يُعد النيكوتين من المواد المنبهة إلى جانب كونه من المحفزات أيضًا، ولهذا يشعر البعض بالتعب والأعياء أثناء فترة الانسحاب، وهو أحد أعراض انسحاب النيكوتين من الدم.
هل يمكن إدارة أعراض انسحاب النيكوتين؟
لا شك بأن هُناك العديد من الإرشادات التي يستطيع المرء مراعاتها للتعامل مع أعراض انسحاب النيكوتين في الدم وإدارة هذه الأعراض بشكل جيد، ومنها الإرشادات الآتية:
- ممارسة الأنشطة البدنيّة: من الجيد ممارسة الأنشطة الرياضية للمحافظة على نشاط الجسم أثناء فترة ظهور أعراض انسحاب النيكوتين، وكذلك تساعد الأنشطة البدنية في اكتساب المزيد من اللياقة أيضًا.
- قضاء الأوقات مع غير المدخنين: ينبغي على المرء محاولة الجلوس مع الأصدقاء وأفراد العائلة من غير المدخنين، وكذلك ينبغي عليه إخبار من حوله بمحاولة الإقلاع عن التدخين حتى يحصل على الدعم الذي يشجعه على تجاوز أعراض الانسحاب.
- عدم إبقاء اليدين فارغتين دون نشاط: يمكن للشخص البحث عن أية لعبة مفضلة تحتاج إلى استخدام اليد بشكل مستمر؛ لمقاومة العادة التي نشأت عن الإمساك بالسجائر والتدخين على نحو مستمر.
- إبقاء الفم مشغولًا: يستطيع المرء استخدام العديد من الأشياء لتجاوز شعور الرغبة بوجود شيء يلمس الشفتين ويشغل الفم، ومن ذلك استخدام عود الأسنان أو عود القرفة أو حتى استخدام المصاصات أو العلكة.
- التدرب على التنفس العميق: ينبغي على الشخص الذي يحاول ترك مصادر النيكوتين تدريب نفسه على تقنيات التنفس العميق، وذلك حتى يعتمد على التقنيات المذكورة عندما يراوده شعور في الرغبة الشديدة بالتدخين.
هل توجد عوامل تؤثر على مدة التخلص من النيكوتين في الدم والجسم؟
تتأثر مدة التخلص من النيكوتين في الدم والجسم بالعديد من العوامل فعلًا، وفي القائمة الآتية عدة من هذه العوامل حسب موقع هيلث لاين:
- كمية النيكوتين التي يحصل عليها الجسم: ترتبط كميات النيكوتين التي تدخل في الجسم بشكل مباشر مع كميات النيكوتين التي تبقى في البول وتؤدي إلى زيادتها، ويزيد ذلك من مدة بقاء النيكوتين أو مستقلباته في الجسم.
- الخصائص الجينية: يتعامل كل واحد من الأشخاص مع النيكوتين ويقوم جسمه بإنتاج مستقلبات النيكوتين بشكل مختلف بناءً على العوامل الجينية، ما يؤثر على مدة بقاء النيكوتين في الدم أو الجسم.
- معدلات أكسدة النيكوتين في الكبد: يُعد النيكوتين واحدًا من مستقلبات النيكوتين في الجسم، وتتفاوت مدة العثور على هذا المستقلب الذي يشير إلى النيكوتين بناءً على معدل أكسدة النيكوتين في الكبد.
- العُمر: يصبح التخلص من النيكوتين في الدم والجسم أكثر صعوبة إذا كان عُمر المرء أكثر من 65 عامًا مقارنة بالأشخاص الأصغر سنًا، وهذا يعني أن مدة بقاءه في الدم تتفاوت بشكل كبير بناءً على العُمر.
ما هي أضرار زيادة النيكوتين في الدم والجسم؟
توجد العديد من الأضرار الصحية التي يتعرض إليها المرء بسبب زيادة النيكوتين في الدم والجسم، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز هذه الأضرار وأكثرها شيوعًا:
- تضيق الأوعية الدمويّة: يؤدي النيكوتين في الجسم إلى تضيق الأوعية الدموية، وهو ما يتسبب بالحد من تدفق الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة، وربما ينتج عن ذلك تلف الأوعية الدموية عند الشخص المدخن.
- الإصابة بأمراض الرئة: تزداد فرصة الإصابة بأمراض الرئة عند الأشخاص الذين تزداد نسبة النيكوتين لديهم مقارنة بالآخرين، ويشمل ذلك مرض الانسداد الرئوي المزمن، وكذلك التهاب الشعب الهوائيّة المزمن.
- أضرار الحمض النووي: يمكن أن يتسبب التدخين ببعض الأضرار التي تصيب الحمض النووي في جسم الإنسان بسبب زيادة النيكوتين، وينتج عن ذلك ارتفاع فرصة الإصابة بالعديد من أمراض السرطان، ومنها سرطان المثانة وعنق الرحم والدم والرئتين.
- فقدان السمع والبصر: مع الاستمرار في نقص تدفق الدم إلى الأذن بسبب التدخين وزيادة مستويات النيكوتين في الدم والجسم يمكن أن يصاب المرء بفقدان السمع، وكذلك يمكن أن تتسبب زيادة النيكوتين بفقدان البصر أو مشاكل الإبصار.
- الشيخوخة المبكرة: بسبب انخفاض تدفق الدم نتيجة لزيادة النيكوتين في الدم والجسم يفقد الجلد مرونته مع مرور الوقت، وهو ما يؤدي إلى ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة عند الشخص.
- مشاكل الحمل: تزداد خطورة الإجهاض عند النساء الحوامل بسبب التدخين وزيادة نسبة النيكوتين في الجسم، وكذلك ترتفع فرصة الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ بسبب تدخين الأم أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن التخلّص من تصبّغ الأسنان؟
هل الإقلاع عن التدخين يزيد الوزن فعًلا؟
فيلم شكرًا على التدخين: عن صناعة الجهل ودورها بالترويج للسجائر