تحقيق مسبار
تكون زيادة الوزن في الحمل طبيعية لدى المرأة عادةً إلا أنها تصبح خطيرة في حالة تجاوزت الحدود الطبيعية، وينبغي على المرأة تجنب الزيادة المفرطة في الوزن، وتجنب أية أنشطة يمكن أن تهدد صحتها أو صحة حملها بشكل سلبي. يجدر التنبيه إلى ضرورة المحافظة على الوزن الطبيعي للمرأة الحامل، حتى تضمن أفضل مستويات من الحمل الصحي.
هل زيادة الوزن في الحمل لها أضرار على الجنين؟
إذا كانت زيادة الوزن في الحمل طبيعية؛ فلا تؤثر على الجنين بشكل سلبي، ولا تؤدي إلى الإصابة بأية أضرار، وأما في حالة كانت الزيادة في الوزن كبيرة؛ فإن ذلك يتسبب بالكثير من الأضرار التي تصيب الجنين وتهدد حياته، إلى جانب التأثير السلبي الذي يمكن أن يصيب الأم ايضًا عندما يزداد الوزن بشكل كبير.
ما هي أبرز أضرار زيادة الوزن في الحمل؟
هناك العديد من الأضرار المحتملة لزيادة الوزن في الحمل عن الحدود الطبيعية، وفيما يأتي بعضًا من أبرز هذه الأضرار:
- المخاض المطول: يشير مصطلح المخاض المطول إلى تقدم عملية المخاض عند المرأة ببطء في المرحلة الأولى أو الثانية، وربما تستمر فترة المخاض في هذه الحالة إلى أكثر من 20 ساعة تتعرض خلالها الأم إلى الآلام.
- سكري الحمل: يمكن أن تتعرض المرأة إلى سكري الحمل نتيجةً لعدة أسباب، وتزداد فرصة الإصابة بهذا الداء عندما يكون وزن المرأة زائدًا عن الحدود الطبيعية، وربما يؤدي سكري الحمل إلى إلحاق الأضرار بالجنين والأم معًا.
- الولادة المبكرة: تكون الولادة مبكرة إذا تمت قبل الوصول إلى الأسبوع 37 من الحمل، وربما يحتاج الطفل إلى المزيد من الرعاية في حالة الولادة المبكرة التي تزداد فرصة تعرض الحامل إليها عند زيادة الوزن.
- تسمم الحمل: تزداد فرصة الإصابة بتسمم الحمل عند النساء اللواتي يعانين من زيادة كبيرة في الوزن أثناء الحمل، وهو مصطلح يدل على زيادة مفاجئة في ضغط الدم أثناء الحمل مما يتسبب بكثير من المشاكل للأم الحامل.
- الولادة القيصرية: بدلًا من الولادة الطبيعية يتم الاعتماد على العملية القيصرية لشق البطن وإخراج الطفل من بطن أمه أحيانًا، وتزداد الحاجة إلى الولادة القيصرية عند النساء اللواتي يعاني من وزن زائد أثناء الحمل.
- ولادة جنين ميت: ربما تتسبب زيادة وزن المرأة الحامل بولادة جنين ميت، وهذا يعني أنها تهدد حياة الجنين، وهناك العديد من الأسباب لولادة الجنين الميت، ومنها ارتفاع ضغط الدم، وتشوهات النمو، ومشاكل المشيمة.
ما هي حدود زيادة الوزن الطبيعية للحامل؟
يجب مراعاة عدم زيادة وزن الحامل بشكل كبير والمحافظة على الوزن الطبيعي، لضمان الحد من الأضرار الصحية التي ترتبط بزيادة الوزن. يوضح الجدول الآتي حود زيادة الوزن الطبيعية للحامل حسب مؤشر كتلة الجسم قبل الحمل وفق مايو كلينيك:
الفئة | مؤشر كتلة الجسم | حدود زيادة الوزن الطبيعية أثناء الحمل |
النساء النحيفات | أقل من 18.5 كيلوجرام لكل متر مربع | 13-18 كيلوجرام |
النساء ذوات الوزن الطبيعي | بين 18.5-24.9 كيلوجرام لكل متر مربع | 16-11 كيلوجرام |
النساء ذوات الوزن الزائد | بين 25.0-29.9 كيلوجرام لكل متر مربع | 11-7 كيلوجرام |
النساء السمينات | يساوي أو يزيد عن 30 كيلوجرام لكل متر مربع | 5-9 كيلوجرام |
كم يجب أن يزيد وزن الحامل كل شهر؟
لا يتم تحديد الزيادة الطبيعية للحامل كل شهر وإنما يتم تحديد زيادة الوزن في الحمل بناءً على الثلث؛ فإن الزيادة الطبيعية في الوزن تتراوح بين 0.45-2.04 كيلوجرام، وتتراوح الزيادة في الوزن بين 0.45-0.91 كيلوجرام كل أسبوع من أسابيع الحمل خلال الثلثين الثاني والثالث، وهذا يعني أن الوزن يزيد كثيرًا بعد الشهر الثالث.
هل زيادة الوزن من علامات الحمل بولد؟
تطرقت إحدى الدراسات زيادة الوزن في الحمل وجنس الجنين واستنتجت بأن النساء اللواتي يحمل بأبناء ذكور يعانين من زيادة وزن أكثر من مقدار زيادة الوزن عند الحمل بأنثى، ولكن هذه الدراسة استبعدت إعادة سبب الفرق في زيادة الوزن إلى مجرد جنس الجنين، ولكن ذلك بسبب طريقة تفاعل الجنين مع أمه.
هل وزن الأم له علاقة بوزن الجنين؟
لا شك بأنّ سبب زيادة الوزن في الشهر الأول من الحمل وما يتبعه من الزيادة في الأشهر التالي له علاقة بوزن الجنين؛ فإن زيادة وزن الجنين مع استمرار نموه يؤدي إلى زيادة وزن الأم بشكل طردي. فيما يأتي قائمة بعوامل زيادة الوزن في الحمل:
- حجم الثديين: أثناء فترة الحمل تشهد النساء تغيرًا في حجم الثديين؛ فإنهما يصبحان أكبر في هذه الفترة، وهو ما يتسبب بزيادة الوزن بين 0.5-1.4 كيلوجرام، وهي زيادة كبيرة في الوزن.
- الكبر في الرحم: مقارنةً بحجم الرحم قبل الحمل يكون حجمه أثناء الحمل أكبر، وذلك حتى يحيط بالجنين، ويمكن أن تبلغ الزيادة في وزن الرحم خلال الحمل 0.9 كيلوجرام مما يؤدي إلى زيادة وزن الأم.
- وزن المشيمة: من خلال المشيمة يستطيع الجنين الحصول على الغذاء الذي يحتاجه بالاعتماد على جسم الأم الحامل، وربما يصل وزن المشيمة إلى 0.7 كيلوجرام زائدة عن وزن الأم الطبيعي قبل الحمل.
- السائل المحيط بالجنين: إن وزن السائل الذي يحيط بالجنين أثناء فترة الحمل يصل إلى 0.9 كيلوجرام، وهو وزن مرتفع يساوي مقدار الوزن الزائد نتيجةً لزيادة حجم الرحم.
- زيادة حجم الدم: إن زيادة حجم الدم من ضمن التغيرات التي يشهدها جسم المرأة خلال فترة الحمل وتؤدي إلى زيادة وزنها؛ فإن هذه الزيادة بالحجم تؤدي إلى زيادة وزن تتراوح بين 1.4-1.8 كيلوجرام.
- ارتفاع تخزين الدهون: يرتفع تخزين الدهون في جسم المرأة خلال فترة الحمل مما يؤدي إلى إكسابها كثيرًا من الوزن الزائد أحيانًا؛ فإن الدهون المُخزنة تشهد زيادة تتراوح بين 2.7-3.6 كيلوجرام أثناء الحمل.
- زيادة حجم السوائل: إلى جانب الزيادة في حجم الدم يزداد حجم السوائل الأخرى في جسم المرأة عندما تكون حاملًا، وربما تؤدي هذه الزيادة إلى اكتساب 0.9-1.4 كيلوجرام زائدة عن الوزن قبل الحمل.
هل تكون زيادة الوزن في الحمل أكبر عند وجود توأم؟
ربما يكون الحمل بتوأم هو سبب زيادة وزن الحامل بشكل كبير في بعض الأحيان، ويوصي المختصون المرأة باكتساب ما يتراوح بين 16.8-24.5 كيلوجرام عند الحمل بتوأم إذا كان وزنها طبيعيًا قبل الحمل، وأما النساء المصابات بالسمنة؛ فيوصى لهنّ باكتساب 11.3-19.1 كيلوجرام فحسب.
متى تبدأ زيادة الوزن في الحمل بشكل كبير؟
خلال الأشهر الأولى تكون زيادة الوزن قليلة بسبب الحمل حتى إن المرأة ربما لا تشعر بهذه الزيادة، وتبدأ زيادة الوزن في الحمل بشكل كبير عند الوصول إلى الثلث الثاني الذي يبدأ عند الدخول في الشهر الرابع، وربما تصل الزيادة في وزن المرأة الحامل عند البدء بهذه المرحلة إلى 0.91 كليوجرام أسبوعيًا.
كيف تتم زيادة الوزن في الحمل بشكل صحي؟
بالاعتماد على حاسبة زيادة الوزن في الحمل يمكن للمرأة معرفة الزيادة الصحيحة لها في الوزن الصحي. فيما يأتي بعضًا من الإرشادات التي تساعد المرأة الحامل في زيادة وزنها حتى الوصول إلى الوزن المطلوب:
- تحديد الحاجة من السعرات: في البداية يجب على المرأة التحدث من مقدمة الرعاية الصحية المختصة لتحديد مقدار السعرات الحرارية التي تحتاجها يوميًا للوصول إلى الوزن الصحي المطلوب خلال فترة الحمل.
- متابعة مقدار الزيادة في الوزن: يجب على المرأة متابعة مقدار الزيادة التي تطرأ على وزنها خلال فترة الحمل باستمرار، للتأكد من الزيادة وفق الخطة التي وضعتها مع مقدمة الرعاية الصحية وعدم الزيادة بشكل مفرط.
- الاعتماد على نظام غذائي متوازن: من الضروري اتباع نظام غذائي متوازن عند الرغبة بزيادة الوزن في الحمل، وذلك لضمان حصول جسم الحامل والجنين على جميع العناصر الغذائية المطلوبة.
- وضع الإضافات على الوجبات: هناك العديد من الإضافات التي يمكن وضعها مع وجبات الطعام لتعزيز زيادة وزن المرأة الحامل، ومنها الجبن الكريمي، وكذلك الزبدة.
- زيادة عدد الوجبات اليومية: بدل تناول الطعام على عدد قليل من الوجبات يمكن للمرأة توزيع الطعام على 5 وجبات في اليوم الواحد؛ لضمان الحصول على المزيد من العناصر الغذائية والسعرات الحرارية دون مواجهة مشكلة.
كيف يمكن الحد من زيادة الوزن في الحمل؟
يعود سبب زيادة الوزن في الشهر الأول من الحمل واستمرار زيادته خلال الأشهر التالية إلى عدة أسباب، وإذا كانت الزيادة أكثر من الحدود الطبيعية؛ فيجب الحد منها لتجنب التعرض إلى أي من الأضرار الصحية. فيما يأتي بعض الإرشادات للحد من زيادة الوزن في الحمل:
- اختيار الوجبات السريعة قليلة الدسم: عند الرغبة بتناول الوجبات السريعة يجب على المرأة اختيار وجبات قليلة الدسم، وذلك لضمان عدم حصول جسمها على عدد كبير من السعرات الحرارية.
- عدم إضافة الملح إلى الأطعمة: عندما تتم إضافة الملح إلى الأطعمة تزداد فرصة احتباس السوائل في جسم المرأة الحامل، وهو ما يؤثر عليها بشكل سلبي، ويقلل من قدرتها على إبطاء زيادة الوزن.
- ممارسة الأنشطة البدنية: يمكن للمرأة الحامل أن تمارس التمارين الرياضية المعتدلة للمساعدة في حرق السعرات الحرارية الزائدة عن حاجة جسم المرأة الحامل، وربما يكون المشي من الأنشطة المناسبة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل زيادة الوزن تمنع الحمل عند وزن معين؟