تحقيق مسبار
تمر الكثير من السلع الأساسية إلى أراضي قطاع غزة من خلال معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر الذي يفصل بين القطاع والأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي. على الرغم من إغلاق هذا المعبر عدة مرات حتى الآن؛ إلا أنه المعبر الرئيسي لدخول مواد البناء والكثير من السلع الأخرى إلى غزة حاليًا بعد إغلاق معبر المنظار بشكل نهائي.
أين يقع معبر كرم أبو سالم؟
يقع معبر كرم أبو سالم في الجزء الجنوبي الشرقي لقطاع غزة، وهو المعبر الواقع عند نقطة الالتقاء بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية والأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي. يبعد هذا المعبر مسافة تبلغ 4 كيلومتر تقريبًا إلى الجهة الغربية من مدينة رفح في قطاع غزة.
لماذا سمي معبر كرم أبو سالم بهذا الاسم؟
أطلق على معبر كرم أبو سالم هذا الاسم لأنه يقع بالقرب من كيبوتس اسمه كيرم شالوم حسب موسوعة القرى الفلسطينية، وهو واحد من كيبوتسات دولة الاحتلال الإسرائيلي. يُعرف المعبر في دولة الاحتلال باسم كيرم شالوم حتى اليوم، ويجدر الذكر بأن تأسيس هذا الكيبوتس كان عام 1967 بعد احتلال الأراضي الفلسطينية.
ما هي حالة معبر كرم أبو سالم حاليًا؟
تتغير حالة معبر كرم أبو سالم بشكل مستمر مع توالي الأحداث في أراضي غزة، ومع بداية معركة طوفان الأقصى أعلنت دولة الاحتلال عن إغلاق جميع المعابر بينها وبين قطاع غزة؛ بما فيها معبر كرم أبو سالم، إلا أن سلطات الاحتلال أعلنت عن فتح هذا المعبر خلال شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2023 لتفتيش شاحنات المساعدات التي تريد الدخول إلى القطاع.
يُذكر أنّ بعض المواقع الإلكترونية نشرت بأن حماس منعت دخول الوقود إلى غزة عام 2021 من خلال معبر كرم أبو سالم، ولكن تحقيق مسبار تتبع هذا الادعاء ووجد بأنه ادعاء مضلل، مما يعني أن حماس لم تمنع دخول الوقود إلى غزة من خلال معبر كرم أبو سالم وقتها، وإنما كان ذلك بسبب مشكلة فنية، ولكن الاحتلال أغلق المعبر خلال هذا العام بالفعل بسبب الحرب الذي دارت بينه وبين المقاومة.
هل توجد أضرار لإغلاق معبر كرم أبو سالم؟
لا شك بأن هناك الكثير من الأضرار التي تنتج عن إغلاق معبر كرم أبو سالم في قطاع غزة؛ فإنه المعبر المخصص لإدخال مواد البناء إضافة إلى المحروقات والسلع والمواد الغذائية التي يحتاجها المواطنون في القطاع، وهذا يعني أن إغلاقه يتسبب بنقص الحاجات الأساسية للأفراد مع التأثير على الحالة الاقتصادية بشكل كبير.
هل تم ضرب معبر كرم أبو سالم خلال طوفان الأقصى؟
تم ضرب معبر كرم أبو سالم خلال معركة طوفان الأقصى التي بدأت يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023 فعلًا، وأسفرت إحدى استهدافات الاحتلال الإسرائيلي لهذا المعبر عن وقوع عدة ضحايا، وشمل ذلك كلًا من مدير المعبر على الجانب الفلسطيني ومعه 4 مواطنين آخرين، ولم يكن هذا القصف الأول للمعبر.
إلى جانب استهداف معبر كرم أبو سالم، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف موقع مصري قرب المعبر أيضًا، مما أدى إلى إصابة 9 جنود من جمهورية مصر العربية، وصرّح جيش الاحتلال بأن هذا الاستهداف كان من دبابة أطلقت نيرانها عن طريق الخطأ، وادّعى بأنه يجري تحقيقًا حول هذا الخطأ حسب المركز الفلسطيني للإعلام.
من يسيطر على معبر كرم أبو سالم؟
في الوقت الراهن تسيطر دولة الاحتلال الإسرائيلي على معبر كرم أبو سالم بالتنسيق مع جمهورية مصر العربية، وأما عن الحركة التجارية عن طريق هذا المعبر؛ فإنها تتم بإشراف من لجنة رئاسية تابعة للسلطة الفلسطينية. هناك العديد من المعابر الأخرى التي يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضًا بين الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة، منها معبر العودة الذي يطلق عليه اسم صوفا.
يُذكر أنّه في عام 2023 -خلال معركة طوفان الأقصى- قامت المملكة الأردنية الهاشمية بإرسال قافلة مساعدات إلى قطاع غزة من خلال معبر كرم أبو سالم، وتم تداول بعض المقاطع التي تصور هذه القافلة مع الادعاء بأنها شاحنات أردنية في تل أبيب، ولكن تحقيق مسبار تتبع هذا الادعاء ووجد بأنه ادعاء مضلل.
هل تم أسر جلعاد شاليط قرب معبر كرم أبو سالم؟
كانت عملية أسر جندي الاحتلال الإسرائيلي -جلعاد شاليط- واحدة من أبرز العمليات التي تمت قرب معبر كرم أبو سالم، وفيما يأتي بعضًا من التفاصيل حولها:
- بدء العملية: بدأت عملية أسر الجندي جلعاد شاليط يوم 25 يونيو/حزيران من عام 2006 بقصف تمهيدي يهدف إلى إشغال حامية معبر كرم أبو سالم ومعبر صوفا، وكان القصف بمدافع الهاون.
- التمركز خلف صفوف الاحتلال الإسرائيلي: استطاعت إحدى وحدات المقاومة التسلل خلف صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن طريق الأنفاق، وانقسمت هذه الوحدة إلى عدة مجموعات تقوم كل منها بمهمة محددة على النحو الآتي:
- المجموعة الأولى: قامت المجموعة الأولى بتفجير إحدى دبابات الميركافا، وهي الدبابة التي كانت تقوم بالحماية في الموقع، ووقع جلعاد شاليط أسيرًا لدى هذه المجموعة.
- المجموعة الثانية: قامت المجموعة الثانية بتدمير إحدى ناقلات الجند، وادعى جيش الاحتلال بأنها كانت ناقلة للتمويه بينما قالت كتائب القسام بأنها كانت مأهولة، وقتلت جميع من فيها.
- المجموعة الثالثة: استطاعت المجموعة الثالثة تدمير أحد المواقع العسكرية الاستخباراتية بشكل جزئي، وبعدها قامت بالاشتباك مع جيش الاحتلال مما تسبب بمقتل اثنين من المقاومة.
- الانسحاب من الموقع: بعد تدمير الدبابات وناقلة الجند والانتهاء من المهمة؛ عادت القوة من فصائل المقاومة الفلسطينية إلى قواعدها مصطحبة معها الأسير جلعاد شاليط.
- إطلاق سراح جلعاد شاليط: لم تقم كتائب الشهيد عز الدين القسام -التي أسرت جلعاد شاليط- بإطلاق سراح أسيرها إلا مقابل صفقة تبادل أطلق عليها اسم وفاء الأحرار، ولقي الكثير من الأسرى الفلسطينيين حريتهم بهذه العملية.
ما هي عملية موقع كرم أبو سالم عام 2002؟
لم تكن عملية أسر جلعاد شاليط الوحيدة من نوعها قرب معبر كرم أبو سالم، وإنما سبقتها عملية قامت بها عام 2002 كتائب الشهيد عز الدين القسام، وفيما يأتي بعضًا من تفاصيل هذه العملية التي عرفت باسم عملية موقع كرم أبو سالم:
- تاريخ القيام بالعملية: شهدت أراضي قطاع غزة عملية كرم أبو سالم من قبل كتائب الشهيد عز الدين القسام يوم 9 يناير/كانون الثاني من عام 2002.
- المنفذون للعملية: تم تنفيذ العملية من قبل محمد عبد الغني أبو جاموس وعماد إعطيوي أبو رزق، وكلاهما من كتائب القسام، وانتهت العملية بمقتل المنفذين كليهما.
- طريقة القيام بالعملية: قامت كتائب القسام بهذه العملية من خلال تنكر عنصريها بزي جيش الاحتلال الإسرائيلي، ثم اختراق الحواجز الأمنية الإسرائيلية حتى الوصول إلى الموقع العسكري المطلوب مجتازة معبر كرم أبو سالم.
- نتائج العملية: قبل مقتلهما استطاع عنصرا كتائب القسام قتل 5 من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكان أحدهم ضابطًا، وذلك بالإضافة إلى إصابة 4 جنود آخرين أيضًا.
كم عدد المعابر بين غزة والاحتلال الإسرائيلي؟
توجد 5 معابر بين أراضي قطاع غزة والأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي؛ إلا أن أحدها مغلق منذ عام 2011، وهو معبر المنظار الذي يُعرف باسم معبر كارني من قبل الاحتلال. وهناك 4 معابر مفتوحة، وهي معبر العودة المعروف باسم صوفا، ومعبر الشجاعية المعروف باسم ناحال عوز، ومعبر بيت حانون المعروف باسم إيريز، وكذلك معبر كرم أبو سالم.
هل كرم أبو سالم مصرية؟
إن كرم أبو سالم ليست أرضًا مصرية، وإنما هي من الأراضي الواقعة داخل فلسطين، وذلك على الرغم من وقوع المعبر في نقطة الالتقاء بين مصر وقطاع غزة وأراضي فلسطين الأخرى، ولكنه على مقربة من أراضي مدينة رفح من جانب جمهورية مصر العربية، وهو أقرب المعابر إلى معبر رفح المعروف.
اقرأ/ي أيضًا: