تحقيق مسبار
تقوم كابلات الإنترنت في البحر بإرسال البيانات بسرعة كبيرة جدًا، حتى أن سرعة بعضها يقاس بالترليون ميجابايت خلال الثانية الواحدة، بينما كانت السرعة لا تتجاوز 250 ميجابايت في الثانية قبل قرابة 40 سنة، وهذا يعني أن التقنيات التي تعتمد عليها كابلات الإنترنت والاتصالات في البحر تطورت بشكل كبير خلال العقود الماضية.
هل تمر كابلات الإنترنت في البحر الأحمر؟
تمر كابلات الإنترنت في البحر الأحمر فعلًا، كما أنها تمر في العديد من البحار والمحيطات الأخرى حول العالم، وإذا تعرضت هذه الكابلات إلى الأضرار؛ فربما يتسبب ذلك بتعطل شبكة الإنترنت، وتعطيل نقل البيانات على نطاق واسع في العديد من المناطق التي تغذيها هذه الكابلات بشكل مباشر.
في عام 2024 نشرت العديد من حسابات التواصل الاجتماعي ادعاءات حول تهديد كابلات الإنترنت البحرية في باب المندب من قبل الحوثيين، وحاول مسبار التحقق من صحة هذه الادعاءات، ووجد بأنها تنسب إلى قناتين على تطبيق التلجرام، ولم يستطع التحقيق التأكد من مدى ارتباط هاتين القناتين مع الحوثيين بشكل مباشر.
من أين تمر كابلات الإنترنت في العالم؟
تمر كابلات الإنترنت التي تصل بين القارات تحت البحر، وهناك بعض الكابلات التي يتم مدها تحت الأرض أو على الأعمدة أيضًا لربط المستخدمين النهائيين، وهذا يعني أن كابلات الإنترنت في العالم تمر من البحر والأرض وفي الجو على الأعمدة في بعض الأحيان. هناك العديد من العوامل التي يتم الاعتماد عليها في تحديد الطريقة المناسبة لتمرير الكابلات؛ بما في ذلك التكاليف التي تتطلبها التمديدات.
ما هي كابلات الإنترنت في البحر؟
يتم إرسال معظم بيانات رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية والمكالمات الهاتفية بالإضافة إلى تصفح شبكة الإنترنت في العالم بالاعتماد على كابلات في البحر، وهي كابلات ألياف ضوئية عادةً يمكنها نقل عدد كبير من البيانات بسرعة كبيرة، وتحتاج كابلات الإنترنت في البحر إلى تجهيزات خاصة لتمديدها بالشكل المطلوب، مع ضمان نقل المعلومات بانسيابية ودون انقطاع.
لماذا كابلات الإنترنت تحت البحر؟
بالرغم من تطور الأقمار الصناعية في الوقت الراهن إلى جانب وجود العديد من طرق الاتصال اللاسلكية؛ إلا أن استخدام كابلات الإنترنت في البحر هو الأكثر شيوعًا لتوصيل الشبكة على نحوٍ واسع، وذلك لأن هذا النوع أكثر موثوقية في نقل البيانات من الشبكات اللاسلكية، كما أنها أقل تكلفة من استخدام الأقمار الصناعية أيضًا.
كيف تطورت كابلات الإنترنت في البحر مع مرور الوقت؟
تطورت كابلات الإنترنت في البحر بشكل كبير مع مرور الوقت، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من أبرز التفاصيل حول تطور هذه الكابلات وتاريخها:
- مد أول كابل تلجراف تحت البحر: في عام 1850 شهد العالم مد أول كابل تلجراف تحت البحر للربط بين فرنسا من جهة وإنجلترا من جهة أخرى حسب موسوعة بريتانيكا.
- ربط قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية أول مرة: خلال عام 1858 قامت سفينتان حربيتان بتوصيل طرفي كابل يبلغ طوله 4,000 كيلومتر؛ للربط بين قارة أوروبا وقارة أمريكا الشمالية عبر التلجراف.
- فشل الكابل بين قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية: على الرغم من إرسال بعض الرسائل عبر كابل التلجراف، الذي ربط بين أوروبا وأمريكا الشمالية عام 1858، إلا أن هذا الكابل فشل، ودعت الحاجة إلى التخلّي عنه فيما بعد.
- ربط أول كابل ناجح بين قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية أول مرة: في عام 1866 تم مد أول كابل ناجح يربط بين قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية عبر المحيط الأطلسي بعد فشل الكابل السابق.
- أول كابل هاتف تحت الماء: في عام 1956 شهد العالم مدّ كابل جديد للهاتف تحت الماء عبر المحيط الأطلسي، وكان هذا أول كابل هاتف يمر تحت الماء على الإطلاق، وعُرف باسم TAT-1، ولكن سرعته كانت بطيئة.
- مد كابل TAT-8 تحت الماء: في عام 1988 تم مد كابل TAT-8 تحت الماء، وهو خط استطاع الوصول إلى سرعة تفوق الكابل السابق، واستطاع هذا الكابل نقل 280 ميجابايت في الثانية.
- استمرار تطور كابلات الإنترنت في البحر: بعد مد كابل TAT-8 تحت الماء شهد العالم مد العديد من كابلات الإنترنت تحت الماء، واستطاعت هذه الكابلات نقل الإنترنت والبيانات والاتصالات بسرعة كبيرة.
- مد كابل ماريا: خلال عام 2018 شهد العالم بدء استخدام كابل ماريا، الذي ربط بين إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، بسرعة وصلت إلى 160 تيرابايت في الثانية، وهي سرعة مذهلة.
كم يستغرق مد أنواع كابلات الإنترنت التي تحت البحر؟
يستغرق تمديد أنواع كابلات الإنترنت التي تحت البحر عدة سنوات عادة مما يعني أنها عملية طويلة، كما أنها تُكلّف ملايين الدولارات، وتحتاج إلى المخططات البحرية المناسبة لرسم الطريق الأفضل، ويتم النظر في عمق المياه، بالإضافة إلى مراعاة مختلف المخاطر الأخرى قبل تحديد المسار الذي تمر به كابلات الإنترنت في البحر.
هل يمكن التجسس على كابلات الإنترنت في البحر؟
يمكن التجسس على كابلات الإنترنت بالفعل حسب شبكة سي إن إن، ويجدر الذكر بأن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت معدات خاصة لاعتراض الاتصالات السوفياتية التي تمر عبر هذه الكابلات بهدف التنصت عليها، ولكن التنصت عليها ليس سهلًا؛ فإنه يتطلب وجود الغواصات والمعدات المناسبة لاعتراض الكابلات.
ما هي أطول كابلات الاتصال البحرية في العالم؟
تختلف أطوال كابلات الاتصال البحرية في العالم بشكل كبير، وتتضمن القائمة الآتية أطول هذه الكابلات حسب أحدث إحصائيات ستاتيستا:
- كابلات ساوثرن كروس: تمتد كابلات ساوثرن كروس على طول يصل إلى 30,500 كيلومتر، مما يجعلها الأطول في العالم حتى الآن، وهي شبكة تم إطلاقها خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2000.
- كابلات إف إي إيه: تم إطلاق شبكة كابلات كابلات إف إي إيه خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1997، بطول يصل إلى 28 ألف كيلومتر، مما يجعلها في المرتبة الثانية ضمن القائمة.
- كابلات سات-3/دبليو إيه إس سي/إس إيه إف إي: بطول يصل إلى 28 ألف كيلومتر تحتل شبكة كابلات سات-3/دبليو إيه إس سي/إس إيه إف إي المرتبة الثانية ضمن القائمة أيضًا، وهي شبكة أطلقت شهر أبريل/مارس من عام 2002.
- كابلات إس إيه إم-1: تحتل شبكة كابلات إس إيه إم-1 المرتبة الثالثة ضمن القائمة بطول يصل إلى 25 ألف كيلومتر، وهي شبكة كابلات تم إطلاقها خلال شهر مارس/آذار من عام 2001.
- كابلات إيه إيه إي-1: في شهر يونيو/حزيران من عام 2017 تم إطلاق شبكة كابلات إيه إيه إي-1 بطول يصل إلى 25 ألف كيلومتر، وهو ما يعني أنها تحتل المرتبة الثالثة ضمن القائمة أيضًا.
هل يوجد إرسال في البحر للإنترنت؟
بما أن كابلات الإنترنت تمر عبر البحر؛ فهذا يعني أن إرسال الإنترنت إلى المناطق المختلفة من العالم يمر عبر البحر بالفعل. هناك العديد من الشركات التي تقوم بتطوير شبكات الواي فاي التي توفر إرسال الإنترنت في البحر بشكل موثوق أيضًا خلال الوقت الراهن، وذلك حتى يتمكن الجميع من استخدامها بسهولة كبيرة وموثوقية عالية.
هل تتزايد كابلات الإنترنت في البحر مع مرور الوقت؟
لا شك بأن كابلات الإنترنت في البحر تتزايد مع مرور الوقت، فإن مجموع أعداد كابلات الاتصالات البحرية كان 130 كابلًا عام 2010 حسب إحصائيات ستاتيستا، ثم تزايد حتى وصل إلى 299 كابلًا عام 2015، مع الاستمرار بالزيادة حتى وصل إلى 529 كابل عام 2023، مما يعني أنه تزايد بأكثر من 4 أضعاف خلال 13 سنة.
كيف يعمل الكابل البحري للإنترنت من الألياف الضوئية؟
يعمل الكابل البحري للإنترنت من الألياف الضوئية بنقل البيانات على شكل جزيئات ضوئية أو فتونات تنبض عبر الكابل حتى الوصول إلى الطرف الآخر، ثم تقوم المعدات الخاصة بترجمة هذه الجزيئات والفوتونات إلى الحالة التي كانت عليها مرة أخرى، وتحتاج هذه الكابلات إلى أجهزة متخصصة لتعزيز الإشارة على طول الخط، الذي يبلغ عدة آلاف من الكيلومترات أحيانًا.
اقرأ/ي أيضًا:
