تحقيق مسبار
يفصل مضيق هرمز بين الأراضي العُمانية من جهة، والأراضي الإيرانية من جهة أخرى، وهو واحد من المضائق المهمة على مستوى العالم؛ نظرًا لمرور كميات كبيرة من النفط عبره من منطقة الخليج العربي إلى الدول الأخرى. تُصنّف مياه هذا المضيق على أنها مياه إقليمية في الوقت الراهن.
أين يقع مضيق هرمز؟
يقع مضيق هرمز بين شبه جزيرة مسندم التابعة لسلطنة عُمان جنوبًا والأراضي الإيرانية من الجهة الشمالية، وهو واحد من المضائق المائية المهمة على مستوى العالم. يتصل هذا المضيق بالخليج العربي -الذي يطلق عليه اسم الخليج الفارسي أيضًا- وبحر عُمان، ويفصل إيران عن شبه الجزيرة العربية حسب موسوعة بريتانيكا.
لماذا يعرف مضيق هرمز بهذا الاسم؟
توجد عدة تفسيرات لسبب إطلاق هذا الاسم على مضيق هرمز، وهي التفسيرات الآتية:
- اسم أحد الملوك: يعزو البعض سبب تسمية المضيق بهذا الاسم إلى اسم أحد الملوك الفارسيين، الذين كان حكمهم خلال سبعينيات القرن الثالث الميلادي، كما أطلق هذا الاسم على بعض الملوك الساسانيين أيضًا.
- جزيرة هرمز: يرى بعض المختصين بأن اسم مضيق هرمز مشتق من جزيرة هرمز، وهي جزيرة تقع في مدخل المضيق، وتبعد مسافة 2 كيلومتر عن الساحل الإيراني حسب المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات.
- نسبة إلى مملكة هرمز: تعاقَب العديد من ملوك هرمز على حكم المنطقة المحيطة بالمضيق، وينسب البعض تسمية المضيق باسمه المعروف إلى الاسم الذي عرفت به هذه المملكة.
إلى أي الدول تتبع جزيرة هرمز؟
ينسب البعض تسمية مضيق هرمز إلى الجزيرة التي تحمل الاسم نفسه، وهي جزيرة تابعة لإيران، وفيما يأتي بعض المعلومات حولها:
- طبيعة الجزيرة: تتمتع جزيرة هرمز بطبيعة قاحلة، ويهاجر السكان منها في الصيف نظرًا لطبيعتها حتى يصل إلى النصف في بعض الأحيان.
- المستوطنات الدائمة: لا توجد الكثير من المستوطنات الدائمة للسكان على جزيرة هرمز، وإنما تضم هذه الجزيرة مستوطنة سكن دائمة واحدة على أراضيها فحسب، وتُعرف باسم قرية هرمز.
- السوق الرئيسي في كرمان: بعد الفتح العربي للجزيرة أصبحت هرمز السوق الرئيسية في مدينة كرمان، وذلك مع وجود بساتين النخيل بالإضافة إلى توفير الحبوب والتوابل وغيرها.
- تأسيس هرمز الجديدة: بعد معاناة ملوك هرمز مع اللصوص قام أحد الحكام العرب لهرمز بهجر البر الرئيسي، وأسس هرمز الجديدة في الجزيرة، واستطاعت الهيمنة على جزر الخليج الأخرى أحيانًا في التجارة.
- استيلاء البرتغاليين على الجزيرة: في عام 1514 تمكّن البرتغاليون من الاستيلاء على جزيرة هرمز، وتم بناء حصل لهم على هذه الجزيرة التي ظلّت تحت حكم البرتغال قرابة قرن كامل من الزمان.
- سيطرة القوات الأنجلو فارسية على الجزيرة: في عام 1622 استطاعت القوات الأنجلو فارسية على السيطرة على جزيرة هرمز بعد ذروة الاستياء التي وصل إليها الشاه الفارسي من الاحتلال البرتغالي.
- تأجير الجزيرة لحكام عُمان: بين العامين 1798-1868 تم تأجير جزيرة هرمز مع إحدى الجزر الأخرى إلى حكام مسقط وسلطنة عُمان، وفي الوقت الراهن تقع الجزيرة ضمن الأراضي الإيرانية.
ما الدول التي تشرف على مضيق هرمز؟
لا توجد كثير من الدول التي تشرف على مضيق هرمز؛ فإن المضيق يمر بين سلطنة عُمان وإيران. أما عن الملاحة في هذا المضيق؛ فإنها تخضع إلى نظام المرور العابر حسب إحدى الدراسات، وتشرف سلطنة عُمان على الجهة الشمالية من المضيق لوقوعه في المياه الإقليمية التابعة لها، بينما تشرف إيران على الجهة الأخرى نظرًا لكونها واقعة في المياه الإقليمية التابعة لها.
هل أهمية مضيق هرمز كبيرة للقطاع النفطي؟
لا شك بأن أهمية مضيق هرمز كبيرة للقطاع النفطي؛ فإن قرابة 40% من الإنتاج النفطي العالمي يمر عن طريق هذا المضيق. يستطيع المضيق استيعاب ما يتراوح بين 20-30 ناقلة نفط يوميًا، وهذا يعني أن تعطيله ربما يؤثر على أسعار النفط حول العالم بشكل كبير، ويقع هذا الخليج في أكبر منطقة منتجة للنفط حول العالم وفق البوابة الإعلامية الرسمية لسلطنة عُمان.
هل هناك بدائل عن مضيق هرمز للقطاع النفطي؟
هناك بعض البدائل الحالية والمقترحة عن مضيق هرمز بالنسبة إلى القطاع النفطي في حالة تعرض هذا المضيق إلى أية أزمات، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من البدائل:
- خط أنابيب الشرق والغرب: يمتد خط أنابيب الشرق والغرب عبر المملكة العربية السعودية من شواطئ بقيق إلى شواطئ البحر الأحمر، ويستطيع نقل ما يصل إلى 5 مليون برميل نفط يوميًا؛ إلا أنه ينقل نصف هذه الكمية في العادة.
- خط أنابيب سوائل الغاز الطبيعي بين بقيق وينبع: يمتد خط أنابيب سوائل الغاز الطبيعي بين بقيق وينبع بالتوازي مع خط أنابيب الشرق والغرب، ويستطيع استيعاب 290 ألف برميل يوميًا مما يعني أنه أقل قدرة من الخط السابق.
- خط أنابيب حبشان الفجيرة: يربط خط أنابيب حبشان الفجيرة بين إمارة أبو ظبي من جهة وميناء الفجيرة من جهة أخرى بطول يصل إلى 370 كيلومتر، وهو من البدائل المقترحة التي تمر عبر الأراضي الإماراتية.
- خط أنابيب العراق عبر السعودية: يمتد أحد خطوط أنابيب النفط من الأراضي العراقية عبر المملكة العربية السعودية، وتصل سعته إلى 1.6 مليون برميل نفط يوميًا، وهو أحد البدائل الحالية عن مضيق هرمز للقطاع النفطي.
- خط أنابيب تابلاين: يصل خط أنابيب تابلاين بين المملكة العربية السعودية والأراضي اللبنانية مرورًا بأراضي المملكة الأردنية الهاشمية، وهو خط ذو قدرة تبلغ 500 ألف برميل نفط يوميًا.
- خط أنابيب النفط الخام في أبو ظبي: لا يزالي خط أنابيب النفط الخام في أبو ظبي قيد الإنشاء خلال الوقت الراهن، كما أنه خط مقترح يمكنه أن ينقل 1.5 مليون برميل نفط يوميًا، مما يجعله أحد البدائل الجيدة عن مضيق هرمز لهذا القطاع.
كم يبلغ عرض مضيق هرمز؟
يتراوح عرض مضيق هرمز بين 37.04-55.56 كيلومتر، وهذا يعني أن عرضه يتفاوت بين منطقة وأخرى وليس ثابتًا على طول امتداد المضيق، ولكنه كذلك ذو عرض يكفي لسير حركة الشحن بحرية ودون مواجهة أية صعوبات كبيرة في حركتها؛ فإنه واحد من أهم المضائق لنقل النفط حول العالم.
ما الفرق بين مضيق هرمز وباب المندب؟
إن الفرق بين مضيق هرمز وباب المندب كبير جدًا نظرًا لاختلاف الموقع بالإضافة إلى اختلاف الدول التي تشرف على كل منهما، كما أن مضيف هرمز يربط بين الخليج العربي من جهة وخليج عُمان والبحر العربي والمحيط الهندي من الجهة الأخرى، في حين يربط مضيق باب المندب البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب.
يفصل مضيق باب المندب بين قارتي أفريقيا وآسيا، وتحده جيبوتي من الجهة الأفريقية، بينما تحده اليمن من الجانب الآسيوي. يبلغ عرض هذا المضيق 30 كيلومتر تقريبًا، وازدادت أهميته بشكل كبير بعد افتتاح قناة السويس؛ فإن السفن صارت تتجه عبر مضيق باب المندب إلى قناة السويس للوصول إلى الأراضي الأوروبية بسرعة أكبر وتكلفة أقل.
هل توجد عدة مضائق ضمن حدود العالم العربي؟
إن مضيق هرمز واحد من المضائق التي تمر ضمن حدود العالم العربي، وهناك العديد من المضائق الأخرى المهمة التي تمر بهذه المنطقة أيضًا، وعلى رأسها: مضيق باب المندب الذي يتعرض إلى أزمة في الوقت الحالي؛ بسبب الهجمات التي يقوم بها الحوثيون على بعض السفن التي تريد عبور القناة على إثر حرب طوفان الأقصى.
يقع مضيق تيران بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، ويبلغ عرضه 4.5 كيلومتر، وهو أحد المضائق التي تقع داخل منطقة العالم العربي أيضًا. شهد هذا المضيق أزمة بين مصر والاحتلال الإسرائيلي بعد السيطرة على جزيرتي تيران وصنافير عام 1967، إلا أن الاحتلال أعادهما إلى مصر بعد عام واحد، وتخلّت مصر عنهما إلى السعودية بعد ذلك.
اقرأ/ي أيضًا:
