تحقيق مسبار
تلعب الصحافة دورًا حاسمًا في قلب قطاع غزة، لتسليط الضوء على الحقائق والوقائع التي يواجهها السكان هناك في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ويواجه الصحفيون في غزة تحديات هائلة في سعيهم وراء الحقيقة من تضييقات قوات الاحتلال إلى الإبلاغ عن النضالات اليومية للشعب إضافة إلى استهداف الصحفيين في قطاع غزة.
الصحافة في غزة
في قلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أصبحت غزة بوتقة للصحفيين، حيث يخاطر أفراد فرق الصحافة في غزة بحياتهم ليقدموا معلومات دقيقة في الوقت المناسب من منطقة غالبًا ما يكتنفها العنف.
ويواجه هؤلاء الصحفيون في غزة العديد من التحديات ويعد من أبرزها الخطر المحدق بهم، فمنذ ما يقرب الخمسة أشهر يعمل الصحفيون والعاملون في مجال الإعلام في غزة في ظل ظروف قاسية، وقد فقد عدد كبير من الصحفيين حياتهم خلال الحرب بين إسرائيل وغزة نتيجة استهداف الصحفيين في قطاع غزة، مما يجعلها الصراع الأكثر دموية للصحفيين الذي تم توثيقه على الإطلاق.
كما واصل أفراد الصحافة في غزة تقديم التقارير على الرغم من فقدان العائلة والأصدقاء والزملاء، وتدمير منازلهم ومكاتبهم، واضطرار بعضهم للنزوح المستمر وانقطاع الاتصالات ونقص الغذاء والوقود.
ويعد الصحفيون في غزة المصدر الوحيد للتقارير الميدانية من داخل الأراضي الفلسطينية، والتي تعتمد عليها وسائل الإعلام الدولية والمجتمع الدولي للحصول على معلومات دقيقة حول الوضع داخل غزة، ومن المعلوم أن هؤلاء الصحفيون هم مدنيون، ويجب على السلطات الإسرائيلية حمايتهم باعتبارهم غير مقاتلين وفقًا للقانون الدولي.
لذلك أعرب قادة أكثر من 30 مؤسسة إخبارية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك وكالة أسوشييتد بريس، ووكالة فرانس بريس، ورويترز، عن تضامنهم مع الصحفيين الذين يغطون تقاريرهم من غزة عبر عريضة تؤكد على أهمية سلامة الصحفيين وحمايتهم وحريتهم وذلك بتنسيق من لجنة حماية الصحفيين (CPJ) وبدعم من الرابطة العالمية لناشري الأخبار (WAN-IFRA).
كما قامت وسائل الإعلام من مختلف البلدان في العالم بما في ذلك إستونيا وفرنسا وألمانيا والهند واليابان والولايات المتحدة وإيرلندا والمكسيك ولبنان والأردن وأميركا وكينيا والباكستان والفليبين وقطر وجنوب إفريقيا بالتوقيع على تلك العريضة التي تؤكد صوتهم الموحد على الحاجة الملحة لحماية حياة الصحفيين وضمان عدم استهداف الصحفيين في قطاع غزة.
استهداف الصحفيين في قطاع غزة
في خضم الحرب الإسرائيلية المستمرة، يواجه الصحفيون في قطاع غزة خطرًا هائلًا أثناء سعيهم لنقل الحقيقة إلى العالم، ومع ذلك فهم يعملون في ظل ظروف قاسية غير مسبوقة.
وغالبًا ما يتم استهداف الصحفيين في قطاع غزة وإسكاتهم بسبب عملهم، واستهدافهم هذا لا يشكل انتهاكًا لحرية الصحافة وتهديدًا للديمقراطية فحسب، بل يحرم العالم أيضًا من معلومات مهمة حول الحقائق التي يواجهها السكان في قطاع غزة تحت الحرب الإسرائيلية.
ووفقًا لتقرير صادر عن لجنة حماية الصحفيين، أصبحت غزة مكانًا خطيرًا على حياة الصحفيين، مع وجود العديد من حالات المضايقة والترهيب والعنف ضد العاملين في مجال الإعلام.
ومن تلك الحالات قُتل الصحفي المستقل ياسر مرتجى بشكل مأساوي أثناء تغطيته للاحتجاجات بالقرب من الحدود بين غزة وإسرائيل في عام 2018، وأثارت وفاة مرتجى الغضب والمخاوف بشأن سلامة الصحفيين العاملين في مناطق النزاع.
كما يواجه الصحفيون في غزة أيضًا تحديات من قبل السلطات الإسرائيلية، التي تفرض قيودًا على التغطية الإعلامية في المنطقة.
ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش، قامت إسرائيل باستهداف الصحفيين في قطاع غزة الذين يغطون الاحتجاجات على طول الحدود بين غزة وإسرائيل باستخدام القوة المفرطة والذخيرة الحية ضد العاملين في مجال الإعلام.
كم عدد الصحفيين الشهداء في غزة؟
يواجه الصحفيون في قطاع غزة مخاطر وتحديات هائلة في سعيهم للبحث عن الحقيقة، وقد برزت مخاطر التغطية الصحفية في هذه المنطقة الصغيرة بشكل مأساوي من خلال عدد الصحفيين الذين استشهدوا أثناء قيامهم بعملهم.
وفي عام 2023 وحده فقد ما يقرب من 100 صحفي وعامل إعلامي حياتهم على مستوى العالم، ومن المثير للصدمة أن أكثر من 75% من هذه الوفيات وقعت في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد أحداث السابع من تشرين الأول حيث يتم استهداف الصحفيين في قطاع غزة.
حيث أنه خلال الأسابيع العشرة الأولى من الحرب، قُتل 77 صحافيًا وعاملًا في مجال الإعلام، من بينهم 72 فلسطينيًا، وثلاثة لبنانيين، وهذا يتجاوز عدد الوفيات السنوي في أي بلد واحد، ليرتفع العدد بعدها في شهر شباط إلى 88 صحفي شهيد في غزة.
لذلك تشدد جودي جينسبيرج وهي المديرة التنفيذية للجنة حماية الصحفيين، على ضرورة محاسبة قتلة الصحفيين، لأنه من الواجب حماية حق الشعوب في الحصول على المعلومات، حتى في مواجهة الخطر، وإن الخسائر الفادحة التي لحقت بالصحفيين الفلسطينيين خلال هذه الحرب سوف يتردد صداها خارج نطاق غزة. فعدد الصحفيين الشهداء في غزة لا يؤثر على التقارير المحلية فحسب، بل يؤثر أيضًا على الفهم العالمي للصراعات.
من هم الصحفيون الذين استشهدوا في غزة؟
وفي قلب الصراع دفع الصحفيون في قطاع غزة الثمن النهائي بسبب استهداف الصحفيين في قطاع غزة بينما كانوا يسعون جاهدين لإيصال الحقيقة إلى العالم ومنهم:
- محمد أبو حطب: الصحفي في الهيئة ال أبو حطب فقد حياته إلى جانب 11 من أفراد عائلته خلال القصف الإسرائيلي على مدينة خان يونس في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
- رامي بدير وعاصم كمال موسى: استشهد هذان الصحفيان الفلسطينيان في هجمات الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة.
- حمزة الدحدوح ومصطفى ثرية: اعترفت إسرائيل بقتلهما في سيارة كانت تقل الصحفيان الاثنان.
- أحمد القرا: والذي كان مصورًا يعمل في جامعة الأقصى.
- جمال الفقعاوي: هو صحفي فلسطيني يعمل لدى مؤسسة ميثاق الإعلامية.
اعتقال الصحفيين في قطاع غزة
في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لا يواجه الصحفيون خطرًا على حياتهم فحسب نتيجة استهداف الصحفيين، بل يواجهون أيضًا التهديد بالاعتقال أثناء سعيهم لنقل الحقيقة، فقد قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية باعتقال الصحفيين، مما أعاق قدرتهم على تقديم التقارير بحرية.
هل وثقت منظمات حقوقية استهداف الصحفيين في قطاع غزة؟
صحيح، فقد وثقت تقارير الأمم المتحدة مقتل 120 صحفيًا وعاملًا في مجال الإعلام في غزة وأصيب أو اعتقل أو تعرض للمضايقات كثيرون آخرون على يد القوات الإسرائيلية، ومن المنظمات الحقوقية التي وثقت استهداف الصحفيين في غزة يذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومنظمة مراسلون بلا حدود.
منظمات حقوقية أدانت استهداف الصحفيين في قطاع غزة
نددت منظمات حقوق الإنسان بالعمليات العسكرية المستمرة التي تقوم بها إسرائيل في غزة، والتي بدأت بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول باعتبارها الصراع الأكثر خطورة والأكثر دموية بالنسبة للصحفيين في التاريخ الحديث، ودعت إلى وضع حد لإفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب ومحاسبة مرتكبيها.
ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة قُتل أكثر من 120 صحفيًا وعاملًا في مجال الإعلام في غزة وأصيب أو اعتقل أو تعرض للمضايقات كثيرون آخرون على يد القوات الإسرائيلية.
وأعرب خبراء حقوق الإنسان من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن قلقهم إزاء العدد الكبير من الهجمات على الصحفيين، ووصفوها بأنها استراتيجية متعمدة من قبل القوات الإسرائيلية لعرقلة وسائل الإعلام وإسكات التقارير الناقدة. كما أشادوا بشجاعة وصمود الصحفيين في غزة، الذين واصلوا العمل على الرغم من الصعوبات الهائلة وفقدان الزملاء والأصدقاء والعائلات.
وقد أدانت منظمة مراسلون بلا حدود، وهي منظمة عالمية تدافع عن حرية الصحافة، استهداف الصحفيين في غزة، وذكّرت بأنه جريمة حرب في غزة بموجب القانون الإنساني الدولي.، كما المنظمة إلى إجراء تحقيق مستقل في عمليات القتل والتهديدات والاعتداءات على الصحفيين، وحثت المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات لحمايتهم.
كما ندد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وهو منظمة إقليمية ترصد انتهاكات حقوق الإنسان، بقتل وإسكات الصحفيين في غزة، ووصفها بالإبادة الجماعية.
وقال الأورومتوسطي إن إسرائيل تنتهك الحق في الحصول على المعلومات، وهو حق البقاء للمدنيين في أوقات النزاع، وأن الصحفيين يلعبون دورًا لا غنى عنه كشهود ومدافعين عن حقوق الإنسان.
اقرأ/ي أيضًا:
استهداف الصحافيين في غزة: حرب إسرائيل على الرواية الفلسطينية
التضليل مرتين: وسائل الإعلام الغربية لم تصحح الادعاءات التي ثبت زيفها عن مستشفى الشفاء
الجيش الإسرائيلي يفرض رقابة على تغطية الإعلام لثمانية مواضيع متعلقة بالحرب