تحقيق مسبار
ينال جابر بن حيان شُهرةً كبيرةً بين أوساط الكيميائيين؛ فإن له العديد من الإنجازات التي لا تزال حاضرة في المختبرات والتجارب العلمية والمنتجات المختلفة حتى الوقت الراهن، وذلك لما اكتشفه من المركبات الكيميائية المعروفة، والآلات المستخدمة في المختبرات، كما أن له عدد كبيرًا من الكتب التي وصلت إلينا أيضًا.
هل جابر بن حيان أول كيميائي في التاريخ؟
لم يكن جابر بن حيان أول كيميائي في التاريخ، وإنما تُعرف المرأة تابوتي التي كانت تعيش في بلاد ما بين النهرين بأنها أول الكيميائيين المعروفين على الإطلاق حتى الوقت الراهن. يعود تاريخ بعض الألواح المكتوبة لهذه الكيميائية إلى عام 1200 قبل الميلادي، مما يعني أنها سبقت جابر بن حيان بقرابة 2,000 سنة.
من هو جابر بن حيان؟
بالرغم من عدم كونه العالم الذي اخترع علم الكيمياء إلا أن جابر بن حيان واحد من أبرز علماء الكيمياء، وكانت لديه الكثير من الاكتشافات والتجارب التي لم يسبقه أحد إليها، وهو من العلماء الذين كانوا يشددون على التجريب المنهجي، واسهم في تحرير الخيمياء من الخرافات التي كانت منتشرة سابقًا.
أين كان مولد ونشأة جابر بن حيان؟
كان مولد ونشأة جابر بن حيان في مدينة طوس حسب العديد من المختصين، وهي واحدة من المدن الواقعة داخل الحدود الإيرانية في الوقت الراهن. يرى بعض المختصين بأن ولادة جابر بن حيان كانت في مدينة حران الواقعة داخل العراق، وقضى جزءًا من حياته في مدينة الكوفة العراقية أيضًا، وهي من أبرز المعلومات عن جابر بن حيان.
متى كانت وفاة جابر بن حيان؟
كانت وفاة جابر بن حيان عام 815 في حين ولد عام 721 مما يعني أن عمره عند الوفاة كان يبلغ 95 عامًا تقريبًا، وأما عن مكان وفاته؛ فإنها كانت في مدينة الكوفة العراقية، وقضى حياته في تأليف الكتب بالإضافة إلى إجراء التجارب الكيميائية، ونظرًا لهذه الإسهامات أُطلق عليه لقب أبو الكيمياء العربية حسب موسوعة بريتانيكا.
ما هي أهم إنجازات جابر بن حيان في الكيمياء؟
لم يكن الاختراع الذي اشتهر به جابر بن حيان واحدًا، وإنما تمكّن هذا العالِم من الوصول إلى العديد من الاختراعات والاكتشافات والإنجازات في مجال الكيمياء مما جعله يكتسب شهرة كبيرة، وفيما يأتي بعضًا منها:
- إدخال المنهج التجريبي: هناك العديد من الكيميائيين الذين وجدوا قبل جابر بن حيان، ولكنه أسهم في إدخال المنهج التجريبي إلى هذا العلم حسب بحث جابر ابن حيان وتأسيسه لعلم الكيمياء الحديثة.
- اختراع بعض الأدوات الكيميائية: هناك عدة من الأدوات والآلات التي اختراعها جابر بن حيان، ومنها المغاطس المائية والرملية، كما أنه قام باختراع البواتق أيضًا.
- الورق غير القابل للاختراق: استطاع جابر بن حيان إجراء العديد من التجارب الكيميائية حتى تمكّن من اختراع ورق لا يمكن اختراقه، وكان ذلك من أبرز اختراعاته.
- الطلاء المقاوم للصدأ: إن الصدأ -المعروف باسم أكسيد الحديد أيضًا- يؤثر على الحديد بشكل كبير، ويؤدي إلى تآكله، وتمكّن جابر بن حيان من ابتكار طلاء يقاوم صدأ الحديد.
- أول طريقة تقطير: نجح جابر بن حيان بابتكار أول طريقة للتقطير في العالم، واعتمد في هذه الطريقة على قمع طويل زجاجي، وتُعرف طريقته باسم الأمبيق.
- فصل الذهب بواسطة الأحماض: كان لجابر بن حيان قصب السبق في ابتكار طريقة لفصل الذهب عن الفضة بالحل مستخدمًا الأحماض، ولا تزال هذه الطريقة مستخدمة حتى الوقت الراهن.
- شرح طريق تحضير بعض المركبات: تمكّن جابر بن حيان من شرح طريقة تحضير الزرنيخ بالإضافة إلى كيفية تحضير الانتيمون أيضًا، وكان شرحه لذلك شرحًا تفصيليًا.
هل اكتشف جابر بن حيان العديد من المركبات؟
بالفعل اكتشف جابر بن حيان العديد من المركبات الكيميائية التي لا زالت مستخدمة منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، وتتضمن القائمة الآتية عدة من المركبات التي تمكن من اكتشافها:
- هيدروكسيد الصوديوم: يُعرف هيدروكسيد الصوديوم باسم الصودا الكاوية أيضًا، وهو أحد الأملاح القلوية التي لديها مجموعة واسعة من التطبيقات خلال الوقت الراهن، ومنها التطبيقات المستخدمة في المنتجات البترولية.
- حمض النيتريك: استطاع جابر بن حيان اكتشاف مركب حمض النيتريك، وهو سائل عديم اللون، ولكنه يطلق أبخرة صفراء أو أبخرة حمراء، وتتمتع هذه الأبخرة برائحة نفاذة، ويمكنه التسبب بتهيج العينين والجلد عند التعرض إليه.
- حمض الكبريتيك: عند اكتشافه أطلق جابر بن حيان على حمض الكبريتيك اسم زيت الساج، وهو مُركّب كيميائي له طبيعة حمضية قوية، ويمكن استخدامه كعامل تجفيف أو عامل مؤكسد، وهو من أهم المركبات في الصناعات الثقيلة.
هل توجد نظريات لجابر بن حيان؟
إلى جانب المركبات الكيميائية التي تمكّن من الوصول إليها وابتكارها استطاع جابر بن حيان صياغة بعض النظريات الخاصة به أيضًا، ومنها: نظرية تكوين المعادن التي تفيد بأن الأجساد كلها في الجواهر زئبق انعقد بكبريت المعدن المرتفع إليه في البخار، وتختلف أعراضها باختلاف النسبة، وهو ما لا يثبته العلم في الوقت الراهن.
كانت نظرية الاتحاد الكيمياوي كذلك من أهم نظريات جابر بن حيان؛ فإنه قام بتجربة اتحاد الكبريت مع الزئبق دون فقدانهما لشيء من الخصائص الكُليّة، وبناءً على ذلك رأى بأنه يمكن الحصول على الأجزاء الأولى لكل منهما محتفظة بخصائصها الأصلية لو أمكن فصل كل منهما عن الآخر.
ما هي خطوات البحث العلمي عند جابر بن حيان؟
كان البحث العلمي مما تميز به جابر بن حيان في حياته العملية، وقام البحث العلمي لديه على الخطوات الآتية بشكل أساسي:
- استيحاء الفرضية: في البداية كان جابر بن حيان يعتمد على ما يشاهده لوضع الفرضيات التي يمكنها تفسير الظواهر المختلفة، وذلك حتى تصبح هذه الظواهر قابلة للدراسة ثم التجربة العملية في المختبر بعدها.
- النتائج النظرية: بالاعتماد على الفرضيات التي تم تشكيلها بناء على ما يشاهده قام جابر بن حيان باستنباط النتائج الخاصة بهذه النظريات من الناحية النظرية، وذلك من خلال إجراء الحسابات أو ما يشبهها من التحليلات النظرية.
- التجربة العملية: كانت التجربة العملية آخر خطوات البحث العلمي عند جابر بن حيان، وكانت هذه التجارب تعتمد على التبلور والتصعيد والتسامي والتقطير وغيرها من الطرق؛ للتحقق من صحة النتائج النظرية التي توصل إليها.
هل هناك كثير من الكتب لجابر بن حيان؟
توجد الكثير من الكتب لجابر بن حيان بالفعل، وأوصل بعضهم مجموع ما كتبه إلى 3 آلاف مادة مكتوبة، وحسب كتاب تاريخ الفكر العربي تم تقسيم كتبه إلى المجموعات الآتية:
- الكتب التي ذكرها صاحب الفهرست أو التي يوجد منها طبعات معروفة أو مخطوطات محفوظة، ومنها: كتاب إسطقس الأس الأول والثاني والثالث بالإضافة إلى كتاب الركن، وكتاب البيان، وكتاب الشعر، وكتاب التبويب.
- الكتب المشهورة التي عرفت في أوروبا إلا أنها لم تعرف في العالم العربي الحديث، ومنها: كتاب أبي قلمون، وكتاب المجردات، وكتاب الثلاثين، وكتاب شرح المجسطي، وكتاب الملاغم، وكتاب الوصية.
- الكتب التي نصّ عليها كتاب الفهرست سواءً كانت موجودة بالفعل أو معروفة باسمها فحسب، ومنها: كتاب إخراج ما في القوة إلى الفعل، وكتاب خواص إكسير الذهب، وكتاب الرحمة الصغير، وكتاب مهج النفوس.
- الكتب التي لم يُعرف منها إلا عناوينها فحسب، ومنها: كتاب الأربعة، وكتاب الأطيان، وكتاب التنقية، وكتاب التنزيل، وكتاب تدبير الحكماء، وكتاب الأدلة، وكتاب صفة الكون، وكتاب المنتهى.
هل جابر بن حيان من أشهر علماء الكيمياء العرب؟
كان جابر بن حيان واحدًا من أشهر علماء الكيمياء العرب بالفعل، وذلك نظرًا للإنجازات التي حققها في هذا المجال، وهناك العديد من علماء الكيمياء العرب الآخرين الذين اشتهروا في العصر الحديث وفي السابق أيضًا، ومنهم: محمد بن لاجين بن عبد الله المعروف بلقب الرمّاح، وكذلك الدكتور أحمد زويل، والدكتور صالح الوكيل.
اقرأ/ي أيضًا:
