تحقيق مسبار
دول المهجر أو الدول الصديقة للمهاجرين لا تتعلق فقط بسياسات الدولة، إنما يتعلق الأمر أيضًا بموقف سكانها الأصليين، حيث يلعب قبول مساهمات المهاجرين واحترامها والاعتراف بها دورًا حاسمًا في خلق بيئة ترحيبية لهم.
ما هي دول المهجر؟
الهجرة هي قوة ديناميكية تشكل المجتمعات والاقتصادات والثقافات في جميع أنحاء العالم، وتبرز بعض البلدان باعتبارها مرحبةً بشكل خاص بالمهاجرين، حيث تقدم مزيجًا من السياسات التي يسهل الوصول إليها والفرص الاقتصادية والقبول الاجتماعي.
ويوجد العديد من دول المهجر نذكر منها:
- كندا: تصنف كندا باستمرار كواحدة من أكثر الدول الصديقة للمهاجرين، نظرًا لأن أكثر من 20% من سكانها مهاجرون، كما توفر كندا طرقًا للوصول القانوني وتصاريح العمل والإقامة الدائمة، كما تمتع كندا باقتصاد قوي ونوعية حياة مريحة وتعددية ثقافية مما يجذب إليها الناس من خلفيات متنوعة.
- ألمانيا: إن سوق العمل القوي في ألمانيا والفرص التعليمية والسياسات الشاملة تجعل منها وجهة جذابة للمهاجرين، كما تعمل الدولة بنشاط على تعزيز التكامل وتقدم التدريب اللغوي للوافدين الجدد.
- نيوزيلندا: تشتهر نيوزيلندا بجمالها الطبيعي الأخاذ وترحب بالمهاجرين الباحثين عن أسلوب حياة مميز، فالعيش فيها يوازن بين الاستقرار الاقتصادي وجودة الحياة العالية.
- الأرجنتين: تتمتع دولة الأرجنتين بطبيعة خلابة واقتصاد يسعى إلى التطور مما يجعلها من دول المهجر المناسبة للأشخاص الراغبين بالفرص الجديدة والمغامرة.
- أستراليا: إن الاقتصاد الأسترالي القوي ونمط الحياة في الهواء الطلق والمجتمع المتعدد الثقافات يجعل منها وجهة مرغوبة، وتقوم الدولة بنشاط بتوظيف العمال المهرة وتشجع الإقامة الدائمة.
- سنغافورة: تجمع سنغافورة بين الرخاء الاقتصادي وسياسات الهجرة الفعالة، وهي أحد دول المهجر التي تقدر الموهبة والابتكار وتجذب المهنيين من مختلف المجالات.
دول المهجر الأوروبي
توفر أوروبا العديد من الوجهات الترحيبية للأشخاص الذين يبحثون عن فرص أفضل للعمل والعيش، إذ تضم دول المهجر الأوروبي ما يقارب 38 مليون شخص ولدوا خارج دول الاتحاد الأوروبي أي ما يقارب 8.5% من إجمالي سكان الاتحاد الأوروبي، ووصل عدد المهاجرين إلى أوروبا إلى 86.7 مليون مهاجر في عام 2020.
ومن دول المهجر الأوروبي التي صنفت كصديقة للمهاجرين في عام 2023:
- البرتغال: تعد البرتغال خيارًا مرغوبًا للأشخاص في جميع أنحاء العالم، وذلك لأنها تملك اتفاقيات ثنائية تسهل التكامل للمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى أنه بعد خمس سنوات من الإقامة فيها يمكن التقدم بطلب للحصول على الجنسية البرتغالية مما يجعلها بابًا مفتوحًا لبقية أوروبا.
- ألمانيا: تشتهر ألمانيا بانفتاحها وتستقطب المهاجرين الباحثين عن فرص العمل والدراسة، وتسمح تأشيرة العمل أثناء الإجازة بالإقامة لمدة عام واحد ويجد الكثيرون فرصًا لتمديد إقامتهم من خلال العمل أو التعليم.
- أيرلندا: أجواء أيرلندا الودية واقتصادها القوي يجعلها خيارًا جذابًا، وتقدم خيارات تأشيرة مختلفة بما في ذلك تصاريح العمل وتأشيرات الدراسة.
- المملكة المتحدة: على الرغم من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تظل المملكة المتحدة دولة صديقة للمهاجرين، وتوفر الفرص للعمال المهرة والطلاب ورجال الأعمال.
- إسبانيا: مناخ إسبانيا الدافئ وثقافتها الغنية وسوق العمل المتنوع يجذب المهاجرين، ويتيح برنامج التأشيرة الذهبية الإقامة للمستثمرين العقاريين.
- أيسلندا: على الرغم من صغر حجمها إلا أنها معروفة بجودة الحياة والسلامة ونظام الرعاية الاجتماعية القوي، كما أنها ترحب بالمهاجرين الذين يساهمون في اقتصادها.
- فنلندا: تقدم فنلندا مستوى معيشي مرتفع وتعليم ممتاز ورعاية صحية، ويعزز قانون الاندماج الفنلندي تكافؤ الفرص للمهاجرين.
- وتستحق الدنمارك والسويد وسويسرا أيضًا أن تُذكر بسبب سياساتها الداعمة للمهاجرين.
عدد المهاجرين العرب في العالم
لا يوجد رقم محدد لعدد المهاجرين العرب في العالم في الوقت الحالي، إلا أنه يوجد بعض الإحصائيات التي تقدم أرقامًا تقريبية لعدد المهاجرين إلى دول المهجر من كل دولة عربية على حدة. كما يوجد إحصائية تعود لعام 2007 تحدثت عن أن عدد المهاجرين العرب في العالم هو 13 مليون مهاجر، وكانت نسبة 55% منهم قد هاجروا إلى دول غير عربية.
وتعتبر الهجرة قوة هامة في التنمية وقضية ذات أولوية عالية لكل من البلدان النامية والمتقدمة، حيث يسافر بعض المهاجرين إلى دول أخرى للبحث عن فرص عمل وحياة أفضل من وطنهم الأم. بينما يضطر البعض الآخر من المهاجرين إلى ترك بلدانهم للنجاة بحياتهم والهرب من الحروب بحثًا عن الأمان والاستقرار في بلدان أخرى.
في عام 2019 بلغ عدد المهاجرين الدوليين في جميع أنحاء العالم ما يقرب من 272 مليونًا، أي ما يعادل 3.5 في المائة من سكان العالم. وأدى ازدياد عددهم إلى تغيير نظرة بعض السكان المحليين لدول المهجر تجاه هؤلاء المهاجرين وطلبهم بوقف الهجرة غير الشرعية إلى بلادهم وتشديد الحراسة على حدود الدول.
وبحسب تقرير المنظمة الدولية للهجرة والذي صدر عام 2022، تبين أن سوريا تحتل المرتبة الخامسة عالميًا والأولى عربيًا بعدد المهاجرين منها إلى الدول الأخرى، ويبلغ عددهم تقريبًا 8 مليون مهاجر. لتأتي بعدها دولة فلسطين بالمرتبة الثانية عربيًا بما يقارب 6 مليون مهاجر. تليها دولة مصر التي تحتل المرتبة الثالثة عربيًا بما يقارب 4 مليون مهاجر.
الدول التي تقبل المهاجرين
أجري استطلاع رأي للسكان الأصليين لدول المهجر كان يتمحور حول مدى تقبلهم لوجود مهاجرين يعيشون في بلادهم وعن إمكانية وجود علاقات اجتماعية تربطهم مع هؤلاء المهاجرين. وتبين بالاستطلاع أن كندا هي الدولة الأكثر ترحيبًا بالمهاجرين، ويبلغ عدد المهاجرين في كندا 8 مليون مهاجر وفقًا لتقرير المنظمة الدولية للهجرة عام 2020.
وتم تصنيف الدول التي تقبل المهاجرين عن طريق مؤشر يستند إلى أكثر من 140 ألف مقابلة في 145 دولة ومنطقة وأعلى درجة به هي 9.
وكان الترتيب في القائمة كالتالي:
- كندا بمؤشر 8.46
- أيسلندا بمؤشر 8.41
- نيوزيلاند بمؤشر 8.32
- أستراليا بمؤشر 8.28
- سيراليون بمؤشر 8.14
- الولايات المتحدة بمؤشر 7.95
- بوركينا فاسو بمؤشر 7.93
- السويد بمؤشر 7.92
- تشاد بمؤشر 7.91
- ايرلاندا بمؤشر 7.88
- رواندا بمؤشر 7.88
وتراوحت درجات المؤشر من 1.49 في مقدونيا الشمالية إلى 8.46 في كندا، أي أقل بقليل من الحد الأقصى الممكن وهو 9 لتكون أحد أكثر دول المهجر ودية تجاه المهاجرين.
واحتلت المراتب الأخيرة في القائمة الدول الأقل تقبلًا للمهاجرين وهم مقدونيا الشمالية والمجر وصربيا وكرواتيا حيث أن بعضها من دول البلقان. أما بالنسبة للدول التي كان سكانها لديهم رأي عام غير متقبل تجاه المهاجرين هم البيرو والإكوادور وكولومبيا.
أكثر الدول المصدرة للمهاجرين
بحسب تقرير المنظمة الدولية للهجرة فإن أكثر الدول المصدرة للمهاجرين إلى دول المهجر يتم ترتيبها وفقا للتالي:
- الهند 17.9 مليون مهاجر ليبلغ عددهم في عام 2020 18 مليون شخص يعيشون خارج بلد ميلادهم فتبقى، الهند محتلة المرتبة الأولى كأكثر البلدان تصديرًا للناس إلى دول المهجر.
- المكسيك 11.2 مليون مهاجر.
- روسيا 10.8 مليون مهاجر.
- الصين 10.5 مليون مهاجر.
- سوريا 8.5 مليون مهاجر.
- بنجلاديش 7.4 مليون مهاجر.
- باكستان 6.3 مليون مهاجر.
- أوكرانيا 6.1 مليون مهاجر.
- الفلبين 6.1 مليون مهاجر.
- أفغانستان 5.9 مليون مهاجر.
وكان المهاجرون في عام 2020 جميعهم باستثناء دولة أفغانستان والجمهورية العربية السورية من البلدان المتوسطة الدخل أو المرتفعة الدخل. وقد شهد العالم تغييرًا كبيرًا في عدد المهاجرين بين عامي 2000 و2020، حيث زاد حجم السكان المهاجرين في جميع البلدان والمناطق تقريبًا من العالم.
وشهدت الهند أكبر مكاسب خلال تلك الفترة (قرابة 10 ملايين)، تليها بالترتيب سورية وفنزويلا والصين والفلبين.
وبالنسبة لكل من سورية وفنزويلا فإن الزيادة في حجم المهاجرين تعود إلى التدفق الكبير للأشخاص النازحين عبر الحدود. حيث كان في عام 2020 واحد من كل خمسة (أو ما يقرب من 6.7 مليون) من جميع النازحين دوليًا نتيجة النزاع قد وُلِد في سورية. وثاني أكبر عدد من اللاجئين وطالبي اللجوء عالميًا جاء من دولة فلسطين (5.7 مليون) أي ما يعادل واحدًا من ستة من الإجمالي العالمي.
أكبر جالية عربية في العالم
يشير مصطلح الشتات العربي إلى أحفاد المهاجرين العرب الذين هاجروا من أراضيهم الأصلية إلى بلدان غير عربية. ولقد أثرت هذه المجتمعات بشكل كبير على الدول المضيفة لها، حيث ساهمت في التنوع الثقافي والنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.
ويمكن تحديد أكبر جالية عربية في العالم أو أكبر تجمع للعرب خارج الوطن العربي في الدول التالية:
البرازيل: وفقًا لشركة أرامكو السعودية العالمية، تستضيف البرازيل أكبر جالية عربية في العالم خارج الشرق الأوسط، إذ أن ما يقرب من 9 ملايين برازيلي لديهم أصول عربية منهم 6 ملايين تعود جذورهم إلى لبنان. ومن اللافت للنظر أن عدد السكان اللبنانيين في البرازيل ينافس عدد سكان لبنان نفسه، فقد أصبحت البرازيل مركزًا للهجرة العربية في القرن التاسع عشر، حيث اجتذبت المسيحيين السوريين واللبنانيين الباحثين عن فرص جديدة.
وفي حين تبرز البرازيل، تستضيف العديد من دول المهجر الأخرى أيضًا أعدادًا كبيرة من الجالية العربية في العالم:
- فنزويلا: حيث يقيم في فنزويلا حوالي 1.5 مليون عربي وتحديدًا في كراكاس.
فقد ترك السوريون واللبنانيون والفلسطينيون بصماتهم على الثقافة الفنزويلية من خلال الطعام والموسيقى.
- كندا (كيبيك): على الرغم من كونها وجهة حديثة إلا أن كندا تضم الآن جالية عربية متنامية، معظمها من لبنان.
والعديد منهم هم من الجيل الأول من المهاجرين المولودين خارج كندا.
- ميشيغان، الولايات المتحدة الأمريكية (ديربورن): أصبحت ميشيغان ملاذًا للعرب الباحثين عن حياة جديدة.
وبدأت الهجرة في الثلاثينيات مدفوعة بفرص العمل في صناعة السيارات.
- فرنسا (إيل دو فرانس): بعد الحرب العالمية الثانية هاجر إلى فرنسا أكثر من مليون عربي من الأراضي التي تحتلها فرنسا في منطقة المغرب العربي. ويشكل الجزائريون والمغاربة والتونسيون حضورا كبيرا في باريس الكبرى.
- الأرجنتين (بوينس آيرس): تستضيف الأرجنتين ثاني أكبر عدد من السكان السوريين في أمريكا الجنوبية بعد البرازيل حيث يهاجر السوريون إلى هناك منذ القرن العشرين.
اقرأ/ي أيضًا:
ما هي الدول التي تطلب مهاجرين؟
ما هي سلبيات الهجرة غير الشرعية؟