تحقيق مسبار
تنمو البراعم على سيقان الأشجار والنباتات حتى تتحول فيما بعد إلى أوراق أو أزهار جديدة، وكثيرًا ما يتم الاعتماد عليها في عمليات التطعيم لإنتاج أنواع جديدة على الأشجار الأخرى، كما أن بعض أنواع البراعم يأكلها الإنسان في كثير من الأحيان، ومن أبرز الأمثلة عليها: براعم الخس.
أين تحدث البراعم؟
وضحت جامعة أوريجون ستيت في الولايات المتحدة الأمريكية أين تحدث البراعم؛ فإنها تحدث في سيقان النباتات، وإذا كانت في جانبي الساق أطلق عليها اسم البراعم الجانبية أو البراعم الإبطية، بينما تُعرف باسم البراعم الطرفية إذا كانت في قمة ساق النبات، وربما يحتوي الإبط الواحد على أكثر من برعم في بعض الأحيان.
ما هي البراعم؟
لم توضح المعاجم لماذا سُميت براعم بهذا الاسم إلا أنها بيّنت معناها؛ فإنها بأنها نتوء طرفي أو جانبي ينمو على ساق النبات، ويتطور بعد ذلك إلى فرع أو ورقة أو زهرة. بشكل أساسي ينشأ البرعم من أنسجة المرستيم، ويمكن لبعض الأشجار أن تشكُّل براعم مقاومة للصقيع استعدادًا للشتاء، ويتعرف المختصون على نوع البراعم والنهاية التي ستتحول إليها من خلال مكانها على الساق.
ما هي البراعم الزهرية؟
يمكن للمختصين معرفة ما هو سن البراعم بالإضافة إلى التعرّف على نوعها بسهولة، ومنها: البراعم الزهرية التي تتحول إلى زهرة فيما بعد خلال مراحل تطور النباتات، ويُطلق اسم البرعم الورقي على البراعم التي تتحول إلى أوراق في النهاية، وهناك ما يُعرف باسم البراعم المختلطة، وذلك لأنها تتحول إلى أوراق وأزهار في آن واحد.
هل توجد آفات تصيب البراعم الزهرية؟
هناك بعض الآفات التي تصيب البراعم الزهرية فعلًا، وتؤدي إلى العديد من المشاكل التي تصيبها وتؤثر على نموها، ومنها ما يأتي:
- بق إسقاط البراعم الزهرية: تتغذى حشرات بق إسقاط البراعم الزهرية على العُصارة التي يتضمنها البرعم، وهو ما يؤدي إلى ضمورها وتوقف نموها، وينتهي ذلك بعدم إنبات الزهور وما يليها من الثمار على الشجرة.
- دودة اللوز القرنفلية: تقوم دودة اللوز القرنفلية بوضع بيوضها على البراعم الزهرية، وبعد مرور أيام تخرج اليرقات من البيوض لتبدأ بالتغذي على البراعم أو الزهور والثمار التي تنشأ عليها.
- دودة كيزان الذرة: يُطلق على دودة كيزان الذرة اسم دودة اللوز الشوكية، وتقوم هذه الدودة بوضع بيوضها على البراعم الورقية، وتتغذى اليرقات بعدما يفقس البيض على هذه البراعم متسببة بإتلافها.
- دودة اللوز الأمريكية: تتغذى يرقات دودة اللوز الأمريكية على نَصل الورقة في القطن، كما أنها تتغذى على البراعم الزهرية ويمكنها أن تتغذى على الثمار في بعض الأحيان أيضًا مما يتسبب بتلفها.
ما هي فوائد البراعم؟
يتم استخدام البراعم في إكثار النباتات أو تطعيمها كثيرًا من الأحيان، وهو ما يفيد بشكل كبير عند الرغبة بإنتاج نباتات جديدة تحمل ذات الخصائص التي تتمتع بها النباتات الأصلية، ويكون ذلك مفيدًا بشكل أكبر عند الرغبة بإكثار النباتات المُحسنة جينيًا حتى تنتج ثمارًا يرغبها المستهلكون أو المستخدمون.
إلى جانب فوائدها في إنتاج المزيد من النباتات الجديدة هناك العديد من البراعم التي يتناولها الإنسان مباشرة للحصول على العناصر الغذائية وما تتضمنه من فوائد صحية، ومنها: الكرنب والخس اللذان يصنفان على أنهما براعم طرفية صالحة للأكل، وكذلك يمكن أكل الجزء القاعدي اللحمي من أقماع براعم الزهرة.
بدء نمو الثمار من البراعم
عادةً ما يبدأ نمو الثمار من البراعم حسب موقع جامعة ميشيغان؛ فإنها تكون برعمًا زهريًا في البداية، ولا تتضمن انتفاخًا واضحًا في هذا الطور، كما أنه يكون مغلق الإحكام، وبعدها يتطور البرعم إلى انتفاخ واضح، ويصبح في المرحلة التالية زهرة، وبعد تلقيح الزهرة تتحول إلى ثمار يمكن للإنسان تناولها إذا كانت من النباتات الصالحة للأكل.
ما هي أنواع البراعم؟
يمكن للمختصين معرفة ما هو سن البراعم بالإضافة إلى التعرّف على نوعها بسهولة كبيرة؛ فإن هناك العديد من الأنواع المختلفة لهذا الجزء في النباتات، وهي كما يأتي:
- البراعم النهائية القمية: تظهر البراعم النهائية القمية في قمم السيقان وفروعها، ولذلك أُطلق عليها هذا الاسم خلافًا للبراعم التي تنمو على جانبي السيقان.
- البراعم الجانبية: تُعرف البراعم الجانبية باسم البراعم الإبطية أيضًا، ويمكن رؤية هذه البراعم في زوايا الأوراق، وهي الزوايا التي تقع ما بين الأوراق والسيقان.
- البراعم المساعدة: تنمو البراعم المساعدة -المعروفة باسم البراعم الإضافية- على جانبي البراعم الطرفية أو الجانبية التي يُطلق عليها اسم البراعم الأساسية.
- البراعم شبه الطرفيّة: بالقرب من البراعم الطرفيّة تنشأ البراعم شبه الطرفية، وتنطلق هذه البراعم إلى أعلى الساق إذا لم تعد البراعم الطرفية تقوم بوظيفتها.
- البراعم العرضية: لا تنشأ البراعم العرضية في قمم السيقان أو عند زوايا الأوراق، وإنما يمكن أن تنشأ في المواضع الأخرى غير الاعتيادية.
- البراعم الصيفية: تتميز البراعم الصيفية بتغليفها غير المكتمل مما يسمح لها بالتواصل مع الوسط الخارجي، ومن الأمثلة عليها براعم الدورانتا.
- البراعم الشتوية: يُطلق على البراعم الشتوية اسم البراعم الحرشفية، وهي براعم تتكون في فصل الشتاء عند بعض النباتات وتكون محميّة من العوامل الخارجية القاسية.
- البراعم المختلطة: لا تنتهي البراعم المختلطة إلى أزهار وحدها أو أوراق وحدها، وإنما تتفتح إلى أغصان مورقة وأزهار في الوقت نفسه.
- البراعم التكاثرية: تتحول البراعم التكاثرية إلى أزهار أو أنوية زهرية بعد الانتهاء من مراحل النمو، ويُطلق عليها اسم البراعم الزهرية أيضًا.
- البراعم الخضرية: يُطلق على البراعم الخُضرية اسم البراعم الورقية أيضًا، وهي البراعم التي تصبح أغصانًا مورقة بعد انتهاء مراحل نموها.
- البراعم العارية: في بعض الأحيان تنمو البراعم وتحيط بها الأوراق الخضراء التي تغلف قمتها النامية بشكل غير مُحكم، مما يجعلها معرضة إلى الهواء والعوامل الجوية الأخرى، ويطلق عليها اسم البراعم العارية.
- البراعم المحمية: تُحيط الأوراق الحرشفية ذات اللون البني البراعم المحمية، مما يحافظ عليها من جميع العوامل الجوية خلافًا للبراعم العارية المعرضة إلى العوامل المختلفة.
طريقة نقل البراعم من نبات إلى آخر
يقوم المزارعون بنقل البراعم من نبات إلى آخر في بعض الأحيان لغايات الإكثار أو التطعيم، وفيما يأتي خطوات نقل البراعم بين النباتات:
- اختيار البرعم المناسب: في البداية لا بد من اختيار البرعم المناسب لقطعه من مصدره ثم نقله إلى شجرة أخرى، وينبغي البحث عن البراعم ناضجة النمو، ويجب قطع الفرع من السليل في البداية ثم قص أية أوراق من الفرع.
- قطع البرعم: يتم قطع البرعم باستخدام سكين حاد، ويبدأ القطع من مسافة 2.7 سنتيمتر تقريبًا من أسفل قاعدة البرعم على أن يكون قطعه باتجاه ساق الورثة.
- إنشاء قطع على شكل حرف T: بعد قطع البرعم يتم إنشاء قطع على شكل حرف T في الشجرة التي يريد المزارع غرسه فيها، ومن الجيد اختيار مكان ناعم على ساق النبات الجديد للتطعيم.
- غرس البرعم في الشجرة الجديدة: بعد إنشاء القطع يتم غرس البرعم في المكان المحفور له في الشجرة الجديدة، وفي النهاية ينبغي لف شريط التطعيم حول البرعم ثم انتظاره حتى يأخذ مكانه وينمو بالشكل المطلوب.
فوائد عملية الإكثار باستخدام البراعم
لا شك بأن هناك العديد من الفوائد لعملية الإكثار باستخدام البراعم، ومنها: تغيير الأصناف على ذات الشجرة من أشجار الفاكهة القديمة، وكذلك تحسين التلقيح المتبادل، والاستفادة من بعض أصول النباتات المرغوبة، وإدامة الأنواع المفضلة المستنسخة، وإنتاج شكل معين من النباتات الجديدة، وإصلاح النباتات التالفة التي تحتاج إلى ذلك.
اقرأ/ي أيضًا:
