تحقيق مسبار
تم تطوير منظومة ثاد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يستخدمها خلال الوقت الراهن إلا عدد قليل من الدول حول العالم، وهي من المنظومات التي يمكنها التعامل مع الصواريخ الباليستية وتدميرها قبل الوصول إلى أهدافها. لا يتضمن نظام صواريخ ثاد أية مواد متفجرة، وإنما يعتمد على قوة الاصطدام للقيام بمهمته.
ما هي منظومة صواريخ ثاد؟
وضّحت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية ما هو نظام صواريخ ثاد الاعتراضي؛ فإنه اختصار للاسم الإنجليزي (Terminal High Altitude Area Defense) الذي يعني الدفاع الصاروخي للمناطق المرتفعة الطرفية عند ترجمته للعربية، ويعمل هذا النظام على حماية المنطقة التي يقع فيها من الاستهدافات الصاروخية التي تشنها الدول أو الجهات المُعادية.
في عام 2024 انتشرت بعض الصور على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي مع الادعاء بأنها لوصول أول منظومة ثاد إلى إسرائيل، ولكن تحقيق مسبار راجع هذا الادعاء ووجده مضللًا؛ فإن الصور تعود إلى عام 2017، مما يعني أنها صور قديمة تسبق معركة طوفان الأقصى والتطورات المختلفة التي نجمت عنها.
ما هو الفرق بين ثاد وباتريوت؟
يمكن لنظام صواريخ ثاد أن يغطي نطاقًا جغرافيًا واسعًا جدًا مقارنةً بالمنطقة التي يمكن لنظام الباتريوت تغطيتها، وهما نظامان يتكاملان مع بعضهما البعض لتوفير أقصى حماية ممكنة في المناطق التي تخضع لسيطرة الجيش الأمريكي، أو التي يقوم الجيش الأمريكي بتوفير هذه المنظومات فيها أو بيعها لها.
هل تستخدم إسرائيل نظام ثاد؟
خلال الوقت الراهن من عام 2024 تستخدم إسرائيل منظومة ثاد بالفعل إلا أن تشغيله يتم من قبل الجيش الأمريكي، وذلك للتعامل مع الهجمات الصاروخية المحتملة من إيران إلى جانب المنظومات الرئيسية للدفاع الصاروخي لدى دولة الاحتلال، وهي المنظومات التالية:
- القبة الحديدية: يوصف نظام القبة الحديدية بأنه أدنى مستويات الدفاع الصاروخي لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويتكون هذا النظام من 10 بطاريات تحمل كل واحدة منها 3 أو 4 صواريخ قابلة للمناورة.
- مقلاع داوود: يمكن لنظام مقلاع داوود تدمير الأهداف من الصواريخ المُعادية على بُعد 300 كيلومتر تقريبًا، وهو مشروع مشترك بين إحدى الشركات المتخصصة للاحتلال الإسرائيلي وشركة رايثون الأمريكية.
- آرو: تُعرف منظومة آرو باسم حيتس أو السهم بالعربية، وتحمل صواريخها رؤوسًا حربية لتدمير الصواريخ الباليستية القادمة خلال مرحلتها النهائية في الغلاف الجوي، ويمكن لبعض إصداراتها تدمير الصواريخ في الفضاء مثل منظومة ثاد.
في عام 2024 انتشرت صورة يدعي متداولوها بأنها توثق تدمير أحد صواريخ حزب الله لصاروخ من القبة الحديدية، ولكن تحقيق مسبار تأكد من تفاصيل هذا الادعاء؛ فوجده ادعاءً مضللًا، وذلك لأن الصور تُبيّن لحظة اعتراض القبة الحديدية لأحد صواريخ المقاومة الفلسطينية التي انطلقت من غزة في العام السابق.
هل نظام صواريخ ثاد من أكثر أنظمة الدفاع الجوي فعالية؟
عند معرفة ما هو نظام الدفاع الصاروخي ثاد واستعراض خصائصه يتضح بأنه أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي المتوفرة في العالم فعالية خلال الوقت الراهن فعلًا. فيما يلي قائمة توضح المنظومات الأكثر فعالية على الإطلاق حسب الإحصائيات المتوفرة لعام 2024:
- منظومة إس-400 تريومف: تم تطوير منظومة إس-400 تريومف من قبل روسيا، ويصل المدى الأقصى لهذه المنظومة إلى 400 كيلومتر، وهي أكثر منظومات الدفاع الصاروخي فعالية في العالم.
- منظومة مقلاع داوود: في المرتبة الثانية ضمن قائمة منظومات الدفاع الصاروخي الأكثر فعالية حول العالم تأتي منظومة مقلاع داوود التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي، ويبلغ المدى الأقصى لها 300 كيلومتر تقريبًا.
- منظومة أس-300 في إم: يمكن لمنظومة أس-300 في إم الروسية تغطية مدى يصل إلى 200 كيلومتر تقريبًا، وهي المنظومة التي تحتل المرتبة الثالثة ضمن القائمة، وتصنف ضمن أنظمة صواريخ أرض جو.
- منظومة إم آي إم-104 باتريوت: لا تتجاوز الحدود القصوى لمدى منظومة إم آي إم-104 باتريوت؛ إلا أنها تحتل المرتبة الرابعة ضمن القائمة، ولكنها تتميز بإمكانية الدفاع في جميع الأحوال الجوية، وفي كافة الارتفاعات.
- منظومة ثاد: يمكن لنظام صواريخ ثاد أن يتصدى للصواريخ الباليستية بكفاءة كبيرة، ولا يتجاوز مدى هذا النظام 200 كيلومتر تقريبًا؛ إلا أنه يحتل المرتبة الخامسة في قائمة أنظمة الدفاع الصاروخي الأكثر فعالية حول العالم.
- منظومة اتش كيو-9: تم تصنيع وتطوير منظومة اتش كيو-9 من قبل جمهورية الصين الشعبية، ويبلغ مدى هذه المنظومة 125 كيلومتر، وتحتل المرتبة السادسة ضمن القائمة بعد منظومة ثاد الأمريكية مباشرة.
- منظومة أستر 30 سامب/تي: إن منظومة أستر 30 سامب/تي من منظومات صواريخ أرض جو بعيدة المدى، ويصل مداها إلى 100 كيلومتر، وتحتل المرتبة السابعة ضمن القائمة بسبب فعاليتها الكبيرة.
- منظومة ميداس: يطلق على نظام الدفاع الجوي المتوسط الممتد اسم ميداس اختصارًا، وهو نظام يبلغ المدى الأقصى له 40 كيلومتر، ويحتل المرتبة الثامنة في قائمة أنظمة الدفاع الصاروخي ذات الفعالية الأكبر.
- منظومة برق 8: تم تطوير منظومة برق 8 من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي والهند، وهو النظام الذي يحتل المرتبة التاسعة ضمن القائمة، ويصل المدى الأقصى له إلى 16 كيلومتر.
- منظومة القبة الحديدية: يتم استخدام منظومة القبة الحديدية من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب عدة أنظمة أخرى للدفاع الصاروخي، وهي المنظومة صاحبة المرتبة العاشرة في القائمة، ويبلغ مداها الأقصى 70 كيلومتر.
من يمتلك منظومة ثاد حاليًا؟
ربما كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي آخر من يمتلك منظومة ثاد خلال عام 2024 بعد تعرضها إلى ضربة صاروخية من إيران، وهناك عدة من الدول الأخرى التي تمتلك هذه المنظومة أيضًا، وعلى رأسها: الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت بتطويرها، وهي الدولة التي تبرم صفقات بيع نظام صواريخ ثاد مع الدول الأخرى.
تم شراء منظومة ثاد من قبل الإمارات العربية المتحدة، ويتم استخدامها في كل من المملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والجمهورية التركية، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية نشرتها في كوريا الجنوبية للتعامل مع التهديدات الصاروخية لجارتها الشمالية أيضًا، وهذا يعني أن الدول التي تمتلكها وتستخدمها قليلة جدًا.
مميزات منظومة ثاد للدفاع الصاروخي
يتمتع نظام صواريخ ثاد بالعديد من الخصائص والمميزات التي تجعله أحد أفضل أنظمة الدفاع ضد الصواريخ الباليستية حول العالم، وفيما يأتي بعضًا من أبرز مميزاته:
- القدرة على الاعتراض: يمكن لمنظومة ثاد التي طورتها الولايات المتحدة الأمريكية أن تعترض الصواريخ الباليستية داخل الغلاف الجوي، كما يمكنها القيام بالعمليات الاعتراضية خارجه أيضًا.
- التوافق مع الأنظمة الأخرى: لا تعمل منظومة ثاد منفردة دائمًا، وإنما تتمتع هذه المنظومة الدفاعية بمرونة كبيرة للعمل مع منظومات الدفاع الأخرى ضد الصواريخ الباليستية، مما يزيد من فعالية التصدي بشكل أكبر.
- إمكانية التنقل والانتشار: يمكن نقل منظومة ثاد للدفاع الصاروخي بسهولة كبيرة مقارنة بالعديد من الأنظمة المشابهة الأخرى، كما أنها قابلة للانتشار في مختلف أنحاء العالم بسهولة أيضًا.
- الرادار القوي: تم تزويد منظومة ثاد برادار ذي قوة كبيرة، كما أنه يتمتع بمدى بعيد أيضًا، ويعزز ذلك من قدرته على التصدي لمختلف الصواريخ الباليستية الواقعة ضمن نطاق عمله بكفاءة كبيرة جدًا.
- استخدام تقنية الضرب الحركية: لا تحتوي صواريخ منظومة ثاد على أية متفجرات عمومًا، وإنما تعتمد على تقنية الضرب الحركية لتدمير الصواريخ الباليستية داخل وخارج الغلاف الجوي.
- دقة التحكم المرتفعة: بعد معرفة ما هو نظام الدفاع الصاروخي ثاد يتبين بأنه من أنظمة الدفاع الصاروخي التي تتيح للمستخدمين دقة مرتفعة فيما يتعلق بالتحكم، وهو ما يعزز من قدرته على ضرب الصواريخ وتدميرها.
مكونات نظام صواريخ ثاد الأمريكي
إلى جانب توضيح ما هو نظام صواريخ ثاد تحرص الجهات المتخصص على بيان المكونات الأساسية لهذا النظام الذي يمكنه اعتراض الصواريخ الباليستية بكفاءة كبيرة، ومنها: منصات الإطلاق التي تتضمن 6 وحدات، وتحمل هذه الوحدات على عجلات، ويمكن لكل واحدة أن تحمل 8 قاذفات، وهذا يعني أن المجموع يبلغ 48 قاذفة.
تحتوي منظومة ثاد الواحدة على 48 صاروخًا اعتراضيًا بواقع صاروخ لكل قاذفة، كما أن الرادار من أبرز مكوناتها، ويعتمد على موجات راديو إكس - باند بتردد يتراوح بين 8-12 جيجا هيرتز، وإلى جانب هذه المكونات تتضمن المنظومة وحدة التحكم بالإطلاق، ومعدات الدعم، وتعمل جميع المكونات مع بعضها البعض لضرب الصواريخ الباليستية المعادية.
اقرأ/ي أيضًا: