تحقيق مسبار
يطلق على الاستزراع السمكي اسم زراعة السمك في بعض الأحيان، وهو مصطلح يُعبّر عن إنشاء أماكن مخصصة لتكثير أنواع محددة من الأسماك التي يرغبها الأفراد، ولا بد من مراعاة العديد من العوامل، لضمان نجاح هذا النوع من المشاريع في أي مكان حول العالم، ومنها: توفير المياه المناسبة، وتقديم الغذاء المناسب من الأعلاف.
كيف تتم زراعة الأسماك؟
يعتني المختصون بمعرفة كيف تتم زراعة الأسماك؛ فإن ذلك يكون من خلال توفير المكان المناسب لتتكاثر فيه أنواع معينة من الأسماك، ويجب توفير المساحة المناسبة للتكاثر حسب الأعداد المطلوبة، بالإضافة إلى توفير نظام متكامل تستطيع الأسماك من خلاله الحصول على جميع ما تريده دون صعوبات.
ما هو الاستزراع السمكي؟
وضّح كتاب أنظمة التربية في الاستزراع السمكي ما هو الاستزراع السمكي الذي يطلق عليه اسم زراعة السمك أحيانًا؛ فإنه مصطلح يشير إلى تنمية الأسماك داخل أحواض أو برك في المياه المالحة أو العذبة، مع توفير الغذاء والعناصر البيئية التي تحتاجها، حتى تنمو وتصل إلى الأحجام والأعداد المطلوبة في السوق.
كم يستغرق نمو الأسماك في أنظمة الاستزراع؟
لا يمكن تحديد كم يستغرق نمو الأسماك في أنظمة الاستزراع إلا بعد معرفة نوع الأسماك التي تم إنشاء النظام من أجلها؛ فإن الأسماك تتكاثر وتنمو في أوقات ومواسم مختلفة من العام، كما أن بعضها ينتج كميات كبيرة بينما ينتج البعض الآخر كميات صغيرة، ويحتاج بعضها إلى وقت طويل حتى يصل إلى الحجم المطلوب خلافًا للبعض الآخر.
ما الهدف من الاستزراع السمكي؟
من الضروري معرفة ما الهدف من الاستزراع السمكي قبل إنشاء أي نظام جديد، وذلك لضمان تحقيق أقصى غاية من الفوائد المرجوة، وعادةً ما يكمن الهدف لهذا النوع من المشاريع في التحوّل من الصيد إلى الحصول على الأسماك من طريق تنميتها في أماكن محددة، ثم بيعها في الأسواق لسد الفجوة بين العرض والطلب.
العوامل التي تجب مراعاتها في زراعة السمك
إن ميزات الاستزراع السمكي كثيرة إذا ما تمت مراعاة العوامل المؤثرة على نجاح هذا النوع من المشاريع، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز هذه العوامل:
- الماء: لا يمكن للأسماك أن تعيش بلا ماء، ولذلك كان توفير المياه ذات الجودة المناسبة من أهم العوامل التي يجب مراعاتها في كافة مشاريع الاستزراع السمكي، ويجب مراعاة الرقم الهيدروجيني للماء والأكسجين المذاب فيه وغيرها.
- اختيار البيئة المناسبة: إن الأسماك من الكائنات الحية التي تحتاج إلى بيئة مناسبة حتى تنمو وتتكاثر بالشكل المطلوب، وإذا لم تتوفر البيئة المناسبة؛ فربما يؤثر ذلك إلى فشل مشروع زراعة السمك بشكل كامل.
- الخبرة في معالجة الأمراض: هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تتعرض إليها الأسماك في مشاريع الاستزراع، ولذلك ينبغي توفير الخبرة في معالجة أمراضها لضمان نموها بالأعداد المطلوبة.
- درجات الحرارة: تلعب درجة الحرارة دورًا كبيرًا في جميع الوظائف الفسيولوجية للأسماك، ويشمل ذلك وظائف النمو والتكاثر والتنفس ومقاومة الأمراض وغيرها، ولذلك تجب مراعاة درجة حرارة المياه دائمًا.
- الملوحة: تعيش بعض الأسماك في المياه المالحة، بينما يعيش البعض الآخر في المياه العذبة أو المياه قليلة الملوحة، ويجب مراعاة توفير درجات الملوحة المناسبة حسب الأسماك التي يتضمنها مشروع الاستزراع.
- اختيار الأنواع المرغوبة للمستهلك: من الضروري اختيار الأنواع المرغوبة للمستهلك في مشاريع الاستزراع السمكي، مع مراعاة أن تكون ذات معدلات نمو مرتفعة وقيمة أعلاف متدنية لتحقيق أكبر قدر من الفائدة.
ما هي عيوب الاستزراع السمكي؟
تساعد معرفة ما هي عيوب الاستزراع السمكي في وضع الحلول المناسبة التي تضمن تجنبها والتعامل معها بشكل جيد، ومن هذه العيوب: وجود أعداد كبيرة من السمك في مكان واحد مما يؤثر على رفاهيتها بشكل مباشر، كما أن وجود الكثير من الأسماك معًا يساعد في انتشار الأمراض بينها بسهولة، وربما تقوم بعض الجهات بتعديلات وراثية على أنواع الأسماك التي لديها أيضًا.
فوائد الاستزراع السمكي
إن فوائد وميزات الاستزراع السمكي كثيرة إلى جانب توفير كميات كبيرة من الأسماك المطلوبة في الأسواق، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز هذه الفوائد:
- زيادة الناتج القومي من الأسماك: إذا اعتنت الدول بمشاريع استزراع الأسماك داخل أراضيها؛ فإن ذلك يسهم في زيادة الإنتاج المحلي القومي منها بشكل كبير.
- توفير الأسماك الطازجة: يمكن لمشاريع الاستزراع السمكي أن توفر الأسماك الطازجة التي يحتاجها الأفراد بشكل مستمر؛ على خلاف عمليات الصيد التي تخضع للعديد من العوامل الخارجة عن إرادة الصيادين.
- تكثير الأنواع المرغوب فيها: في عمليات زراعة السمك يمكن للقائمين على هذا النوع من المشاريع اختيار الأنواع التي يرغب بها الأفراد لتكثيرها، وتعزيز نموها مقارنة بالأنواع الأخرى غير المرغوبة بكثرة، دون التقيد بمواسم الصيد.
- استصلاح التربة: في بعض الأحيان يتم اللجوء إلى زراعة الأسماك لاستصلاح التربة؛ فإن ذلك يسهم في توفير الكثير من المواد العضوية التي تحتاج إليها التربة الفقيرة.
- استغلال الأراضي: من خلال مشاريع زراعة السمك يمكن للدولة والمستثمرين استغلال المزيد من الأراضي، التي لا تتم زراعتها والاستثمار فيها بشكل مناسب، عوضًا عن تركها دون الاستفادة منها نهائيًا.
- إيجاد المزيد من فرص العمل: لا شك بأن إنشاء المزيد من مشاريع الاستزراع السمكي يؤدي إلى توفير مزيد من فرص العمل في كثير من المجالات، ويشمل ذلك مجالات الإنتاج بالإضافة إلى سلسلة التوريد بالكامل.
- تعزيز المستويات الصحية للأفراد: إن الأسماك غنية بالمعادن والفيتامينات والعناصر الغذائية التي يحتاجها جسم الإنسان، ومع توفير المزيد منها في مشاريع الاستزراع السمكي؛ يزداد تناولها من قبل الأفراد، وهو ما يعزز من صحتهم.
أنظمة زراعة الأسماك
حسب بحث نظام الاستزراع السمكي التكاملي توجد عدة من الأنظمة المختلفة التي يتم الاعتماد عليها في هذا النوع من المشاريع، ومنها: نظام الاستزراع السمكي الانتشاري الموسع الذي يطلق عليه اسم النظام النمطي أيضًا، وتكون تربية الأسماك فيه بالقرب من الشواطئ والمسطحات المائية الأخرى؛ بما فيها مداخل البحيرات ومناطق المد والجزر.
يوصف نظام الاستزراع السمكي شبه المكثف بأنه أكثر أنظمة زراعة السمك شيوعًا خلال الوقت الراهن، ومن الأنظمة الأخرى في هذا المجال: نظام الاستزراع المكثف، ونظام الاستزراع السمكي عالي التكثيف، ونظام الاستزراع السمكي في الأقفاص الشبكية العائمة، بالإضافة إلى النظام التكاملي جنبًا إلى جنب مع الاستزراع النباتي.
المعوقات التي تواجه مشاريع زراعة السمك
لا شك بأن هناك العديد من المعوقات التي تقف في وجه مشاريع الاستزراع السمكي أحيانًا، وربما تختلف هذه المعوقات بين مكان وآخر، ومنها ما يأتي:
- قلة الخبرة الفنية: تحتاج مشاريع الاستزراع السمكي إلى خبرة فنية كبيرة لاختيار المكان المناسب بالإضافة إلى استكمال مراحل الإنشاء والإنتاج، وربما يكون عدم توفر الخبرة معوقًا في وجه هذا النوع من المشاريع كثيرًأ من الأحيان.
- قلة أو انعدام مصانع الأعلاف: في بعض الدول لا توجد المصانع التي يمكنها إنتاج الأعلاف المطلوب في مشاريع الاستزراع السمكي أو تكون أعدادها قليلة، وهو من أبرز معوقات هذه المشاريع.
- ارتفاع تكاليف إنشاء المشاريع المكثفة: إن التكاليف المرتفعة لإنشاء مشاريع زراعة السمك المكثفة تجبر كثيرًا من ينخرطون في هذا المجال على اتباع الطرق التقليدية التي لا توفر البيئة المناسبة وتنتهي بموت الأسماك أحيانًأ.
- عدم وجود مختصي الأمراض: تتعرض الأسماك إلى مجموعة من الأمراض كما هي حالة الكائنات الحية الأخرى، وفي حالة عدم وجود المتخصصين في هذه الأمراض؛ لن يتمكن المستثمرون في إنشاء مشاريع الاستزراع السمكي.
اقرأ/ي أيضًا: