` `

كيف تزيد الأخبار المضلّلة من المخاطر التي تُهدّد الأقليات في الهند؟

إسماعيل الغول إسماعيل الغول
سياسة
27 يناير 2022
كيف تزيد الأخبار المضلّلة من المخاطر التي تُهدّد الأقليات في الهند؟
تصاعد خطاب الكراهية يُهدّد بزعزعة الاستقرار في الهند (Getty)

هذا المقال ترجمة لمقال من النسخة الإنجليزية من "مسبار"


من الواضح أنّ المعلومات المضللة لها عواقب وخيمة في الحياة الواقعية، خصوصًا عندما يتم نشرها وترويجها عن قصد. 

تحتلّ الهند المرتبة الأولى في عدد مستخدمي موقع فيسبوك على مستوى العالم، إذ يبلغ عدد المشتركين منها 340 مليون مستخدم، بينما وصل عدد مستخدمي تطبيق واتساب إلى أكثر من 450 مليون.
في عام 2020، ازدادت أعداد الأخبار المضللة التي استهدفت الأقليّات الهنديّة بنسبة 20 بالمئة. على سبيل المثال، في نوفمبر/تشرين الثاني من السنة الفائتة، اكتشف أحد المواقع الهندية المتخصّصة في فحص الحقائق أنّ مسلمي الهند هم الأكثر عرضة للادعاءات الكاذبة والمضلّلة.

ولِفَهم ظاهرة انتشار المعلومات المضللة في الهند، أنشأ موظف يعمل في فيسبوك، حسابًا وهميًّا واتبع جميع توصيات وخوارزميات المنصة للإحاطة بمختلف جوانب المشكلة، وكانت النتيجة العثور على فيض من خطابات الكراهية والمعلومات المضلّلة المرتبطة بالأقليات في الهند.
واجه "فيسبوك" عدة اتهامات لفشله في مكافحة الأخبار المضلّلة في الهند، على الرغم من معرفة الموقع أنّها من أكثر البلدان التي تمثّل فيها تلك الأخبار خطرًا على الأقليات.
يُذكر أنّ "فيسبوك" حدّد اللغتين الهندية والبنغالية كلغات محليّة، وأضاف معايير تساعد على تحديد خطابات العنف بشكل فوري وتلقائي، إلّا أنّ افتقار الموقع إلى مشرفين ومتابعين للمحتوى المنشور باللغات المحليّة كان له دور في انتشار المعلومات المضلّلة. إذ بدا ذلك واضحًا في القضايا التي تورّط فيها أعضاء حزب بهاراتيا جاناتا، بما في ذلك رئيس الوزراء ناريندرا مودي (حزب بهاراتيا جاناتا)، الذي سبق له وأن استغلّ منصات التواصل الاجتماعي أثناء الانتخابات.
واستمرّت موجة الأخبار المضلّلة بالانتشار ولم تتوقف بسبب صمت الحزب الحاكم عن ذلك، ويقول الخبراء في هذا الصدد إنّ حزب بهاراتيا جاناتا يستخدم خطابًا مُثيرًا للانقسام للبقاء في الحكم، مما يوحي للجميع أنّ الأقليات في الهند تشكل تهديدًا للأغلبية الهندوسية.
وفي السياق ذاته، تتعرض الأقليات في الهند للاستهداف والتهديد بشكل متزايد، مع استخدام الأخبار الكاذبة والمضللة لإثارة الصراعات بين المجتمعات الدينية. وعلى الرغم من أنّ المسلمين كانوا الأكثر استهدافًا، إلا أنّ الأقليات الأخرى مثل السيخ والداليت والمسيحيين عانت أيضًا من المعلومات المضللة.
وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الفائت، انتشرت مقاطع فيديو لتجمّع من الرهبان الهندوس اليمينيين والنشطاء في هاريدوار للمطالبة بقتل المسلمين، وأدّى الحاضرون اليمين لتحويل الهند من جمهورية علمانية إلى دولة هندوسية. 
وفي الآونة الأخيرة، صرَّح رئيس منظمة مراقبة الإبادة الجماعية، غريجوري ستانتون، الذي توقَّع الإبادة الجماعية في رواندا سابقًا، أنّ المشكلة نفسها تحدث في الهند تمامًا، إذ يتفاقم الوضع بسبب عدم اتخاذ الحكومة الهندية الإجراءات القانونية للّحد من خطاب الكراهية.
كان هذا مثالًا على كيفية تأثير الأخبار المضللة بشكل مُباشر على الحياة الواقعية. إذ أدَّت الأخبار المضللة التي دعمتها الحكومة إلى تشويه صورة وسمعة الأقليات في الهند، الأمر الذي أدّى إلى تصاعد حدّة خطاب الكراهية تجاه الأقليات، وقد حذّر الخبراء من حدوث إبادة جماعية وزيادة مخاطر اندلاع حرب أهليّة وزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، إذا لم تتم إجراءات فوريّة.

 

المصادر

New York Times 1
New York Times 2 
Twitter
Boom Live
Newsstatesman
Al-Jazeera
Genocide Watch
The Economist
Alarabiya
The Guardian

الأكثر قراءة