` `

رويترز وجامعة أكسفورد تبحثان طبيعة الجمهور المشكك في المحتوى الصحفي

محمد طلعت القيسي محمد طلعت القيسي
أخبار
18 مايو 2022
رويترز وجامعة أكسفورد تبحثان طبيعة الجمهور المشكك في المحتوى الصحفي
العناوين والرسومات والصور عوامل مهمة لجذب المُقلين عن القراءة (Getty)

هذا المقال ترجمة لمقال من موقع Poynter.

يستعرض هذا المقال نتائج سلسلة من الدراسات المُنجزة حول قضايا ثقة الجمهور في المحتوى، والتي أُجريت من قِبل معهد رويترز وجامعة أكسفورد، والمُعنونة بـ "الأحكام المُسبقة".

وفقًا لمؤلفي رويترز، فإنّ القُراء المتشككين والمُقلّين في القراءة لديهم طريقة للتنقل بين المعلومات عبر منصّات التواصل، وهي طريقة مختلفة عن الطرق التي قد يفترضها الصحفيون الجادّون. فهم بتنقلهم بين المواد الإخباريّة، يبحثون عن أيّ إشارات تجذب انتباههم أو تدعهم يقررون بأنها مادة غير مهمة، كما أنّ تصوراتهم المُسبقة لها تأثير أيضًا.

تُعدّ العناوين الرئيسيّة والتعليقات، بجانب الرسومات والصور أمرًا بالغ الأهمية لجذب القُراء المُقلّين عن القراءة. فحتى لو أنّ هؤلاء الأشخاص نادرًا ما يتعمقون في المواد الإخبارية، فإن بإمكانهم الاستفادة من شيء واحدٍ (الصور) على الأقل بدلًا من الاعتماد على القراءة السريعة للأخبار.

أجرى الباحثون 100 مقابلة مُتعمقة في أربعة بلدان مع مُستهلكي الأخبار الذين يصفون أنفسهم بأنهم مُتشككون، فتبيّن أنّ هؤلاء القرّاء لا يقرأون العديد من الأخبار عبر منصّات مثل فيسبوك وغوغل وواتساب، ويلخّص التقرير “حتى عندما يفعلون ذلك.. فإنهم عادةً ما يعتمدون على معلومات محدودة، ويُصدرون أحكامًا مُسبقة متجذرة في وجهات النظر اعتمادًا على المشهد الإعلامي والاختصارات السريعة وبناءً على كيفية ظهور تلك الروابط لهم”.

وقد حددت الدراسة الأولى في سلسلة رويترز أن نمط انعدام الثقة بين القراء ممتد على نطاق واسع، وهو الأكثر حدة في الولايات المتحدة بين 47 دولة شملها الاستطلاع. وبناءً على المقابلات التي أُجريت مع كبار المحررين، أفصح إثنان منهم بأنّ معظم جهود الثقة التي يبذلونها تستهدف الاحتفاظ بالقُراء الحاليين، وأنّ النتيجة قد تكون في تقديم الخدمات لفئة القرّاء المطّلعين فقط، بينما يتم تجاهل شرائح الجمهور الأخرى.

وفي هذا الصدد، فإنّ الدراسة التي تمّ نشرها لا تُقلل من التحديات القائمة، ولكنها تُنوه بأنّ هؤلاء القُراء المُتشككين قد ينجذبون إلى خصائص المنصّات الفردية مثل عدد الإعجابات على منصّة فيسبوك أو ترتيب نتائج عمليات البحث عبر محرك غوغل. كما أنّ هؤلاء القُراء يبحثون عن مواضيع ذات صلة بحياتهم اليوميّة، ويمرون بشكل عابر بالمواضيع التي يعتبرونها سياسيّة أو كئيبة.

لقد فُوجئ كاتب المقال بالأشخاص المُقلّين بالقراءة عندما قدموا سردًا مفصلًا لما يستهلكونه، على سبيل المثال قال قارئ بريطاني مهتمٌ بالأشكال التصويرية “أنا لا أثق حقًا في المنصّات الإخبارية الرئيسية، أحب مشاهدة مقطع فيديو التقطه شخص ما على هاتفه، إذ سيتم تصوير المقطع بشكل لحظي أثناء حدوثه. لذلك، لا يهم ما يقوله لك الناس، وبإمكانك أن تأخذ ذلك على محمل الجد. إنّ مقطع الفيديو الذي تراه عيناك ليس مُعدلًا”.

وقال قارئ أميركي كبير في السن "إن الصورة الصحيحة بمثابة مفتاح الاهتمام وكذلك المصداقية بالنسبة لي. أنا شخص بصري، وبالتالي إن كان هنالك صور، فإن ذلك سيلفت انتباهي، وبعد ذلك سأقرأ عنوان المادة الإخبارية. وفي حال لم يكن هنالك صور، فإنني سأتجاوزها فورًا".

وقد طلب كاتب المقال من المؤلفة الرئيسية، إيمي روس أرغيداس، تلخيص الآثار المترتبة على المنصات والناشرين للتعامل مع المقلّين بالقراءة والمتشككين، . فردت إيمي عبر البريد الإلكتروني قائلةً "إن منصات التواصل يمكنها بذل مزيد من الجهود لتسليط الضوء على الأخبار الموثوقة من خلال نشر المحتويات الموثوقة عبر منصاتها، ولكنها غالبًا لن تفعل ذلك." وأردفت “لكلّ منصة أولوياتها الخاصة بها، فقد تركز بعض المنصات على تفاعل الجمهور بدلًا من نشر محتويات الأخبار الموثوقة”.

“أمّا فيما يتعلق بالناشرين، فقد يرغبون في التفكير مليًا في كيفية اتخاذ القرارات المتعلقة بصياغة العناوين ونبرة المخاطبة أو استخدام الصور، لما لهذه العوامل من تأثير على ثقة القرّاء بالمحتوى. وتشير النتائج التي توصلت إليها الدراسة إلى قيمة بذل المزيد من الجهود المستمرة والمتسقة لتحسين التعرف على الأعمال المميزة، والدور الرئيسي الذي تنهض به”.

هل يعني ذلك بالنسبة للقارئ المتشكك، أنّ الاحتراف في تقديم المواد الصحفية عامل ثانوي؟

تجيب أرغيداس عن هذا السؤال قائلةً "هذا لا يعني أنّ الدقة الصحفية أو الشفافية لا تحمل قيمة في حد ذاتها، أو أنها ليست مفيدة لشرائح الجمهور المتفاعلين، ولكن تلك الجهود بعيدة جدًا عن الجوانب المرتبطة بالثقة عند القرّاء المقلّين والجماهير غير المتفاعلة. وفي كثير من الأحيان، يُصدر هذا الجمهور الأحكام بدلًا من أن يكون لهم تأثير حقيقي".

وكما هو الحال مع بقية أعمال رويترز، يعتقد كاتب المقال أن هذه المرة الأخيرة التي سيتم فيها إلقاء الضوء على أحد الجوانب العديدة لقضية الثقة والتي نُوقشت مرارًا وتكرارًا. فمن السهل التفكير بأنّ مجموعة فرعية كبيرة من القُراء لا يميلون إلى الاعتقاد بأنّ معظم أشكال الصحافة يمكن كسبها من خلال مضاعفة الجهود في إعداد التقارير المميزة والكتابة الجيدة وحدها.

اقرأ/ي أيضًا

لا صلة مثبتة علميًّا بين تفشي التهاب الكبد لدى الأطفال ولقاح كورونا

تخوفات في الولايات المتحدة من تقويض مجلس حوكمة المعلومات المضلّلة لحريّة التعبير

الأكثر قراءة