` `

تضارب في المعلومات حول حادثة انقلاب شاحنة لحزب الله في الكحالة

نور حطيط نور حطيط
أخبار
14 أغسطس 2023
تضارب في المعلومات حول حادثة انقلاب شاحنة لحزب الله في الكحالة
انقلاب شاحنة محملة بالذخائر تابعة لحزب الله في الكحالة (فيسبوك)

أثارت حادثة انقلاب شاحنة تابعة لحزب الله، في منطقة الكحالة في لبنان، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أسفرت الحادثة عن اشتباكات بين عناصر من الحزب وأهالي المنطقة أدت إلى مقتل شخصين.

ووصل الجدل على مواقع التواصل حد الاستقطاب إلى طرفي النزاع، وذلك بسبب تضارب المعلومات الصادرة عن الطرفين وعدم وجود أنباء مؤكدة حول تفاصيل الحادثة. وفي هذا المقال، يعرض “مسبار” أوجه هذا التضارب إلى جانب آخر تحديثات المصادر الرسمية حول الحادثة.

اشتباكات بين أهالي الكحالة حزب الله

أفادت وسائل الإعلام اللبنانية بوقوع اشتباكات بين أهالي الكحالة وحزب الله عقب انقلاب شاحنة محملة بذخائر تعود مليكتها إلى حزب الله، وأعلنت عن مقتل شخصين خلال تبادل إطلاق النار بين الطرفين، وهما عنصر من حزب الله وفادي بجاني، أحد أبناء منطقة الكحّالة والذي تمت مراسم دفنه يوم الجمعة الفائت، الساعة الرابعة عصرًا بتوقيت بيروت في كنيسة مار أنطونيوس في الكحّالة. 

مراسم دفن فادي بجاني في كنيسة مار أنطونيوس
مراسم دفن فادي بجاني في كنيسة مار أنطونيوس

وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام اللبنانية، شهدت المنطقة أيضًا توترات بين أهالي الكحالة الذين رفضوا فتح الطريق، احتجاجًا على ما تحمله الشاحنة، وبين الجيش اللبنانيّ الذي حاول نقل الذخائر إلى أحد المراكز العسكرية، وانتهت برفع قوات الجيش الشاحنة، وبفتح الطريق بالاتجاهين عند الساعة الرابعة فجر يوم 10 أغسطس الجاري.

انقلاب شاحنة تابعة لحزب الله في الكحالة
انقلاب شاحنة تابعة لحزب الله في الكحالة

تضارب في المعلومات حول حادثة الكحالة

تضاربت المعلومات الصادرة عن طرفي النزاع حول تفاصيل الحادثة والجهة التي بدأت بالاعتداء على الأخرى، في ظل عدم صدور نتائج التحقيقات الرسمية، الأمر الذي سمح بتراشق الاتهامات، ووضع المتابع للحادثة أمام حالة من عدم اليقين. ولكن، ماذا قال طرفي النزاع عن الحادثة؟

بيان حزب الله حول حادثة الكحالة

أصدر حزب الله بيانًا حول الحادثة جاء فيه أنه أثناء “قدوم شاحنة حزب الله من البقاع إلى بيروت انقلبت في منطقة الكحالة، وفي‏ما كان الإخوة المعنيون بإيصالها يقومون بإجراء الاتصالات لطلب المساعدة ‏ورفعها من الطريق، لمتابعة سيرها إلى مقصدها، تجمع عدد من المسلحين الموجودين في المنطقة، واعتدوا على أفراد الشاحنة في محاولة ‏للسيطرة عليها”.

وبحسب بيان حزب الله فإن “المسلحين” الذين عرقلوا الشاحنة، بدؤوا برمي الحجارة أولًا ثم أطلقوا النار، ما أسفر عن ‏إصابة أحد “المكلفين بحماية الشاحنة” والذي مات متأثرًا بإصابته.
وأضاف البيان، أن قوة من الجيش اللبناني تدخلت و"منعت المسلحين من الاقتراب من الشاحنة والسيطرة عليها".

بيان حزب الله حول حادثة الكحالة
بيان حزب الله حول حادثة الكحالة

كما نشرت قتاة المنار الفضائية، التابعة لحزب الله، تقريرًا أظهر مشاهد من واقعة انقلاب الشاحنة في الكحّالة، عنونته بـ “تقرير مصوّر للحظة الاعتداء وإطلاق النار تجاه الأخوة المولجين حماية الشاحنة في الكحالة”، اعتبرته دليلًا على أن أهالي المنطقة هم من بدؤوا بالاعتداء على الشاحنة، واعترضوا طريقها.

مشاهد لإطلاق النار خلال حادثة الكحالة
مشاهد لإطلاق النار خلال حادثة الكحالة

 بيان أهالي الكحالة ردًا على بيان حزب الله

من جهة أخرى، نقلت وسائل الإعلام اللبنانية بيانًا عن أهالي الكحالة ردًا على بيان حزب الله، جاء فيه أنَّ “مسلحين أطلقوا النار على أهالي الكحالة ما أدى إلى مقتل شاب" وأضاف البيان أن أهالي المنطقة "قرروا قطع الطريق في الاتجاهين”، كما نقلت منافذ الأخبار عن أهالي الكحالة قولهم إن" حزب الله هم الميليشيا وليس أهالي المنطقة"، ردًا على وصف الحزب مسلحي المنطقة بـ"ميليشيا".

بيان أهالي الكحالي ردًا على اتهامات حزب الله
بيان أهالي الكحالي ردًا على اتهامات حزب الله

من جهته، صرّح مختار المنطقة عبود خليل لوكالة فرانس24 أنَّ أشخاصًا بملابس مدنية طوقّوا الشاحنة فور انقلابها وأطلقوا النار عند محاولة الأهالي الاقتراب منها، الأمر الذي أفضى إلى مقتل فادي بجاني أمام منزله. 

احتجاجات أهالي الكحالة على مرور شاحنة تابعة لحزب الله
احتجاجات أهالي الكحالة على مرور شاحنة تابعة لحزب الله

ونشر بعض روّاد التواصل الاجتماعي، صورًا ادعوا أنها تظهر إسعاف الأهالي لسائق الشاحنة في بداية الحادثة، واعتبروها تكذيبًا لرواية حزب الله الذي قال إن أهالي المنطقة هاجموا الشاحنة برمي الحجارة وإطلاق النار.

في المقابل، نشر صحفيون داعمون لحزب الله ومستخدمون مؤيدون له، مقطع فيديو قالو إنه يظهر اعتداء أهالي المنطقة برشق الحجارة على الشاحنة عند انقلابها.

وفي مقطع فيديو آخر، نشره الإعلاميّ اللبنانيّ حسين مرتضى المعروف بمناصرته لحزب الله، يصوّر الشاحنة وقد انقلبت ولم يظهر تجمهرًا للناس حولها، اعتبره مرتضى تكذيبًا لرواية أهالي الكحالة التي أفادت بوجود طوق أمني من عناصر لحزب الله حول الشاحنة بعد انقلابها.

ومن جهته، اعترض النائب اللبناني عن قضاء عاليه مارك ضو، على ادعاء حزب الله في بيانه بأنَّ أهالي المنطقة هم من بادروا بالاعتداء برمي الحجارة، وغرّد في حسابه على تويتر بأن بيان حزب الله حول الحادثة" كذب وافتراء".

فيما قال النائب اللبناني سيزار أبي خليل، خلال مداخلة له مع تلفزيون الجديد، عن بيان حزب الله حول الحادثة وحول ادعائه إن مليشيات مسلحة من أهالي المنطقة هاجمت الشاحنة،  إنّ “بيان حزب الله مجاف للحقيقة"، مضيفًا أن الشاب فادي قتل أمام بيته وهو “لا ينتمي إلى أي ميليشيا”.

البيانات الرسمية حول حادثة الكحالة

ووسط هذا التضارب الصارخ بين أقوال حزب الله وأهالي المنطقة، لم يصدر حتى اللحظة، بيان رسمي يؤكّد رواية أي من الطرفين.

ففي يوم 10 أغسطس الجاري، أصدر الجيش اللبناني بيانًا عامًا خلا من أي تفصيل حول الحادثة، ورد فيه أنه: "لدى انقلاب شاحنة تحمل ذخائر على طريق عام الكحالة، حصل إشكال بين مرافقي الشاحنة والأهالي ما أدى إلى سقوط قتيلين. وقد حضرت قوة من الجيش إلى المكان وعملت على تطويق الإشكال، وتم نقل حمولة الشاحنة إلى أحد المراكز العسكرية، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص".

وأضاف بأن قوات الجيش رفعت الشاحنة وفتحت الطريق بالاتجاهين، وأن الجيش يواصل متابعة الوضع واتخاذ التدابير الأمنية المناسبة.

من جهته دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الجميع إلى ضبط النفس إذ قال “على الجميع التحليّ بالحكمة والهدوء وعدم الانجرار وراء الانفعالات” وأضاف أنه من المهمّ انتظار التحقيقات حول الحادثة من قبل الجهات المختصة لمعرفة القصة كاملةً. فيما أكدّ على دور الجيش وأثنى على جهوده في ضبط الوضع. وطالب الرئيس ميقاتي الإسراع في التحقيقات للكشف عن ملابسات الحادثة بالتزامن مع قيام الجيش بمهامه الأساسية.

تصريحات نجيب ميقاتي حول حادثة الكحالة
تصريحات نجيب ميقاتي حول حادثة الكحالة

تحقيقات في حادثة الكحالة

ونقلت قناة LBC اللبنانية معلومات عن مصادر لم تذكر هويتها، بأن فصيلة بعبدا التابعة لقوى الأمن الداخلي اللبنانيّ، بدأت بالتحقيقات اللازمة منذ ليل الأربعاء، إذ حضرت الفصيلة إلى مسرح الجريمة لجمع الأدلة. 

وبحسب القناة أحيل المحضر بناء على إشارة من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي فادي عقيقي، إلى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني لمتابعة التحقيق والكشف عن ملابسات الحادثة. 

فيما قالت قناة الجديد اللبنانية، أنها حصلت على معلومات تفيد بأنَّ تقرير الطبيب الشرعي أفاد أنَّ أحمد قصاص، سائق الشاحنة، قتل بعد أن أصابته سبع طلقات، فيما قضى فادي بجّاني بـثلاث طلقات. في حين لم تؤكّد هذه المعلومات أية مصادر رسمية.

صورة متعلقة توضيحية

وفي حين لم تصدر الجهات المختصّة رواية رسمية لتفاصيل حادثة الكحالة أو تفاصيل التحقيقات الجارية حتى لحظة نشر هذا المقال، تشهد منصات التواصل الاجتماعي، تراشقًا للاتهامات بين مؤيدي الطرفين، ولا تقدّم الأنباء الموجودة إجابات واضحة حول حقيقة ما حدث.

اقرأ/ي أيضًا

تضارب المعلومات في الإعلام الإسرائيلي.. آخرها عن صواريخ جنوب لبنان

أزمات لبنان المتتالية هدف لمروّجي الأخبار الكاذبة

الأكثر قراءة