` `

ادعاءات مضللة حول تضامن لاعبي كرة قدم مع فلسطين

عمر قصير عمر قصير
رياضة
11 أكتوبر 2023
ادعاءات مضللة حول تضامن لاعبي كرة قدم مع فلسطين
مدرب نادي برشلونة تشافي هيرنانديز (Getty)

تتداول حسابات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، خلال الأيام الفائتة، عددًا من المنشورات التي يدعي مستخدمون أنّها لتضامن مشاهير من عالم كرة القدم مع فلسطين وغزة.

تحقّق مسبار من هذه الادعاءات، ووجد أنّها مضلّلة، إذ إنّ بعض المنشورات قديمة ومنها ما هو منسوب إلى حسابات غير رسمية تعود إدارتها لمعجبين بالشخصيات المذكورة، وبعضها مجرد حسابات زائفة تدّعي أنها تعود لنجوم الرياضة بهدف التضليل وتحقيق الانتشار.

دي زيربي لم يتضامن مع غزة

نُسب للإيطالي روبرتو دي زيربي، مدرب فريق برايتون الإنجليزي، القول إنه ”يدعم القضية الفلسطينية ويتمنى أن يعم السلام في البلاد الإسلامية“، إلّا أن الحساب المنسوب إليه على موقع إنستغرام، والذي اعتمده متداولو التصريح كمصدر لهم، ليس حسابًا رسميًا للمدرب.

صورة متعلقة توضيحية

وسرعان ما أصدر نادي برايتون، بيانًا، عبر صفحته الرسمية على إنستغرام، أكد فيه أنه على علم بأمر الحساب المزيف الحاصل على علامة التوثيق الزرقاء، وأشار إلى أن لا صلة لزيربي أو ممثليه بالحساب. وقد طلب النادي من شركة ميتا إزالته في أقرب وقت ممكن، وهو ما حصل بالفعل بحسب اطلاع مسبار على الحساب.

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

تشافي لم يتقدم بالعزاء لضحايا غزة

نشر حساب يحمل اسم مدرب فريق برشلونة الإسباني، تشافي هيرنانديز، وحاصل على شارة التوثيق الزرقاء، منشورًا عبر موقع إكس، يعزي فيه أسر ضحايا القصف على قطاع غزة ويتمنى الشفاء للمصابين.

صورة متعلقة توضيحية

ونقلت العديد من الصفحات ووسائل الإعلام المنشور ونسبته للمدرب، علمًا أن النبذة التعريفية للحساب، الذي شارك عدة منشورات متضامنة مع غزة، أشار إلى أنه حساب معجبين وليس الحساب الرسمي له.

واتضح أنّ المدرب نفسه، لا يمتلك إلا حسابًا رسميًا واحدًا على موقع إنستغرام، يتابعه من خلاله 11.5 مليون شخص، ولا وجود فيه لأي منشورات متعلقة بفلسطين أو الأحداث الجارية في غزة ضمن منشوراته الحديثة.

صورة متعلقة توضيحية

وبعد انتشار التصريح، أزال موقع إكس شارة التوثيق الزرقاء من الحساب، وظهرت بجانب الاسم كلمة (Parody) التي تشير لكون الحساب محاكاة ساخرة أو غير حقيقي، ولا يمثل الشخص الذي يحمل إسمه.

صورة متعلقة توضيحية

بوفون لم يرفض مصافحة لاعب إسرائيلي 

يُعد هذا الادّعاء، أحد أشهر المعلومات المضللة المتداولة في المحتوى العربي، منذ سنوات، وأعيد تداوله خلال الأحداث الجارية في غزة حاليًا، تذكيرًا بالموقف المزعوم لحارس المرمى الإيطالي الشهير جان لويجي بوفون.

صورة متعلقة توضيحية

ويزعم متداولو الادّعاء، أن اللاعب الإيطالي هتف ”فلسطين حرة“ بعد أهداف منتخب بلاده في مرمى المنتخب الإسرائيلي، ضمن تصفيات كأس العالم 2018، كما أنه رفض مصافحة قائد فريق مكابي حيفا الإسرائيلي خلال مواجهة جمعته بيوفنتوس، ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا عام 2009.

صورة متعلقة توضيحية

ومن خلال البحث، لم يعثر مسبار على أي خبر موثوق عن هتاف بوفون بعد تسجيل أهداف ناديه، ولم تنشر وسائل إعلام ذات صدقية أي تصريحات لبوفون، يُساند فيها القضية الفلسطينية في وسائل الإعلام الإيطالية أو العالمية عمومًا. 

وعلى العكس، فإن البحث أفضى، إلى حادثة احتفاء لبوفون باللاعب الإسرائيلي الذي سجل الهدف الوحيد في مرماه في المباراة التي انتهت بنتيجة ثلاثة أهداف لصالح المنتخب الإيطالي، مقابل هدف وحيد للمنتخب الإسرائيلي.

عقب نهاية المباراة، نشر أحد حسابات الشبكة الرياضية الشهيرة "بليتشر ريبورت" عبر موقع إكس، تفاصيل الحادثة، وقال إن اللاعب الإسرائيلي تال بن هايم، الذي سجل هدف منتخبه في مرمى بوفون، طلب من الحارس الإيطالي قميصه كتذكار، فرد عليه الأخير بالقول "أنا من يجب أن يطلب قميصك بعد الهدف الجميل الذي سجلته في مرماي".

أما الادعاء الثاني المتعلق برفض بوفون مصافحة قائد فريق مكابي حيفا، الحارس الإسرائيلي نير دافيدوفيتش، أو حتى النظر إليه، فاستند متداولوه إلى مقطع مصور يظهر مصافحة بوفون للحكام وعدم مصافحة الحارس، إلا أن المقطع المتداول مجتزأ وتعمد ناشروه اقتصاصه بعد مصافحة قائدي الفريقين لبعضهما، والتي تسبق مصافحة الحكام عادة، ويتخللها تبادل الشعارات التذكارية.

كما عثر مسبار على صورة التقطت عقب نهاية المباراة، ويظهر فيها الحارسان وهما يتبادلان التحية.

صورة متعلقة توضيحية

بخلاف ذلك، أفضى بحث مسبار أيضًا لوجود أكاديمية رياضية لدى بوفون تحمل اسمه تقيم دورات تدريبية لتعليم حراسة المرمى في عدة دول منها إسرائيل. إذ جاء في منشور للأكاديمية بتاريخ 14 مارس/آذار 2022 "قريبًا سيتعلم حراس المرمى في أمريكا وألمانيا وإسرائيل وبلغاريا كيفية الدفاع عن المرمى على طريقة بوفون عبر دورات تدريبية عالية المستوى"، وأضافت بكلمات مقتضبة على الصورة المرفقة للمنشور "أكاديمية بوفون تواصل النمو، 4 بلدان جديدة.. أمريكا وألمانيا وبلغاريا وإسرائيل".

صورة متعلقة توضيحية

وفي منشور لاحق بتاريخ 10 أغسطس/آب 2022، نشرت الأكاديمية تفاصيل المعسكر الذي أقامته في إسرائيل وقالت "بين 26 يونيو/حزيران و1 يوليو/تموز، رحبت بنا مدينة غاني تيكفا الإسرائيلية بحرارة، في مخيم صيفي جديد قضينا فيه لحظات رائعة مع حراس مرمى شبان تعلموا أسلوب بوفون.. شكرًاً جزيلًا لإسرائيل على هذا الأسبوع المكثف من كرة القدم والتدريب والمرح، نراكم قريبًا".

صورة متعلقة توضيحية

أما الصور المرفقة مع الادّعاء التي يظهر فيها بوفون وهو يلبس الكوفية، ويرتدي شالا بألوان العلم الفلسطيني، فوجد مسبار أنّها قديمة، ولم يجد مصادر موثوقة نشرتها ووثقت تاريخها الأصلي وسياق التقاطها.

وإحداها منشورة في موقع دايلي ريكور الإخباري، منذ عام 2013، وذكر أنّها لـ"حارس مرمى يوفنتوس بوفون قبل أن يصعد إلى حافلة الفريق بعد التدريب في موراي بارك في إسكتلندا. 

صورة متعلقة توضيحية

بويول وقميص بالاستينو

انتشرت على نحو واسع صورة لقائد فريق برشلونة الأسبق، اللاعب الإسباني كارليس بويول، تحت عنوان "بطل العالم بألوان علم فلسطين"، وتظهره وهو يحمل قميصًا رُسمت عليه خريطة فلسطين ويحمل ألوان علمها.

صورة متعلقة توضيحية

ونُشرت الصورة في سياق سابق للأحداث الجارية في فلسطين، إذ تم التقاطها من قبل أحد مصوري نادي ديبورتيفو باليستينو التشيلي، الذي اغتنم فرصة وجود اللاعب الإسباني في البلاد وقام بزيارته وإهدائه قميصًا تذكاريًا تستخدم فيه الخريطة الفلسطينية للدلالة على الرقم 1.

وعلق النادي الذي نشر الصورة عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، بتاريخ 6 أكتوبر/تشرين الأول، أي قبل يوم من عملية طوفان الأقصى بالقول، إنّ "النجم التاريخي كارليس بويول موجود في تشيلي، ولم نرغب بتفويت الفرصة، فقمنا بزيارته وإهدائه أجمل قميص في العالم".

ونادي ديبورتيفو بالبستينو هو نادِ تشيلي تأسس على أيدي مهاجرين فلسطينيين في مدينة سانتياغو عام 1920، كممثل للجالية الفلسطينية، وقد نجح في تحقيق عدد من الألقاب خلال مشواره الطويل في البطولات التشيلية المحلية.

وكان القميص الذي استخدم فيه النادي خريطة فلسطين للإشارة للرقم 1، قد حُظر من قبل الاتحاد التشيلي لكرة القدم عام 2014 بعد شكاوى تقدمت بها منظمات يهودية، على اعتباره ”شكلًا من أشكال التمييز السياسي“.

صورة متعلقة توضيحية

وبالعودة إلى الحسابات الرسمية لبويول عبر مواقع فيسبوك وإنستغرام وإكس، وجد مسبار أنه لم يُعد نشر الصورة التي شاركها حساب النادي التشيلي، كما لم ينشر أية صور حول الأحداث في غزة أو فلسطين.

اقرأ/ي أيضًا:

تحذيرات إسرائيلية لسكان غزة قبل القصف: لغة تهديدية وقتل مبرر

أوجه التضليل في المقارنة بين القوة العسكرية الإسرائيلية والفلسطينية

الأكثر قراءة