` `

كيف تؤدي شروط وتعديلات نتنياهو إلى إفشال المحاولات المتجددة لوقف إطلاق النار في غزة؟

أحمد كحلاني أحمد كحلاني
سياسة
10 سبتمبر 2024
كيف تؤدي شروط وتعديلات نتنياهو إلى إفشال المحاولات المتجددة لوقف إطلاق النار في غزة؟
مسبار يتتبع مسار المفاوضات بين حماس وإسرائيل وأسباب فشلها حتى الآن

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقب عملية طوفان الأقصى، تصاعدت الدعوات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. ومع ذلك، واجهت المفاوضات عدة تحديات وسط تبادل الاتهامات بشأن المسؤولية عن تعثرها. في هذا المقال، نستعرض مسار أبرز مراحل المفاوضات مع التركيز على الادعاءات الإسرائيلية التي تفيد بأن حماس تعرقل التوصل إلى اتفاق، في مقابل مزاعم إسرائيل تقديمها عروضًا متعددة للتوصل إلى صفقة. بالإضافة إلى استعراض الخطوات التي اتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي زادت من تعقيد الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة حتى الآن.

اتهامات نتنياهو لحماس: من يعرقل اتفاق وقف إطلاق النار؟

منذ انطلاق المفاوضات، كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى جانب عدد من المسؤولين الإسرائيليين، بما فيهم الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية أنطوني بلينكن، الادّعاء بأن حركة حماس هي الطرف الذي يعطل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ووفقًا لنتنياهو، قدمت إسرائيل عدة عروض وصفها بالسخية للوصول إلى اتفاق، لكن حماس رفضتها.

أبرز تصريحات نتنياهو جاءت بعد استعادة جثث ستة أسرى من غزة، مما أثار توترًا في الأوساط الإسرائيلية. وعلق نتنياهو حينها قائلًا “سُئلت ما إذا كانت إسرائيل تفعل ما يكفي لتحرير الأسرى”. وأضاف أن إسرائيل قدمت في 27 إبريل/نيسان عرضًا سخيًا للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، ثم وافقت على الاقتراح الأميركي في 31 مايو/أيار، إلا أن حماس رفضت. كما أشار إلى أن إسرائيل قدمت "اقتراح الفرصة الأخيرة" في 16 أغسطس، إلا أن حماس رفضته مرة أخرى.

أشارت العديد من التقارير والبيانات إلى أن حماس أبدت جديتها منذ بدء المفاوضات، ووافقت على عدة مقترحات، بما في ذلك تقديم تنازلات لتحقيق اتفاق. وأوضحت الحركة أن شروطها تهدف إلى ضمان وقف دائم للحرب وعودة النازحين إلى مناطقهم.

في المقابل، واجهت المفاوضات تعقيدات، إذ قام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في عدة مناسبات بتقليص صلاحيات الوفد الإسرائيلي المفاوض، أو بإضافة شروط جديدة. كما رفض بعض الشروط الأساسية التي تطالب بها حماس، مثل وقف الحرب نهائيًا، أو الانسحاب، أو عودة النازحين إلى شمالي القطاع.

نتنياهو يقلّص صلاحيات الوفد المفاوض

إحدى الخطوات التي اتخذها نتنياهو خلال مفاوضات التوصل إلى صفقة، كانت تقليص صلاحيات الوفد الإسرائيلي المفاوض. فقد منح للوفد صلاحيات أقل مما طلبه رؤساء المؤسسة الأمنية لإجراء المحادثات بشأن صفقة الأسرى. بالإضافة إلى ذلك، وضع خطوطًا حمراء فيما يتعلق بقائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم كجزء من الصفقة.

تقرير عن تقليص نتنياهو لصلاحيات الوفد الإسرائيلي خلال المفاوضات
تقرير عن تقليص نتنياهو لصلاحيات الوفد الإسرائيلي خلال المفاوضات

تفاصيل الخطة الأميركية: "خارطة الطريق" لوقف إطلاق النار في غزة

في 31 مايو 2024، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطة "خارطة الطريق" لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والتي تتألف من ثلاث مراحل.

المرحلة الأولى تمتد لستة أسابيع، وتشمل وقفًا شاملًا وكاملًا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة في غزة. كما تتضمن إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين وتسليم جثث بعض الأسرى الإسرائيليين المتبقية في غزة، بالإضافة إلى عودة المدنيين الفلسطينيين إلى كافة مناطق غزة، بما في ذلك الشمال. وستدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة بمعدل 600 شاحنة يوميًا.

المرحلة الثانية تهدف إلى استمرار وقف إطلاق النار وتحويله إلى "وقف دائم للأعمال العدائية"، وذلك في حال التزمت حركة حماس بشروط الاتفاق خلال المفاوضات. كما سيتم إطلاق سراح باقي الرهائن، بمن فيهم الجنود الإسرائيليون، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من غزة. وستتم هذه المفاوضات بوساطة الولايات المتحدة، مصر، وقطر لضمان الوصول إلى اتفاق نهائي.

أما المرحلة الثالثة، فتتضمن بدء خطة إعادة إعمار شاملة لغزة، مع إعادة رفات الرهائن الذين قتلوا إلى عائلاتهم.

حظيت هذه الخطة بترحيب دولي واسع، واعتبرت خطوة إيجابية نحو إنهاء الحرب. 

تفاصيل خطة خارطة الطريق لوقف إطلاق النار التي أعلنها جو بايدن
تفاصيل خطة خارطة الطريق لوقف إطلاق النار التي أعلنها جو بايدن

رحبت حركة حماس بالمقترح الذي قدمه بايدن، واعتبرته خطوة إيجابية لما تضمنه من دعوة إلى وقف إطلاق نار دائم، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وإعادة الإعمار، وتبادل الأسرى. كما رأت الحركة أن هذا الموقف الأميركي يعكس القناعة الإقليمية والدولية بضرورة إنهاء الحرب على غزة.

وأكدت الحركة في بيانها الصادر في 31 مايو الفائت، استعدادها للتعامل بشكل إيجابي وبناء مع أي مقترح يستند إلى وقف إطلاق نار دائم، وانسحاب كامل من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم. كما شددت على ضرورة إنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى، بشرط أن يعلن الاحتلال التزامه الصريح بتنفيذ هذه البنود.

تصريح حركة حماس تعقيبًا على إعلان بايدن
تصريح حركة حماس تعقيبًا على إعلان بايدن

إسرائيل تنفي الموافقة على وقف إطلاق النار وتؤكد استمرار الحرب

في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان صدر عقب خطاب بايدن، أن الحرب على غزة لن تنتهي إلا بعد "القضاء على حماس".

من جانبه، نفى المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد مينسر، صحة الادعاءات التي أشار إليها الرئيس بايدن بشأن موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار. وأكد أن الحرب لن تنتهي دون تحقيق "جميع أهداف إسرائيل"، بما في ذلك عودة جميع الأسرى، "وتفكيك القدرات الحكومية والعسكرية لحركة حماس، وإزالة التهديد الذي تشكله".

وشدد مينسر على أن إسرائيل لن تتنازل عن أي شرط خلال المفاوضات، وأن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من قطاع غزة ولن ينهي الحرب. كما أشار إلى أن إسرائيل لن تسمح ببقاء حماس في السلطة في غزة.

في تعقيبه على ذلك، صرّح القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، خلال مؤتمر صحفي عقده في بيروت، بأن الاحتلال الإسرائيلي يسعى فقط لاستعادة الأسرى دون تقديم أي تنازلات. وأكد أن حماس لن توافق على أي اتفاق لا يضمن وقفًا نهائيًا للحرب.

وأضاف حمدان "دون موقف واضح من إسرائيل بشأن استعدادها لوقف دائم للحرب والانسحاب من غزة، لن يكون هناك اتفاق". وشدد على أن حماس لا يمكن أن توافق على اتفاق لا يضمن وقفًا نهائيًا لإطلاق النار.

تصريحات نتنياهو تعرقل تنفيذ صفقة وقف إطلاق النار

أفادت وسائل إعلام بأن تصريحات نتنياهو، جاءت في تناقض حاد مع ملامح الاتفاق الذي عرضه الرئيس الأميركي جو بايدن، إذ قدّم بايدن الخطة على أنها خطة إسرائيلية، وأطلق البعض في إسرائيل عليها اسم "صفقة نتنياهو". وأشارت إلى أن هذه التصريحات قد تزيد من حدة التوتر في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، حليفتها الرئيسية، التي كانت قد أطلقت حملة دبلوماسية واسعة لدعم آخر اقتراح لوقف إطلاق النار.

وأضافت التقارير، أن احتمالات تنفيذ الاقتراح الأميركي لإنهاء الحرب المستمرة في غزة أصبحت محل شك، بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استعداده فقط لصفقة "جزئية" لوقف إطلاق النار، ما أثار غضب عائلات الرهائن المحتجزين لدى حماس. وفي مقابلة تلفزيونية، شدد نتنياهو على التزامه بالقضاء على حماس، مؤكدًا أنه لن يوافق على إنهاء الحرب قبل تحقيق هذا الهدف.

من جانبها، أعربت حماس عن قلقها من أن تستأنف إسرائيل الحرب بعد استعادة الرهائن الأكثر عرضة للخطر. وقد عززت تصريحات نتنياهو هذا القلق، إذ اعتبرت حماس أن هذه التصريحات تؤكد رفضه للصفقة المدعومة من الولايات المتحدة.

وأثارت تصريحات نتنياهو رفض الصفقة غضب عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.

تقرير عن رفض نتنياهو لإنهاء الحرب ومعارضته للمقترح الأميركي
تقرير عن رفض نتنياهو لإنهاء الحرب ومعارضته للمقترح الأميركي

إسرائيل تُعلن أنها تدرس رد حماس على مقترح صفقة تبادل الأسرى

قدمت حركة حماس ردًا على مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب، مشيرة إلى أنها تبادلت بعض الأفكار مع الوسطاء بهدف وقف العدوان على الشعب الفلسطيني.

من جهته، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الثالث من يوليو الفائت، أن إسرائيل ستدرس رد حماس بشأن الخطوط العريضة لصفقة الرهائن، وستقوم بتقييمه قبل نقل الرد إلى الوسطاء.

إعلان إسرائيل بأنها تدرس الرد على مقترح حماس للوسطاء
إعلان إسرائيل بأنها تدرس الرد على مقترح حماس للوسطاء

إثر ذلك، أفادت وسائل الإعلام بأن الرئيس بايدن أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الرابع من يوليو الفائت، مؤكدًا حرصه على ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، مشددًا على أن الوقت قد حان لتحقيق ذلك.

ووفقًا للتقارير، أشار مسؤولون في البيت الأبيض إلى رغبتهم في استغلال رد فعل حماس الإيجابي تجاه الاقتراح الأخير، من أجل سد الفجوات المتبقية والتوصل إلى اتفاق.

ويأتي هذا التوجه في ظل الضغوط المتزايدة على بايدن لتحقيق إنجازات ملموسة في السياسة الخارجية، حيث أن التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، بمن فيهم مواطنون أميركيون، والوصول إلى وقف إطلاق النار في القطاع، سيكون بمثابة إنجاز كبير لبايدن، خاصة بعد الانتقادات التي واجهها بعد المناظرة الرئاسية في يونيو/حزيران الفائت.

تقرير عن مكالمة بايدن ونتنياهو وتأكيده على ضرورة التوصل لاتفاق
تقرير عن مكالمة بايدن ونتنياهو وتأكيده على ضرورة التوصل لاتفاق واستغلال رد حماس الإيجابي

شروط نتنياهو الجديدة تثير أزمة في المفاوضات

بعد ثلاثة أيام من اتصال بايدن، أصدر نتنياهو قائمة تتضمن أربعة مطالب جديدة اعتبرها غير قابلة للتفاوض، وذلك قبل مغادرة فريق التفاوض الإسرائيلي لإجراء محادثات حول صفقة الرهائن في القاهرة والدوحة.

تشمل المطالب الجديدة ضمان حق إسرائيل في العودة إلى القتال لتحقيق أهدافها، منع تهريب الأسلحة إلى حماس عبر الحدود بين غزة ومصر، عدم السماح لآلاف المسلحين بالعودة إلى شمالي غزة، وزيادة عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين سيتم الإفراج عنهم.

أدت هذه الشروط الجديدة إلى أزمة بين نتنياهو وفريقه التفاوضي وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، إذ اتهم بالتدخل لعرقلة التوصل إلى اتفاق. كما اتهمه الوسطاء بمحاولة تقويض التقدم الذي تحقق بصعوبة، واعتبروا أنه يتظاهر بالرغبة في التوصل إلى اتفاق بينما يعمل على إفشاله.

تقرير عن فرض نتنياهو لقائمة مطالب جديدة
تقرير عن فرض نتنياهو لقائمة مطالب جديدة

بلينكن: توافق إسرائيل وحماس على إطار وقف إطلاق النار مع قضايا عالقة

في 19 يوليو 2024، قال وزير الخارجية الأميركي، أنطوني بلينكن، إنه حصل على موافقة من إسرائيل وحماس على مقترح الصفقة الذي قدمه الرئيس بايدن، وأضاف أن المفاوضين يتقدمون نحو تحقيق الهدف النهائي.

وفي منتدى آسبن للأمن في كولورادو، صرّح بلينكن بأن حماس وإسرائيل وافقتا على إطار وقف إطلاق النار الذي حدده الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مايو، بعد جهود دبلوماسية وضغوط مكثفة. لكنه أشار إلى أن هناك بعض القضايا التي لا تزال بحاجة إلى حل.

وأضاف بلينكن أن المفاوضات "دخلت المرحلة الأخيرة" وهي تقترب من الوصول إلى اتفاق طال انتظاره بشأن وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن، مما يضعنا على طريق أفضل لبناء سلام واستقرار دائمين.

تقرير عن حديث بلينكن بأنه توصل لموافقة من حماس وإسرائيل
تقرير عن حديث بلينكن بأنه توصل لموافقة من حماس وإسرائيل 

نتنياهو يفرض شروطًا جديدة تعقد مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

إثر هذه التطمينات، وتحديدًا في 26 يوليو، أضاف بنيامين نتنياهو تعديلات وشروطًا جديدة على مقترح الصفقة التي يمكن أن توافق عليها إسرائيل، مما أدى إلى تعقيد المفاوضات من جديد.

وكشفت وكالة رويترز، أن نتنياهو اشترط فحص الفلسطينيين النازحين أثناء عودتهم إلى شمالي القطاع مع بدء وقف إطلاق النار، ما يمثل تراجعًا عن اتفاق سابق يسمح بعودة المدنيين النازحين بحرية إلى ديارهم. كما اشترطت إسرائيل وجود آلية لفحص هؤلاء المدنيين خشية أن يقدموا الدعم للمقاتلين الذين لا يزالون متحصنين في المنطقة.

ونقلت رويترز عن مصدر فلسطيني ومصدرين مصريين أن حركة حماس رفضت هذا المطلب الإسرائيلي الجديد.

وأشار المصدران المصريان إلى وجود نقطة خلاف أخرى تتعلق بمطلب إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) على حدود غزة مع مصر، وهو ما ترفضه القاهرة باعتباره تجاوزًا لأي إطار لاتفاق نهائي قد تقبله الأطراف.

تقرير عن شروط جديدة من نتنياهو تعقد المفاوضات
تقرير عن شروط جديدة من نتنياهو تعقد المفاوضات

تعقيبًا على الشروط الجديدة التي أضافها نتنياهو، قال أحد كبار المفاوضين الإسرائيليين المشاركين في محادثات الصفقة لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن نتنياهو يخلق أزمة عمدًا في مفاوضات وقف إطلاق النار، ويعرض بذلك حياة الرهائن للخطر.

واعتبر المفاوض أن طلب نتنياهو بإدخال آلية لفحص المدنيين العائدين إلى الشمال يُعتبر "ضربة قاضية للمحادثات"، ويشكل مخاطرة غير محسوبة على حياة الأسرى.

كما ذكرت الصحيفة، أن رئيس الشاباك وممثل الجيش في المفاوضات رفضا مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة، دون الحصول على رد مكتوب على الخطوط العريضة التي طرحتها حماس في مقترح قيد المناقشة بشأن صفقة التبادل، واعتبرا أنه لا جدوى من إرسال الوفد دون ذلك.

وأشارت الصحيفة إلى أن التوترات بين نتنياهو وفريق المفاوضات وصلت إلى مستوى عالٍ، إذ وصف عدد من كبار المسؤولين في الفريق إرسال الوفد إلى قطر، بأنه خطوة خداعية تهدف إلى إفشال المفاوضات.

تقرير حول موقف الوفد الإسرائيلي المفاوض ورفضه لتعقيدات نتنياهو
تقرير حول موقف الوفد الإسرائيلي المفاوض ورفضه لتعقيدات نتنياهو

بدورها، علقت حركة حماس في 29 يوليو الفائت، على التعديلات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن نتنياهو يعود إلى استراتيجية المماطلة والتهرب من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، من خلال وضع شروط جديدة تعكس تراجعًا عما نقله الوسطاء على أنه ورقة "إسرائيلية"، والتي كانت جزءًا من مشروع بايدن.

اغتيال هنية يعقد المفاوضات

ونقل موقع أكسيوس الأميركي أن التصعيد الأخير، وبشكل خاص اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، قد يزيد من خطر نشوب حرب إقليمية.

وذكر الموقع أن مسؤولين أميركيين أفادوا بأن الرئيس جو بايدن أجرى في مطلع أغسطس/آب الفائت "مكالمة متوترة" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حذره خلالها من المزيد من التصعيد في صراع الشرق الأوسط وضرورة التحرك الفوري نحو اتفاق لإعادة الأسرى ووقف الحرب.

تقرير حول التخوفات من تعقيد المفاوضات ونشوب حرب إقليمية عقب اغتيال هنية
تقرير حول التخوفات من تعقيد المفاوضات ونشوب حرب إقليمية عقب اغتيال هنية

بيان مشترك للوسطاء: "وقت الاتفاق قد حان"

في بيان مشترك صدر عن قادة الولايات المتحدة الأميركية ومصر وقطر في التاسع من أغسطس الفائت، أكد الوسطاء أن الوقت قد حان لتقديم الإغاثة الفورية للفلسطينيين، وإبرام صفقة لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى.

وأشار الوسطاء إلى أنهم عملوا خلال الفترة الماضية على صياغة اتفاق إطاري أصبح جاهزًا على الطاولة، ولا ينقصه سوى تفاصيل التنفيذ. ويستند الاتفاق إلى المبادئ التي حددها الرئيس بايدن في أواخر مايو الفائت، والتي أقرها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735.

وأضاف الوسطاء أنه لم يعد هناك متسع من الوقت لإضاعته، كما لا توجد أعذار لأي طرف لمزيد من التأخير. وأكدوا استعدادهم لتقديم اقتراح نهائي يجسر الهوة بين الأطراف، لحل ما تبقى من قضايا ونقاط خلاف بطريقة تلبي تطلعات الجميع.

بيان أميركا ومصر وقطر المشترك بشأن المفاوضات
بيان أميركا ومصر وقطر المشترك بشأن المفاوضات

وتعقيبًا على البيان المشترك، طالبت حركة حماس في بيان لها يوم 11 أغسطس، الوسطاء بتنفيذ خطة بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، وإلزام الاحتلال به بدلًا من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة التي توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيدًا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.

شروط نتنياهو الجديدة تعقد المفاوضات مرة أخرى 

رغم ما تضمنه بيان الوسطاء، ورغم البيان الصادر عن زعماء فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، الذين دعوا إلى وقف إطلاق النار في غزة فورًا، أعلن نتنياهو عن شروط جديدة أدت إلى تعقيد المفاوضات مجددًا.

وطالب نتنياهو بمعرفة أسماء الأسرى الـ33 الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة، كما اشترط حق الاعتراض على بعض أسماء الأسرى الفلسطينيين البارزين الذين ستطالب حماس بإطلاق سراحهم، وهو ما لم توافق عليه الحركة.

من جهة أخرى، نشرت صحيفة ذا نيويورك تايمز، تقريرًا، كشفت فيه عن تعنت إسرائيل وعدم إبدائها المرونة الكافية للتوصل إلى اتفاق. ووفقًا لوثائق غير منشورة اطلعت عليها الصحيفة، فإن إسرائيل قدمت للوسطاء، قبل فترة قصيرة من لقاء روما الذي كان مقررًا في 28 يوليو الفائت، شرطًا جديدًا يتمثل في مواصلة سيطرتها على الحدود الجنوبية لغزة مع مصر (محور فيلادلفيا)، وهو شرط لم يكن ضمن المقترح الإسرائيلي الأصلي. كما كشفت الوثائق عن مرونة أقل من إسرائيل بشأن السماح للفلسطينيين بالعودة إلى بيوتهم في شمالي غزة بعد نهاية الحرب.

وقد أثارت هذه الشروط قلق بعض أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي، الذين يخشون أن تؤدي الإضافات الجديدة إلى إفساد الصفقة.

نيويورك تايمز تكشف عن وثائق جديدة تعقد المفاوضات بسبب إسرائيل
ذا نيويورك تايمز تكشف عن وثائق جديدة تعقد المفاوضات بسبب إسرائيل

حماس تعلن عدم مشاركتها في لقاءات تفاوضية جديدة

تبعًا لذلك، أعلنت حركة حماس أنها لن تشارك في أي لقاءات تفاوضية جديدة سواء في الدوحة أو القاهرة. وفي تصريح لصحيفة "العربي الجديد"، أوضح عضو المكتب السياسي لحركة حماس، سهيل الهندي، أن الحركة تطالب بالتزام واضح من قبل الاحتلال بما تم الاتفاق عليه في الثاني من يوليو الفائت، وفقًا لما نقله الوسطاء من توضيحات. وأكد الهندي أن الحركة جاهزة للدخول في آليات تنفيذ الاتفاق حال تحقق هذا الالتزام.

من جهته، قال الناطق باسم حركة حماس، جهاد طه، لصحيفة العربي الجديد، إن الجهود والمساعي من قبل الوسطاء لا تزال مستمرة، وأن الحركة حريصة على إنهاء العدوان والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأعرب طه عن أمله في نجاح المساعي والجهود لضمان تنفيذ المقترح الأخير.

وأشار طه إلى أن حركة حماس لا ترفض مبدأ التفاوض، خلافًا لما تروج له الدعاية الإسرائيلية، لكنها تطالب بخطة تنفيذية لإنجاح هذه الجهود. وأوضح أن الاحتلال هو من يضع العراقيل ويعطل نجاح المقترحات من خلال المحطات التفاوضية المختلفة. وأكد أن حركة حماس قد أعلنت مواقفها بوضوح من جميع الطروحات والمبادرات السابقة وتعاطت بإيجابية معها.

تقرير عن رفض حماس للمشاركة في جولة المفاوضات في أغسطس الفائت
تقرير عن رفض حماس للمشاركة في جولة المفاوضات في أغسطس الفائت

استقالة محتملة لأعضاء الفريق الإسرائيلي بسبب مماطلة نتنياهو

تبعًا لشروط نتنياهو الأخيرة، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن بعض أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي فكروا في الاستقالة بسبب ما اعتبروه مماطلة من نتنياهو ومحاولات لإفشال المفاوضات من خلال تسريب تفاصيلها وتقليص صلاحياتهم. وأوضحت الصحيفة أن هذه المعلومات جاءت وفقًا للوسطاء العرب ومفاوض سابق.

وأشار المفاوض السابق، إلى نتنياهو، قائلاً “كان شعورنا طوال الوقت أنه كان معارضًا لنا. أنا متأكد تمامًا من أن فرص التوصل إلى اتفاق ستكون أعلى بكثير إذا لم يكن هناك”.

تقرير ذُكر فيه بأن بعض أعضاء الوفد الإسرائيلي يفكروا بالاستقالة بسبب مماطلة نتنياهو
تقرير ذُكر فيه بأن بعض أعضاء الوفد الإسرائيلي فكروا في الاستقالة بسبب مماطلة نتنياهو

تفاوض مرحلي على وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى في غزة

كشف التلفزيون العربي، عن تفاصيل مقترح أميركي جديد للتوصل إلى صفقة ووقف الحرب. ووفقًا لمصادر، يجعل المقترح، وقف إطلاق النار الدائم بندًا للتفاوض في المرحلة الثانية، وينص على مناقشة هذا البند ضمن سقف زمني محدد، ويربط عمليات الإغاثة بموافقة جميع الأطراف على شروط الاتفاق.

كما ينص المقترح الأميركي على إجراء مباحثات تقنية بشأن محور فيلادلفيا، ووضع آلية رقابة لعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.

وأفادت المصادر للتلفزيون العربي، بأن إسرائيل رفعت عدد الأسرى الذين تطالب بإبعادهم إلى خارج فلسطين إلى 150 أسيرًا، وأن التفاوض على إعادة الإعمار سيتم أيضًا في المرحلة الثانية.

لا ينص المقترح الأميركي الجديد صراحة على وقف إطلاق النار في غزة أو على انسحاب إسرائيلي من القطاع في المرحلة الثانية. ويعكس المقترح اهتمامًا أكبر بإعادة أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال المرحلة الأولى، بينما تم تأجيل القضايا الملحة بالنسبة لحركة حماس وأهالي القطاع إلى المرحلة الثانية، وفقًا لموقع التلفزيون العربي.

التلفزيون العربي يكشف عن مقترح أميركي جديد
التلفزيون العربي يكشف عن مقترح أميركي جديد

بايدن يتهم حماس بالتراجع عن خطة الاتفاق مع إسرائيل

وفي 20 أغسطس 2024، وأثناء استعداده لمغادرة شيكاغو بعد إلقائه كلمة خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، اتهم بايدن حركة حماس بالتراجع عن خطة الاتفاق المطروحة مع إسرائيل، من أجل التوصل لصفقة ووقف الحرب، وقال بايدن في رده على سؤال أحد الصحفيين "لا يزال الأمر قيد التنفيذ، لكن لا يمكنك التنبؤ"، وتابع "تقول إسرائيل إنها تستطيع حل هذه المشكلة.. حماس تتراجع الآن".

وأتت تصريحات جو بايدن في وقت كان فيه وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن في زيارة إلى مصر وقطر من أجل إجراء مزيد المحادثات بشأن الصفقة.

بايدن يتهم حماس بالتراجع عن خطة الاتفاق مع إسرائيل
بايدن يتهم حماس بالتراجع عن خطة الاتفاق مع إسرائيل

من جهتها، رفضت حركة حماس اتهامات الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار، معتبرةً أن هذه التصريحات مضللة وتظهر الانحياز الأميركي للاحتلال الإسرائيلي. وأكدت الحركة أن تصريحات بايدن وبلينكن تمنح ضوءًا أخضر لإسرائيل لارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين. وأشارت حماس إلى أن المقترحات الجديدة تشكل تراجعًا عن التفاهمات السابقة التي تم التوصل إليها في يوليو، والتي اعتمدت على إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن. 

مصر ترفض استضافة جولة المفاوضات بسبب تصريحات نتنياهو

وفي السياق، أفادت تقارير صحفية اليوم، الثلاثاء العاشر من سبتمبر/أيلول، بأن مصر رفضت استضافة جولة جديدة من مفاوضات غزة بين إسرائيل وحركة حماس، بسبب غضبها من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، إذ أصر على بقاء الجيش الإسرائيلي في المنطقة، معتبرًا إياها ممرًا لتهريب الأسلحة إلى حماس.

وتأتي هذه التصريحات رغم معارضة مصر وحماس لهذا الشرط. وحاولت إسرائيل والولايات المتحدة الدفع نحو عقد مفاوضات جديدة، إلا أن مصر رفضت الاستضافة بسبب استيائها من تصريحات نتنياهو. من جهته، أكد مكتب نتنياهو أن مواصلة المفاوضات هي سياسة دائمة، في حين اتهم وزير الخارجية المصري إسرائيل باختلاق الأعذار لإفشال المفاوضات مع اقتراب التوصل إلى اتفاق.

مصر ترفض استضافة جولة المفاوضات بسبب تصريحات نتنياهو
تقارير: مصر ترفض استضافة جولة المفاوضات بسبب تصريحات نتنياهو

اقرأ/ي أيضًا

ما صحة تصريح نتنياهو أنّ أربعة من أصل خمسة أميركيين يدعمون الحرب على غزة؟

في خطابه أمام الكونغرس: ما صحة تصريحات نتنياهو عن الأسرى المحررين من غزة؟

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة