` `

هل سبب التغير المناخي والكوارث الطبيعية هو اقتراب كوكب من الأرض؟

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
علوم
13 سبتمبر 2024
هل سبب التغير المناخي والكوارث الطبيعية هو اقتراب كوكب من الأرض؟
الادعاء مستمد من أفكار عالم الآثار زكريا سيتشن

انتشرت في السنوات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي شائعات، مفادها أن سبب تغير المناخ والكوارث الطبيعية التي يشهدها كوكب الأرض هو اقتراب نجم أو كوكب من الأرض، كلما أكمل دورة حول الشمس كل 3600 عام.

ويستند أنصار هذه النظرية إلى أفكار الكاتب وعالم الآثار، زكريا سيتشن، الذي زعم في سبعينيات القرن الفائت أن كائنات فضائية من كوكب سماه "نيبيرو" زارت الأرض في العصور القديمة.

كوكب الطارق يقترب من الأرض ويسبب الكوارث

زكريا سيتشن والكوكب الثاني عشر

في عام 1976، أصدر زكريا سيتشن كتابه "الكوكب الثاني عشر" الذي افترض فيه أن حضارات قديمة مثل السومريين، تلقت مساعدة من كائنات فضائية تُعرف باسم "الأنوناكي"، قدمت من كوكب نيبيرو. ووفقًا لسيتشن، يعود هذا الكوكب إلى النظام الشمسي كل 3600 عام، ويؤدي اقترابه من الأرض إلى تغييرات جذرية وكوارث.

وعلى الرغم من أن سيتشن لم يزعم أن نيبيرو سيعود في وقت قريب، إلا أن نظريته تحولت مع مرور الوقت إلى أساس لتكهنات كونية وسيناريوهات حول نهاية العالم.

نيبيرو ونظريات المؤامرة: من عام 2012 إلى اليوم 

مع مرور الزمن، ارتبط كوكب نيبيرو بنظريات عدة تتعلق بنهاية العالم. وشاعت إحدى أبرز تلك النظريات مع حلول عام 2012، عندما ربط كثيرون بين نهاية تقويم المايا وعودة نيبيرو. وفقًا لتلك الشائعات، كان من المفترض أن يؤدي اقتراب هذا الكوكب إلى تدمير الأرض أو تغيير الحياة على سطحها بشكل جذري. ورغم أن هذا السيناريو لم يتحقق، إلا أن الاعتقاد بوجود نيبيرو لا يزال رائجًا في أوساط المؤمنين بنظريات المؤامرة.

محاولة لإضفاء الشرعية الدينية على أسطورة نيبيرو

في محاولة لإضفاء شرعية دينية على النظرية، لجأ بعض أنصار نظرية كوكب نيبيرو إلى النصوص الدينية، مدعين أن "الطارق"، الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، هو نفسه "نيبيرو". وفقًا لهذه النظرية، فإن اقتراب هذا الجرم السماوي سيؤدي إلى كوارث كبرى وتقلبات في النظام الطبيعي للأرض. أحد هذه المزاعم هو أن نيبيرو يؤثر على المجال المغناطيسي للأرض، مما سيؤدي إلى انعكاس الأقطاب المغناطيسية.

ورغم أن الانقلاب القطبي حدث جيولوجي حقيقي وقد يحدث على مدى آلاف السنين، إلا أن العلماء يؤكدون أن لا علاقة للظاهرة بأي جسم سماوي مجهول، وأنها تحدث نتيجة تغييرات في نواة الأرض وهي غير مرتبطة بجسم غريب من خارج النظام الشمسي.

أسطورة مصدرها أخطاء في ترجمة سيتشن

علاوة على الدحض العلمي لأسطورة نيبيرو، أظهرت مراجعة تفسيرات زكريا سيتشن للنصوص السومرية من قبل خبراء في اللغات القديمة، أن ترجمات سيتشن تضمنت العديد من الأخطاء، وأن النصوص لم تذكر كوكبًا يقترب من الأرض كل 3600 عام. كما لم تكن هناك أي إشارات إلى كائنات فضائية ساعدت الحضارات القديمة، ما يعني أن العديد من أفكاره اعتمدت على قراءات شخصية غير دقيقة للرموز والنصوص التاريخية.

ترجمة خاطئة للنصوص السومرية وراء نظرية كوكب نيبيرو

وكالة الفضاء الأميركية تنفي وجود نيبيرو  

قدّم ديفيد موريسون، عالم الفضاء في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، ردودًا مفصلة أظهرت افتقار نظرية "نيبيرو" إلى أساس علمي. وخصص موريسون جزءًا كبيرًا من وقته للتصدي إلى الشائعات التي انتشرت عن "نيبيرو" على مر السنين، خاصة من خلال الإجابة على استفسارات العامة في قسم "اسأل عالمًا" على موقع ناسا.

أكد موريسون مرارًا أنه لا وجود لكوكب يتجه نحو الأرض اسمه نيبيرو، موضحًا أنه لو كان هناك كوكب بتلك الضخامة على مقربة من النظام الشمسي الداخلي، لرصده العلماء قبل عقود. كما أشار إلى أنه في علم الفلك، لا يمكن لمثل هذا الجسم الضخم أن يبقى غير مكتشف لفترة طويلة، خاصة مع وجود تلسكوبات متقدمة تراقب السماء بشكل مستمر. وأضاف أن أي جسم بحجم كوكب نيبيرو، الذي يُزعم أنه يتجه نحو الأرض، كان سيؤثر على مدارات الكواكب الأخرى، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

اقرأ/ي أيضًا

هل من المؤكد وجود حياة خارج كوكب الأرض؟

الفيديو مولد بالذكاء الاصطناعي ولا يُظهر تأثير التغير المناخي على حيوان زاحف في أستراليا

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة