تتزامن الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2024، المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء الموافق للخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وهي الانتخابات الأميركية رقم 60، مع تزايد موجة انتشار المعلومات المضللة والزائفة على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإخبارية التي تطاول الانتخابات حول العالم، مع العلم أنّ العام الجاري هو عام تاريخي من حيث عدد عمليات الانتخاب الناخبين الذي وصل إلى 83 عملية انتخاب في مختلف بلدان العالم من الهند والاتحاد الأوروبي وغيرهما.
وفي أثناء العمليات الانتخابية التي أجريت خلال العام الجاري، وخاصة الانتخابات الأميركية، انتشرت العديد من المعلومات المضللة والزائفة حول عمليات الاقتراع وأماكنها، وطاولت أيضًا المرشحين أنفسهم، وفي هذا التقرير نعرض لكم أبرز الادعاءات المضللة والزائفة التي رصدها مسبار حول المرشح الجمهوري والرئيس السابق للولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب.
لم يتهم ترامب أميركا بتدبير هجمات 11 سبتمبر
تداولت صفحات وحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي، يوم 25 يناير/كانون الثاني من مطلع العام الجاري، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه لاتهام الرئيس السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري للانتخابات الأميركية، دونالد ترامب، الحكومة الأميركية بتدبير هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.
بالبحث وجد مسبار أنّ الادعاء المتداول مضلل، إذ اتضح أنّ مقطع الفيديو مجتزأ من كلمة ألقاها المرشح الرئاسي دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية ولا يتهم فيها الولايات المتحدة الأميركية بأنها من نفذت هجوم 11 سبتمبر.
وبالمتابعة ظهر أنّ السياق الصحيح للكلمة هو أن ترامب كان قد قال إنّ "قرار حظر السفر الذي فرضه على بعض الجنسيات من الدول الإسلامية من الدخول إلى أميركا جعل الولايات المتحدة آمنة من الهجمات الإرهابية"، مضيفًا أنّ فترة حكمه لم تتخللها أي هجمات كما كان يحدث في السابق.
استخدام صور مفبركة لدعم حملة دونالد ترامب
نشرت وسائل إعلام غربية، أنّ أنصارًا للرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية المُقبلة، دونالد ترامب، عملوا على مشاركة صور مزيفة مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي تظهر ناخبين من "البشرة السمراء"، لاستقطاب الناخبين/ت الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية، وحثهم على التصويت لصالح الحزب الجمهوري، متمثلًا في مرشحهم دونالد ترامب.
وكشف برنامج بانوراما الذي يُذاع على شبكة بي بي سي البريطانية، عن عشرات الصور المولدة بأدوات الذكاء الاصطناعي والتي تصور أصحاب "البشرة السمراء" على أنهم مناصرون للرئيس الأميركي السابق. لكن، وفق التقرير، لم يتوفر أي دليل موثوق يربط هذه الصور بشكل مباشر بحملة دونالد ترامب إلا أنّ ناشريها كانوا من أنصاره.
وإحدى هذه الصور، تظهر ترامب مبتسمًا وهو يضع ذراعيه حول مجموعة من "النساء السود" في إحدى التجمعات، وانتشرت بشكل واسع النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد انتشار هذه الصور الزائفة والمولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي على المخاوف من انتشار التضليل المعلوماتي، الذي يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا كبيرًا في توسيع رقعته وتجديد أدواته، ليصل لأعداد ضخمة من الناخبين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خاصة حول العالم.
فيديو مفبرك لشاب كردي يصفع دونالد ترامب أثناء إلقائه كلمة
تداولت حسابات وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، يوم 17 مارس/آذار العام الجاري، مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه يُظهر المرشح الرئاسي دونالد ترامب، وهو يتلقى صفعة من شاب إيراني كردي أثناء إلقائه خطابًا.
وأضاف الادّعاء أيضًا أنّ ترامب سخر قبل الخطاب من امرأة إيرانية كانت ترتدي ثوبًا كرديًّا، مما أثار غضب زوجها الذي حاول الانتقام منه بصفعه.
بالبحث وجد مسبار أنّ الادعاء زائف، إذ إنّ مقطع الفيديو مفبرك، وأضيفت إليه جزئية صفعة شاب لدونالد ترامب. وتبيّن أنّ الفيديو الأصلي نشرته قناة سي بي إس الأميركية عبر قناتها الرسمية على موقع يوتيوب، يوم 12 مارس عام 2016، وجاء في الوصف الخاص بالمقطع أنّ عملاء الخدمة السرية سارعوا لحماية ترامب، من متظاهر حاول تسلق المنصة خلال تجمع كان قد نظمته حملة دونالد ترامب في مدينة فانداليا بولاية أوهايو الأميركية.
وبعد حين، تم تحديد هوية المتظاهر، المدعو توماس ديماسيمو، البالغ من العمر 32 عام، ووجهت له تهمة السلوك غير منضبط.
تصريحات منزوعة من سياقها لتأجيج العنف قبيل الانتخابات الأميركية
تداولت وسائل إعلام عربية وعالمية، خلال شهر مارس من العام الجاري، تصريحًا للرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، يقول فيه "انتظروا حمام دم إذا لم أفز بالرئاسة بانتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم"، ونقلت وسائل الإعلام بمختلف توجهاتها التصريح، وعقبت عليه إدارة الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأميركية، لجو بايدن، مستنكرة إياه ووصفوه بأنه تهديد بممارسة العنف السياسي.
لكن بالبحث، توضح لمسبار أنّ السياق الذي قيل فيه التصريح المنقول عن دونالد ترامب، مختلف عما يتم تداوله في وسائل الإعلام، إذ تبيّن أنّ سياق حديث ترامب حول "حمام الدم" كان أثناء جزء معين من خطابه، تحدث فيه عن فرضه رسوم جمركية لحماية صناعة السيارات إذا تم انتخابه، وليس تهديدًا شاملًا كما توحي الأخبار التي تناولت التصريح.
وكان سياق ما تم تداوله عن خطاب الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب، هو تهديد صناعة السيارات الأميركية خاصة من الصين عبر المكسيك، إذ أكد على استخدامه مصطلح "حمام الدم"، والذي بحث مسبار في معانيه في اللغة الإنجليزية، ووجد أنّ إحدى المعاني تشير إلى "كارثة اقتصادية" ولا يلزم استخدامها في سياق دموي أو كارثة إنسانية فقط.
ومن جهته علق ترامب على ما تم تداوله من خطابه، عبر منشور شاركه المرشح الجمهوري على حسابه الرسمي بمنصة تورث سوشيال التي يملكها.
بقوله "تظاهرت وسائل الإعلام الإخبارية الكاذبة، وشركاؤها الديمقراطيون في تدمير أمتنا، بالصدمة من استخدامي لكلمة حمام الدم، على الرغم من أنهم فهموا تمامًا أنني كنت أشير ببساطة إلى الواردات التي سمح بها المحتال جو بايدن، والتي تقتل صناعة السيارات. إن اتحاد عمال السيارات، وليس قيادتهم، يفهمون تمامًا ما أعنيه. مع دفع بايدن لاعتماد السيارات الكهربائية، لن تكون هناك أي سيارات مصنوعة في الولايات المتحدة قريبًا -إلا إذا تم انتخابي رئيسًا، وفي هذه الحالة سوف يزدهر تصنيع السيارات بشكل لم يسبق له مثيل!!! لنجعل أميركا عظيمة مجددًا 2024".
اتهام ترامب لأوباما بصنع داعش قديم وليس خلال حملته الرئاسية الحالية
نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، شهر مارس الفائت، فيديو للمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، يقول فيه إنّ تنظيم داعش هو صنيعة الرئيس السابق أوباما، وجاء ذلك تزامنًا مع تبني التنظيم الهجوم المسلح على حفل موسيقي في العاصمة الروسية موسكو.
وبالتحقق وجد مسبار أنّ الادعاء الذي تم تداوله مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم وليس خلال حملته الانتخابية الحالية، وجاء في سياق خطاب له عام 2016 تحدث فيه عن معارضته لغزو أميركا للعراق عام 2003، إذ يؤكد المرشح الجمهوري في خطاباته أنه معارض لتدخل الولايات المتحدة في العراق وليبيا، متهمًا الرئيس الديمقراطي السابق وهيلاري كلينتون بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وإثارة الفوضى.
حديث قديم لترامب عن حماية أميركا للسعودية مقابل دفعها المليارات
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر إبريل/نيسان الفائت، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه يظهر دونالد ترامب، وهو يذكر أنّ المملكة العربية السعودية دولة غنية جدًا معلقًا بأنّ ليس لديهم سوى المال، وهاجم الذين يطالبون بمقاطعة المملكة، بحجة أنّ ذلك سيسبب خسارة الولايات المتحدة الأميركية ما يقرب من 450 مليار دولار سنويًا، حسب ادعاء ترامب.
وبالمتابعة وجد مسبار أنّ الادعاء مضلل، إذ إنّ المقطع الذي تم تداوله حينها، مجمع ومكون من ثلاثة مقاطع مختلفة، وتعود جميعها لخطابات قديمة ما بين فترة 2018 إلى 2019، وذلك خلال تجهيزات الحزب الجمهوري وحملة ترامب للانتخابات الرئاسية للعام 2020.
لم يتنبأ المسلسل الأميركي عائلة سيمبسون بوفاة دونالد ترامب
نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال شهر يوليو/تموز من العام الجاري، صورة زعم ناشروها أنها لتنبؤ المسلسل الكرتوني الأميركي "عائلة سيمبسون"، بوفاة الرئيس الأميركي السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب.
تحقق مسبار من الادعاء الذي تم تداوله، وتبيّن أنه زائف، إذ إنّ مسلسل عائلة سيمبسون لم يتنبأ بوفاة دونالد ترامب، ولم تظهر اللقطة المتداولة على أنها لوفاته في أي من حلقات المسلسل، بل توضح بالبحث أنّ الصورة مفبركة، إذ نشرها مستخدم مجهول الهوية في فبراير/شباط عام 2017، على منتدى للدردشة يسمى 4chan، وبالرغم من ظهور شخصية دونالد ترامب في حلقات عدة من المسلسل، لكن لم يتبين بالبحث ظهور اللقطة التي يشير إليها الادعاء على أنها تنبؤ بوفاة الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
انتشار نظريات المؤامرة عقب محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب
عقب محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق والمرشح للرئاسة دونالد ترامب في منتصف شهر يوليو الفائت، انتشرت نظريات المؤامرة والادعاءات المضللة والزائفة حول حيثيات العملية ومعطياتها، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، أثناء التحقيقات التي أجرتها السلطات المسؤولة آنذاك.
إحدى هذه الاتهامات وجهت للرئيس الحالي لأميركا جو بايدن، إذ اتهمه العديد من السياسيين بأنه وحملته، يقفون وراء عملية إطلاق النار المباشر على المرشح دونالد ترامب، وقال آخرون بأنّ الحادث كان مفبركًا، بالإضافة لمنشورات تروج لأسماء وشخصيات مغلوطة عن مطلق النار.
وعلى صعيد آخر، تناقلت حسابات مؤيدة لليمين الأميركي المتطرف صورة حول مطلق النار على التجمع الانتخابي التابع لحملة ترامب، مدعين أنها لرجل يدعى مارك فيولتيس، واصفة إياه بأنه متطرف ويتبع لأنتيفا، موجهين الاتهام للحركة اليسارية المتطرفة، وبالتحقق من الصورة تبيّن لمسبار أنّ الادعاء مضلل، إذ إنّ الصورة تعود لصانع محتوى فيديو إيطالي الجنسية، يدعى ماركو فيولي، الذي بدوره نفى تورطه بشكل قاطع بحاولة اغتيال ترامب، آنذاك.
فيديو قديم لترامب وليس خلال لقائه الأخير مع بنيامين نتنياهو
نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، في يوليو الفائت، مقطع فيديو زعم ناشروه أنه يظهر الرئيس السابق دونالد ترامب وهو يرفض مصافحة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ينيامين نتنياهو، وذلك خلال لقاء جمع بينهما، في زيارة نتنياهو الأخيرة لإلقاء خطبة على الكونغرس الأميركي.
تحقق مسبار من الادعاء الذي تم تداوله، حينها، واتضح أنه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم ويعود لعام 2017، وليس خلال اللقاء الأخير الذي جمع بين ترامب ونتنياهو في الولايات المتحدة الأميركية كما ادعى الناشرون.
وترجع حقيقة المقطع لزيارة أجراها المرشح الجمهوري دونالد ترامب لإسرائيل عام 2017، وظهر خلالها في لحظة استثنائية متجاهلًا الأعراف السياسية الدولية، إذ نظر في الاتجاه المعاكس أثناء تصوير المسؤولان مع بعضهما البعض، لكنه سرعان ما التفت للموقف الخاطئ وعاد ليصافح نتنياهو.
ترامب يستخدم صورًا مولدة بالذكاء الاصطناعي لاستقطاب الناخبين
بمتابعة مسبار الحسابات الرسمية للرئيس السابق والمرشح الرئاسي للانتخابات الأميركية، دونالد ترامب، على موقع التواصل الاجتماعي، وخاصة موقع تروث سوشيال الذي يملكه، ظهر أنه في يوم 19 أغسطس/آب الجاري، نشر المرشح الجمهوري صورة زائفة مولدة بالذكاء الاصطناعي لمغنية البوب الأميركية الشهيرة تايلور سويفت مع تعليق "تايلور سويفت تريدك أن تصوت لترامب".
وكانت سويفت قد وجهت النقد سابقًا للرئيس السابق دونالد ترامب عام 2020، في منشور لها على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي إكس، متهمة إياه أنه يحض على العنف والكراهية، وهو ما ينافي ادعاء ترامب في منشوره المولد بالذكاء الاصطناعي، الذي يدعي فيه تأييد المغنية الأميركية لحملته الرئاسية.
وفي وقت لاحق، أعلنت المغنية تأييدها الصريح والمباشر للمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية للعام الجاري، كامالا هاريس، في سبتمبر/أيلول الفائت، إذ قالت إنها ستصوت لهاريس، لأنها تحارب من أجل حقوقنا، وأن حقوقهم تحتاج لمحارب مثلها.
اقرأ/ي أيضًا
دور إيلون ماسك في نشر المعلومات المضللة والتأثير على الانتخابات الأميركية
موجة من المعلومات المضللة مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية