` `

ادعاءت مضللة عن فايروس كورونا منسوبة لأطباء ألمان

إسلام عزيز إسلام عزيز
صحة
5 ديسمبر 2020
ادعاءت مضللة عن فايروس كورونا منسوبة لأطباء ألمان
المنشور يحتوي على معلومات مضللة وإثارة (Getty)

الادعاء

"تهزم ألمانيا ما يسمى بـ COVID-19،  وهو ليس أكثر من تخثر منتشر داخل الأوعية (تجلط الدم). وطريقة التعامل مع ذلك أو علاجه، هو أولاً وقبل كل شيء، الأسبرين كمضاد للتخثر".

الخبر المتداول

تتداول حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق واتساب، حديثاً، منشوراً طويلاً  يدعي أن أطباء ألمان عثروا على السبب الحقيقي وراء فايروس كورونا المستجد. وجاء على النحو التالي:

- لم يلتزم الأطباء الألمان بأوامر منظمة الصحة العالمية، التي تأمر بعدم إجراء تشريح لجثث المتوفين بفايروس كورونا، واثبتوا أن هذا ليس فايروساً عادياً، بل فايروس يسبب الوفاة. ويؤدي إلى تكوين جلطات دموية وموت المريض.

- تهزم ألمانيا ما يسمى بـCOVID-19، وهو ليس أكثر من تخثر منتشر داخل الأوعية (تجلط الدم). وطريقة التعامل مع ذلك، أو علاجه، هو أولاً وقبل كل شيء، الأسبرين، كمضاد للتخثر.

- العقار كان معروفاً بالفعل، لكن منظمة الصحة العالمية لم تبلغ الصينيين به. لأنه بالنسبة إلى منظمة الصحة العالمية مجرد عمل.

- كل ما عليك فعله هو القيام بما يلي: تناول الأسبرين 100 ميليغرام والمبروناكس أو الباراسيتامول. لأنه ثبت أن COVID-19 يثخن الدم، مما يحفز الشخص على الإصابة بتجلط الدم. والدم غير مشبع بالأكسجين فيكثف، ويتباطأ التدفق في القلب والرئتين، ولا يستطيع الشخص التنفس فيموت بسرعة.

- في ألمانيا، انتهكوا البروتوكول الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية وأجروا تشريحاً لجثة متوفى بكورونا. عندما فتحوا الجسد والذراعين والساقين وأجزاءً أخرى من الجسم، أدركوا وجود دم متجلط في الأوردة. وتمتلئ جميع الأوردة والشرايين بجلطات دموية، وهو ما يتداخل مع تدفق الدم الطبيعي وإمداد الأكسجين لجميع الأعضاء، ومعظمها إلى الدماغ والقلب والرئتين، ونتيجة لذلك توفي المريض في النهاية.

- إنهم يعرفون بالفعل عن هذا التشخيص، وقد غيرت وزارة الصحة الألمانية على الفور بروتوكولات العلاج لـ COVID-19 وبدأت في وصف 100 ميليغرام من الأسبرين و Apronax لمرضاها المصابين.

النتيجة: بدأ المرضى يتعافون وظهرت التحسينات. أطلقت وزارة الصحة سراح أكثر من 14000 مريض في يوم واحد وأرسلتهم إلى منازلهم.

المصدر: ألمانيا، وزارة الصحة.

صورة متعلقة توضيحية

تحقيق مسبار

تحقق "مسبار" من المنشور المتداول وتبين أنه يحتوي على معلومات مضللة وإثارة. وهي من وحي خيال مؤلفه لا أكثر، إذ نفت منظمة الصحة العالمية في مايو/أيار الفائت، أنها تأمر بعدم تشريح جثث موتى فايروس كورونا المستجد. وأصدرت إرشادات للوقاية من العدوى ومكافحتها في الإدارة السليمة لجثث الموتى، باتخاذ الاحتياطات اللازمة عند إجراء التشريح.

السبب الحقيقي وراء المنشور المتداول

لم تعلن وزارة الصحة الألمانية عن المعلومات المتداولة كما يدعي المنشور. ويُرجح "مسبار" أنه انتشر بعد ورود تقارير، تتحدث عن نجاح ألمانيا في التعامل مع الفايروس، على الرغم من أنها كانت تحتل المركز الرابع عالمياً سابقاً من حيث عدد الإصابات، حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، إلا أن عدد الوفيات مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى لا يزال منخفضاً. وأثبتت ألمانيا قدرتها على إدارة الأزمة بشكل فعال، وتم تصنيفها من بين أفضل البلدان في التعامل معها.

كما يُرجع عدد من الخبراء تفوق ألمانيا، إلى بروتوكولات الوقاية المعمول بها في البلاد. وتضمنت هذه البروتوكولات التأسيس المبكر لقدرات الاختبار، ومستوياته العالية (في الاتحاد الأوروبي، تعتبر ألمانيا رائدة في الاختبارات لكل حالة مؤكدة)، واستراتيجية احتواء فعالة لكبار السن (ما قد يفسر سبب انخفاض معدل الوفيات في ألمانيا كثيراً عن البلدان المماثلة)، والاستخدام الفعال لقدرة المستشفيات الكثيرة في البلاد. كما اتخذت الحكومة الألمانية أيضاً مزيداً من الإجراءات الوقائية لمكافحة الفايروس مثل لوائح التباعد الاجتماعي، واختبار ونشر تقارير منتظمة حول انتشاره، وتحديثات التجارب السريرية على الأدوية واللقاحات.

تشريح جثث موتى كورونا في ألمانيا

أجرى أطباء وباحثون ألمان بالفعل عمليات تشريح على جثث موتى بفايروس كورونا المستجد، ونشروا أبحاثهم حول هذا الموضوع. والكلام المذكور في المنشور المتداول قريب من دراسة نفذها الدكتور الألماني كلاوس بوشال، في مارس/آذار الفائت. الذي أجرى عمليات تشريح لرفاة متوفين بالفايروس. قاعدة معلومات الدكتور بوشال تحتوي على معلومات عن 100 رفاة جرى تشريحها، جميعها تؤكد ألاّ أحد من المتوفين مات قطعاً بسبب فايروس كورونا المستجد فقط، بل كانوا يعانون من مشكلات القلب والأوعية الدموية ومن ارتفاع ضغط الدم ومن تصلب الشرايين والسكري والسرطان والفشل الكلوي أو الرئوي أو من تليف الكبد. رغم ذلك، يقول بوشال، إنه يجب التعامل مع فايروس كورونا بجدية تامة، لكنه ينبه إلى أن المخاوف السائدة يغلب عليها طابع المبالغة، مبيناً أن كورونا "لم يكن مرضاً معدياً خطيراً على أية حال".

دراسة الدكتور بوشال تدعمها دراسة صدرت عن وزارة الصحة الإيطالية، وهي لا تستند على التشريح، بل على مسار المرض لدى 1738 متوفى، فعلاوة على الإصابة بفايروس كورونا المستجد فإن نسبة 96.4 من المتوفين بهذا المرض كانوا يعانون من مرض واحد على الأقل، أهمها غالباً حالات ارتفاع ضغط الدم (70 %)، السكري (32 %)، أمراض القلب والأوعية الدموية (28 %). علماً أن متوسط الأعمار في إيطاليا هو 79 عاماً.

عقار الأسبرين لمعالجة مرضى كورونا

توصلت دراسة إلى أن عقار الأسبرين يمكن أن يساعد في منع المضاعفات الخطيرة لعدوى فايروس كورونا المستجد، وشملت فحص سجلات 412 أصيبوا بالفايروس وتم إدخالهم إلى المستشفيات بين مارس/آذار ويوليو/تموز من العام الجاري. ونشرت الدراسة في مجلة التخدير والتسكين (Anesthesia & Analgesia journal).

وأفاد الباحثون بأن الأشخاص الذين تناولوا الأسبرين كانوا: أقل حاجة للعرض على جهاز التنفس الصناعي، وأقل عرضة للدخول إلى وحدة العناية المركزة، وانخفض لديهم خطر الوفاة بالفايروس.

ويقوم الأسبرين بتقليل تجلط الدم، وهو أمر يمكن أن يؤثر على الأشخاص الذين أدخلوا المستشفى بسبب الفايروس، وذلك لقدرته على الحد من خطر الجلطات. ومع ذلك، يجب إجراء المزيد من الأبحاث، فالأسبرين يمنع تعاطيه دون استشارة الطبيب، ويمكن أن يسبب آثاراً خطيرة مثل النزيف وحتى حدوث سكتة دماغية نزفية.

وتشير معطيات إلى أن نسبة من مرضى فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذين أدخلوا وحدة العناية المركزة سيصابون بجلطات دموية في الساقين أو الرئتين، وهنا يأتي دور الأسبرين في منع أو تقليل خطر ذلك.

ونؤكد هنا أنه يمنع تماماً أخذ الأسبرين أو أي عقار للوقاية من كورونا أو التعامل معه دون استشارة الطبيب.

الدواء المستخدم في ألمانيا لعلاج مرضى كورونا

تستخدم ألمانيا الدواء التقليدي المتبع في الاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم، لعلاج مرضى كورونا، بجانب عدة أدوية أخرى تُعطى للمرضى، على حسب الحالات ونوع الأمراض الأخرى عند المصابين بالفايروس. ويعتبر عقار ريمديسفير المضاد للفيروسات، أحد أهم الأدوية في ألمانيا، وقال وزير الصحة الألماني في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، إن العقار مضاد للفيروسات ومفيد، خاصةً في وقت مبكر من مسار المرض.

يُذكر، أن الاختبارات النهائية للقاحات ضد فايروس كورونا دخلت مراحلها الأخيرة في عدة دول، منها ألمانيا، ويُتوقع أن يبدأ التطعيم بها بحلول العام المقبل. ومنذ انتشار الفايروس أجريت اختبارات على عشرات الأدوية لمواجهته.

 

اقرأ/ي أيضاً:

شائعات انتشرت عن فايروس كورونا

مؤسس الشركة التي طورت لقاح كورونا تركي الأصل وليس سورياً

تصنيف الخبر

مضلل

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة