` `

هل ضيق المهبل وجفافه دليل على الحمل؟

صحة
6 أكتوبر 2021
هل ضيق المهبل وجفافه دليل على الحمل؟
التغيرات التي تحدث أثناء فترات الحمل لا تشمل الجفاف أو الضيق (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تختلفُ علامات الحمل من امرأة لأُخرى، لكن هل ضيق المهبل وجفافه من هذه العلامات أو التغييرات، وما هي الأسباب الفعلية لها، وما هي التغيرات التي تحدث للجسم والمهبل أثناء مراحل الحمل المختلفة ومدى تأثيرها على الجنين والأم بشكل عام، وما هي طرق التخفيف من الأعراض والعلامات المزعجة أثناء الحمل، كل هذه الأسئلة سنجيب عنها في مقالنا هذا وفق دراسات وأبحاث مؤك~دة.

ما هي أسباب ضيق المهبل وجفافه؟ 

الحقيقة أنّ ضيق المهبل وجفافه لا يُعتبر دلالة على الحمل مُطلقًا؛ لأن التغيرات التي تحدث أثناء فترات الحمل لا تشمل الجفاف أو الضيق، بل تشمل تغيرات أخرى سنتحدث عنها تباعًا، أما فيما يخص أسباب الجفاف والضيق فيُمكن تلخيصها فيما يلي:

التهاب المهبل

يحدث التهاب المهبل عادةً نتيجة التغيّر في توازن البكتيريا النافعة التي تعيش داخله؛ بسبب تناول بعض المضادات الحيوية، أو العدوى، أو بسبب بعض الأمراض المنقولة جنسيًا، أو نتيجة استخدام المواد المعطرة؛ كالغسول، وأيًّا كان السبب فإن الالتهاب يُسبب مجموعةً من الأعراض يُمكن أن تتلخص فيما يلي:

  • حكة المهبل.
  • التهاب وتورّم الجلد وتشقّقه حول المهبل.
  • الشعور بالألم والحرقة أثناء التبول أو ممارسة الجنس.
  • التغيّر في الإفرازات المهبلية من حيث اللون والرائحة والقوام.
  • النزيف المهبلي الخفيف في غير أوقات الحيض، وهو ما يعرف بالتبقّع.

التشنجات المهبلية

هي عبارة عن تشنج عضلي لا إرادي يحدث لعضلات الحوض تحسبًا لدخول جسم غريب للمهبل، سواءً أثناء ممارسة الجنس أو أثناء إدخال سدادة قطنية، وقد تُسبب مجموعة من الأعراض؛ منها:

  • الضيق المفاجئ في المهبل.
  • التشنجات في عضلة المهبل.
  • الشعور بألم وحرقة في المهبل.

سن اليأس

من المعروف أن ضيق المهبل يحدثُ عادةً بسبب انخفاض مستوى هرمون الأستروجين خلال أيام معينة في الدورة الشهرية، و عند اقتراب النساء من سن اليأس فإن مستوى الهرمون ينخفض بشكل كبير مسببًا ضيق المهبل وجفافه، بالإضافة إلى ترقُق بطانة المهبل، كما قد تُسبب هذه المرحلة مجموعةً أُخرى من الأعراض؛ ومنها:

  • حرقان وحكة في المهبل.
  • تزايد الالتهابات المهبلية والتهابات المسالك البولية.
  • كثرة الحاجة إلى التبول.
  • عسر الجماع نتيجة إنخفاض التزليق أثناء ممارسة الجنس.
  • النزف بعد ممارسة الجنس؛ بسبب هشاشة الأنسجة وتعرضها للتمزق والتشقق.

الحمل

يحدث ضيق المهبل أثناء الحمل في أواخره؛ بسبب التغيرات التي تحدُّث استعدادًا لمرحلة الولادة؛ وبسبب تضخّم الرحم؛ ممّا يزيد الضغط على المهبل مُسببًا ضيقه، وقد تحدث له مجموعة أخرى من التغيرات خلال الحمل تشمل:

  • تغيير في اللون؛ فقد يميل إلى اللون الأحمر الأرجواني أو الأزرق بسبب زيادة تدفق الدم.
  • الشعور بالضغط والامتلاء نتيجة زيادة حجم الرحم وضغط الجنين إلى الأسفل.
  • زيادة الإفرازات المهبلية أثناء الحمل كنتيجة لزيادة مستوى الهرمونات الأنثوية، وهذه العلامة تستمر طوال فترة الحمل.
  • الولادة والرضاعة؛ في مرحلة الولادة وما قبلها يتسع المهبل استعدادًا لولادة الطفل، لكنه يتقلص ويعود لحجمه الطبيعي بعد الولادة، فيما تُعاني النساء المرضعات أحيانًا من جفاف المهبل؛ بسبب التغير في مستوى الهرمونات؛ وهذا قد يسبب تضيقًا في المهبل وشعورًا بالانزعاج، لكن هذه الأعراض تقل مع مرور الوقت.

أسباب أخرى

  • الغسل المهبلي: قد يكون من أسباب تهيّج وجفاف المهبل وضيقه استخدام الغسولات أو الدش المهبلي؛ بواسطة الماء والصابون، أو بعض المواد التي قد تُسبب الإخلال بالتوازن البكتيري في المهبل؛ الذي يُحافظ على بيئته الحامضية المضادة للبكتيريا.
  • الولادة والرضاعة الطبيعية: تنخفض مستويات هرمون الأستروجين بعد الولادة مباشرةً؛ بسبب زيادة هرمونات الحليب المعروفة باسم البرولاكتين، وهذا يُسبب ضيق المهبل وجفافه وترقّقه، لكن هذه الأعراض تختفي بمجرد عودة الأستروجين لمستواه الطبيعي بعد تقليل الرضاعة الطبيعية أو بعد فطام الطفل.
  • زيادة التستوستيرون: في بعض حالات التحوّل الجنسي من أُنثى لذكر؛ يتم إعطاء المريضة كميات كبيرة من هرمون التستوستيرون؛ والذي يُسبب جفافًا شديدًا في المهبل وهشاشةً في أنسجته.
  • متلازمة سجوجرن: وهي حالة مرضية تنتمي لأمراض المناعة الذاتية، تُؤثر على إفراز السوائل في الجسم؛ مثل اللعاب والدموع؛ وبالتالي فإنها تُسبب جفاف المهبل بسبب نقص السوائل.

هل يمكن علاج ضيق فتحة المهبل؟

الحقيقة أن طريقة العلاج تعتمد على السبب الفعلي لضيق المهبل وجفافه، إذ يُمكن اعتماد بعض الاستراتيجيات والطرق للتخفيف من الأعراض مثل:

  • المداعبة: يمكن لِلمداعبة قبل ممارسة الجنس التخفيف من أعراض الجفاف؛ بسبب وجود غدد بارثولين التي تزيد من رطوبة المهبل عند الإثارة.
  • استخدام المزلقات الشخصية: وهي منتجات يتم وضعها على المهبل قبل ممارسة الجنس؛ لأنها تُقلل الاحتكاك وتمنع الجفاف أثناء ممارسة الجنس؛ إذ يُفضّل عادةً استخدام المزلقات ذات الأساس المائي؛ لأن بعض المزلقات الزيتية تُسبب تهيّج المهبل، كما يُمكن استخدام مزلقات السيليكون.
  • مرطبات المهبل: يُمكن استخدام بعض الكريمات و المرطبات المهبلية بانتظام؛ للحفاظ على انخفاض درجة الحموضة المهبلية، وبالتالي حمايته من الالتهاب، بالإضافة إلى ترطيبه.
  • جرعة منخفضة من العلاج بالأستروجين داخل المهبل: يُمكن للطبيب اللجوء إلى العلاج بالأدوية في حال فشل الطرق الطبيعية وفي حال استمرار الجفاف لفترة طويلة، ومنها العلاج بجرعة منخفضة من الأستروجين داخل المهبل مباشرةً على شكل كريمات مهبلية، أو أقراص أو حلقات مهبلية، وهذا يساعد على ترطيب المهبل وتمدده.
  • جرعات أعلى من الهرمون الجهازي: يمكن استخدام الحبوب أو البقع الجلدية أو البخاخات؛ لمنح الجسم جرعات أعلى من هرمون الأستروجين في الدم، الذي ينتقل بدوره إلى جميع أعضاء الجسم، وهذه الحالة تُستخدم عادةً للنساء القريبات من سن اليأس أو بعد انقطاع الطمث؛ لعلاج الهبّات الساخنة والأعراض الأخرى لانقطاعه والمتمثلة في جفاف المهبل.
  • العلاج بالاسترخاء: قد يكون ضيق المهبل وجفافه ناتج عن الضغوطات العاطفية والجسدية، وفي هذه الحالة يتم العلاج عن طريق الاسترخاء، أو العلاج بالكلام لتقليل الشد في قاع الحوض.

هل ضيق فتحة المهبل دليل على الحمل؟ 

الحقيقة لا بالرغم من مرور المهبل بمجموعة من التغيّرات ضمن التغيّرات التي تحدث للجسم كافة من حيث زيادة حجم الثديين وعلامات التمدد الواضحة في الجسم، لكن المرأة يجب أن تعلم مجموعة التغيرات التي ستحدث للمهبل خلال فترة الحمل؛ لتجنّب المشاكل المتوقعة وتجنّب المخاطر المحتملة؛ إذ ستلاحظ التغيرات التالية:

  • زيادة الإفرازات المهبلية: من أهم العلامات المبكرة على الحمل زيادة الإفرازات المهبلية، التي تحدث بسبب ارتفاع مستوى هرمون الأستروجين في الجسم وزيادة تدفق الدم له، وتكون الإفرازات عادةً رقيقة وبيضاء تزداد ثقلًا باقتراب موعد الولادة، كما تكون رائحتها أوضح من ذي قبل.
  • زيادة التعرض للإلتهابات المهبلية: قد تزداد فرص الإصابة بالإلتهابات المهبلية في فترة الحمل، وقد تكون زيادة الإفرازات أو تغيّر شكلها دليلًا واضحًا على العدوى، ومن أهم هذه العدوى: 
    • عدوى الخميرة: التي قد لا تكون خطيرة على الجنين، بل تسبّب شعورًا غير مريحًا ورائحةً كريهةً، وتحدث بسبب انتشار الخميرة التي تتغذى على السكر الموجود في الإفرازات المهبلية.
    • التهاب المهبل البكتيري: أو التهاب المهبل الجرثومي الذي تعاني منه 10-30% من النساء الحوامل، ويحدث بسبب اختلال توازن البكتيريا النافعة في المهبل، وينتج عنه إفرازات رمادية ذات رائحة كريهة، وقد يكون أحد أسباب الولادة المبكرة أو الإجهاض.
    • داء المشعرات: هذه العدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وقد تسبب مضاعفات خطيرة؛ مثل نزول ماء الرحم في وقت مبكر أو الولادة المبكرة، ومن أعراضها إفرازات خضراء أو صفراء برائحة كريهة مع الشعور بحكّة واحمرار في المهبل وألم أثناء التبول أو ممارسة الجنس.
  • زيادة التورم المهبلي: بعض النساء تُعاني من تورم المهبل أثناء الحمل، وهذا يُعتبر عرضًا طبيعيًا؛ بسبب زيادة تدفق الدم له وزيادة الهرمونات؛ ممّا قد يُسبب زيادةً في الرغبة الجنسية، لكن في بعض الحالات قد يكون التورم غير طبيعي وناتج عن عدوى، خصوصًا إن كان مصحوبًا بألم أو حرقة أثناء التبول أو ممارسة الجنس.
  • دوالي الفرج: قد تُعاني بعض النساء من انتشار الدوالي في منطقة الفرج والمهبل نتيجة زيادة ضخ الدم وانخفاض التدفق للأطراف السفلية، وهذا قد يُسبب ألمًا في المهبل والفرج والشعور بعدم الراحة، ويُمكن التقليل من هذه المشكلة عن طريق استخدام الكمادات الباردة ورفع الوركين للأعلى؛ لتخفيف الأعراض التي ستزول من تلقاء نفسها بعد الولادة بأسابيع قليلة. 
  • النزيف المهبلي: قد يحدث النزيف المهبلي في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بشكل طبيعي نتيجة الانغراس في الرحم، أو بسبب زيادة تدفق الدم اللازم لنمو الجنين، لكن النزيف الشديد المصحوب ببعض التشنجات قد يكون دليلًا على الإجهاض المبكر، أما النزيف خلال الثلث الثاني أو الثالث يعتبر مثيرًا للقلق ويستوجب التوجّه للطبيب مباشرةً؛ إذ قد يكون ناتجًا عن:
    • فتح عنق الرحم مبكرًا.
    • انفصال المشيمة عن بطانة الرحم.
    • الولادة المبكرة.
    • تمزق الرحم.

هل ضيق المهبل يمنع الحمل؟

الحقيقة لا؛ بالرغم من أن ضيق المهبل قد يعيق عملية الإيلاج بالشكل الصحيح، وقد يُسبب مشاكلًا متنوعةً للمرأة أثناء حياتها، لكنه لا يمنع الحمل بشكل مُطلق، بل قد يجعله أصعب قليلًا؛ إذ يُمكن حدوث الحمل بدون إيلاج كامل من خلال وصول الحيوانات المنوية إلى بابه، كما أن بعض النساء العذارى قد يُصبحنَ حوامل دون إيلاج، لكن عملية متابعة الحمل قد تكون صعبة في حال المعاناة من ضيق أو تشنجات المهبل؛ بسبب الألم والخوف من مراجعة الطبيب، كذلك تكون الولادة الطبيعية أمرًا مزعجًا للغاية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل استمرار ألم التبويض يدل على الحمل، وهل يعتبر من أعراضه؟

هل حرقان البول من علامات الحمل؟

هل هناك علاقة بين رائحة البول والحمل؟

هل جفاف المهبل من علامات الحمل؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على