` `

هل يوجد أهمية لتعلّم مهارات التفكير العلمي؟

علوم
15 نوفمبر 2021
هل يوجد أهمية لتعلّم مهارات التفكير العلمي؟
يُمكن الاعتماد على خُطوات التفكير العلمي للتحقّق من صحة الفرضيات (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يهدف هذا المقال إلى بيان أهمية مهارات التفكير العلمي، إضافةً إلى خصائص هذا النوع من أنواع التفكير عند الإنسان، كما يتطرق إلى المراحل التي يمرّ بها الباحث عند اعتماد البحث العلمي للوصول إلى الإجابات المُختلفة للأسئلة أو اختبار الفرضيات، مع ذكر مدى ارتباط التفكير النقدي مع التفكير العلمي، وتزويد القارئ ببعض الإرشادات حول تحسين مهارات التفكير العلمي لديه أيضًا.

هل يوجد أهمية لتعلّم مهارات التفكير العلمي؟

تُعد مهارات التفكير العلمي من المهارات المُهمة التي ينبغي استخدامها عند البحث عن العلاقة بين المُتغيرات المُختلفة على الكرة الأرضية أو خارجها من الأجرام الموجودة في الكون، وتدخل هذه المهارات في أنواع العُلوم المُختلفة؛ بما فيها علم النفس والعلوم الفيزيائية وعلوم الأرض وعلوم الحياة، وتبدأ هذه المهارات بطرح الأسئلة وتنتهي عند الحصول على إجابة موثوقة.

ما هي أهمية التفكير العلمي؟

تتمثل أهمية مهارات التفكير العلمي في الإجابة على العديد من الأسئلة المُهمة لتطوير اكتشافات جديدة، أو الوصول إلى الفرضيات التي من شأنها تحسين جودة الحياة، كما تُساعدنا طُرق التفكير العلمي في إيجاد الحلول للعديد من المشاكل التي تُواجهنا وفق طريقة علمية ذات خُطوات معروفة، ويُمكن الاعتماد على خُطوات التفكير العلمي للتحقّق من صحة الفرضيات أو خطئها أيضًا.

ما هي خصائص التفكير العلمي؟

تحتوي القائمة التالية على بعض من أبرز خصائص التفكير العلمي:

  • النهج الموضوعي: ينبغي على كافة الباحثين التمتع بالموضوعية وعدم الانحياز إلى طرف من الأطراف عند الإجابة على الأسئلة، واختبار النظريات بالاعتماد على منهج التفكير العلمي.
  • الملاحظات التجريبية: لا بُدّ من وجود دليل تجريبي يُمكن اختباره والاطلاع على نتائجه عند الرغبة بإجراء خُطوات التفكير العلمي، ويتم جمع الأدلة المذكورة عن طريق تدوين المُلاحظات التي تتعلّق بالتجارب مع تكرارها.
  • المُراقبة: يعتمد التفكير العلمي على مُراقبة النتائج بشكل مُستمر مع التحكّم في المُتغيرات عند إجراء التجربة؛ وذلك ليتمكّن الباحث من استخلاص النتائج ومعرفة الأسباب التي أدّت إلى ظهورها.

ما هي مراحل التفكير العلمي؟

يمرّ التفكير العلمي بست مراحل مُختلفة كما يأتي:

  • المُلاحظة: على الباحث في البداية اختيار الموضوع الذي يريد البحث عنه ووضع الفرضيات بخصوصه، ويتم اختيار المواضيع المُناسبة عن طريق مُلاحظة المُتغيرات أو البيئة من حوله، وتُعد المُلاحظة من مهارات التفكير العلمي.
  • طرح الأسئلة: لا بُدّ من طرح الأسئلة الأشياء التي تمكّن الباحث من مُلاحظتها، وينبغي أن تدور الأسئلة حول تخمين العلاقة بين مُتغيّرين أو أكثر من العناصر التي تُحيط بموضوع البحث الذي تمّ اختياره بعد المُلاحظة.
  • اقتراح الفرضيات: يُعد اقتراح الفرضيات الخُطوة الثالثة من خُطوات التفكير العلمي، ويقوم الباحث في هذه المرحلة بوضع الفرضيات التي تُجيب على الأسئلة حول العلاقة بين المُتغيرات المُحيطة بموضوع البحث.
  • اختبار الفرضيات: يتم اختبار الفرضيات التي تمّ اقتراحها حول العلاقة بين المُتغيرات؛ لمعرفة الفرضية الصحيحة من الفرضيات الخاطئة قبل الوصول إلى الإجابة على الأسئلة، ويمكن استخدام التقنيات الآتية لاختبار الفرضيات:
    • البحث الوصفي: يُمكن الاعتماد على البحث الوصفي عند صعوبة مُعالجة المُتغيرات المرتبطة بالفرضية، ويتم إجراء هذا النوع من البحث عن طريق دراسة الموضوع والعوامل المؤثرة عليه أو إجراء الإحصائيات حوله.
    • البحث التجريبي: يعتمد هذا النوع من اختبار الفرضيات على قياس مدى تأثير أحد المُتغيرات المُستقلة على المُتغيرات الأخرى ضمن موضوع البحث، ثم تدوين النتائج لتقييمها بعد الانتهاء من التجربة.
  • استخلاص النتائج: يستخلص الباحث النتائج بعد إجراء الاختبارات المُناسبة على الفرضيات حول الموضوع، ويعتمد الباحثون على الإحصائيات لتحليل النتائج وتقييم مدى دعم نتيجة البحث للفرضيات التي تمّ وضعها.
  • التكرار: يقوم الباحثون بإجراء المزيد من الاختبارات والتجارب لإثبات الفرضية عندما تكون النتائج السابقة مُرضية، ولا بُدّ من تكرار اقتراض الفرضيات، ثم اختبارها إذا فشلت الفرضيات السابقة في الإجابة على الأسئلة.

كيف يمكن تحسين مهارات التفكير العلمي؟

هُناك عدّة إرشادات تُسهم في تحسين مُستويات التفكير العلمي عند الأفراد، ومنها الإرشادات الآتية:

  • تحديد المُشكلة: لا بُدّ من تحديد المُشكلة بشكل دقيق عند الرغبة في البحث عن أيّ موضوع جديد، وتساعدنا بعض الأسئلة في تحديد المشاكل بدقة؛ ومنها السؤال عن هوية الفاعل، والسؤال عن الأسباب المُحتملة للفعل والنتائج المُتوقعة.
  • البحث الجيد: ينبغي على جميع الباحثين اعتماد المصادر الموثوقة عند اتباع خُطوات التفكير العلمي، وعدم الاكتراث إلى أيّ من المصادر التي تفتقر إلى الدقة أو الموضوعية أو تفتقر إلى المصداقية في طرح المعلومات.
  • معرفة التحيّزات: يجد الكثير من الباحثين صعوبةً في الوصول إلى المعلومات الموضوعية واكتشاف التحيّزات التي تحفّ أيّة معلومة، ويُمكن معرفة التحيزات من خلال طرح الأسئلة حول مصدر المعلومة ومدى كوّنه مُتحيزًا إلى طرف ما.
  • القدرة على الاستدلال: تتحسّن القدرة على الاستدلال مع المُمارسة والتدريب، بالإضافة إلى التروي عند جمع المعلومات وعدم التسرع في الوصول إلى النتائج قبل التدقيق والتحقّق من مصادر المعلومات وكفاءة الأدلة والتجارب.
  • تحديد الصلة بالموضوع: يُمكن تحسين المهارات المُرتبطة بتحديد صلة المعلومات وارتباطها مع موضوع البحث؛ عن طريق معرفة الموضوع الذي يتم البحث عنه بالتحديد، مع معرفة الأهداف ووضع أُسس واضحة للبحث عن المعلومة.
  • تعزيز الفضول: يُساعد تعزيز الفضول في تحسين مهارات التفكير العلمي على نحوٍ كبير، ويتم تحسين الفضول من خلال بذل الجهود الواعية في طرح الأسئلة حول الأشياء المُحيطة بأدقّ تفاصيلها مع الاستمرار في طرح الأسئلة المُختلفة.

هل يوجد ارتباط بين التفكير النقدي والتفكير العلمي؟

يرتبط التفكير النقدي مع التفكير العلمي بشكل وثيق؛ فإنه ينبغي على جميع الباحثين في مُختلف العلوم التجريبية تحفيز مهارات التفكير الناقد؛ للتحقّق من صحة الفرضيات المُختلفة ومعرفة جميع التفاصيل التي تحفّها، أو العوامل التي تؤثر عليها، كما يُسهم التفكير النقدي في تعزيز مُستويات الإبداع والابتكار عند الإنسان؛ ممّا يُحسن من قدرته على الوصول إلى الحقائق العلمية عن طريق وضع الفرضيات الجديدة المُبتكرة ثم تجربتها.

ما هي أبرز فوائد التفكير النقدي؟

فيما يأتي بعضًا من أبرز الفوائد للتفكير النقدي عند الإنسان:

  • النجاح في العمل: توجد الكثير من الوظائف التي تحتاج إلى تفكير ناقد عند مُمارستها؛ مثل المُحاماة والمُحاسبة والطب والتحليل، وتُعد مهارات التفكير الناقد من أكثر مهارات الموظفين المرغوبة حسب المنتدى الاقتصادي العالمي.
  • اتخاذ القرارات المُناسبة: يستطيع المُفكّر الناقد التعامل مع جميع المشكلات عند وقوعها وتحليل أسبابها والعوامل المُحيطة بها، ثم اتخاذ أفضل القرارات في حقّها بسهولة كبيرة، وعادةً ما يتم ذلك دون حاجة إلى الوعي والتركيز.
  • تقديم الآراء الجيدة: تُساعد مهارات التفكير الناقد في فحص جميع المعلومات والبيانات والتدقيق فيها؛ لمعرفة مدى صحتها ومنطقيّتها؛ ممّا يُسهم في تقديم الآراء الجيدة حول الموضوع وعدم الاعتماد على المعلومة غير المنطقية لتكوين الأفكار.
  • تحسين العلاقات: عادةً ما يستطيع الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات التفكير الناقد فهم وجهات نظر الآخرين ومعرفة أسبابها بسهولة؛ ممّا يجعلهم أكثر تقبلًا لهذه الآراء، وهو ما يؤدي إلى تحسين العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.
  • تعزيز القدرة على حل المشاكل: يتمتع المُفكرون الناقدون عادةً بمهارة كبيرة في حلّ المشاكل التي يتعرضون إليها في حياتهم اليومية؛ حتى تُصبح هذه المهارة من المُكوّنات الأساسية التي لا تنفك عن شخصيتهم.
  • تنشيط العقل: يحتاج العقل إلى التدريب المُستمر لزيادة قدرته على التفكير، وهو ما يُمكن الحصول عليه من خلال مهارات التفكير الناقد، التي يتم استخدامها في مُختلف الأوقات، بالإضافة إلى المُساعدة في تنمية الأفكار أيضًا.

هل يوجد أنواع لمهارات التفكير؟

هُناك عدّة أنواع لمهارات التفكير عند الإنسان، ومنها ما يأتي:

  • التفكير الحسابي: يعتمد هذا النوع من أنواع التفكير على تنظيم البيانات بشكل منطقي وتقسيمها إلى أجزاء، ثم تفسير أنماطها وتصميم الخوارزميات على النحو الذي يُمكّنه من حلّ المشاكل المرتبطة بهذه البيانات.
  • التفكير التصميمي: يمكن الاعتماد على مهارات التفكير التصميمي لحلّ المشاكل التي تتعلق بتحديد الاحتياجات والفُرص، ويعتني هذا النوع من التفكير بدراسة التأثيرات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية الناتجة عن الحلول بعد تصميمها أيضًا.
  • التفكير المنظومي: يستطيع هذا النوع من التفكير تحليل البيانات المُختلفة؛ لمعرفة العلاقة بين عناصر النظام والمكوّنات التي تتفاعل معها بالشكل الذي يُساعدنا في فهم مدى تأثير هذه العناصر والمُكونات على النظام كَكُلّ.
  • التفكير العلمي: يُعرف التفكير العلمي بأنه مجموعة من مهارات التفكير التي تهدف إلى تعزيز المعرفة عند الإنسان من خلال طرح الأسئلة والاستشكالات، ثم استخلاص إجاباتها بالاعتماد على مهارات التفكير العلمي.
  • التفكير النقدي: تُساعد مهارات التفكير النقدي في اختيار أفضل الحلول، بالإضافة إلى اتخاذ القرارات المنطقية بالاعتماد على القدرات التي تتوفر عند الإنسان وقت الحاجة إلى اتخاذ هذه القرارات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن تفسير الأحلام علميًا؟

هل يمكن تفسير الذكاء العاطفي علميًا؟

هل هناك وجود لحوريات البحر علميًا؟

هل التنمية البشرية وتطوير الذات علمين منفصلين أم بينهما رابط؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على