` `

ما هي الترجمة السبعينية؟

ثقافة وفن
17 سبتمبر 2023
ما هي الترجمة السبعينية؟
واحدة من ترجمات العهد القديم للكتاب المقدس عند المسيحيين (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تعد الترجمة السبعينية واحدة من أبرز الترجمات للعهد القديم، ويعود تاريخ هذه الترجمة إلى القرن الثالث قبل الميلاد مما يعني أنها قديمة جدًا، واعتمدت على إحدى لهجات اللغة اليونانية بشكل أساسي. تروي بعض المصادر بأن هذه الترجمة لم يكتبها واحد، وإنما تمت كتابتها من قبل ما يزيد على سبعين من المختصين.

ما هي الترجمة السبعينية؟

عند البحث لمعرفة ما هي الترجمة السبعينية يتضح بأنها واحدة من ترجمات العهد القديم للكتاب المقدس عند المسيحيين. تم أخذ اسم هذه الترجمة من كلمة (septuaginta) اللاتينية التي تعني الرقم سبعين، ويجدر الذكر بأنها الترجمة اليونانية الأقدم للعهد القديم ذي الأصل العبري مقارنةً بالترجمات الموجودة الأخرى حسب موسوعة بريتانيكا.

تفسر بعض الأساطير من الذي قام بالترجمة السبعينية للعهد القديم، وتشير عدة مصادر إلى أن هذه الترجمة كانت بطلب من الملك بطليموس الفيلادلفي قرابة عام 282 قبل الميلاد

من الذي قام بالترجمة السبعينية؟

تفسر بعض الأساطير من الذي قام بالترجمة السبعينية للعهد القديم، وتشير عدة مصادر إلى أن هذه الترجمة كانت بطلب من الملك بطليموس الفيلادلفي قرابة عام 282 قبل الميلاد، وكان ذلك بغرض ضمّ الترجمة إلى المكتبة الكبيرة التي لديه، وتم إطلاق اسم السبعينية عليها؛ لأنها كانت على أيدي 72 مترجمًا حبسوا أنفسهم حتى الانتهاء من الترجمة خلال 72 يومًا.

تروي بعض المصادر بأن الأشخاص الذين قاموا بترجمة العهد القديم كان عددهم 72 فردًا، وكانوا من أسباط اليهود؛ فإن عدد الأسباط 12 سبطًا، وشارك في الترجمة 6 أفراد من كل سبط، وعمل كل واحد منهم بشكل مستقل عن الآخر، إلا أن ترجمتهم كانت متطابقة عند الانتهاء. فيما يرجع البعض السبب في تسميتها إلى المصادقة عليها من قبل المجلس الأعلى لليهود وقتها، وكان مجلسًا يضمن 70 عضوًا.

من هو بطليموس الفيلادلفي الذي أمر بالترجمة السبعينية؟

كان الملك بطليموس الفيلادلفي واحدًا من ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر، وهو الذي أمر بالترجمة السبعينية حسب العديد من المصادر، وفيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات حول هذا الملك:

  • الميلاد والوفاة: ولد الملك بطليموس الفيلادلفي عام 308 قبل الميلاد، وكانت وفاته 246 قبل الميلاد، وهذا يعني أن عمره كان يبلغ 62 عامًا تقريبًا.
  • استلام الحكم: استلم الملك بطليموس الفيلادلفي الحكم عام 285 قبل الميلاد، ولم يزل حاكمًا على مصر حتى توفي عام 246 قبل الميلاد، وهذا يعني أن فترة حكمه استمرت قرابة 39 عامًا.
  • بناء بوابة البروبيلايا: قام الملك بطليموس الفيلادلفي ببناء بناء بوابة البروبيلايا في ساموثريس، وهي إحدى البوابات الكبيرة التي شهد العالم تشييدها في عصره.
  • قتل المنافسين: كان هناك بعض المنافسين المحتملين للملك على مصر في فترة بطليموس الفيلادلفي، إلا أنه قام بقتلهم جميعًا حتى لا يتبقى أي أحد ينافسه على هذا المنصب.
  • التأثير الاقتصادي: استطاع بطليموس الفيلادلفي تنظيم الشؤون الداخلية بشكل جيد؛ بما في ذلك تنظيم الزراعة وعمل الحرفيين، وهو ما أسهم في ظهور نوع من الاقتصاد المخطط وقتها.

أين تم تأليف الترجمة السبعينية للكتاب المقدس؟

تم تأليف الترجمة السبعينية للكتاب المقدس في مدينة الإسكندرية داخل جمهورية مصر العربية حسب وورلد هيستوري، وهي مدينة تم تأسيسها عام 331 قبل الميلاد على يد الإسكندر الأكبر، وهذا يعني أن تأسيسها كان سابقًا على ظهور الترجمة السبعينية بفترة وجيزة، ولا يزيد الفارق الزمني بينهما عن 49 عامًا فحسب.

ما هي لغة الترجمة السبعينية للعهد القديم؟

كانت الترجمة السبعينية للعهد القديم باللغة اليونانية، وتم الاعتماد على لهجة يُطلق عليها اسم الكوين (koine) حسب كتاب الترجمة السبعينية للعهد القديم بين الواقع والأسطورة، وكانت وقتها اللهجة السائدة من اللهجات اليونانية، وتم التحدث بهذه اللهجة في فترة الإمبراطورية الهيلينية والإمبراطورية الرومانية في جميع أنحاء شرق البحر الأبيض المتوسط.

هل كانت ترجمة سيماخوس من نسخ السبعينية؟

كانت ترجمة سيماخوس واحدة من نسخ السبعينية بالفعل، وتُنسب هذه الترجمة إلى القديس الذي يحمل الاسم نفسه، وعلى الرغم من جودة أعماله إلا أن تأثيره كان ضئيلًا، وكانت أولى التعليقات التي كتبها هذا القديس على الترجمة السبعينية خلال عام 288. يجدر الذكر بأن سيماخوس يعد واحدًا من المرتدين عن الديانة المسيحية حسب بعض المصادر.

ما هي أبرز نسخ الترجمة السبعينية؟

عند العودة إلى مخطوطات الترجمة السبعينية والنسخ المتوفرة منها يتضح بأن نسخة سيماخوس لم تكن الوحيدة، وإنما هناك عدة نُسَخ أخرى للترجمة السبعينية، وفيما يأتي قائمة تتضمن أبرز نُسخ هذه الترجمة:

  • نسخة أكويلا: يعد أكويلا واحدًا من المتحولين إلى الديانة اليهودية بعد النصرانية، وكانت نسخته واحدة من النسخ التي تعد منفرة حسب رأي البعض، وتميل هذه النسخة إلى النص العبري أكثر من ميلها إلى النص اليوناني.
  • نسخة ثيودوشن: لم يقم ثيودوشن بتقديم نسخة جديدة باللغة اليونانية وإنما قام بمراجعة إحدى النسخ التي كانت موجودة بالفعل من العهد القديم. تجنب ثيودوشن الترجمة الحرفية بشكل واضح، وحاول تجنب الألفاظ الفجة في نسخته.
  • نسخة أوريجين: قام أوريجين بمراجعة كلّ من السبعينية إلى جانب نسخة أكويلا ونسخة ثيودوشن ونسخة سيماخوس عند مراجعة العهد القديم، وتُعرف نسخته باسم السداسية، وحظيت هذه النسخة بانتشار في بعض الأنحاء.

هل اختلف ترتيب الترجمة السبعينية لسفر المزامير عن النسخة العبرية؟

بالفعل اختلف ترتيب الترجمة السبعينية لسفر المزامير عن النسخة العبرية؛ فإن سفر المزامير كان الأول في قسم المكتوبات من العهد القديم بالنظر إلى النسخة العبرية، وأما في الترجمة السبعينية؛ فإنها أصبحت بعد سفر استير، وربما يلاحظ الناظر في النسخة العبرية والسبعينية عدة اختلافات في الترتيب بينهما.

ما هي أهم الترجمات للعهد القديم؟

إلى جانب مخطوطات الترجمة السبعينية التي تعد ترجمة للعهد القديم إلى اللغة اليونانية كان هُناك العديد من الترجمات الأخرى أيضًا، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز الترجمات للعهد القديم:

  • الترجمة الأرمينية: كانت الترجمة الأرمينية للعهد القديم من قبل مخترع الأبجدية الأرمينية ميسروب والبطريرك ساهاك، وتمت مراجعة هذه الترجمة مرتين، وهو واحدة من الترجمات التي تعكس الأسلوب الأدبي للأرمينية في العصر الذهبي.
  • الترجمة القوطية: تكتسب الترجمة القوطية أهمية كبيرة لعدة اعتبارات، وأبرزها كونها واحدة من الترجمات التي تم اختراع نظام أبجدي خاص بها، وهي واحدة من الآثار على اللغة التيوتونية، وكانت من قبل الأسقف يولفيلاس.
  • الترجوم الفلسطيني: يمكن العثور على الترجوم الفلسطيني في مكتبة الفاتيكان خلال الوقت الراهن مخطوطًا، وهو من الترجمات التي تتمتع باللغة الآرامية، وحافظت نصوصه على اللغة الآرامية التي استخدمت في فلسطين قديمًا.
  • الفولجيتا: تعد الفولجيتا واحدة من الترجمات اللاتينية للعهد القديم، وتم إجراء هذه الترجمة من قبل جيروم الذي كان يجيد اللغة اليونانية واللغة اللاتينية إلى جانب درايته باللغة العبرية، وهي واحدة من أبرز الترجمات اللاتينية.
  • الترجمات القبطية: تم العثور على الترجمات القبطية للعهد القديم قرابة القرن الثالث، ولم تكن هذه الترجمات بلهجة واحدة، وإنما تم العثور عليها بعدة لهجات بما في ذلك اللهجة الصعيدية، واللهجة الحورانية.
  • الترجمة التتارية العبرية: ظهرت الترجمات التتارية العبرية بين القرّاء في أحد أقاليم روسيا بدايةً، ويمكن العثور على بعض النسخ من هذه الترجمة في مخطوطات داخل مكتبة ليننجراد.
  • الترجمة الإثيوبية: بعد دخول المسيحية إلى بلاد إثيوبيا دعت الحاجة إلى توفير ترجمة إثيوبية، ومن غير المؤكد هل تمت هذه الترجمة من قبل فرومينتوس أم أنها كانت على يد مجموعة تتكون من قساوسة سريان.
  • الترجمة الجورجانية: يُطلق على الترجمة الجورجانية اسم الترجمة القوقازية أيضًا، واعتمدت على اللغة المستخدمة لدى الشعب القوقازي الذي كان يعيش بين الكاسبيان والبحر الأسود.
  • الترجمة العربية: يرى الكثير من الباحثين بأن الترجمة العربية الكاملة للكتاب المقدس عند المسيحيين حتى وفاة النبي، واختلفت الروايات في أصل ظهور هذه الترجمة التي تعتمد على اللغة العربية بشكل أساسي.
  • الترجمة الفارسية العبرية: تم العثور على أول ترجمة فارسية للعهد القديم قبل ظهور الإسلام، وظهرت الترجمة الفارسية في العديد من النصوص المطبوعة بعد ذلك، ومنها الترجمة متعددة اللغات في القسطنطينية عام 1546.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ما الفرق بين اللهجة واللغة؟

هل هناك فرق بين السنَة والعام؟

هل يزيد عدد لغات العالم الرسمية عن 7 آلاف لغة؟

هل بدأ الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية عام 2012؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على