` `

هل انتهت تجارة الرقيق في أفريقيا؟

سياسة
15 أكتوبر 2023
هل انتهت تجارة الرقيق في أفريقيا؟
انتهت تجارة الرقيق في أفريقيا مع نهاية القرن الثامن عشر الميلادي (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

ازدهرت تجارة الرقيق في أفريقيا قرابة 3 قرون ثم انتهت بعد ذلك، وواجه الأفراد الأصليون داخل الأراضي الأفريقية كثيرًا من مظاهر المعاناة خلال هذه الفتر؛ة بما في ذلك معاناة الاصطياد من قبل التجار، وذهبت أعداد كبيرة من سكان أفريقيا إلى الأمريكتين وأوروبا خلال هذه الفترة لبيعهم وجني الأموال.

هل انتهت تجارة الرقيق في أفريقيا؟

انتهت تجارة الرقيق في أفريقيا مع نهاية القرن الثامن عشر الميلادي حسب بعض الأبحاث، وتعرّض المواطنون في أفريقيا إلى الكثير من أشكال الاضطهاد والعنف خلال الفترة التي شهدت انتشار الرق. تم تصدير الرقيق من أفريقيا إلى العديد من الدول حول العالم؛ بما في ذلك دول أوروبا، وأمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية.

تم تصدير الرقيق من أفريقيا إلى العديد من الدول حول العالم؛ بما في ذلك دول أوروبا، وأمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية
يُشير مصطلح الرق إلى العبودية حسب قاموس معاني، وهي ملكية الإنسان لإنسان آخر مع الحصول على حق التصرف فيها كما يتصرف بممتلكاته الخاصة الأخرى

ما هي تجارة الرقيق في أفريقيا؟

يُشير مصطلح الرق إلى العبودية حسب قاموس معاني، وهي ملكية الإنسان لإنسان آخر مع الحصول على حق التصرف فيها كما يتصرف بممتلكاته الخاصة الأخرى، وهذا يعني أن تجارة الرقيق في أفريقيا تعني بيع العبيد الذين تعود أصولهم إلى الدول الأفريقية وبيعهم من قبل المالكين الذين يستعبدونهم بالطرق المختلفة حتى لو كانوا أحرارًا.

متى بدأت تجارة الرقيق في أفريقيا؟

يعود تاريخ تجارة الرقيق في أفريقيا إلى القرن الخامس عشر الميلادي، ومرت هذه التجارة بعدة مراحل حتى انتهى الأمر إلى توقفها خلال القرن الثامن عشر، مما يعني أنها استمرت قرابة 300 سنة، وهناك الكثيرون الذين يبحثون لمعرفة كيف بدأت تجارة الرقيق في أفريقيا بشكل واسع، ويجدر الذكر بأن انتشارها كان مع وصول القراصنة والبحارة من الدول الأوروبية إلى أراضي أفريقيا.

ما هي مراحل تطور تجارة الرقيق في أفريقيا؟

كان تطور تجارة الرقيق في أفريقيا على 3 مراحل، وهي المراحل الآتية:

  • المرحلة الأولى: بدأت المرحلة الأولى من مراحل تجارة الرقيق في أفريقيا خلال الفترة الأولى من القرن الخامس عشر الميلادي واستمرت حتى عام 1580، وكانت من قبل قراصنة وبحارة الدول الأوروبية دون تدخل الحكومات.
  • المرحلة الثانية: بدأت المرحلة الثانية من مراحل تجارة الرقيق في أفريقيا عام 1580 بعد وجود المؤسسات والجمعيات التي احتكرت هذه التجارة، ولم تكن هذه المرحلة قانونية بعد، واستمرت حتى القرن السابع عشر.
  • المرحلة الثالثة: في القرن السابع عشر بدأت المرحلة الثالثة من مراحل تجارة الرقيق الأفارقة، وأصبحت من الممارسات التي تتمتع بالحرية في مختلف الدول الأوروبية، وانتهت بتقلص التجارة وانتهائها خلال القرن الثامن عشر.

هل كانت هناك عدة طرق للحصول على الرقيق في أفريقيا؟

بالفعل كانت هناك عدة طرق للحصول على الرقيق من الأراضي الأفريقية ثم التجارة بهم، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز هذه الطرق على الإطلاق:

  • ارتكاب الجرائم: كان الرق بسبب ارتكاب الجرائم من الطرق المنتشرة للاسترقاق داخل الأراضي الأفريقية؛ فإن الأشخاص الذين يرتكبون الجرائم كان يُحكَم عليهم بالرق في بعض الأحيان.
  • وفاء الدين: في بعض الأحيان كان يقوم الفقراء بأخذ الديون من الأغنياء، ولكنهم يعجزون عن سدادها والوفاء بها، وعوضًا عن ذلك يقومون ببيع أنفسهم أو أبنائهم لتسديد الديون مما يجعلهم رقيقًا.
  • الأسر في الحروب: قام الأوروبيون بتشجيع الزعماء داخل الأراضي الأفريقية بشن الحروب ضد بعضهم البعض وأخذ الأسرى، ثم استرقاقهم وبيعهم مع الحصول على مقابل مادي عن كل واحد من هؤلاء الرقيق.
  • الإغارة على الأفراد ليلًا: كان بعض التجار يذهبون إلى القرى ليلًا ثم يطوقونها ويقومون بإشعال البيوت مع إطلاق وابل من الرصاص، وإذا خرج السكان؛ فإنه يتم اصطيادهم واسترقاقهم ثم بيعهم.

كم عدد الرقيق الذين تمت التجارة بهم من أفريقيا؟

ازدهرت تجارة الرقيق في أفريقيا بشكل كبير في بعض الفترات الزمنية، ووصل عدد الرقيق الأفارقة الذين تمت التجارة بهم إلى عدة ملايين. فيما يأتي قائمة تتضمن أعداد الرقيق في العديد من الأماكن داخل أفريقيا وفق إحصائيات ستاتيستا:

  • غرب وسط أفريقيا: بعدد وصل إلى 3,472,025 فرد تم استرقاقه من غرب وسط أفريقيا تحتل هذه المنطقة المرتبة الأولى بين المناطق الأفريقية الأكثر معاناة من تجارية الرقيق إلى أوروبا والأمريكيتين. 
  • خليج بنين: وصل عدد الرقيق الذين تمت المتاجرة بهم في أوروبا والأمريكيتين من خليج بنين إلى 2,480,117 نسمة، وهو ما يجعلها المنطقة التي تحتل المرتبة الثانية ضمن القائمة.
  • خليج بيافرا: بعدد يصل إلى 1,116,827 نسمة من الأفارقة الذين تم رقهم والتجارة بهم في أوروبا والأمريكيتين تحتل منطقة خليج بيافرا المرتبة الثالثة ضمن هذه القائمة.
  • سينيغامبيا: بلغ عدد الأفارقة الذين تم استرقاقهم من سينيغامبيا وإرسالهم إلى دول أوروبا والأمريكيتين قرابة 603,140 نسمة، مما يجعلها في المرتبة الرابعة بين أكثر مناطق أفريقيا تعرضًا للرق.
  • أفريقيا الجنوبية: تحتل مناطق أفريقيا الجنوبية المرتبة الخامسة بين المناطق الأكثر معاناة من تجارة الرقيق إلى أوروبا والأمريكيتين بعدد يصل إلى 408,087 نسمة تقريبًا.

ما هي أكثر الدول استقبالًا للرقيق من أفريقيا؟

كانت تجارة الرقيق في أفريقيا بشكل أساسي لإرسالهم إلى دول أوروبا وأمريكا الجنوبية والشمالية، وفيما يأتي قائمة بالدول الأكثر استقبالًا للرقيق على الإطلاق حسب ستاتيستا:

  • البرازيل: استقبلت البرازيل قرابة 3,169,000 من الرقيق الأفارقة على أراضيها خلال فترة ازدهار تجارة الرقيق في أفريقيا، وهو ما يجعلها الدولة التي تحتل المرتبة الأولى مقارنةً بالدول الأخرى حول العالم.
  • دول الكاريبي: وصل عدد الرقيق الأفارقة الذين استقبلتهم دول البحر الكاريبي -سوى جامايكا وكوبا- إلى 2,760,000 نسمة مما يجعلها في المرتبة الثانية بعد البرازيل.
  • جامايكا: تأتي جامايكا -التي تعد من دول الكاريبي- في المرتبة الثالثة بين الدول التي استقبلت أكبر عدد من الرقيق الأفارقة، وذلك بعدد يصل إلى 935,000 نسمة، وهو عدد يقل عن ثلث الرقيق الذين استقبلتهم البرازيل.
  • كوبا: بعدد يصل إلى 765,000 نسمة تحتل كوبا المرتبة الرابعة بين الدول التي استقبلت أكبر عدد من الرقيق الأفارقة، وهي واحدة من دول الكاريبي.
  • غويانا: تحتل غويانا المرتبة الثانية بين دول أمريكا الجنوبية الأكثر استقبالًا للرقيق من أفريقيا، بينما تحتل المرتبة الخامسة على مستوى العالم بعدد رقيق وصل إلى 365,000 نسمة.
  • الولايات المتحدة: في المرتبة السادسة بين الدول التي استقبلت أكبر عدد من الرقيق الأفارقة تأتي الولايات المتحدة الأمريكية بعدد يصل إلى 307,000 نسمة.
  • الأرجنتين والأوروغواي: قامت الأوروغواي والأرجنتين باستقبال قرابة 92,000 نسمة من الرقيق الأفارقة خلال فترة ازدهار هذه التجارة، مما يجعلها في المرتبة السادسة ضمن القائمة.

بلغ عدد الرقيق الذين قدموا من الدول الأفريقية إلى دول الاتحاد الأوروبي 7,600 نسمة تقريبًا، وهو عدد منخفض مقارنةً بعدد الرقيق الأفارقة الذين تمت المتاجرة بهم داخل أراضي أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية. يجدر الذكر بأن فترة ازدهار تجارة الرقيق في أفريقيا بدأت عام 1514 واستمرت حتى عام 1866.

من هي أول دولة منعت العبودية؟

لم تكن أول دولة منعت العبودية واحدة من الدول الأوروبية أو الأمريكية، وإنما كانت تونس التي صدر فيها مرسوم رسمي بإيقاف العبودية يوم 23 يناير/كانون الثاني من عام 1846 حسب وكالة الأناضول التركية، وصدرت المراسيم التي تقتضي منع العبودية والرق من الدول الأخرى حول العالم بعد هذا التاريخ.

من هو الذي منع تجارة الرقيق في تونس؟

عند البحث عن الحاكم الذي منع تجارة الرقيق في تونس يتبين بأنه أحمد باي بن مصطفى، ويُطلق عليه اسم أحمد باي الأول أيضًا أو أحمد باي باشا، وهو حاكم الأراضي التونسية، بدايةً من يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول عام 1837 وحتى يوم 30 مايو/أيار عام 1855، ويُنسب إليه الفضل في منع تجارة الرقيق داخل الأراضي التونسية.

ما هي أبرز نتائج تجارة الرقيق في أفريقيا؟

لم تقتصر نتائج تجارة الرقيق في أفريقيا على مجال واحد، وإنما كانت نتائجها سلبية في الكثير من النواحي على القارة الأفريقية، ومن أبرز هذه الآثار السلبية: القضاء على البنية الاجتماعية، وتدمير الأسر للمتاجرة بالأفراد، كما أنها تسببت بانخفاض القدرة الإنتاجية الزراعية، وبقاء الموارد الموجودة داخل أراضي أفريقيا دون استغلال، وذلك خلال الوقت الذي أسهم فيه الرقيق بازدهار داخل الأراضي الأمريكية والأوروبية بعد استغلالهم في كثير من المجالات.

ما هي مظاهر الرق الحديث؟

على الرغم من انتهاء تجارة الرقيق في أفريقيا ومختلف دول العالم بشكل رسمي خلال الوقت الراهن، إلا أن هناك كثيرًا من المظاهر الحديقة للرق حاليًا دون بيع وشراء الأفراد، ومنها: إجبار الأفراد على القيام ببعض الأعمال بالرغم من رفضهم لذلك، وكذلك العمل ببعض الأعمال التي لا يريدها الفرد حتى يستطيع تسديد دينه.

في بعض الأحيان يتعرض العاملون داخل المنازل إلى سوء المعاملة والاستغلال، وهو ما يهد أحد مظاهر العبودية والرق في العصر الحديث. يجدر الذكر بأن عدد الأفراد الذين يعيشون في ظل الرق المعاصر يبلغ 50 مليون نسمة تقريبًا حسب الأمم المتحدة مما يعني أنها منتشرة بشكل كبير جدًا.

هل يوجد يوم عالمي لإلغاء الرق في الوقت الراهن؟

تعترف الأمم المتحدة باليوم العالمي لإلغاء الرق فعلًا، ويُصادف هذا اليوم تاريخ 2 ديسمبر/كاون الثاني من كل عام ميلادي، وهو التاريخ الذي يوافق إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حظر الاتجار بالأشخاص واستغلال بغاء الغير من عام 1949، وتقوم المؤسسات ذات العلاقة بممارسة العديد من الأنشطة المختلفة خلال هذا اليوم للتوعية حول الرق وعواقبه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الهجرة غير النظامية: مقال تمهيدي

هل الهجرة غير الشرعية مخالفة للقوانين؟

صور قديمة وليست من حادث غرق مركب الهجرة قبالة اليونان

الفيديو ليس لاقتحام أفريقي عزاء إليزابيث الثانية مطالبًا بريطانيا بتعويضات عن متاجرتها بالرق

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على