` `

ما هي الكتابة العروضية؟

ثقافة وفن
17 أكتوبر 2023
ما هي الكتابة العروضية؟
الملفوظ من الحروف دون التقيد بقواعد الإملاء العربية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يتم الاعتماد على الكتابة العروضية في الشعر للتحقق من موافقته للبحور الشعرية، أو معرفة البحر الشعري الذي ينطبق عليه الشعر. تخالف الكتابة العروضية الكتابة الإملائية في كثير من التفاصيل؛ نظرًا لوجود بعض الحروف المحذوفة أو الحروف المزيدة في الكتابة على قواعد العروض.

ما هي الكتابة العروضية؟

يمكن تعريف الكتابة العروضية بأنها كتابة تعتمد على الملفوظ من الحروف دون التقيد بقواعد الإملاء العربية، ويتم استخدام الكتابة العروضية في الشعر العربي بشكل أساسي دون استخدامها في النصوص النثرية، ولا يقتصر تطبيقها على بحر واحد من بحور الشعر، وإنما يمكن الاعتماد على الكتابة العرضية في جميع بحور الشعر المعروفة عند العرب.

إنما يمكن الاعتماد على الكتابة العرضية في جميع بحور الشعر المعروفة عند العرب
هناك بعض الحروف التي تتم زيادتها حسب قواعد الكتابة العروضية

ما هي الرموز في الكتابة العروضية؟

تُستَخدم الرموز في الكتابة العروضية للتفريق بين المقطع الطويل والمقطع القصير، وهي الرمز "ب" للمقاطع القصيرة، والرمز "ـــ" للمقاطع الطويلة التي تتضمن حرفًا متحركًا بعده حرف ساكن. يجدر الذكر بأن المقاطع تتضمن حرفًا واحدًا متحركًا أو حرفين أولهما متحرك والآخر ساكن، ولا يمكن أن يتضمن المقطع العروضي الواحد أكثر من حرفين.

ما الحروف التي تتم زيادتها في قواعد الكتابة العروضية؟

هناك بعض الحروف التي تتم زيادتها حسب قواعد الكتابة العروضية، وهي الحروف التي تتضمنها القائمة الآتية:

  • الحرف المشدد: يتضمن الحرف المشدد حرفين أحدهما متحرك والآخر ساكن، ويكتبان حرفًا واحدًا في الإملاء العربي، وعند الكتابة العربية يتم فك التشديد، ويكتب الحرفان، ومن الأمثلة: كتابة مرر بدلًا من كتابة مرّ.
  • التنوين: في الكتابة الإملائية لا تتم كتابة حرف النون الزائد في آخر الكلمة، وإنما يتم التعويض عنه بالتنوين، وأما في الكتابة العروضية؛ فإن على المرء كتابة التنوين نونًا ساكنة حسب أحد الأبحاث، ومن ذلك: كتابة علمن بدلًا من كتابة علمًا.
  • حرف الواو: هناك العديد من الكلمات العربية التي لا تتم كتابة الواو فيها، ومن الأمثلة عليها: كلمة طاوس، وكلمة داود، وعند الكتابة العروضية تتم كتابة الواو بشكل واضح خلافًا لقواعد الإملاء المعروفة.
  • حرف الألف: لا تتم كتابة الألف في كثير من المواضع عند اعتماد قواعد الإملاء العربية، وبما أن الكتابة العروضية تعني كتابة جميع الحروف الملفوظة؛ فإن هذه الألف تُصبح مكتوبة، ومن ذلك: كتابة لاكن بدلًا من كتابة لكن.

هل توجد حروف يتم حذفها في الكتابة العروضية؟

تتضمن قواعد الكتابة العروضية بعض الحروف التي يتم حذفها، وهي الحروف التي توضحها القائمة الآتية:

  • همزة الوصل: في الكتابة العروضية يتم حذف همزة الوصل إذا جاءت في درج الكلام، وأما إذا تم الابتداء بها؛ فإنها تكتب، وذلك لأن هذه الهمزة لا تلفظ إلا في حالة الابتداء دون الحالات الأخرى.
  • ألف الوصل مع الـ التعريف: يتم حذف ألف الوصل مع الـ التعريف إذا جاءت في درج الكلام وكانت اللام شمسية، وأما إذا كانت اللام قمرية؛ فإنها تُكتب ويتم حذف ألف الوصل لأنها تلفظ عند الابتداء فحسب.
  • ألف الوصل في لام التعريف بعد لام الابتداء أو الجر: إذا جاءت ألف الوصل في لام التعريف وكان بعدها لام الابتداء أو لام الجر؛ فإنها تُحذَف حسب قواعد الكتابة العروضية، وكذلك الحال بالنسبة إلى الكتابة الإملائية أيضًا.
  • واو كلمة عمرو: على الرغم من كتابة واو في نهاية كلمة عَمْرو للتفريق بينها وبين عُمَر إلا أن هذه الواو تسقط عند الكتابة العروضية لأنها لا تلفظ، وتقتصر الكتابة في العروض على الملفوظ فحسب.
  • الحروف المدّية إذا كانت قبل ساكن: إذا كان بعد الحروف المدية التي في نهاية الكلمة حرف ساكن؛ فإنها تسقط من اللفظ، ولذلك لا تتم كتابتها في العروض أيضًا، ومن ذلك كتابة أتَ المظلوم عوضًا عن كتابة أتى المظلوم.
  • ألف التفريق: تتم كتابة ألف التفريق في الإملاء للتفريق بين الواو الأصلية من الكلمة وواو الجماعة في الفعل المضارع وغيره، وبما أنها لا تُلفظ؛ فإنها لا تكتب في العروض، ومن ذلك: كتابة رجعو عوضًا عن كتابة رجعوا.
  • الألف الزائدة في بعض الكلمات: تتضمن بعض الكلمات العربية ألفًا زائدة لا تلفظ كما في كلمة مائة، وكلمة أولات، وكلمة أولائك، وعند الكتابة العروضية يتم حذف جميع هذه الحروف لعدم النطق بها.

ما الفرق بين الكتابة العروضية والكتابة الإملائية؟

يكمن الفرق بين الكتابة العروضية والكتابة الإملائية بشكل أساسي في اقتصار الكتابة العروضية على الملفوظ فحسب خلافًا للكتابة الإملائية، التي يمكن العثور فيها على العديد من الحروف غير الملفوظة؛ مثل ألف التفريق بعد واو الجماعة في الأفعال، ويترتب على ذلك زيادة بعض الحروف في الكتابة العروضية وحذف بعضها الآخر حسبما تقتضيه الحالة.

ما هو الإشباع في الكتابة العروضية؟

يُعرف الإشباع في الكتابة العروضية بأنه إضافة حرف مد إلى آخر الكلمة التي يتم تحويل حركتها إلى حرف مد مجانس لها عند اللفظ، ومن ذلك: كتابة يعلمو عوضًا عن يعلمُ إذا تم إشباع الضمة في الكلمة الأصلية، وكتابة القمري عوضًا عن القمرِ إذا تم إشباع الكسرة في الحركة الأخيرة إلى حرف مد.

من هو مخترع الكتابة العروضية؟

يُعرف الخليل بن أحمد الفراهيدي بأنه مخترع الكتابة العروضية إلى جانب إسهاماته الكثيرة في اللغة العربية والشعر، وفيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات حول الخليل بن أحمد:

  • الولادة والوفاة: ولد الخليل بن أحمد الفراهيدي في عُمان عام 718، وتوفي عام 791 في العراق حسب موسوعة بريتانيكا، وهذا يعني أن عمره كان يبلغ 73 عامًا تقريبًا عند الوفاة.
  • نسب الخليل بن أحمد: ينتسب الخليل بن أحمد إلى الأزد، وهو الخليل بن أحمد بن عبد الرحمن بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي، وكنيته أبو عبد الرحمن.
  • الكتب: ترك الخليل بن أحمد الفراهيدي الكثير من الكتب التي تمكن الاستفادة منها في العديد من العلوم إلى جانب علم العروض، ومنها: كتاب الإيقاع، وكتاب تفسير حروف اللغة، وتفسير الجمل في النحو، وكتاب العين، وكتاب معاني الحروف.
  • شيوخ الخليل بن أحمد: تلقى مبتكر الكتابة العروضية العلم على كثير من الشيوخ، ومنهم: عاصم بن أبي النجود، وأيوب السختياني، عيسى بن عمر الثقفي، وعبد الله بن كثير، وعاصم الأحول.
  • التلاميذ: إن سيبويه -اللغوي المعروف- واحد من أبرز تلاميذ الخليل بن أحمد الفراهيدي، كما أن لديه عدة تلاميذ آخرين، ومن بينهم: علي بن حمزة الكسائي، وكذلك الأصمعي، والنضر بن شميل.

ما هي أهمية الكتابة العروضية في الشعر؟

إن أهمية الكتابة العروضية في الشعر كبيرة جدًا، وتتمثل أهمية هذا العلم فيما يأتي بشكل أساسي:

  • تمييز صحيح الشعر: بالاعتماد على الكتابة العروضية يستطيع المرء تمييز الشعر الصحيح من الشعر غير الصحيح الذي يخضع لقواعد الشعر العربي، وذلك لأن بحور الشعر العربي معروفة لدى المختصين مع أوزانها وتفعيلاتها.
  • كتابة الشعر الصحيح: ربما يحتاج المرء إلى معرفة الكتابة العروضية في البداية عند الرغبة بكتابة الشعر الصحيح، وذلك حتى يعتاد على كتابة الشعر بالقريحة ودون الحاجة إلى التحقق من الأوزان.
  • التمييز بين الشعر والنثر: في بعض الأحيان يشتبه على القارئ الكلام المنثور الذي يطلق عليه اسم السجع بالشعر المنظوم على أوزان محددة، وعند عرض الكلام على بحور الشعر بعد تقطيعه عروضيًا يتبين كونه من الشعر أو النثر.
  • قراءة الشعر بشكل صحيح: في بعض الأحيان يضطر الشعراء إلى تسكين بعض الحروف أو إشباع حركتها حتى تصبح صحيحة وفق البحور الشعرية، ويمكن معرفة هذه الحروف بشكل أسهل عند الاعتماد على الكتابة العروضية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ما الفرق بين اللهجة واللغة؟

هل يمكن معرفة عناصر القصة القصيرة؟

هل يوجد فرق بين المقدمة والخاتمة في البحث العلمي؟

هل بدأ الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية عام 2012؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على