تحقيق مسبار
يقع حي الزيتون في غزة ويعد واحدًا من أشهر الأحياء في هذه المدينة، وتعرّض هذا الحي إلى العديد من المجازر في تاريخه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وحاول الاحتلال اجتياحه أيضًا مما تسبب بارتقاء الكثير من الشهداء. وفي عام 2023 شهد الحي مجزرة مستشفى المعمداني، التي تعد واحدة من أبشع مجازر وجرائم الاحتلال على الأراضي الفلسطينية.
أين يقع حي الزيتون في غزة؟
يقع حي الزيتون في غزة داخل المدينة القديمة، وهو الحي الذي يحتل النصف الجنوبي من المدينة القديمة تقريبًا. يتميز هذا الحي بوجود الكثير من المساجد الأثرية القديمة، إلا أن بعض هذه المساجد -كما هي حالة الكثير من المعالم الأثرية الأخرى- تعرضت إلى القصف والتدمير من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
كم تبلغ مساحة حي الزيتون في غزة؟
تبلغ مساحة حي الزيتون في غزة 9.156 مليون متر مربع تقريبًا، وهو ما يساوي 9.156 كيلومتر مربع، الأمر الذي يجعله أكبر أحياء مدينة غزة على الإطلاق. بما أن مساحة محافظة غزة تبلغ 74.6 كيلومتر مربع؛ فهذا يعني أن حي الزيتون يستحوذ على قرابة 12.27% من مساحة هذه المحافظة.
هل عدد سكان حي الزيتون هو الأكبر في غزة؟
بالرغم من كونه أكبر أحياء مدينة غزة مساحة إلا أن عدد سكان حي الزيتون ليس الأكبر، وإنما يحتل المرتبة الثانية حسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية بعدد يصل إلى 78 ألف نسمة تقريبًا، ويسبقه عدد سكان حي الشجاعية الذي يصل إلى أكثر من 110 ألف نسمة، مما يعني أن الفارق بينهما يزيد على 32 ألف نسمة.
هل حاول الاحتلال اجتياح حي الزيتون 2004؟
حاول الاحتلال اجتياح حي الزيتون عام 2004 بالفعل، وبدأ هذا الاجتياح يوم 11 مايو/أيار واستمر عدة أيام، وفيما يأتي بعضًا من أبرز الوقائع خلال هذا الاجتياح:
- بدء اجتياح حي الزيتون: بدأت مجموعات من جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتسلل إلى حي الزيتون مع الصعود إلى أسطح العديد من المباني لإطلاق النار على المواطنين، وكان ذلك في جُنح الليل مع صبيح أول أيام الاجتياح.
- دخول الدبابات وناقلات الجند: بعد مرور وقت قصير من تسلل الجنود بدأ جيش الاحتلال بتعزيز قواته من خلال دخول الدبابات وناقلات الجنود إلى حي الزيتون في غزة.
- قطع تيار الكهرباء: قبل حلول منتصف اليوم الأول من اجتياح حي الزيتون قامت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف محول الكهرباء الرئيسي في الحي، مما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي.
- قصف بعض منازل حي الزيتون: في اليوم الأول من اجتياح حي الزيتون قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف أحد المنازل في حي الزيتون، واعتمدت في ذلك على إحدى طائرات الأباتشي.
- تدمير المنازل: لم تسلَم منازل المدنيين الآمنين من التدمير والقصف بالدبابات خلال اجتياح حي الزيتون، وإنما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتدمير عمارة الزعنون وغيرها من المباني السكنية الأخرى.
- تحويل المنازل إلى أبراج مراقبة: مع الساعات الأولى من اجتياح حي الزيتون في غزة قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالاستحواذ على بعض المباني السكنية وتحويلها إلى أبراج مراقبة.
- عزل حي الزيتون: في اليوم الثاني من الاجتياح البري لحي الزيتون حرصت قوات الاحتلال الإسرائيلي على عزل الحي عن العالم الخارجي، وهو ما يعني فرض حصار خانق على هذا الحي.
هل واجه الاحتلال عدة عمليات مقاومة في حي الزيتون؟
لا شك بأن هناك العديد من عمليات المقاومة التي شهدها الاحتلال الإسرائيلي داخل حي الزيتون في غزة، ومنها العمليات الآتية:
- عملية كتائب سيف الإسلام 1993: قامت كتائب سيف الإسلام التابعة لحركة الجهاد الإسلامي بنصب كمين قتل فيه 3 جنود للاحتلال الإسرائيلي، يوم 12 سبتمبر/أيلول من عام 1993 في حي الزيتون.
- عملية مصعب بن عمير 1993: في يوم 12 سبتمبر/أيلول من عام 1993 قامت كتائب الشهيد عز الدين القسام بعملية أطلقت عليها اسم عملية مصعب بن عمير، وتم تنظيم هذه العملية في حي الزيتون من قبل عماد عقل وبعض رفاقه.
- تفجير ناقلة الجند عام 2004: خلال فترة الاجتياح البري لحي الزيتون قام فوزي مصباح المدهون -من سرايا القدس- بتفجير ناقلة جند يوم 12 مايو/أيار من عام 2004 مما تسبب بمقتل 6 من جنود الاحتلال الإسرائيلي.
- عملية حقل الموت 2008: كانت عملية حقل الموت واحدة من العمليات النوعية التي نفذتها كتائب القسام يوم 16 أبريل/نيسان من عام 2008 في حي الزيتون، وفي هذه العملية تم نصب كمية لقوة خاصة من قوات الاحتلال حسب الموقع الرسمي.
استطاعت كتائب الشهيد عز الدين القسام استهداف إحدى آليات الاحتلال الإسرائيلي في حي الزيتون أثناء توغلها خلال حرب طوفان الأقصى عام 2023، إلا أن بعض حسابات التواصل الاجتماعي قامت بنشر بعض المقاطع المرئية مع الادعاء بأنها من استهداف الآلية المذكورة، وخلص تحقيق مسبار إلى أن هذه الادعاءات مزيفة، وتعتمد على مقاطع قديمة.
ما هي أبرز مجازر الاحتلال الإسرائيلي في حي الزيتون؟
في عام 1956 قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ مجزرة داخل حي الزيتون، وراح ضحيتها 36 قتيلًا من الجانب الفلسطيني، وكانت هذه المجزرة واحدة من أبرز مجازر الاحتلال في حي الزيتون، وكذلك مجزرة مستشفى المعمداني التي شهدها العالم عام 2023 خلال معركة طوفان الأقصى وراح ضحيتها المئات.
في عام 2023 خلال معركة طوفان الأقصى -التي أطلق عليها الاحتلال الإسرائيلي اسم السيوف الحديدية- انتشر مقطع مرئي يدعي ناشروه بأنه لحظة تدمير أحد المنازل داخل حي الزيتون في غزة، ولكن فريق تحقيق مسبار تتبع المقطع ووجد بأنه مضلل، وإنما هو مقطع قديم لا علاقة له بطوفان الأقصى.
لماذا سمي حي الزيتون بهذا الاسم؟
سُمي حي الزيتون بهذا الاسم نظرًا لكثرة أشجار الزيتون الموجودة على أراضيه، وفي الوقت الراهن يغطي الزيتون معظم الأراضي الواقعة في الجزء الجنوبي من الحي، وذلك على الرغم من الأشجار التي قام الاحتلال الإسرائيلي بتدميرها والقضاء عليها في اعتداءاته المتكررة على حي الزيتون في غزة.
هل تعرضت عائلات حي الزيتون غزة إلى القصف 2023؟
تعرّضت عائلات حي الزيتون غزة إلى القصف فعلًا خلال معركة طوفان الأقصى، التي أطلق عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي اسم السيوف الحديدية عام 2023، مما تسبب بوقوع الكثير من الضحايا. في إحدى المجازر التي تم ارتكابها خلال هذه المعركة سقط 35 شهيدًا يوم 3 ديسمبر/كاون الأول من عام 2023، بالإضافة إلى مجزرة مستشفى المعمداني.
قام إيدي كوهين بنشر إحدى الصور على حسابه الرسمي في شبكة إكس، وادعى بأنها صورة لدمية وليست طفلًا قتلته غارات الاحتلال الإسرائيلي، ولكن فريق تحقيق مسبار تتبع هذا الادعاء، ووجد بأن الصورة حقيقية وليست كما يدعي إيدي كوهين، وكانت هذه الصورة لأحد الأطفال الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي في حي الزيتون.
ما هي أبرز المعلومات عن حي الزيتون في غزة؟
عند النظر إلى خريطة أحياء مدينة غزة يتضح بأن حي الزيتون أكبر هذه الأحياء، وهو أحد الأحياء المعروفة في أراضي غزة، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من أبرز المعلومات عن حي الزيتون في غزة:
- المساجد الأثرية: يحتوي حي الزيتون على عدة مساجد أثرية، ومنها مسجد العجمي، ومسجد كاتب الولاية، وكذلك جامع الشمعة الذي تعرض إلى القصف عام 2014 من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
- كنيسة بيرفوريوس: إن كنيسة بيرفوريوس من الآثار التي بنيت في حي الزيتون خلال القرن الخامس الميلادي، وواحدة 3 كنائس في غزة، وفي هذه الكنيسة قبر الأسقف بيرفوريوس.
- حارة العواميد: عند الطرف الجنوبي من حي الزيتون توجد مقبرة يتوسطها أعمدة رخامية، ونقشت أسماء العديد من الذين قتلوا أثناء دفاعهم على هذه الأعمدة، ولذلك يُطلق على المنطقة التي تتواجد فيها هذه المقبرة اسم حارة العواميد.
اقرأ/ي أيضًا:
